الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أرور /

فهرس الموضوعات

أرور

أرور

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/11 ۱۴:۰۶:۱۰ تاریخ تألیف المقالة

أَرور، اسم مدينة قديمة تقع بين فرعين من فروع نهر السند. وقد ذكر البيروني أن أرور تقع بين خط الطول 95°و15´شرقاً، وخط العرض 28°و10´ شمالاً (القانون...،2/561). تسميتها: أوردت المصادر الإسلامية اسم هذه المدينة بأشكال مختلفة هي: أرور (م. ن، تحقيق...، 164، 216؛ كوفي، 21، مخ‍ )، الرور (البلاذري، 439-440؛ الإصطخري، 175؛ المسعودي، 1/378)، رور (حـدود العالم، 68)، أزور (أبـوالفداء، 347)، دور ( أشكال...، 135)، ألور (البكري، 8؛ نسياني، 25، مخ‍(. وقد سمى هيوآن تسانغ السائح الصيني الذي عاش في القرن 7م، هذه المدینة باسم پي چان پوپولو (مينورسكي، 285).

و قد ذكرت آراء عديدة بشأن معنى أرور و كيفية تلفظها. يحتمل إليوت («تاريخ الهند»، I/363) أن «ال» التعريف قد أضيف إلى الاسم خلال الحكم العربي. و يعتقد بلوچ أن اسم أرور مشتق من كلمة «رود» [نهر] الفارسية، حيث نسبت المدينة إليه خلال عهد الهيمنة الساسانية مع الأخذ بنظر الاعتبار الموقع المناسب للمدينة على ضفاف نهر مهران (السند)، و ثم ظهر بشكل أرور (ص 19).

 

موقعها الجغرافي

قدّم جغرافيو القرن 4ه‍ الذين رحلوا إلى أرور، تفاصيل مهمة عن تركيبتها و وصفوها بأنها مدينة كبيرة عليها سوران و أنها كانت بسعة ملتان، تعدّ جزءاً من بلاد السند. أما فروع نهر مهران التي كانت أرور تقع على شاطئه، فقد كانت تتصل مع بعضها قبل وصولها إلى أرور، و بعد عبوره من المدينة ينقسم النهر إلى فرعين. و كانت مدن الديبل و المنصورة وملتان تقع قريبة من أرور. و قد عدّ المسعودي أرور من توابع المنصورة المدينةِ المهمة في بلاد السند (ن.ص). و ذُكر أن المسافة بينها و بين المنصورة، 20 فرسخاً، و بينها و بين بهاتي 15 فرسخاً. و بشأن موقع أرور من نهر مهران وردت أقوال مختلفة: يرى ابن حوقل (ص 275) و المسعودي (ن.ص) أن أرور تقع على الجانب الغربي لنهر مهران، بينما يرى الإدريسي (1/170) أنها و اقعة على الجانب الشرقي منه، و ذكر البيروني (ن.م، 164) أنها بين فرعين من فروع نهر السند. و ورد في حدود العالم (ص 68) أن أرور موضع رطب و محل لنزول القوافل الهندية. ويبدو أن أغلب الكتّاب الذين جاؤوا بعد القرن 4ه‍ قد استقوا معلوماتهم من الآثار الجغرافية و التاريخية لهذا القرن.

وعدّ الكتّاب المعاصرون أرور عاصمة لدولة موسيكانوس القديمة (دي،134؛ لاو، 289)؛ و استناداً إلى المؤرخين اليونانيين فقد كانت بلاداً خصبة مزدحمة بالسكان تقع على شاطئ نهر السند (سترابون، VII/,33,35,57-59؛ آريان، II/149).

 

تاريخها

ترجع أقدم الوقائع المدونة بشأن أرور إلى هجوم الإسكندر على الهند و احتلاله بلاد موسيكانوس حيث كانت هناك سلطة للبراهمة (م.ن، II/149,151,153؛ سترابون، VII/57-59). و خلال العهود اللاحقة، حكمت أسرتا راي و چاچ من طبقة البراهمة هذه البلاد التي كانت عاصمتها مدينة أرور، وكان تحت تصرف هذه الطبقة مناطق شاسعة (كوفي، 10 ومابعدها؛ البكري، 8 و مابعدها). و يرى إليوت («تاريخ السند»،406-410 ) أن دولة أسرة چاچ كانت معاصرة للدولة الساسانية في إيران.

و خلال خلافة الوليد بن عبدالملك الأموي (86-96ه‍/705-715م) تمكن المسلمون بقيادة محمد بن أبي عقيل الثقفي من السيطرة على أرور من غير حرب سنة 95ه‍ (البلاذري، ن.ص؛ اليعقوبي، 2/288-289؛ ابن الأثير، 4/588-589). و كانت بلاد السند خلال عهد الهيمنة العربية قد قسمت إلى إمارات مستقلة. وكانت أسرة قرشية تحكم في المنصورة، و كانت أرور تشكل جزءاً من المنطقة الخاضعة لهم (المسعودي، 1/377-378؛ إليوت، ن.م، 454-455). و في القرن 5ه‍ كانت المنصورة التي تقع قريباً من أرور قد سقطت بيد محمود الغزنوي (ابن الأثير، 9/345)، لكن لم‌يرد ذكر لأرور في المصادر. و في القرون 5-10ه‍/11-16م، حكمت هذه البلاد أسرتا «سومرة» و«سمة» على التوالي (إليوت، ن.م، 483-500؛ نسياني، 32-56). و استناداً إلى ماذكره بكري (ص 68-69)، فإنه خلال عهد فتح‌خان بن سكندر، استولى پير محمد من أحفاد تيمور على بهكر، و أهدى أرور إلى أحد السادات. و في 926ه‍/1520م تمكن شاه بك أرغون من إلحاق الهزيمة بأسرة سمة و قام بتخريب أرور التي كانت واحدة من أقسام بهرك الثمانية التي كانت تدفع الخراج، و استخدم آجرها في إنشاء أبنية جديدة في بهكر (تتوي، 21-22؛ ميرك السندهي، 5-6). و ذكر أبوالفضل العلامي ضمن حوادث 964ه‍/1557م أن أرور كانت ملجأً لواحد من معارضي أكبر شاه (1/45-46). وكتب يوسف ميرك السندهي يقول إن قلعة أرور كانت ماتزال قائمة حتى 1044ه‍/1634م، و كان شعب پَوار يعيش فيها (ن.ص).

لاتتوفر لدينا معلومات عن تضاؤل أهمية أرور السياسية ـ الاقتصادية و تاريخ خرابها. و قد قدّم الكتّاب المعاصرون آراء متباينة بهذا الشأن: يرى هيغ أن تغيير مسار نهر مهران أدى إلى تضاؤل أهمية أرور (ص 72). و يحتمل أن يكون تغيير مسار النهر قد حدث بعد النصف الأول للقرن 5ه‍، ذلك أن البيروني قال في القرن نفسه إن أرور تقع على شاطئ نهر مهران (تحقيق، 164). و استناداً إلى إحدى الأساطير، فإنه خلال عهد أحد الحكام الظلمة في أرور، قام أحد التجار ــ ‌إعراباً منه عن معارضته لهذا الحاكم ــ بشق مجرى جديد لنهر مهران مما أدى إلى خراب أرور وانقطاع المياه عنها (قانع، 79-80؛ نسياني، 25-27). لكن وفقاً للتنقيبات التي أجريت في المنطقة، يبدو أن زلزالاً مدمراً وقع في القرن 8ه‍/14م أدى إلى تدمير مدينة المنصورة (پاتان، 29-33). ونظراً لقرب مدينتي أرور و المنصورة من بعضهما، فمن المحتمل أن تكون أرور قد دُمرت أيضاً إثر ذلك الزلزال. و من المحتمل جداً أن يكون هذا الزلزال قد أدى إلى تغيير مسار نهر مهران. تقع أطلال أرور بين مدينتي بهكر و خيرپور قرب روري (إليوت، «تاريخ الهند»، I/363).

 

المصادر

ابن الأثير، الكامل؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، بيروت، 1979م؛ أبوالفداء، تقويم البلدان، تق‍: رينو و دو‌سلان، باريس، 1840م؛ أبوالفضل العلامي، أكبرنامه، تق‍: مولوي عبدالرحيم، كلكتا، 1879م؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، القاهرة، 1989م؛ أشكال العالم، المنسوب لأبي القاسم الجيهاني، تج‍ : علي بن‌عبدالسلام الكاتب، تق‍: فيروز منصوري، مشهد، 1368ش؛ الإصطخري، إبراهيم، مسالك الممالك، تق‍: دي‌خويـه، ليدن، 1927م؛ بكـري، محمد معصوم، تاريـخ معصومي، تق‍: عمر بن داودپوته، بومباي، 1938م؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍: دي‌خويه، ليدن، 1865م؛ البيروني، أبوالريحان، تحقيق ماللهند، حيدرآباد الدكن، 1377ه‍/1958م؛ م.ن، القانون المسعودي، حيدرآباد الدكن، 1374ه‍/1955م؛ تتوي، محمـد، ترخان نامه، تق‍: حسـام الدين راشدي، حيدرآباد، 1965م؛ حدود العالـم، تق‍: منوچهـر ستـوده، طهـران، 1340ش؛ قانـع تتـوي، علـي‌شيـر، تحفـة الكـرام، تق‍: حسام‌الدين راشدي، حيدرآباد، 1971م؛ كوفي، علي، چچنامه، تق‍: نبي بخش بلوچ، إسلام آباد، 1403ه‍/1983م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تق‍: باربيه دي مينار، باريس، 1869م؛ ميرك السندهي، يوسف، تاريخ مظهر شاهجهاني، تق‍: حسام الدين راشدي، حيـدرآبـاد، 1962م؛ نسيانـي تتـوي، طاهـر محمـد، تـاريـخ طاهـري، تق‍: نبي‌بخش بلوچ، حيدرآباد، 1384ه‍/1964م؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، بيروت، 1379ه‍/1960م؛ و أيضاً:

 

Arrian, Anabasis Alexander, tr. E. I. Robson, London, 1967; Baloch, N. A., Commentary on Fathnamah-i Sind, Islamabad, 1983; Dey, N. L., The Geographical Dictionary of Ancient and Mediaeval India, New Delhi, 1984; Elliot, H. M., The History of India, Lahore, 1976; id, The History of Sind, Karachi, 1985; Haig, M. R., Indus Delta Country, Karachi, 1972; Law, B. Ch., Historical Geography of Ancient India, New Delhi, 1984; Minorsky, V., «Les Tsiganes Lulī et les Lurs Persans», JA, 1931, vol. CCXVIII; Pathan, M. A., «Present Ruins of AlmanŞūrah», Islamic Culture, Hyderabad-Deccan, 1988, vol. XLII; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1966.

مجيد سميعي/ه‍.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: