أَزْهَرُ بْنُ‌ يَحْيى، ابن‌زهير بن فرقد بن سليم (أو سليمان) ابن ماهان، المعروف بـ «أزهر الحمار» (تـ بعد 276ه‍/889م)، ابن‌عم يعقوب و عمرو ابني الليث الصفاري و قائدهما المدبر.

معلوماتنا عن حياة أزهر ضئيلة، و مقتصرة على حدود النصف الثاني من القرن 3ه‍، و مأخوذة في أغلبها من تاريخ سيستان. قيل إن نسبه ينحدر إلى خسرو أبرويز الملك الساساني. كان خبيراً و شجاعاً، و له دور كبير في الانتصارات التي حققها يعقوب و عمرو (تاريخ سيستان، 204،269). فبتدبير منه انضم إليه في 248ه‍ ألف من الخوارج الذين كانو يشكلون تهديداً جدياً لحكم يعقوب، وأصبحوا في عداد جنده (ن.م، 205).

و في 254ه‍/868م و عندما هجم يعقوب بن الليث على كرمان، أسر أزهر بفضل شجاعته قائد جيش العدو وكان يدعى طوق بن المفلس (أو المغلس)، لتنتهي الحرب بأسره بانتصار يعقوب (ن.م، 213؛ قا: الطبري، 9/382-383، الذي أورد هذه الأحداث في سنة 255ه‍ دون ذكر اسم أزهر).

أبقى يعقوب في 261ه‍/875م عند هجومه على فارس، أزهر خليفة له في سجستان (تاريخ سيستان، 225). و بعد وفاة يعقوب في 265ه‍ و خلافة أخيه عمروبن‌الليث، انضم أزهر إلى الأمير الجديد، و أعانه في الحروب كقائد شجاع أيضاً. و في 276ه‍/889م و عندما هرب علي‌بن‌الليث الذي كان سجيناً في قلعة بم في غياب أخيه عمرو، و فرّ إلى سجستان مع مجموعة، سارع أحمد بن شهفور و أزهر لمواجهته، و طارداه إلى خراسان (ن.م، 247؛ أفشار، 169).

نقلت في المصادر حكايات مختلفة عن لقبه «أزهر الحمار»، يمكن استناداً إليها، اعتبار مصدر هذا اللقب بعض ميزاته الخلقية كحب المزاح، و السذاجة، و التواضع الكبير. حتى ضربت الأمثال فيما بعد ببعض من هذه الحكايات (ظ: تاريخ سيستان، 269-271؛ الرشيد الوطواط، 105؛ باستاني پاريزي، 23-24، 59-60). كما نقلت قصص عن مروءته.

كان أزهر يتمتع بمنزلة رفيعة لدى يعقوب، و قد استغل نفوذه ذات مرة، و أنقذ شخصاً من الموت الحتمي. و قد كان يعقوب يجله إلى حد بحيث إنه أمر عند دخول رسول الخليفة سجستان أن ينزل أولاً في دار أزهر (تاريخ سيستان، 270-272). كما نقلت حكاية في قابوس نامه (عنصر‌المعالي، 96) عن وفاء أزهر لعمرو وحبه له. و استناداً إلى رواية تاريخ سيستان فقد كان أزهر «رجلاً أديباً و كاتباً» بالإضافة إلى شجاعته (ص 269).

المصادر

أفشار سیستاني، إيرج، بزرگان سيستان، طهـران، 1367ش؛ باستاني پاريزي، محمد إبراهيم، يعقوب ليث، طهران، 1344ش؛ تاريخ سيستان، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، 1314ش؛ الرشيد الوطواط، محمد، حدائق السحر في دقائق الشعر، تق‍ : عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1358ش؛ الطبري، تاريخ؛ عنصر‌المعالي، كيكاوس، قابوس نامه، تق‍ : غلام حسين يوسفي، طهران، 1364ش.

علي رفيعي/خ.