الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أرنیط /

فهرس الموضوعات

أرنیط

أرنیط

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/11 ۱۳:۴۷:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

أَرْنيط، أو أرنيدو اسم قلعة و مدينة في شرقي محافظة لوغرونيو ب‍‍‍إسبانيا. تقع هذه المدينة علی خط العرض °42 و11´ شمالاً، و خط الطول 2°و4´ غرباً، علی بعد 43كم إلی الجنوب الشرقي من لوغرونيو، علی الجانب الأيسر لضفة نهر سيداكوس (ظ: EI2، حيث ذكر الاسم خطاً بشكل: سيكادوس) أحد فروع نهر إبرُه، علی أرض مرتفعة خصبة (ن.ص؛ EUE، مادة أرنيدو؛ البستاني).

ذكر الجغرافيون المسلمون أن المسافة من أرنيط حتى تطيلة، 30 ميلاً (ح 42كم)، و إلی سرقسطة، 80 ميلاً (ح 117كم)،وغالباًما عدّوا أرنيط من توابع تطيلة (مؤنس، 70، نقلاً عن أحمد‌بن محمد الرازي؛ ياقوت، 1/224)، و أحياناً من قری سرقسطة (الدمشقي، 418). و أرنيط هي أقصی مدن الشمال التي تمكن مسلمو إسبانيا من الاستيلاء عليها (الثغر الأعلی)، و هي مطلّة علی نافار التي يقطنها المسيحيون؛ أما ماذكره ياقوت (ن.ص) بشأن المسافة بين هذه المدينة و البلاد الإسلامية نقلاً عن ابن حوقل، فإنه ذو علاقة بمدينة أوبيط التي هي مركز آستورياس (ابن‌حوقل،1/111؛ أيضاً ظ: عبدالمؤمن،‌1/61؛ ابن عبدالمنعم، 27).

و اسم أرنيط معرَّب كلمـة Arneto المركبـة من كلمة arena (= الرمل)، و اللاحقة etu ـ، و تعني بمجموعها في الإسبانية الأرض الرملية (ظ: دوبلر، 342).

 

تاريخها

وردت الإشارة مراراً في المصادر الإسلامية إلى مَنَعَة قلعة أرنيط و أهميتها من الناحية العسكرية (ظ: ابن عذاري، 4/84؛ ياقوت، عبدالمؤمن، ابن عبدالمنعم، ن.صص). و إلی نهاية القرن 3ه‍ كانت أرنيط بأيدي بني قسي، مسيحيي إسبانيا الذين أسلموا حديثاً (المولّدون). و كان جدهم الأعلی الكونت قَسي (كاسي) وهو من أشراف القوط و قومس (كنت) في الثغر الأعلی، قد ذهب إلی الشام بعد فتح الأندلس، و أعلن إسلامه لدی الوليد بن عبدالملك بهدف واحد فقط هو استعادته أمواله. كما أن أولاده وأحفاده الذين تعاقبوا على حكم هذه المنطقة بشكل مستقل، لم‌‌يعيروا أهمية إلی بلاط الخلافة الأموية في الأندلس، بل و كانوا ينبرون أحياناً لمحاربتهم (ظ: ابن حزم، 502؛ عنان، 1/260). و مع كل ذلك فقد أعانوا مراراً الحكومة المركزية فى مواجهة ثورات المسيحيين المتعاقبة في شمالي إسبانيا، وخلال ذلك كانت أرنيط علی حد تعبير أحمد بن محمد الرازي للمسلمين «درعاً لهم من النصاری» (مؤنس، ن.ص، ها 2).

و قد وقعت أول و أكبر معارك بني قسي مع أمويي الأندلس علی عهد‌موسی بن موسی بن‌ فرتون بن قسي (ظ: ابن‌ حزم، ن.ص). وفي 226ه‍/841م عيّن عبدالرحمان بن الحكم الأموي كلاً من عبدالله و عامر ابني كُليب علی سرقسطة و تطيلة. وقد كبّد هذان الأخوان موسی بن موسی و ذويه، خسائر فادحة. و بعد سنة توجه مطرف بن عبدالرحمان إلی تلك البقاع لحرب غرسية بن وَنقه أميربنبلونه (عاصمة نافار). غير أن موسى و ذلك تلافياً وكذلك للقرابة التي بينه وبين غرسية، اكتفی بإرسال ابنه فرتون فقط مع جيش قليل العدد لمعونة مطرف و بقي هو في أرنيط. وقد أثار هذا العمل حفيظة مطرف إلی الحد الذي رفض معه معونة موسی. و بعد مضيّ فترة عين عبدالرحمان الحارثَ بن بزيع علی سرقسطة و إنه بعد أن حاصر موسی بن موسی في تطيلة، وافق علی خروجه تجاه أرنيط و ذهب هو نفسه إلی سرقسطة، فشن لمراتٍ هجمات علی أرنيط انطلاقاً من سرقسطة و ضيّق خلالها الخناق علی موسی؛ حتی طلب موسی إلی صهره غرسية أن يهب لنجدته. وفي آخر حملة‌للحارث علی أرنيط و خلال عبور من سيداكوس (في المصادر الإسلامية: إبره)، و في موضع قرب أرنيط يدعی بلمه، واجه جيشهم المتحد و هُزم هزيمة نكراءووقع في الأسر. و تلافياً منه لهذه الهزيمة، شنّ عبدالرحمان عدة حملات علی المناطق الخاضعة لسيطرة موسی وغرسية. وأخيراً طلب موسی بن‌موسی الأمان و أطلق سراح الحارث مقابل نيله اعترافاً رسمياً بحكومته في أرنيط (ظ: ابن‌ الدلائي، 29-30؛ ابن‌حيان، «المقتبس»، 298، 300؛ قا: ابن الأثير، 7/7-9، الذي أورد هذه الوقائع متأخرةً سنةً واحدة؛ أيضاً ظ: ليفي پروفنسال، I/215-217؛ السامرائي، 169-170؛ عنان، 1/260-261؛ البستاني).

و عقب مقتل موسی بن موسی في المعركة التي حدثت في 248ه‍، أُطلق سراح ابنه لُب الذي كان رهينة لدی محمد بن عبدالرحمان في قرطبة، فتولی الحكم عقب أبيه؛ و في 257ه‍ ثار في أرنيط علی محمد، فأرسل إخوته إلی سرقسطة و تطيلة وبقية مدن الثغر الأعلی، فانتزع هذه المنطقة من أيدي عمّال محمد (ظ: ابن الدلائي، 30-32؛ ابن عذاري، 2/101). و قد ذكر ابن الدلائي نقلاً عن بعض المصادر أنه بعد قدوم لُب إلی الثغر، بنی قلعة بقيرة. و عقب إلحاقه الهزيمة بإخوته الذين كانوا قد ثاروا عليه، توجـه إلی أرنيط. و كانت نسـاء بنـي قسي وكـذلك عمالهـم ــ ومنهــم زوجـة لـب ــ و بسبب الحروب في هذه المنطقة، قد تجمعوا في القلعة. فجاء لب ــ و كـان ملتثمـاً ــ و استولی علی القلعة. لكن إخوته استدرجوه بالخديعة إلى قَلَهُرَة، و أسروه في الطريق. ثم انطلقوا نحو أرنيط و طلبوا إلی زوجة لب أن تضع القلعة تحت تصرفهم كي يطلقوا سراح لب. فلم توافق في البدء لكن حين علمت أنهم سيقتلون لب في هذه الحالة، سلّمت القلعة إلی إخوة زوجها. و قد ذهب لب عقب ذلك إلی بقيرة و توفي هناك سنة 261ه‍/875م (ابن الدلائي، 31-32).

و عقب لب تولی الحكم ابنه محمد. وفي 270، أو 271ه‍، أخذ محمد بن عبدالرحمان الخليفة الأموي سرقسطة، منه إزاء مبلغ وفي المقابل وافق علی حكمه علی أرنيط و بعض المدن الأخری (ظ: م.ن، 35-36، الذي ذكر سنة 261ه‍ خطأً؛ عنان، 1/303). و في 294ه‍/907م تولی عبدالله بن محمد بن لب حكم أرنيط. و بعد فترة سقطت أرنيط بيد سانشو. و خلال تلك الفترة كانت سلطة بني قسي علی الثغر الأعلی قد زالت. و في 303ه‍ وعقب وفاة عبدالله، تولی ابنه محمد حكم تطيلة. و في خضم المعارك التي عرفت ب‍‍ «موئيش»، قام محمد بمدّ يد العون للخليفة الأموي في الأندلس عبدالرحمان الناصر بالله فـي مواجهة سانشو و اُردونيو الثاني (في المصادر الإسلامية: أُردون بن أذفونش) ملك ليون. وبعد أن ألحق عبدالرحمان الثالث الهزيمة بهذين الاثنين عدة مرات، وصل إلی قلعة قلهرة الواقعة إلی الشمال الغربي من أرنيط؛ إلا أن سانشوتخلی عنها وهرب إلی أرنيط. ويبدو أنه أراد هـو و حليفـه أن يقطعـا ــ فـي هـذا الـمـوضـع ــ الطريق علی المسلمين. و بعد تدمير قلعة قلهرة توجه عبدالرحمان إلی أرنيط. و حينما كان جيشه يعبر نهر إبره (سيداكوس)، خرج سانشو من القلعة. و في المعركة التي حدثت هناك ألحق المسلمون بجيشه هزيمة نكراء، إلی الحد الذي تخلی معه عن أرنيط و التجأ إلی الجبال الواقعة شمالي تلك المنطقة، فسقطت أرنيط مرة أخری بأيدي المسلمين (ظ: ابن حيان، المقتبس، 161-165؛ ابن عذاري، 2/175- 178؛ أيضاً ظ: عنان، 2/396-397؛ السامرائي، 181-183).

و في 501ه‍/1108م، ذهب المستعين أحمد بن محمد (يوسف) ابن أحمد بن سليمان بن هود أمير سرقسطة، من تطيلة إلی أرنيط، فالتجأ أهل أرنيط إلی كنيسة قديمة هناك. و بعد أن اتفق المستعين معهم علی دفع مبلغ من المال، غادر أرنيط و انبری لشن هجمات علی الثغر الأعلی إلی أن قتل في 503ه‍ في حربه مع المسيحيين (ابن عذاري، 4/53؛ ابن الخطيب، 174).

و في 525ه‍ قام الملك المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين بتعيين أبي‌محمد عبدالله‌بن‌أبي‌بكر حاكماً على قرطبة. و عقب وصوله إليها أصدر عبدالله على الفور أمراً بأن يتم الإشراف علی إرسال المواد الغذائية إلى أرنيط، ذلك أن المسيحيين قد حشدوا حول هذه القلعة جيشاً جراراً و كانوا ينوون فتحها. و بغية التصدي لهم، طلب عبدالله العونَ من علي بن يوسف، فجاء هذا بنفسه لمعونة عبدالله. وتواجه الاثنان في مرسيه و انضم أمير مرسيه يحيی‌بن‌علي‌بن‌غانية و حشد كبير من أهالي تلك المناطق إليهما وتوجهوا إلی أرنيط. فعين علي‌بن‌يوسف، يحيی علی موضع في شاطئ النهر ــ الجانب الذي كانت تمـر المـواد الغذائيـة عبـره ــ وبعد أن هُزم المسيحيون في المعركة الأولی، هربوا إلی الجبال، فأمر علي‌بن‌يوسف أن تقرع طبول الحرب. وخلال ذلك تخلی يحيى عن ذلك الموقع المهم فشن المسيحيون منه هجوماً علی المسلمين، و رغم أن الكثير من المسلمين قد غرق في النهر خلال هذه المعركة، لكنهم تمكنوا في النهاية من التغلب علی أعدائهم. وعاد علي بن يوسف إلی غرناطة في ربيع الأول 526/شباط 1132. و ‌في 536ه‍/1142م هُزم بنو ‌هود خلال مواجهتهم للمسيحيين. ومنذ ذلك الحين خرجت ناحية الثغر الأعلی ومنه أرنيط من سيطرة المسلمين (ابن‌عذاري، 4/84-85؛ زامباور، 90). و اليوم فإن أرنيدو (أرنيط) هي مركز «مجموعة إدارية ـ قضائية» (= قضاء) لأرنيدو، و عدد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة (بحسب إحصاء ماقبل 1960م). و ترتبط هذه المدينة بواسطة طريق فرعي، بخط سكة حديد سرقسطة ـ لوغرونيو. ولقضاء أرنيدو أراض خصبة، و محاصيلها هي: الفواكه و منتجات الألبان و زيت الزيتون. كما أن تربية المواشي و صناعة الفخار يعـدان من بين الأعمال الشائعة في هذه المنطقة (ظ:EUE,VI/313؛ ن.م، الملحق،I/356؛EI2؛ البستاني؛ «أطلس...»، 50-51).

و خلال القرنين 5و6ه‍/11و12م كان اسم أرنيط (آرنيدو) يطلق علی منطقة شاسعة. و لدی تقسيمه الجغرافي لإسبانيا إلی 26 إقليماً، أشار الإدريسي (2/538) إلی إقليم أرنيط و قال إن مدن هذا الإقليم هي سرقسطة، تطيلة، وشقة، قلعة أيوب، قلعة دروقة. و تضم هذه المنطقة الشاسعة أقساماً مهمة من أرغون وقشتالة ونبرة في الأندلس الإسلامية، أو محافظات نافار، أرغون، لوغرونيو، سرقسطة، قشتالة، هويسكا في إسبانيا الحالية. و فضلاً عن ذلك و استناداً إلی وثيقة يرجع تاريخها إلی 1040م نصادف عبارة «بلاد أرنيدو» مما يعزز كلام الإدريسي الذي أطلق اسم أرنيط علی منطقة واسعة. ويبدو أن إطلاق اسم أرنيط، أو أرنيدو على هذه المنطقة، إنما هو لوجود مواضع تحمل أسماء أرنيدو (في محافظتي لوغرونيو و بورغوس) و مصغرها أرنيديلو، و كذلك «بانيوس دي أرنيديلو» في هذه المنطقة (ظ: دوبلر، 342-343؛ أيضاً ظ: EI2).

 

المصادر

ابن‌الأثير، الكامل؛ ابن‌حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ ابن‌حوقل، محمد، صورة الأرض، تق‍ : كرامرس، ليدن، 1938م؛ ابن‌حيان، المقتبس، تق‍ : ب. شالميتا، مدريد، 1979م؛ م.ن، «المقتبس» (ظ: ملـ، ابن‌حيان)؛ ابن‌الخطيب، محمد، أعمال الأعلام، تق‍ ‍: ليفي پروفنسال، بيروت، 1956م؛ ابن‌الدلائي، أحمد، ترصيع الأخبار، تق‍ : عبدالعزيز الأهواني، مدريد، 1965م؛ ابن‌عبدالمنعم الحميري، محمد، الروض المعطار، تق‍ ‍: إحسان عباس، بيروت،1984م؛ ابن عذاري، أحمد، البيان المغرب، ج 2، تقـ ‍: ج. س. كولن و ليفي پروفنسال، ليدن، 1951م، ج 4، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1967م؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، روما، 1972م؛ البستاني؛ الدمشقي، محمد، نخبة الدهر، تج‍ ‍: حميد طبيبيان، طهران، 1357ش؛ زامباور، معجم الأنساب و الأسرات الحاكمة، تج‍ : زكي محمد حسن وحسن أحمد محمود، بيروت، 1980م؛السامرائي، خليل إبراهيم، الثغر الأعلى الأندلسى، بغداد، 1976م؛ عبدالمؤمن بن عبدالحق، مراصد الاطلاع، تق‍ ‍: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1373ه‍/1954م؛ عنان، محمد عبدالله، دولة الإسلام في الأندلس، العصر الأول، القاهرة، 1408ه‍/1988م؛ مؤنس، حسىين، تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس، القاهرة، 1986م؛ ياقوت، البلدان؛ و أيضاً:

 

Dubler, C.E., «Las laderas del Pirineo según Idrīsī», Al-Andalus,1953, vol. XVIII(2); EI2; EUE; Great World Atlas, London, 1961; Ibn Ḥayyān, «Muqtabis», Al-Andalus, ed. E. Lévi-Provençal, Madrid, 1954, vol.XIX(1); Lévi-Provençal, E., Histoire de l’Espagne musulmane, Paris/ Leiden, 1950.

يونس كرامتي/ه‍.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: