اَلْأَزْهَريّ، أبوالوليد زين الدين خالد بن عبدالله بن أبي بكر (838- محرم 905ه‍/1434- آب 1499م)، نحوي و لغوي وفقيه شافعي يعرف أيضاً بالوقّاد. ينحدر نسبه إلی أبي منصور الأزهري (ن.ع) صاحب تهذيب اللغة (الخوانساري، 3/278؛ مدرس، 1/112). ولد في جرجة (جرجا) بصعيد مصر، و لذلك عرف بالجرجي (الجرجاوي) (السخاوي، 3/171).

انتقل الأزهري في طفولته إلی القاهرة مع أسرته، و نشأ فيها وتعلم في البدء قراءة القرآن و درس كتابي العمدة و المختصر لأبي‌شجاع، ثم دخل الأزهر، و انشغل فيه بإكمال دراسته و تعلم علوماً مثل المعاني و البيان و الصرف و النحو و المنطق و أصول الفقه و تلقى العلم من أساتذة مثل يعيش المغربي و داود المالكي و السنهوري و الحصني و الشمني و السخاوي (م.ن، 3/171-172)، و لكنه كان في البدء على مانقل ابن العماد (8/26) خادماً للأزهر، ثم أقبل على العلم و هو في سن 36 (874ه‍( إثر انقلاب روحي. وهو يری أن السبب الرئيس في ذلك إهانة أحد طلاب الأزهر له، و التي كانت قد تركت أثراً عميقاً في نفسه. و قد انشغل الأزهري بالتدريس بعد تلقيه للعلم، و غشي مجالس درسه عدد كبير من طلاب العلم، و انتشر اسمه علی الألسنة (السخاوي، 3/172؛ فروخ، معالم...، 1/141؛ سركيس، 811). و قد اعتبره البعض نظيراً لجلال الدين السيوطي و عبد‌الرحمان الجامي، بل عدوه أفضل منهما في بعض الجوانب (الخوانساري. مدرس، سركيس، ن.صص).

حج الأزهري في آخر عمره، و توفي في طريق العودة في موضع يدعی بركة الحاج بالقرب من القاهرة (الغزي، 1/188؛ ابن‌العماد، ن.ص؛ ابن إياس، 3/425).

كان الأزهري يعد في عصره من النحويين الكبار، و قد أشيد به كثيراً في المصادر. و مع كل ذلك كان منشغلاً في شرح، أو تلخيص آثار الآخرين، حاله في ذلك، كحال غيره من النحويين في ذلك العصر و الذين لم‌يقدموا شيئاً جديداً؛ و لذلك فإن كتبه كلها هي شروح لآثار علماء النحو الآخرين مثل ابن مالك و ابن هشام. و يقوم أسلوبه في شرح آثار النحويين و الاستناد إلی المصادر النحوية على الاختصار و الإيجاز بحيث إن إيجازه هذا كان يخل أحياناً بالمعنی و يؤدي إلى الغموض. و لذلك فإن بعض الناقدين اعتبروه شارحاً غير موفق، و عدوا شروحه ضعيفة ومليئة بالخلل (فروخ، ن.ص). وبالإضافة إلى ذلك فقد شكوا أيضاً في معرفته باللغة و الأدب العربي، فأخذوا عليه مثلاً في شرح قصيدة «البردة» (ن.ص).

آثـاره المطبوعة

1. الألغاز النحوية، طبع في القاهرة (1281ه‍( طبعة حجرية (البغدادي، 1/344؛ سركيس، ن.ص).

2. التصريح بمضمون التوضيح، أو التصريح في شرح التوضيح، و هو شرح مفصل يشمل 3 آلاف بيت على كتاب أوضح المسالك إلی ألفية ابن مالك لابن هشام. يقول المؤلف نفسه في مقدمة الكتاب إنه رأی ابن هشام في المنام و طرح عليه إبهامات كتابه، و أجاز له شرح كتابه (ص1). أنهی الأزهري تأليف هذا الكتاب في 890ه‍، أو في 896ه‍ بناء علی أحد الأقوال (حاجي خليفة، 1/154؛ الخوانساري، 3/278-279). طبع هذا الأثر لأول مرة في بولاق (1286ه‍(، و أعيد طبعه بعد ذلك لمرات عديدة في بيروت و طهران و القاهرة. و قد كتب ياسين بن زين الدين العليمي حاشية على هذا الشرح (إليس، I/846؛ فنديك، 303).

3. تمرين الطلاب في صناعة الإعراب. طرح المؤلف في هذا الكتاب الذي ألفه في 886ه‍ (مدرس، ن.ص؛ سركيس، 812) غرائب الألفية و نوادرها، و حلل جميع أبياتها من الناحية النحوية. وصلتنا طبعات كثيرة لهذا الكتاب: فقد نشر لأول مرة في مصر (1252ه‍(، وطبع بعد ذلك لمرات عديدة في تونس (1290و1292ه‍( و القاهرة (1274، 1301 و1374ه‍ و 1960م).

4. الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية، وهو شرح علی مقدمة ابن الجزري في التجويد، وطبع في مصر (1304ه‍( )حاجي خليفة، 2/1800).

5. الزبدة في شرح قصيدة البردة. شرح الأزهري بدايةً في هذا الكتاب قصيدة البردة شرحاً مفصلاً، ثم اختصرها، و أتم تأليف الكتاب في 903ه‍ (م.ن، 2/1333). طبع هذا الأثر مرات عديدة في الإسكندرية و بولاق و القاهرة.

6. شرح الآجرومية، و هي‌كما ‌يبدو ‌من اسمها شرح على المقدمة الآجرومية للصنهاجي في النحو. كتبت حواش كثيرة علی هذا الكتاب (ظ: م.ن، 2/1796؛ فروخ، تاريخ...، 6/398؛ فنديك، 304؛ GAL,II/308-309). طبع هذا الكتاب عدة مرات في بولاق و القاهرة و فاس.

7. شرح المقدمة الأزهرية، في شرح المقدمة الأزهرية في علم العربية التي هي من تأليف المؤلف نفسه (ظ: الرقم 8). طبع هذا الكتاب عدة مرات في مصر (منها في 1253، 1287 و 1307ه‍(.

8. المقدمة الأزهرية في علم العربية، يضم مباحثاً نحوية وكتبت عنه شروح عديدة (ظ: فروخ، ن.م، 6/269؛ حاجي خليفة، 2/1798؛ فنديك، 308؛ GAL,S,II/22-23). طبع هذا الكتاب لمرات في مصر (منها في السنوات 1284، 1307، 1351 و1358ه‍).

9. موصل الطلاب إلی قواعد الإعراب، و هو شرح لكتاب الإعراب عن قواعد الإعراب لابن هشام و قد طبع عدة مرات في إستانبول (1285ه‍( و القاهرة (1292، 1299 و 1325ه‍( و عمان (1985م بتحقيق عبدالكريم مجاهد و سعيد عبدالهادي مع حاشية لأبي‌بكرالشنواني).

آثـاره المخطوطة

1. إعراب الكافية. توجد مخطوطاته في المكتبة الظاهرية (الظاهرية، 44-46)، 2. بلوغ الأمل في فن الزجل، 3. تفسير آية فلا أقسم بمواقع النجوم، 4. تقييد في الحمد و الشكر، 5. الثمار اليوانع في الأصول، 6. شرح العوامل المائة (حول مخطوطات لهذه الآثار، ظ: GAL, S, I/504, II/23).

كما نسب إليه كتاب بعنوان القول السامي علی كلام ملا عبدالرحمان الجامي، في النحو (البغدادي، 1/344).

المصادر

ابن إياس، محمد، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تق‍ ‍: محمد مصطفی، القاهرة، 1404ه‍/1984م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351ه‍/1932م؛ الأزهري، خالد، التصريح في شرح التوضيح، طهران، ط حجرية؛ البغدادي، هدية؛ حاجي خليفة، كشف؛ الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، تق‍: أسدالله إسماعيليان، طهران، 1391ه‍/1971م؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، بيروت، دارمكتبة الحياة؛ سركيس، يوسف، معجم المطبوعات العربية، القاهرة، 1346ه‍/1928م؛ الظاهرية، المخطوطات (النحو)؛ الغزي، نجم الدين، الكواكب السائرة، تق‍ ‍: جبرائيل سليمان جبور، بيروت، 1365ه‍/1945م؛ فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي، بيروت، 1405ه‍/1984م؛ م.ن، معالم الأدب العربي في العصر الحديث، بيروت، 1406ه‍/1985م؛ فنديك، إدوارد، اكتفاء القنوع، القاهرة، 1314ه‍/1896م؛ مدرس، محمد علي، ريحانة الأدب، تبريز، 1346ش؛ و أيضاً:

Ellis, A. G., Catalogue of Arabic Books in the British Museum, London, 1967; GAL; GAL,S.

عزت ملا إبراهيمي/خ.