الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / الاستفهام /

فهرس الموضوعات

الاستفهام

الاستفهام

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/13 ۲۳:۱۴:۲۴ تاریخ تألیف المقالة

اَلِاسْتِفْهام، مصطلح في النحو العربي، بمعنی السؤال، وطلب الخبر، أو الإيضاح. و يمكن في اللغة العربية صياغة الجملة الاستفهامية علی طريقتين: 1. تغيير لحن الكلام، 2. الإتيان بإحدی أدوات الاستفهام في الجملة الخبرية، و في هذه الحالة يحفظ ترتيب الجملة.

و من الممكن أن يكون السؤال حول تقرير، أو أحد أركان الكلام، أو أحد قيود الجملة؛ و مع ذلك، فإن هناك جملاً استفهامية كثيرة ليس الغرض منها السؤال بالضرورة، بل تستعمل لبيان التعجب، أو التشويق، أو التأكيد علی غرض خاص. و قد فصل علماء البلاغة هذا الموضوع خلال بيان المعاني المجازية للجمل الإنشائية (مثلاً ظ: الخطيب القزويني، 1/234-241). و قد وجدوا للجمل الاستفهامية معانٍ كثيرة غير الاستفهام الحقيقي أهمها: الإثبات و الإقرار، النفي و الإنكار، النهي، السخرية أو الاستهزاء، التعجب، التحقير. كما أن لعلماء المنطق مفاهيم أخری للاستفهام و هو «طلب حصول صورة الشيء في الذهن».

 

أدوات الاستفهام

يمكن تقسيم أدوات الاستفهام علی النحو التالي: ألف ـ أدوات الاستفهام البسيطة، ب ـ ظـروف الاستفهام، ج ـ ضمائر الاستفهام.

 

ألف ـ أدوات الاستفهام البسيطة

1. الهمزة (أ): يُعد هذا الحرف أبسط أدوات الاستفهام وأكثرها أصالة (سيبويه، 1/99؛ المبرد، 2/46، 362)، و يری بعض علماء النحو أن أدوات الاستفهام الأخری تكتسب قوتها في الاستفهام منه (ظ: سيبويه، ن.ص، 3/187). و لهذه الأداة التي تتصدر الجمل الإسمية و الفعلية، استعمال أوسع إذا ماقارناها بأدوات الاستفهام الأخری (الزمخشري، 149) بل إنها قد تأتي قبل حروف العطف مثل: «ألست صاحبنا، أوَلست أخانا»، أو «أفأمنوا مكرالله؟»، أو «أَثُمّ إذا ما وقع آمنتم به» (سيبويه، 3/187-190؛ المبرد، 3/307-308؛ ابن يعيش، 8/151-152؛ ابن هشام، 1/16). و قد تأتي الهمزة أحياناً مع أحد حرفي النفي «لا» و «ما»، لتكون أدوات الاستفهام المنفية «ألا» و «أما» و التي تستعمل على الأغلب للتأكيد علی أمر، أو لفت الانتباه إليه؛ مثل «ألا رجلاً جزاه الله خيراً؟»، أو «أما و الله لوتعديتها قتلتك» (ظ: سيبويه، 2/308، 4/235؛ أيضاً ظ: رايت، II/309-310). و في الجمل الاستفهامية التي تبدأ بهمزة الاستفهام يأتي المستفهم عنه بعد الهمزة مباشرة، مثل «أ ضربت زيداً؟»، أو «أ أنت ضربت زيداً؟»، أو «أ زيداً ضربت؟» (الخطيب القزويني، 1/228).

2. هل: هذا هو أداة أخری من أدوات الاستفهام البسيطة التي تشبه إلی حدما همزة الاستفهام، و لكنها تطرح بالمقارنة معها، نوعاً أكثر فعالية من السؤال (ظ: رايت، II/308). فحرف الهاء في «هل» من شأنه أن يذكرنا بهمزة الاستفهام، و لعلنا نستطيع القول إن «هل» كانت في البداية «أل» (الإسترابادي، 4/449؛ أيضاً ظ: بلاشير، I/218؛ رایت، I/288). و مما يجدر ذكره أن الهاء، وهمزة الاستفهام كانتا تستخدمان في بعض اللهجات بدلاً من بعضهما: هَما بدل أما، و هذا الذي بدل أذا الذي، و ألّا بدل هلّا وأل بدل هل (ابن هشام، 1/54؛ رايت، I/282,288).

و يری سيبويه أن «هل» تعني «قد»بشكل مطلق، و أن همزة استفهام كانت موجودة قبلها حذفت لكثرة الاستعمال (3/189؛ أيضاً ظ: ابن جني، 2/462). و لعل بالإمكان أن نتخذ من وجود الهمزة و هل إلی جانب بعضهما شاهداً علی هذا الادعاء؛ مثل: «أَهَل رأونا بسفح القف ذي الأكم» (ظ: المبرد، 3/291؛ أيضاً ابن‌جني، 2/463).

يری سيبويه فيما يتعلق بالاختلاف بين الهمزة و هل أن غرض المتكلم في جملة «هل تضرب زيداً؟» ليس أن عمل ضرب زيداً قد تحقق، و أما في جملة «أتضربُ زيداً» فإن غرض المتكلم أن عمل زيد قد تحقق (3/175-176). و علی هذا الأساس يمكن القول إن همزة الاستفهام هي للسؤال مع الأخذ بنظر الاعتبار لحقيقة ما، و هل للسؤال عن احتمال دون امتلاك أي رأي، أو عقيدة حول تحققه؛ و لذلك فإن الطابع الاستفهامي لهل أقوی (ظ: EI2). و خلافاً لهمزة الاستفهام فإن هل لايمكن أن تأتي في بداية الجملة المنفية، و لكنها تأتي مع أداة النفي «لا» لتصبح «هلّا»؟ لتتحول إلی أداة تستعمل للفت الانتباه و الفورية الضمنية (مع الفعل المضارع)، أو للتوبيخ و ذم المخاطب على ما لم‌يفعله (مع الفعل الماضي)، مثل: «هلا تعدون من الفخر الكمي المقنع؟»، أو «هلّا أعلمتني؟» (سيبويه، 4/222؛ الزمخشري، 147- 148؛ ابن يعيش، 8/144؛ أيضاً ظ: كانتارينو، I/141؛ رايت، II/310-311؛ للاطلاع علی الاختلافات البنائية بين «أ» و «هل»، ظ: الإسترابادي، 4/446-450).

3. أم: يأتي هذا الحرف في بداية الجزء الثاني من الجملة الاستفهامية التي يبدأ الجزء الأول منها بهمزة الاستفهام، أو «هل». وبناء علی ذلك يوجد أسلوبان متمايزان عن بعضهما: «أ... أمْ» و«هل ...أم». و يمكن استعمال «أو» بدلاً من «أم». ففي الجملة الاستفهامية «أزيد عندك أم عمرو؟» يفترض أن أحدهما، أي زيداً، أو عمراً لدی المخاطب، و لكن لايعلم أي منهما؛ ولذلك لايمكن الإجابة علی مثل هذا السؤال بنعم، أولا. و أما في جملة «أ لقيتَ زيداً، أو عمراً؟» فالاستفهام عما إذا رأيت أحدهما، أولا؟ ومن البديهي أن بالإمكان في هذه الحالة الإجابة بنعم، أولا (سيبويه، 3/169-179).

 

ب ـ ظـروف الاستفهـام

الـظروف الاستفهـاميـة هي أدوات استفهام تؤدي في تركيبة الجمل العربية دور ظروف (الحالة، أو المكان، أو الزمان) و هي:

1. كيف: هذه الكلمة هي في الحقيقة مصدر يستعمل في الغالب كأداة استفهام (ظ: بلاشير، 218). و استعملت كيف بشكل مرخم هو «كيْ» أيضاً (ظ: ابن هشام، 1/204).

2. أينَ: تستعمل هذه الكلمة للاستفهام عن المكان، و قد يعين معناها أحياناً بواسطة حرف الجر: «من أين؟». و مع ذلك تستعمل في الكثير من المواضع «أين» بدلاً من «إلی أين» مثل: «أين تخرج؟» (بلاشير، 407).

3. أنّى: كلمة بليغة لايمكن استعمالها في جميع المواضع (سيبويه، 4/235؛ أيضاً ظ: آذرنوش، 2/ 148-149).

4 متى: للسؤال عن الزمان.

5. أيّان، أو إيّان (ظ: السكاكي، 308، 313؛ رايت، I/285). تشبه هذه الكلمة كلمة متی سوی أن أيّان استعملت في التهويل والتفخيم. تتألف أيان في الأصل من «أيّ + آن» (سيبويه، ن.ص؛ الخطيب القزويني، 1/234؛ أيضاً ظ: فليش، II/470).

 

ج ـ ضمائر الاستفهام

1. ما:كانت هذه اللفظة تستخدم في اللغة القديمة لكل من الأشخاص و الأشياء و لكنها اختصت تدريجياً بالأشياء (المبرد، 2/296؛ بلاشير، 204). و يتم تحويل صوت اللين الطويل «آ» في هذا الضمير بعد حروف الجر إلی القصير «ـَ»: بمَ، لِمَ، فيمَ، و ما إلی ذلك، و يتحول عند الوقف إلی بِمَهْ، و عَمَّهْ... و قد كان البعض يستعمل بِمْ، و لِمْ، و فيمْ أيضاً (ظ: سيبويه، 4/164؛ الزمخشري، 59؛ ابن يعيش، 4/ 8، 9؛ ابن الأنباري، 1/299؛ أيضاً ظ: رايت، I/274). كما كان الشكل المختصر لما (مَ) يستخدم أيضاً لوحده في الجملة (سيبويه، 4/164-165؛ أيضاً ظ: رايت، I/275). و قد تأتي كلمة «ذا» بعد «ما» (ماذا)، حيث اعتبرها البعض كلمة واحدة، و رأی البعض الآخر أنها تمثل كلمتين، وعلی هذا الأساس، فقد حدد علماء النحو لـ‍ «ماذا» معنيين، و رأوا أن لجوابها إعرابين، و علی سبيل المثال ففي جملة «ماذا صنعتَ؟» تكون ذا بمعنی الذي؛ و علی هذا الأساس، تكون الإجابة: «متاعٌ حسنٌ»؛ و أما في جملة «ماذا صنعتَ؟»، فقد شكلت «ذا» مع «ما» كلمة واحدة؛ وبناء علی ذلك، يكون الجواب: «متاعاً حسناً» (ظ: سيبويه، 2/416-417؛ الزمخشري، 60-61). و لكن ماذا تعتبر عادة كلمة واحدة، و إضافة «ذا» يزيد الاستفهام تأكيداً فقط (فليش، II/76). و في حالات الضرورة من الممكن أن يتعين معنی «ما» بحرف الجر: مثل: ممّا، و عمّا، و...(بلاشير، 407).

2. مَن: تستعمل هذه الكلمة للسؤال عن الشخص (الرجل، أو المرأة) (ظ: المبرد، ن.ص)، إلا أن الأعراب كانوا يصرفون «من» علی شكل المذكر و المؤنث في المفرد و المثنی و الجمع كلما كان المسؤول عنه نكرة (سيبويه، 2/ 408-409؛ المبرد، 2/306- 308؛ الزمخشري، 59).

و قد تأتي «ذا» بعد «مَن»، وفي هذه الحالة يأتي تركيبها «من ذا» قبل الموصول، ليكونا استفهاماً أكثر تأكيداً مثل «من ذا الذي أمر» (ظ: سيبويه، 2/61؛ أيضاً ظ: رايت، II/312؛ فليش، ن.ص).

3. أيّ: تستخدم «أيّ» و مؤنثها «أيّة» دائماً مفردة، و أحياناً مع مضاف إليه، و أحياناً لوحدها (م.ن، II/79-80؛ بلاشير، 204). و إذا لم‌تكن «أيّ» مضافة فإنه بالإمكان تصريفها (ظ: سيبويه، 2/407؛

المبرد، 2/302-303؛ ابن يعيش، 4/22؛ أيضاً ظ: رايت، I/276؛ فليش، II/80-81). و قد تخفف «أيّ» لتأتي علی شكل «أيْ» مع لاحقة: أيْهما (بدلاً من أيّهما)، و أَيْمَ (بدلاً من أيّ ما)، و أَيْش (بدلاً من أيّ شيء) (ظ: ابن هشام، 1/77؛ رايت، ن.ص). و قد تتركب «أيّ» مع «ما»، أو «مَنْ»، لتكون أداة استفهام جديدة: أيّما، و أيّمَن (م.ن، I/270). و مما يجدر ذكره أن بالإمكان استعمال أيّما أيضاً بدلاً من «أيّ» مع الاسم الذي يأتي بعدها في حالة الإضافة: «أيّما (أو أيّنا) أحبُّ إليك؛ هو، أم أنا؟» (م.ن، I/276).

و عند الاستفهام عن اسم غير معين، تكسب «أيّ» نفس الإعـراب الذي يمتلكـه الاسـم غيـر المعين فـي الجملة؛ مثـل «ــ رأيتُ رجلاً ــ أيّـاً؟» و «ــ جـاء رجـلٌ ــ أيٌّ» و «ـ مررت برجلٍ ــ أيٍّ» (الزمخشري، 60).

4. كَم: تستعمل هذه الكلمة للسؤال عن المقدار، و يأتي بعدها عادة أداة منصوبة لرفع الإبهام. و يری الكوفيون أن «كم» كانت فـي الأصل «كَمَ»، أو «كما» و قد حذف صوت اللين القصيـر «ـَ» أو صوت اللين الطويل «آ» بسبب كثرة الاستعمال (ظ: ابن‌الأنباري، 1/ 298-303).

 

المصادر

آذرنوش، آذرتاش، آموزش زبان عربي، طهران، 1373ش؛ ابن‌الأنباري، عبدالرحمان، الإنصاف في مسائل الخلاف، تق‍ ‍: محمد محيي‌الدين عبدالحميد، القاهرة، 1964م؛ ابن جني، عثمان، الخصائص، تق‍ ‍: محمد علي النجار، القاهرة، 1374ه‍/1955م؛ ابن هشام، عبدالله، مغني اللبيب، تق‍ ‍: محمد محيي‌الدين عبدالحميد، بيروت، دار إحياء التراث العربي؛ ابن يعيش، يعيش، شرح المفصل، بيروت، عالم الكتب؛ الإسترابادي، محمد، شرح الكافية، تق‍ ‍: يوسف حسن عمر، 1398ه‍/1978م؛ الخطيب القزويني، محمد، الإيضاح في علوم البلاغة، تق‍ ‍: محمد عبدالمنعم خفاجي، بيروت، 1405ه‍/1985م؛ الزمخشري، محمود، المفصل في علم النحو، تق‍ ‍: ي. ب. بروخ، لايبزك، 1296ه‍/1879م؛ السكاكي، يوسف، مفتاح العلوم، تق‍ ‍: نعيم زرزور، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ سيبويه، عمرو، الكتاب، تق‍ ‍: عبدالسلام محمد هارون، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ المبرد، محمد، المقتضب، تق‍‍ ‍: محمد عبدالخالق عضيمة، بيروت، 1382ه‍/1963م؛ الهروي، علي، الأزهية، تق‍ ‍: عبدالمعين الملّوحي، دمشق، 1391ه‍/1971م؛ و أيضاً:

 

Blachère, R., Grammaire de l’arabe classique, Paris, 1960; Cantarino, V., Syntax of Modern Arabic Prose, London, 1974; EI2; Fleisch, H., Traité de philologie arabe, Beirut, 1990; Wright, W., A Grammar of the Arabic Language, Cambridge, 1955.

بابك فرزانه/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: