أسبیجاب
cgietitle
1442/9/12 ۱۹:۱۵:۵۵
https://cgie.org.ir/ar/article/236027
1447/1/12 ۰۱:۲۳:۴۳
نشرت
7
أَسْبيجاب، أو أسفيجاب، منطقة و مدينة في ماوراءالنهر.
هناك احتمالان فيما يتعلق بصياغة اسم أسبيجاب: الأول أنه مركـب من كلمتيـن بهلويتيـن «أسپيگ» (= مضـيء ؟) و«آب» (= الماء) حيث حول الحرف «گ» إلی «ج»، و الثاني قرب أسپيج من كلمة سپيد (أبيض) الفارسية. و قد ذكر الكاشغري صاحب ديوان لغات الترك، أسبيجاب باسم المدينة البيضاء (1/31، 3/133). كانت هذه المنطقة التي صنفها الجغرافيون المسلمون في الإقليم الخامس (ظ: ابن رسته، 98؛ ياقوت، البلدان، 1/249؛ قا: حمدالله، 261)، أرضاً واسعة في عصر السامانيين، كانت تضم المناطق الخصبة حول نهر أريس (من الفروع الشرقية لسيحون) وفروعه، و كانت تمتد من الشرق حتى وادي طلاس (طراز) (بارتولد، تركستاننامه، 1/389، 392؛ مينورسكي، 357)، وتحدها من الشمال الغربي صبران (صبوران)، و من الغرب منطقة كنجيده، و من الجنوب الشاش (ظ: بارتولد، ن.م، 1/392؛ لسترنـج، 527)، و كان مركزهـا يعـرف باسم أسبيجاب أيضـاً (ظ: حدود العالم، 117؛ المقدسي، 262)، وكانت تقع علی خط الطول الشرقي 89°، و خط العرض الشمالي 43° (البيروني، 2/577؛ أبوالفداء، 494؛ القلقشندي، 4/441؛ قا: ياقوت، ن.ص).
و ذكر الفردوسي أسبيجاب، باسم سبنجاب، و أحياناً سبيجاب، و اعتبرها جزء من مملكة توران في الحرب بينها و بين إيران (2/48،/3/58، 174). و استناداً إلی قصص الشاهنامه، فعندما قتل سياوش ابن كيكاوس الملك الكياني بأمر أفراسياب، و هجم رستم علی توران انتقاماً له، قتل حاكم أسبيجاب علی يد فرامرز ابن رستم (م.ن، 3/174-175)، و بعد انتصار رستم علی أفراسياب، أصبح القائد الإيراني گودرز حاكم أسبيجاب (م.ن، 3/192). و استناداً إلی رواية البلاذري (2/422)، فقد سيطر قتيبة بن مسلم الباهلي حوالي سنة 58ه/678م علی جميع أرجاء الشاش. واستناداً إلی رواية أخری (ن.ص)، كانت قلعة أسبيجاب قد فتحت قبل هذا التاريخ، ثم تغلب الأتراك عليها مع بعض أهالي الشاش، و أخيراً سيطر نوح بن أسد الساماني في224، أو 225ه/839، أو 840م في عهد خلافة المعتصم العباسي على أسبيجاب، و أمر ببناء سور حول المدينة يحيط بكروم أهلها و مزارعهم (ن.ص؛ قدامة، 409؛ السمعاني، 3/201؛ ابن الأثير، 6/509).
و قد اعتبر بعض الجغرافيين، أسبيجاب من توابع الشاش، إحدی كور ماوراءالنهر (الإصطخري، 166؛ ابن حوقل، 392؛ أيضاً ظ: البيروني، ن.ص)، و لكن المقدسي (ص 261-264) قسم ماوراءالنهر إلی 6 كور و 4 مناطق، و ذكر أسبيجاب باعتبارها إحدی كوره، و كانت تشتمل على أكثر من 40 مدينة منها خورلوغ و فاراب و طراز وصبران و برسخان وجموكت (أيضاً ظ: ابنحوقل، 418؛ قا: قدامة، 173؛ تاريخ سيستان، الذي أورد أسبيجاب ضمن كور خراسان [الكبری]). و قيل إن أسبيجاب كانت تشكل ثلث بنكث (بناكت)، و تضم مدينة و قلعة قديمة (قهندز) و ربضاً. و استناداً إلی ماذكره ابن حوقل (ن.ص)، فقد كانت قهندز مهدمة في القرن 4ه/10م، و لكن مدينتها و ربضها كانا عامرين. و كان يوجد سور يحيط بالمدينة الداخلية و الربض، و طول سور الربض يبلغ فرسخاً واحداً. و المدينة نفسها تشتمل على 4 أبواب تدعی نوجكث و فرخاذ (فرخان)، و سراكراثة (شاكرانة)، و باب بخاری، و كان إلی جانب كل من تلك الأبواب رباطات تدعی رباط النخشبيين و البخاريين و السمرقنديين ورباط قراتكين (المقدسي، 272-273). كما قيل إنه كانت توجد في هذه المنطقة 700,1 رباط (م.ن، 273). كانت دارالإمارة والمسجد و السجن في المدينة الداخلية، و الأسواق في المدينة والربض (ابن حوقل، ن.ص). و يخص المقدسي بالذكر سوق البزازين (ص 227). وصف جغرافيو القرن 4ه/10م أسبيجاب بأنها مدينة عامرة، وفيرة المحاصيل، و ذات أسواق تجارية مزدهرة (الإصطخري، 186-187؛ ابن حوقل، أيضاً حدود العالم، ن.صص)، بحيث إنها كانت «مركزاً لتجار العالم» علی رواية حدود العالم، ويؤخذ منها «البسط و الغنم»، و «الرقيق و الثياب البيض و آلات السلاح إلی بقية المدن» علی قول المقدسي (ص 325).
كانت أسبيجاب الحد الفاصل بين قبيلتي الأتراك الغُز (أُغوز)، وخَرلُخ (قَرلُق، أو كارلوك)، حيث كانت قبيلة الغُز تعيش علی أرض المسلمين من الساحل الشرقي لبحر الخزر حتی أسبيجاب، فيما كانت قبيلة خرلخ تعيش في منطقة تمتد من أسبيجاب حتى فرغانة (الإصطخري، 163؛ ابن حوقل، 387؛ القزويني، 558؛ أيضاً ظ: بارتولد، «تاريخ»، 78,84، گزيده...، 207-208). كان أهالي أسبيجاب يتحدثون باللغة السغدية و التركية، كما كان حال أهالي بلاساغون و طراز (الكاشغري، 1/31؛ فراي، 113).
و في القرن 4ه/10م في عهد السامانيين، كانت أسرة تركية تحكم منطقة أسبيجاب، و كانوا بين الحكام الخراسانيين و حكام ماوراءالنهر، الوحيدين المعفيين من دفع الخراج إلی الحكومة المركزية (الإصطخري، 186-187؛ ابن حوقل، 418؛ المقدسي، 273)، ذلك لأن أسبيجاب كانت الحد الفاصل بين المسلمين والكفار، و كانت محاربتهم تبدأ منها (اليعقوبي، 61؛ حدود العالم، 117؛ المقدسي، ن.ص)، وكان حاكم أسبيجاب يبعث إلی بخاری هدايا بدلاً من الخراج السنوي كتعبير عن طاعته للأمير الساماني (بارتولد، تركستان نامه، 1/460). كما كان لحاكم أسبيجاب نفوذ أيضاً بين أتراك المنطقة الشرقية من سيحون، و القسم الغربي من «هفت آب» الذين كانوا يخضعون للسامانيين. و علی قول المقدسي (ص 275)، فقد كان «ملك التركمان» يبعث من معسكر المدينة الهدايا إليه (أيضاً ظ: بارتولد، ن.م، 1/502). و بالطبع فإن الأسرة الحاكمة لأسبيجاب لمتكن دائماً مطيعة للسامانيين. ففي بداية حكم منصور بن نوح (387-389ه/997-999م) ثار أبومنصور محمد بن الحسين بن مُت الأسبيجابي الذي كان علی الأرجح من أسرة حكام أسبيجاب، بتحريض من عبدالله بن غرير الوزير المعزول للأمير الساماني، و لكنه نكب أخيراً علی يد إيلك نصر الأمير القراخاني لماوراءالنهر (العتبي، 156؛ بارتولد، ن.م، 1/563).
و في السنوات الأخيرة من حكم آل سامان، سيطر بغراخان هارون ابن إيلك خان علی أسبيجاب في 383ه/993م علی عهد نوح بن منصور (حك 366-387ه(، و توجه منها إلی بخاری، وأخرج الأمير الساماني من عاصمة ملكه (العتبي، 92-93؛ الگرديزي، 368-369).
و بعد زوال الأسرة السامانية سقطت أسبيجاب، كما سقطت المدن الأخری في ماوراءالنهر بيد القراخانيين، و في هذه الفترة كانت أسبيجاب و طراز تشكلان مقاطعة خاصة (ظ: بارتولد، «تقرير...»، 65). و استناداً إلی رواية البيهقي (ص 693)، فبعد موت قدرخان الحاكم القراخاني المقتدر في 423ه/1032م، منح خليفته أرسلانخان حكومة هاتين الولايتين إلی أخيه بغراخان (أيضاً ظ: بارتولد، تركستان نامه، 1/621). و قد تبقت بعض العملات النقدية من الحكام الإيلكخانيين ضربت في أسبيجاب وطراز و فرغانة (ظ: إيرانيكا). و في القرن 6ه/12م تغلب القراختائيون علی أسبيجاب وولايات رقعة حكم القراخانيين الأخری. و أمر السلطان محمد خوارزمشاه في 604ه أن تدمر ولايات أسبيجاب و الشاش وفرغانة الحدودية كي لاتسقط في قبضة الأعداء (ابن الأثير، 12/271)، وفي 609ه/1212م بعث جيشاً للمحافظة علی أسبيجاب بعد أن أخرج القراختائيين من ماوراءالنهر، و استولی علی سمرقند (الجويني، 2/125؛ أيضاً ظ: قفس أوغلي، 234؛ غروسيه، 295). و تعرضت أسبيجاب لقتل و دمار كبيرين علی إثر هجمات الخوارزمشاهيين و خاصة هجوم المغول في 616ه، بحيث إنها فقدت ازدهارها و مكانتها السابقة مع اسمها منذ ذلك الحين (ظ: ياقوت، ن.م، 1/249-250).
و يبدو أن أسبيجاب تغير اسمها إلی سيرام مع هجوم المغول علی ماوراءالنهر؛ فقد وصلتنا من تلك الفترة معلومات من زاهد صيني يدعی تشانغتشون، ذكرها فيها باسم سيلان (أي سيرام) و ذلك خلال زيارته لها في تشرينالثاني 1221 (رمضان 618) (ظ: برتشنايدر، I/72-74، ها 186). و رغم أن الكاشغري (1/78) اعتبر قبل هذا التاريخ في القرن 5ه/11م في تقرير انفرد به، سيرام هي نفسها أسبيجاب لأول مرة، و لكن هذه المدينة ظلت تعرف باسم أسبيجاب استناداً إلی المصادر المتعلقة بالقرنين 5 و6 وأوائل القرن 7ه (مثلاً ظ: العتبي، 92؛ البيهقي، ن.ص؛ مجمل التواريخ، 480؛ الجويني، ابن الأثير، ن.صص). و أما اسم سيرام فقد أطلق علی هذه المدينة في مصادر العصرين المغولي والتيموري ومابعدها (ظ: شرفالدين، 275؛ حافظ أبرو، 1/409؛ دوغلات، 40-41,79,112). و تعد سيرام اليوم من مناطق جيكمنت الواقعة في جمهورية كازاخستان (ظ: بارتولد، «تاريخ»، 77).
ظهر من أسبيجاب علماء و محدثون يمكن أن نذكر منهم أباعلي الحسن بن منصور الأسفيجابي (ظ: السمعاني، 1/147) وطالب بن القاسم الأسبيجابي(ظ: ياقوت، المشترك، 88).
ابن الأثير، الكامل؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، بيروت، 1979م؛ ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفيسة، تق : ديخويه، ليدن، 1891م؛ ابن الفقيه، أحمد، مختصـر كتاب البلدان، تق : ديخويـه، ليـدن، 1967م؛ أبوالفداء، تقويم البلـدان، تق : رنو ودوسـلان، بـاريـس، 1840م؛ الإصـطـخـري، إبراهيـم، المسـالك والممـالك، تقـ : محمدجابر عبدالعـال الحيني، القاهرة، 1381ه/1961م؛ بارتولد، و.و.، تركستان نامه، تج : كريم كشاورز، طهران، 1352ش؛ م.ن، گزيدۀ مقالات تحقيقي، تج : كـريـم كشـاورز، طـهـران، 1358ش؛ البــلاذري، أحـمـد، فتـوح البلـدان، تق : ديخويه، ليدن، 1865م؛ البيروني، أبوالريحان، القانون المسعودي، حيدرآباد الدكن، 1374ه/1955م؛ البيهقي، أبوالفضل، تاريخ، تق : علي أكبر فياض، مشهد، 1350ش؛ تاريخ سيستان، تق : محمـد تقي بهار، طهران، 1314ش؛ الجوينـي، عطا ملك، تاريخ جهانگشاي، تق : محمـد القزويني، ليدن، 1334ه/1916م؛ حافظ أبرو، عبدالله، زبدة التواريخ، تق : كمال حاجسيدجوادي، طهران، 1372ش؛ حدود العالم، تق : منوچهر ستوده، طهران، 1340ش؛ حمدالله المستوفي، نزهةالقلوب، تق : جي لسترنج، ليدن، 1331ه/1913م؛ السمعاني، عبدالكريم، الأنساب، تق : عبدالله عمرالبـارودي، بيـروت، 1408ه/1988م؛ شـرف الديـن علـي اليزدي، ظفرنامه، تق : عصامالديـن أورونبايوف، طشقنـد، 1972م؛ العتبي، محمـد، تاريـخ يمينـي، تج : ناصح الجرفاذقاني، تق : جعفـر شعـار، طهـران، 1345ش؛ الفردوسي، الشاهنامۀ، تق : ي أ. برتلس و آخرون، موسكو، 1965-1966م؛ قدامة بن جعفر، الخراج وصناعة الكتابة، تق : محمد حسين الزبيدي، بغداد، 1979م؛ القزويني، زكريا، آثار البلاد و أخبار العباد، بيروت، 1380ه/1960م؛ قفس أوغلـي، إبراهيـم، تاريخ دولت خوارزمشاهيان، تج : داود أصفهانيان، طهـران، 1367ش؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، دمشق، 1383ه/1963م؛ الكاشغري، محمود، ديـوان لغات التـرك، إستانبـول، 1333-1335ه؛ الگرديـزي، عبدالحـي، تاريخ، تق : عبدالحي حبيبي، طهـران، 1363ش؛ لسترنج، جي، بلدان الخلافة الشرقية، تج : بشير فرنسيس و كوركيس عواد، بيروت، 1405ه/1985م؛ مجمل التواريخ و القصص، تق : محمد تقي بهار، طهران، 1318ش؛ المقدسي، محمد، أحسن التـقـاسيـم، تق : ديخـويـه، ليـدن، 1906م؛ يــاقـوت، البلـدان؛ م.ن، المشتـرك، تق : فوستنفلد، غوتينغن، 1846م؛ اليعقوبي، أحمد، البلدان، بيروت، دار إحياء التراث العربي؛ و أيضاً:
Barthold, W. W., «A History of the Turkman People», Four Studies on the History of Central Asia, tr. V. and T. Minorsky, Leiden, 1962, vol. III; id, Otchiot o poezdke v srednyuyu Aziyu, St. Petersburg, 1897; Bretschneider, E.,Mediaeval Researches from Eastern Asiatic Sources, London, 1967; Dughlát, M. M. H., Tarikh-i Rashidi, ed. and tr.N. Elias and E. Denison Ross, Patna, 1973; Frye, R. N., Bukhara the Medieval Achievement, Oklahoma, 1965; Grousset, R., L’Empire des steppes, Paris, 1948; Iranica; Minorsky,. V., tr. and annotation to Ḥudūd al- ʿAlam, ed. C. E. Bosworth, Cambridge, 1982.
أبوالفضل خطيبي/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode