اَلْأَزْديّ، أبوزكريا يزيد بن محمد بن إياس (ت‍ 334ه‍/ 946م)، مؤرخ و محدث موصلي. كان من قبيلة أزد اليمانية. لايعرف تاريخ ولادته. يحتمل أنه ولد في الموصل و نشأ فيها وذلك نظراً لنسبته الأزدي. و ورد في بعض المصادر أنه كان معروفاً بابن زَكرة (أو زُكرة) أيضاً (ابن جميع، 379؛ الذهبي، تاريخ...، 210؛ السيوطي، 366؛ أيضاً ظ: المسعودي، 1/16).

سمع الحديث في الموصل عن مشايخ أمثال محمد بن أحمد‌بن أبي المثنی الموصلي و عبيدالله بن غنّام و إسحاق بن الحسن الحربي و غيرهم (الذهبي، سير...، 15/387، تاريخ، ن.ص). و ممن حدّث عنه: مظفر بن 4محمد الطوسي و أبوالحسين محمد بن أحمد بن جُميع و نصر بن أبي نصر الطوسي العطار (ابن جميع، ن.ص؛ الذهبي، سير، أيضاً تاريخ، ن.صص؛ السيوطي، 367). ولي الأزدي قضاء الموصل مدة (ظ: ابن جميع؛ الذهبي، ن.صص).

آثاره

1. تاريخ الموصل، تعود أكثر شهرة الأزدي لهذا الكتاب، و لايعرف من هذا الأثر لحد الآن، سوی نسخة موجودة في مكتبة تشستربيتي في لندن، و هي النسخة التي اعتمدها علي حبيبة في تصحيحه (القاهرة، 1387ه‍/1967م). و يبدو أن الأزدي صنف كتابه هذا في 3 مجلدات. و بما أن المجلد الحالي يبدأ من 101ه‍/719م و ينتهي ب‍ـ 224ه‍/839م؛ فعلى هذا يقوی احتمال أن يكون الكتاب الموجود هو المجلد الثاني من تاريخ الموصل، ذلك لأن المؤلف كان قد دوّن الكتاب حتی حوادث عصره و بإمكاننا أن نخمن أن للكتاب مجلداً ثالثاً أيضاً. و مع أن فقدان المجلدين الآخرين يُصعب علينا دراسة أسلوب الأزدي في تدوينه للتاريخ، لكن يمكن اعتبار المجلد الموجود نموذجاً مفيداً لدراسة أحداث تلك السنوات و معالجة أسلوب الأزدي أيضاً.

اعتمد الأزدي كالطبري، التقويم السنوي أساساً لتدوينه التاريخ و تناول في ذيل كل سنة باختصار الأوضاع العامة لتلك السنة، ثم أولى أخبار مدينة الموصل أهمية خاصة. و لما كان معاصراً للطبري وقد أوصل بصراحة أسانيد رواياته في مواضع من كتابه إلی الطبري (ظ: ص6، 10، 281)، يمكن القول إنه لم‌ينأ من التأثر به.

و قد صرح الأزدي أنه لم‌يقتبس تاريخ الموصل من كتاب معين مختص بالموصل، و إنما جمعه من مصادر مختلفة، و ذكر ما وجده و لم‌يعدل عن الصدق (ص 250). و فضلاً عن الروايات الشفوية، فقد أشار إلی ما وجده في بعض المصادر و الكتب أيضاً (مثلاً ظ: ص 113، 214-215). و قد تناول في هذا الأثر أخبار وأحداث الجزيرة و الموصل السياسية و أسماء علماء الموصل ومحدثيها علی نهج كتب الرجال التي تقتصر علی معلومات محدودة عنهم. كما كان الأزدي يولي اهتماماً بأخبار ولاة الموصل

و عمالها و قضاتها، و الإصلاحات التي قاموا بها، وكيفية تعيينهم، أو استيلائهم عليها، وكذلك أنساب بعض القبائل اليمانية التي حطت رحالها في الموصل و ضواحيها، وتراجم رجالات هذه القبائل و شعرائها، و محل سكناهم و موطنهم الأصلي ونماذج من أشعارهم و دورهم في الحركات السياسية و بسالاتهم وتاريخ وفياتهم (ظ: ص 78-102، 145-155، مخ‍).

و رغم أهمية تاريخ الموصل، فقد عفا الزمن علی اسم الأزدي و بعض آثاره، و مع ذلك، اعتمده بعض المؤلفين و المؤرخين أمثال المسعودي (ن.ص)، و الذهبي (سير، 9/282، 12/252، مخ‍).

2. طبقات المحدّثين، و هذا الكتاب الذي دُعي أحياناً بطبقات العلماء بالموصل (ظ: المزي، 25/512؛ ابن حجر، لسان...، 3/262) لم‌يعثر عليه حتی الآن، إلا أن الأزدي ذكره في تاريخ الموصل (ص 301). و يمكننا الوقوف علی أهمية هذا الكتاب نظراً لكثرة اعتماده من قبل المصادر الرجالية المختلفة. وقد استند الخطيب البغدادي إلی هذا الكتاب كثيراً في طرقه الروائية (مثلاً ظ: 5/417، 6/132، 8/428، 13/228، مخ‍ ‍(. و قد عده ابن الأثير من مصادره أيضاً (1/11). و قد نقل عنه كل من ابن ماكولا (1/176) و ياقوت (4/658) و ابن حجر العسقلاني (تهذيب...، 3/414، لسان، 3/259, 261-262).

و الأثر الآخر الذي أشار إليه الأزدي نفسه (ص 96) ولم‌يرد اسمه في المصادر المعروفة، هو القبائل و الخطط الذي تناول فيه علی مايبدو القبائل التي أقامت في الموصل.

المصادر

ابن الأثير، علي، أسد‌الغابة، القاهرة، 1280ه‍؛ ابن جميع، محمد، معجم الشيوخ، تق‍: عمر عبدالسلام تدمري، بيروت، مؤسسة الرسالة؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذيب التهذيب، حيدرآباد الدكن، 1327ه‍؛ م.ن، لسان الميزان، حيدرآباد الدكن، 1331ه‍؛ ابن ماكولا، علي، الإكمال، حيدرآباد الدكن، 1382ه‍/1963م؛ الأزدي، يزيد، تاريخ الموصل، تق‍ : علي حبيبة، القاهرة، 1387ه‍/1967م؛ الخطيب البغدادي، أحمد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1349ه‍؛ الذهبي، محمد، تاريخ الإسلام، حوادث و و فيات، 331-350ه‍، تق‍ ‍: عمرعبدالسلام تدمري، بيروت، 1413ه‍/1992م؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ المزّي، يوسف، تهذيب الكمال، تق‍: بشار عوّاد معروف، بيروت، 1413ه‍/1992م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تق‍ ‍: محمد محيي الدين عبدالحميد، القاهرة، 1384ه‍/1964م؛ ياقوت، البلدان.     

عزت ملاإبراهيمي/ت.