الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إسترغوم /

فهرس الموضوعات

إسترغوم

إسترغوم

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/13 ۲۱:۵۴:۲۴ تاریخ تألیف المقالة

إسْتِرْغوم، مدينة و قلعة في المجر على ضفة نهرالدانوب علی بعد 80كم شمال شرق بودابست و قد كانت في العصر العثماني مركز السنجق (الولاية). قيل إن اسم هذه المدينة مقتبس من الأصل الفرنجي، أوسترينغون بمعنی القلعة الشرقية (EI2). اسم المدينة بالألمانية غران؛ و باللاتينية إستريغونيوم؛ و باللغة السلوفينية، أوستريهوم. كما ذكرت بالمجرية علی شكل «إسترغون» (ن.ص؛ WNGD,379). جاء هذا الاسم باللغة التركية علی شكل إسترغون، و أوسترغون، و أوسترغوم، و إسترغونة (EI2؛ البجوي، 1/251؛ جودت باشا، 57). و ذكر حاجي خليفة في كتاب جهان نما أن اسم هذه المدينة أوستورغون (ظ: أوزون ـ چارشيلي، 3(1)/628، ها 2).

تقع هذه المدينة فوق تل مطل علی انحناء كبير في نهرالدانوب، و اتسعت مع مرور الزمن، و تحولت في القرن 5ه‍/11م إلی مدينة رئيسة. ذكر أن مؤسس هذه المدينة هو شخص يدعی غيزا (قوجة) الذي كان من حكام المجر (القرن10م) («دائرة معارف الديانة...»، XI/438-439؛ أولياچلبي، 6/257). كانت إسترغوم تتبع المملكة الألمانية حيناً، و حيناً أردل، و المجر حيناً آخر (ن.ص). وكانت هذه المدينة في عهد حكم أسرة أرباد مركزاً للحكم بمناسبات مختلفة، و قد ولد إستيفان (إشتيفان) الأول، أو إستيفان القديس (ح 359-429ه‍/970- 1038م) مؤسس دولة المجر، في هذه المدينة (EI2)؛ كما كانت هذه المدينة في نفس الفترة مقر الأسقف الكبير، و رئيس أسقفيات المجر العشر (ن.ص).

و في سنتي 638- 639ه‍/1241-1242م دخلت المدينة منعطفاً جديداً باستيلاء المغول عليها، حيث انتقل علی إثر ذلك مركز الحكم من إسترغوم إلی بودين (بودا) أحد قسمي بودابست (ميدان لاروس، II/617؛ «دائرة معارف الديانة»، XI/439). ومع ذلك، فقد بقيت إسترغوم علی شكل أحد مراكز الأسقفية (ن.ص). وقرر السلطان سليمان القانوني في 932ه‍/1526م السيطرة علی المجر. وقد كان الهدف الرئيس لقائد الجيش العثماني مدينة بودين عاصمة المجر (أوزون چارشيلي، 2/372). كانت إسترغوم تقع علی مسافة 3 أيام (27 ميلاً) من بودابست، و كانت تعتبر مفتاح بودين (م.ن، 3(1)/ 628، ها 2؛ WNGD، ن.ص). و بعد مقتل لايوش في حرب المجر (ذي القعدة 932/ آب 1526) في معركة موهاج، اختارت مجموعة من أمراء القسم الشرقي من المجر وترانسيلفانيا، يانوش زابوليا ملكاً للمجر (أوزون چارشيلي، 2/373- 375)؛ و لكن أُعلن فردينان دوق النمسا و حاكم بوهيميا و شقيق شارل الخامس (شارلكان) الذي كان من أسرة هبسبورغ، و كان ينافس يانوش زابوليا، ملكاً شرعياً للمجر (م.ن، 2/376). وفي 2 رمضان 935ه‍/10 أيار 1529م جهز السلطان سليمان القانوني الذي كان قد وعد يانوش المساعدة جيشاً مؤلفاً من 250 ألف مقاتل للهجوم علی المجر بهدف السيطرة علی فيينا عاصمة النمسا، و استولی في محرم 936/أيلول 1529 علی بودين، و علی إسترغوم في 2 صفر / 6 تشرين الأول من نفس السنة، و أوكل العاصمة إلی يانوش زابوليا (م.ن، 2/377، 394، ها 11و12؛ «دائرة معارف الديانة»، ن.ص). و استسلمت إسترغوم في هذه المعركة للقوات العثمانية دون قتال (ن.ص). و بعد عودة الجيش العثماني من محاصرة فيينا، هجم فردينان مرة أخری علی يانوش زابوليا، وسيطر علی قلعة إسترغوم (أوزون چارشيلي، 2/380). و بعد هذه الحادثة كانت إسترغوم تخضع لسيطرة فردينان حيناً، و لحكم يانوش حيناً آخر. و في 1533م حدثت معارك علی الحدود بين إيران و الدولة العثمانية؛ تصالح سليمان القانوني الذي كان قد وجد الأوضاع صعبة في جبهة الشرق مع فردينان في تموز من نفس السنة، حيث قسمت المجر علی إثر ذلك إلی قسمين: قسم تحت حكم يانوش، و بقي القسم الآخر تحت سيطرة فردينان (م.ن، 2/385؛ «دائرة معارف الديانة»، XI/439).

و أدی موت يانوش في 947ه‍/1540م إلی أن يهجم فردينان علی بودين و يحاصرها (أوزون چارشيلي، 2/386). فسارع السلطان العثماني في 948ه‍ إلی إرسال صوقللي محمد باشا لمحاربة فردينان (م.ن، 2/387). و منذ هذه السنة ارتبط مصير إسترغوم بتاريخ الدولة العثمانية (EI2). و في 18 محرم 950 توجه السلطان سليمان بنفسه لمحاربة المجر. و في 25 محرم من نفس السنة سيطرت القوات العثمانية علی مدينة إسترغوم و قلعتها بعد الاستيلاء علی بودين. و منذ هذا التاريخ انضمت إسترغوم إلی إمارة بودين باعتبارها مركز السنجق (الولاية)، و أوكلت حكومتها إلی محمد باشا (بك) يحيی باشازاده (أولياچلبي، 6/257، 258؛ أوزون چارشيلي، 2/388، 568-569؛ البجوي، 1/251، 254؛ لطفي باشا، 416؛ «دائرة معارف الديانة»، ن.ص). و بعد السيطرة علی المدينة، و انضمامها إلی إمارة بودين، حول في 953ه‍/1546م مبنی الكنيسة و مقر رئيس الأساقفة إلی مسجد، و كلف 3 آلاف مقاتل بالدفاع عن قلعة إسترغوم. و بادر قائد القوات العثمانية في نفس السنة ببناء التحصينات، و حفر خندقاً حول المدينة استمر العمل فيه حوالي سنتين.

و في عهد السلطان مراد الثالث (982-1003ه‍/1574-1595م) كلف محمد باشا (بك) ابن سنان باشا بمحاربة النمسا. و عندما كان مقيماً في بودين، حاصر مانسفلد قائد جيش النمسا إسترغوم في ذي الحجة 1003. و خلال القتال هرب محمد باشا إلی بودين، و استسلمت إسترغوم بعد شهر من المحاصرة. وكانت نتيجة هذا القتال تسليم محمد باشا إسترغوم إلی ميكلوش (مقلوش) قائد المجر (أولياچلبي، 6/258؛ EI2؛ البجوي، 2/175، 178، 180؛ أوزون چارشيلي، 3(1)/97- 98؛ قره چلبي‌زاده، 479). و خلال المحاصرة تهدم قسم من مقر رئيس الأساقفة الذي كان قد تحول إلی مسجد («دائرة معارف الديانة»، ن.ص؛ أولياچلبي، 6/265).

خرجت قلعة إسترغوم لعشر سنوات من سيطرة القوات العثمانية. و في ربيع الأول 1013/آب 1604 كلف السلطان أحمد الأول (سل‍ 1012-1026ه‍/1603-1617م) لالا محمدباشا الوزير الأعظم في أواخر السنة نفسها كي يفتح قلعة إسترغوم. وسيطرلالا محمدباشا علی قلعة إسترغوم بعد 35 يوماً من المحاصرة في جمادی الأولی 1014 (أوزون چارشيلي، 3(1)/119، 120؛ البجوي، 2/301؛ أولياچلبي، 6/260؛ «دائرة المعارف التركية»، V/450-451). بقيت إسترغوم حتی 1094ه‍/1683م تحت سيطرة العثمانيين («دائرة معارف الديانة»، XI/440). و في هذه السنة حاصر الحلفاء المهاجمون بقيادةيان سوبيسكي ملك بولندا قلعة إسترغوم، وطالبوا بتسليم القلعة، و لكن دلي‌بكرباشا قائد القوات العثمانية رفض اقتراحهم. فقرر الجنود المدافعون عن القلعة تسليمها بعد أن أدركوا صعوبة الوضع. و أخيراً استسلمت القلعة، و هرب الجنود العثمانيون إلی بودين، و منذ هذا التاريخ خرجت إسترغوم التي كانت مفتاح بودين، من سيطرة العثمانيين بشكل كامل. و أعدم دلي بكر باشا و عدد آخر بتهمة تسليم قلعة إسترغوم (أوزون چارشيلي، 3(1)/593-594؛ «دائرة معارف الديانة»، ن.ص). و في رمضان 1096/آب 1685، حاصر ملك إبراهيم باشا قائد الجيش العثماني إسترغوم، و لكنه هزم أمام جيش النمسا. وقد اتخذ الوزير الأعظم قرا إبراهيم باشا من هذه الحادثة ذريعة كي يسعی من أجل قتل القائد ملك إبراهيم. و كانت نتيجة تلك المساعي قتل القائد في محرم 1097/تشرين‌الثاني 1685 بأمر السلطان محمد الرابع (أوزون چارشيلي، 3(1)/610-611).

و قد شرح أولياچلبي الذي كان قد سافر إلی المجر في 1074ه‍/1663م، وضع بودين و إسترغوم بشكل مفصل (6/257-275). و ذكر حكام المدينة و أرض القلعة و أشكالها التي كانت قد بنيت علی تل مرتفع إلی جانب نهرالدانوب، و اعتبر في معرض إشادته بمسجد جامع قزل أولماي في إسترغوم بناءه الأفضل بين الأبنية الأخری، و سمی مئذنة المسجد المرتفعة، وموضع المؤذن «المئذنة الشامخة» (6/261، 262، 265؛ EI2). وقد ذكر بعض المعلومات عن الصور الجميلة المنقوشة علی جدران الجامع (6/265). و كتب قائلاً: تضم إسترغوم 16 محلة و4 مساجد، تقام صلاة الجمعة في مسجدين منهما. أحد هذه المساجد هو جامع حاجي إبراهيم و تعلوه مئذنة مرتفعة، و الآخر جامع المحكمة وهو ذوبناء قديم (6/271). و تقع «محكمة الشرع المبين» داخل هذا الجامع. تشتمل إسترغوم علی مدرستين هما مدرسة حاجي إبراهيم و مدرسة المحكمة. و تضم المدينة 4 كتّاب و تكيتان للدراويش (تكية علي أفندي، و تكية حاجي إبراهيم)، وحمام صغير. و يوجد فيها 210 دكاكين (6/272).

و يبدو من الفهرس الذي تم تدوينه في 978ه‍/1570م ومابعدها أن 800 أسرة كانت تعيش في إسترغوم، حيث كان يوجد 78 بيتاً في القلعة العليا، و 204 بيوت شامخة في القلعة السفلی، و542 بيتاً في فاروش الكبری، حيث كان 383 بيتاً يعود إلی المسلمين، و 11 بيتاً إلی الغجر الذين أسلموا («دائرة معارف الديانة»، XI/439). ذكر أولياچلبي أن عدد بيوت القلعة العليا يبلغ 200 بيت (6/263).

كان دخل هذه المنطقة 70 ألف «آقچة» في 953ه‍/1546م، حيث يتم تأمينها عن طريق الضرائب و الجمارك و رسوم المرور و الأمور التجارية الخاصة. و في السبعينيات من القرن 16م كانت الضرائب تؤخذ علی الحبوب و أمثالها أيضاً. و كان القسم الأكبر من الدخل الضريبي خاصاً بالحكومة، و كانت حصة حاكم السنجق (الولاية) قليلة. كانت إسترغوم تتمتع بأهمية إستراتيجية. و منذ 1235ه‍/1820م تحولت إسترغوم مرة أخری إلی أحد مراكز الأسقفيات في المجر («دائرة معارف الديانة»، XI/439,440).

تعد إسترغوم اليوم أحد الموانئ النهرية في المجر على ضفة نهرالدانوب. وفي 1981م أُعلن أن عدد نفوس المدينة يبلغ 31 ألف نسمة. تشتمل المدينة على منشآت لصناعة المكائن. و يتم استثمار مناجم فحم الكوك بالقرب من إسترغوم («قاموس...»، 1566).

يوجد في إسترغوم عدد من الآثار المعمارية. و يعد القصر الملكي أحد الآثار المعمارية البارزة في إسترغوم. و قد ذكر أن تاريخ بنائه يعود إلی القرن 6ه‍/12م (ن.ص؛ BSE3,XXX/254). ومن الآثار المعمارية الأخری في المدينة، قاعة النهضة التي تعود إلـی القرن 9ه‍/15م، و مجموعـة كنسية بنيت خلال السنوات 1822-1856م، و تشتمل علی قبة جميلة (ن.ص؛ دايرة المعارف فارسي). و تعد كنيسة أنّا المقدسة التي يعود تاريخها إلی سنة 1828م من الآثار المعمارية الرئيسة في المدينة. ومن آثار إسترغوم المعمارية الأخری قصر الأسقف الأعظم الذي يضم متحفاً و مكتبة نفيسة. توجد في إسترغوم عين ماء معدنية (ن.صص).

 

المصادر

أوزون چارشيلي، إسماعيل حقي، تاريخ عثماني، تج‍ ‍: وهاب ولي، طهران، 1370-1372ش؛ أولياچلبي، محمد، سياحت نامه، تق‍ ‍: أحمد جودت، إستانبول، 1318ه‍؛ البجوي، إبراهيم، تاريخ، إستانبول، 1283ه‍؛ دايرة المعارف فارسي؛ قره‌‌چلبي‌زاده، عبدالعزيز، روضة الأبرار المبين بحقائق الأخبار، القاهرة، 1248ه‍؛ لطفي باشا، تواريخ آل عثمان، إستانبول، 1341ه‍؛ و أيضاً:

 

BSE3; Cevdet Paṣa, Tezâkir, ed. Cavid Baysun, Ankara, 1986; EI2; Meydan Larousse, Istanbul, 1987; Sovetskiĭ entsiklopedicheskiĭ slovar, Moscow, 1987; Türk ansiklopedisi, Ankara, 1968; Türkiye diyanet vakfı İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1995; WNGD.

عنايت الله رضا/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: