الصفحة الرئیسیة / المقالات / إریتریا /

فهرس الموضوعات

إریتریا

أَرْوى بِنْتُ أَحْمَد، ظ: بنوصليح.

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/11 ۱۵:۰۲:۳۶ تاریخ تألیف المقالة

إريتْريا، بلاد عريقة في شمالي إثيوبيا (الحبشة) و دولة إسلامية في واحدة من‌ المناطق‌ الإستراتيجية في العالم‌.

جاء اسم‌ إريتريا من‌ الكلمة اليونانية إروثروس‌ التي تعني الأحمر (BSE3,XXX/23). و كثيراً ما كان‌ اسم‌ البحر الأحمر مرتبطاً بهذه‌ الكلمة، ذلك أنه‌ كان‌ يدعى‌ بحر إريتريا في العصور القديمة. و كان سبب‌ هذه‌ التسمية هو أنه‌ كانت‌ توجد طحالب‌ كثيرة في هذا البحر، حيث‌ كانت‌ ألوانها تبدو أرجوانية عند سطح‌ الماء، لذا أطلق‌ عليها الملاحون‌ اليونانيون‌ اسم‌ إريتريا (صبّي، 28).كما أن هيرودوتس‌ (ص‌ 381) و سترابون‌ (VII/348,349) أشارا إلى‌ بحر إريتريا.و في 1890م‌ أطلق‌ الإيطاليون‌ على‌ هذه‌ المنطقة اسم‌ إريتريا الذي كان‌ مقتبساً من‌ «بحر إريتريا»، ليتمكنوا بذلك من‌ تدعيم‌ تملّكهم‌ الذي كان‌ قد بدأ منذ 1869م عند ‌شرائهم‌ ميناء عَصب‌ على‌ ساحل‌ البحر الأحمر. و قبل‌ ذلك كان‌ الأحباش‌ يسمون‌ هذه‌ البلاد بحر مِدِر (البلاد البحرية)، أو مأرب‌ مَلّاش‌ (ذلك الجانب‌ من‌ نهر مأرب‌) (EI2).

يحد إريتريا من‌ الشمال‌ و الغرب‌ السودان‌، و من‌ الشرق‌ والشمال‌ البحر الأحمر، و من‌ الجنوب‌ إثيوبيا، و من‌ الجنوب‌ الشرقي جيبوتي (كريملو، 3). واختلف‌ اختلافاً كبيراً في مساحة إريتريا بين‌ 400,117 و بين‌ 000, 125 كم‌2 ( بريتانيكا؛ بروكهاوس‌؛ أفريقيا ...، II/581؛ BSE3، ن‌.ص‌؛ «دائرةالمعارف‌ الإيطالية»؛ صبي، 261؛ كتاب‌ سبز، 78؛ لاروس‌ الكبير؛ كريملو، ن‌.ص‌). و من‌ بين‌ جزائر أرخبيل‌ دهلك في البحر الأحمر، فإن‌ 126 جزيرة تابعة لإريتريا، و أهمها جزيرة دهلك الكبيرة التي تبلغ‌ مساحتها 751كم‌2 وتقع‌ على‌ بعد 50 كم‌ من‌ ميناء مصوّع‌. وكان‌ في هذه‌ الجزائر مخازن‌ ضخمة للماء إلى‌ جانب‌ الصخور، مازالت‌ باقية حتى‌ اليوم‌ (ن‌.ص‌).

و نظراً لعدم‌ وجود عملية إحصاء للسكان‌ فإن عدد نفوس‌ إريتريا ليس‌ معروفاً على‌ وجه‌ الدقة. ففي سنة 1993م‌ قُدِّر عددهم‌ بين‌ 5/3-4 ملايين‌ نسمة («إريترة»، 23؛ الصحفيون‌ ...،11؛ كتاب‌ سبز، ن‌.ص‌)، يقيم‌ منهم‌ 78٪ في الأرياف‌ (صبي، 264). وتتكون‌ إريتريا من‌ سهول‌ ساحلية منخفضة و شبه‌ صحراوية وأراض‌ جبلية ترتفـع‌ أهمها بين‌ 2-3 آلاف‌ متـر فـوق‌ مستوى‌ سطح‌ البحر ( أفريقيا، II/582؛ كريملو، 4). و أدنى‌ ارتفاع‌ هو المنطقة الواقعة إلى‌ الجنوب‌ من‌ خليج‌ زولا، حيث‌ يبلغ‌ حوالي 116 متراً تحت‌ مستوى‌ سطح‌ البحر. و لإريتريا أراض‌ خصبة وكذلك عدة أنهار موسمية منها مأرب‌ و بركة اللذان‌ مياههما قليلة نظراً لقلة مناسيب‌ الأمطار (م‌.ن‌،4-5؛ عارف‌، 33-34).

ومناخ‌ إريتريا استوائي و صحراوي و شبه‌ صحراوي. و معدل‌ هطول‌ الأمطار فيها أقل‌ من‌ 50 مليمتراً في السنة يهطل‌ أغلبها في فصل‌ الصيف‌ ( أفريقيا، II/583). و في المناطق‌ الوسطى‌ والشرقية تقل‌ الأمطار (صبي، 263). و تتراوح‌ درجات‌ الحرارة على‌ ساحل‌ البحر الأحمر بين 18°و45°، و تبلغ‌ أقصى‌ معدلاتها في صحراء الدناقل‌ لتصل‌ إلى حوالي 48° مئوية؛ ولذا فإن إريتريا تتعرض‌ للجفاف‌ في أغلب‌ السنوات‌ (كريملو، 40). تنبت‌ في هذه‌ البلاد غالباً أشجار الصنوبر و الزيتون‌ ( الصحفيون‌، 9، 10). وتعيش‌ فيها حيوانات‌ مختلفة مثل‌ البقر الوحشي وحمار الوحش‌ والكركدن‌ والفيل‌ و الأسد و النمر ( أفريقيا، II/584). و من‌ معادنها الذهب‌ والحديـد و البوتاسيـوم‌ و النفط و النيكل‌ و المنغنيزيـوم‌ والملح‌ ( الصحفيون‌، ن‌.ص‌). و خلال‌ السنوات‌ 1937-1940م بلغت‌ الكميات‌ المستخرجة من‌ الذهب‌ في إريتريا 072,1 كيلوغراماً (الدنا‌صوري، 217). يشتغـل‌ أغلـب‌ أهـالـي إريتريـا بالزراعـة وتربيـة المواشي.

و مدن‌ إريتريا هي: أسمرة، كِرِن، مصوع‌ وعصب‌. والمدينتان‌ الأخيرتان‌ هما مدن‌ ساحلية ( أفريقيا، II/590؛ كريملو، 5). تقع‌ أسمرة التي هي عاصمة إريتريا على‌ ارتفاع‌ 2,300 متر عن‌ سطح‌ البحـر، و اختـلـف‌ عـدد سكانهـا بشكـل‌ كبير بيـن‌ 000,275 و000,433 نسمـة ( أفريقيا، I/282؛ صبـي، 266؛ «معجم‌...»، 83).

 و مـن‌ حيـث‌ التقسيمـات‌ الإداريـة تضـم‌ إريتريـا 9 محـافظـات‌: 1. حماسين‌ و مركزها أسمرة؛ 2. البحر الأحمر ومركزها مصوع‌ وعدد نفوسها 50 ألف‌ نسمة؛ 3. الدناقل‌ ومركزها عصب‌ وعدد نفوسها 30 ألف‌ نسمة؛ 4. المحافظة الساحلية و مركزها نكفه‌؛ 5. كرن‌ و مركزها يحمل‌ نفس‌ هذا الاسم‌؛ 6. آكله‌ غوآزي و مركزها عدّي ويغري؛ 7. محافظة أخرى‌ بنفس‌ هذا الاسم‌ مركزها عدّي كايه‌؛ 8. بركة و مركزها آغوردات‌؛ 9. القاش ومركزها بارنتو (صبي، ن‌.ص‌؛ كريملو، 154). و يبدو أنه‌ عقب‌ استقلال‌ إريتريا حدثت‌ تغييرات‌ في عدد المحافظات‌ و أسمائها. و تزيد طرق‌ إريتريا على‌ 3,150كم‌، ولديها خط للسكة الحديد طوله‌ 307 كم‌ يربط مابين‌ أسمرة وميناء مصوع‌ وعدة مدن‌ أخرى‌ (م‌.ن‌، 5).

يوجد في إريتريا حوالي 400 مصنع‌ يصل‌ عدد العاملين‌ في بعضها مثل‌ معامل‌ النسيج‌ إلى‌ 6 آلاف‌ عامل‌.كما أن‌ بعضها صغير لايزيد عدد العمال‌ فيها على‌ عشرة (صبي، 265). يبلغ‌ عدد عمال‌ المصانع‌ في إريتريا حوالي 100 ألف‌ عامل‌ (ن‌.ص‌). و تشمل‌ الصناعات‌ الإريترية إنتاج‌ الأسمدة الكيمياوية، حياكة السجّاد، الكبريت‌، الخشب‌، الصابون‌، الزيوت‌، البلاستيك، النايلون‌، الورق‌، الجوالق‌، تركيب‌ السيارات‌، الثلّاجات‌، الأنابيب‌، الإسمنت‌ و غير ذلك، مما يوجد أغلبها في مدينة أسمرة (ن‌.ص‌؛ الحاج‌ إبراهيم‌، 329). و يوجد في أسمرة مطار دولي و جامعة و مصانع‌ لإنتاج‌ المواد الغذائية و الجلود و الأحذية و المواد الإنشائية و النسيج‌ المطاطي و تعدين‌ الفلزات‌ ( أفريقيا، ن‌.ص‌).

لإريتريا تاريخ‌ عريق‌ امتزج‌ خلال‌ القرون‌ و العصور مع‌ تاريخ‌ أكسوم‌ والحبشة. يرجع‌ تاريخ‌ إريتريا إلى‌ الألف‌ الثاني ق‌.م‌. و في حوالي الألف‌ الأولى‌ ق‌.م‌ هاجرت‌ مجموعة من‌ حضرموت‌ (جنوبي اليمن‌) إلى‌ بلاد إريتريا، و هم‌ الذين‌ أسسوا فيما بعد مملكة أكسوم‌. وكان‌ لإريتريا و أكسوم‌ تراث‌ مشترك يضم ثقافة ‌و لغة و حضارة شطر كبير من‌ إريتريا و خاصة فـي منطقة الهضبة منها ( كلير...،IX/291؛ صبي، 27؛ كريملو، 79-80؛ أفريقيا، I/226). وفي النصف‌ الثاني للقرن‌ 3 وكذلك القرن‌ 4م‌ ازدادت‌ دولة أكسوم‌ منعةً و اتسعت‌ بشكل‌ امتدت‌ معه‌ أراضيها من‌ أرجاء شمال‌ إثيوبيا (الحبشة) حتى‌ بحيرة تانا و محافظة أمهرا ـ سايينت‌. و لذا فإن‌ أراضي إريتريا الحالية تضم‌ جزءاً من‌ بلاد أكسوم‌ القديمة (ن‌.ص‌). وكان‌ لدولة أكسوم‌ موضع‌ راسخ‌ في منطقة شرق‌ أفريقيا و بحر إريتريا (ن‌.ص‌؛ علي، 3/451). و كان‌ الرومان‌ يريدون‌ توسيع‌ العلاقات‌ التجارية مع‌ الصين‌ و الهند، إلا أن‌ الدولة الساسانية كانت‌ تعدّ عقبة كبيرة أمام‌ هذا التوجه‌، ذلك أن‌ جميع‌ الطرق‌ التجارية البرية كانت‌ تحت‌ تصرفها، أو بإشرافها. عندها اضطر الرومان‌ للتوجه‌ إلى‌ الطرق‌ البحرية. و لهذا السبب‌ اكتسب‌ بحر إريتريا أهمية فائقة في السياسة الاقتصادية للرومان‌ الذين‌ سعوا إلى‌ أن‌ يوصلوا أنفهسم‌ عن‌ طريق‌ بحر إريتريا إلى‌ السواحل‌ الجنوبية للجزيرة العربية ومن‌ هناك إلى‌ البلدان‌ الشرقية (أوسپنسكي، I/493,494).

و قد أشار پروكوپيوس‌ إلى‌ قيام‌ يوستينيانوس‌ بتشكيل‌ اتحاد مع‌ الأحباش‌ و الحميريين‌ بهدف‌ الإضرار بمصالح‌ الدولة الإيرانية الساسانية، و رأى‌ بحر إريتريا وسيلةً لتحقيق‌ أهداف‌ إمبراطور الإمبراطورية الرومانية الشرقية (I/178,179). و استناداً إلى‌ ماكتبه‌، فإن‌ يوستينيانوس‌ اقترح‌ على‌ هلستيوس‌ ملك الحبشة وسميفع‌ حاكم‌ حمير ــ يدعوه‌ پروكوپيوس‌ باسم‌ أزيميفوس‌ ـ تشكيل‌ اتحاد فيما بينهم‌ زاعماً أنهم‌ حين‌ يشترون‌ الحرير من‌ الهند و يبيعونه‌ إلى‌ الرومان‌ و يتحدون‌ معهم‌ في حربهم‌ ضد إيران‌، فسيحققون‌ نتيجة لذلك منافع‌ هائلة و سيحولون‌ دون‌ تسرب‌ أموال‌ الرومان‌ إلى‌ جيوب‌ أعدائهم‌، أي الإيرانيين‌ (I/192,193). وحول‌ تجارة الحرير، كتب‌ پروكوپيوس‌: لما كان‌ الإيرانيون‌ هم‌ الأقرب‌ إلى‌ الهند، فقد كانوا يصلون‌ بشكل‌ أسرع‌ من‌ غيرهم‌ إلى‌ الموانئ الهندية و لايدعون‌ مجالاً للآخرين‌ للوصول‌ إليها و فضلاً عن‌ ذلك فإن‌ الهجوم‌ على‌ إيران‌ لم‌يكن‌ بإمكان‌ الحميريين‌ والأحباش‌ (ن‌.ص‌). وكما هو معروف‌ فقد اكتسبت‌ السواحل‌ الإريترية أهمية فائقة في الصراعات‌ الاقتصادية و التجارية التي نشبت‌ بين‌ الدولتين‌ الإيرانية و البيزنطية. و خلال‌ القرون‌ 4-6م‌ كان‌ لحوض‌ بحر إريتريا من‌ الناحية الاقتصادية قاعدتان‌: الأولى‌ في الجزيرة العربية الجنوبية ـ حمير، و الأخرى‌ في سواحل‌ الحبشة وإريتريا (أوسپنسكي، ن‌.ص‌؛ پيغولوسكايا، 162؛ أفريقيا، ن‌.ص‌). كتب‌ پروكوپيوس‌ أن‌ هدف‌ الحميريين‌ من‌ السفر إلى‌ الحبشة كان‌ مدينة أدوليس‌، أو عدولية (I/182,183). و أقدم‌ ميناء للمدينة كـان‌ يقع‌ على‌ الساحل‌ الغربي لبحـر إريتريا وتابعاً لدولة أكسـوم‌ ( أفريقيا، I/222؛ رضا، 361،ها 130).

كان‌‌‌حكام‌ المنطقة التي‌كانت‌ إريتريا الحالية جزءاً منها يحملون‌ من‌ قبل‌ أباطرة الحبشة سِمةَ «بحر‌نجاشي» حيث‌ يُدعى‌ «النجاشي» باللغة المحلية «ناغاشا» (كريملو، 80). كتب‌ ابن‌ خلدون‌ أن‌ الأحباش‌ يسمّون‌ النجاشي بلغتهم‌ «أنكاش‌»، فالعرب‌ يستبدلون‌ هذه‌ الكاف‌ بالجيم‌ و يضيفون‌ ياء النسبة إلى‌ آخر الكلمة (6/265؛ أيضاً ظ: أفريقيا، I/226). وفضلاً عن‌ هذه‌ التسمية فإن‌ ملوك أكسوم‌ يدعون‌ أنفهسم‌ ملوك سبأ و ريدان‌ وحضرموت‌ واليمن‌ أيضاً (پيغولوسكايا، 262، ها 5، أيضاً 263). ولما كان‌ أغلب‌ التجار الرومان‌ يُعرَّضون‌ للنهب‌ والإغارة على‌ أيدي الحميريين‌ خلال‌ أسفارهم‌ إلى‌ الهند، فقد سعت‌‌ الدولة البيزنطي‌ إلى‌ الاستفادة من‌ حالة الخلاف‌ و العداء القائمة بين‌ أكسوم‌ وحمير، لتتمكن‌ من‌ التغلغل‌ بشكل‌ أفضل‌ في المياه‌ الهندية (م‌.ن‌، 266,270).

و بغيةَ تنفيذ مخططاتهم‌ السياسية، انبرى‌ الرومان‌ لنشر الديانة المسيحية في إريتريا و الحبشة و السواحل‌ الشرقية لأفريقيا. ومنذ القرن‌ 6م‌ اتخذت‌ هذه‌ السياسة شكلاً أوسع‌. وعندما تحدث‌ پروكوپيوس‌ عن‌ ملك الحبشة هلستيوس‌ دعاه‌ بالمسيحي المتدين‌ (I/188,189). ويبدو أنه‌ في حوالي سنة 522، أو525م قام‌ حاكم‌ أكسوم‌ و بهدف‌ نشر المسيحية، بقيادة هجوم‌ على‌ جنوب‌ الجزيرة العربية و انتصر على‌ الحميريين‌ (پيغولوسكايا، 385،386؛ م‌.ن‌، 133؛ پروكوپيوس‌، ن‌.صص‌). و في المهمة السياسية التي كُلَّف‌ بها سفير روما (ح‌ 531م‌ على‌ مايبدو) بهدف‌ الحصول‌ على‌ دعم‌ حاكم‌ أكسوم‌ في الحرب‌ ضد إيران‌، طلب‌ هذا المساعدة من‌ الأكسوميين‌ بوصفهم‌ أبناء دينه‌. أما المهمة الثانية التي كلف‌ بها سفير روما فهي تشجيع‌ الحميريين‌ و المعديين‌ للهجوم‌ على‌ إيران‌، لكن‌ هذا المسعى‌ لم‌‌يكلل‌ بالنجاح‌ (پيغولوسكايا، 386-388).

و على‌ عهد كسرى‌ أنوشروان‌ كان‌ شخص‌ يدعى‌ أبرام‌ (آوراموس‌) الذي ورد اسمه‌ في المصادر العربية بشكل‌ أبرهة، وكان‌ يمارس‌ التجارة في مدينة عدولية (آدوليس‌) على‌ ساحل‌ بحر إريتريا، قـد أصبـح‌ عامـلاً لنجاشـي أكسـوم‌ في حميـر وحكـم‌ لفتـرة بشكل‌ مستقل‌ (پيغولوسكايا، 557؛ م‌.ن‌، 315؛ الصحفيون‌، 15؛ پروكوپيوس‌،I/190-191؛ أيضاً ظ: ن‌.د‌، أبرهة). و حول‌ حكم‌ أبرهة، كتب‌ پروكوپيوس‌ أنه‌ كان‌ في أوساط الجيش‌ الحبشي مجرمون‌ تمردوا على‌ الحاكم‌ السابق‌ لأكسوم‌ و سجنوه‌ في قلعة و أحلّوا أبرهة محلّه‌. فقام‌ النجاشي الذي كان‌ قلقاً من‌ طيش‌ أبرهة، بإرسال‌ جيش‌ لقمعه‌، لكن‌ أبرهة تمكن‌ من‌ إلحاق‌ الهزيمة بهذا الجيش‌ و توفي النجاشي بعد فترة. و عقب‌ استتباب‌ الأمر له‌ و ترسيخه‌ قواعد حكمه‌، تقدم‌ أبرهة بوعد للإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس‌ بأنه‌ سيشن‌ هجوماً على‌ إيران‌، لكنه‌ بمجرد إعداده‌ الجيش‌ و تحركه‌ نحو إيران‌، انتبه‌ إلى‌ الأخطار و إلى‌ النهاية السيئة لهذا الهجوم‌، فبادر مسرعاً للعودة إلى‌ قواعده‌. يحدد كثير من‌ الباحثين‌ ــ استناداً إلى‌ النقش‌ الذي عثر عليه‌ في صخرة قرب‌ عـيـن‌ مـريـغـان‌ ـ تاريخ‌ هذا الهجوم‌ بسنة 547م (پروكوپيوس‌،I/188-195؛ پيغولوسكايا، 405-406). وقد أشير في سورة الفيل‌ المكية إلى‌ هجوم‌ أبرهة على‌ مكة وحوادث‌ «عام‌ الفيل‌». و ترى‌ بعض‌ المصادر التاريخية أن‌ هذا الهجوم‌ تزامن‌ مع‌ سنة 570، أو 571م‌ التي ولد فيها النبي‌(ص‌) (ظ: م‌.ن‌، 330،315؛ ابن‌ هشام‌، 1/167؛ علي، 3/507-508؛ أيضاً ظ: ن‌.د، أبرهة)، لكن‌ هذا التاريخ‌ ذكر باختلاف‌ (الذهبي، 22-28).

و في القرن‌ 8ه‍ بدأت‌ فترة تدهور أكسوم‌ و تعرضت‌ عدولية على‌ أيدي المهاجرين‌ من‌ جزيرة العرب‌ للنهب‌ و الإغارة مما أدى‌ في نهاية الأمر إلى‌ السقوط التام‌ لدولة أكسوم‌ في القرن‌ 11م‌. وتمكنت‌ أسرة زاغويه‌ من‌ الهيمنة على‌ مقاليد الأمور في الشمال‌ و المناطق‌ الوسطى‌ من‌ بلاد إثيوبيا ( أفريقيا، I/226). و سيطر سلاطين‌ الحبشة على‌ إريتريا و مناطقها الساحلية. ثم‌ إن‌ هجرة العرب‌ من‌ اليمن‌ و بقية المناطق‌ ازدادت‌ إلى‌ بلاد إريتريا و الجزر القريبة منها. و في 84ه‍/703م‌ احتل‌ الأمويون‌ ومن‌ بعدهم‌ العباسيون‌ جزائر دهلك واستقروا في قلاعها (سعيدان‌، 95؛ صبي، (135. و خلال‌ القرنين‌ 8 و9ه‍ اتسع‌ نطاق‌ هجرة المسلمين‌ من‌ اليمن‌ و الحبشة إلى‌ الأراضي الإريترية ( البستاني). و في النصف‌ الأول‌ من‌ القرن‌ 16م‌ دعا مسلم‌ شافعي المذهب‌ يدعى‌ أحمد بن‌ إبراهيم‌ القاضي، مسلمي إريتريا لأن‌ يهبوا للنضال‌. ومنذ 935 وحتى‌ 942ه‍/1529-1535م‌ سيطر المسلمون‌ على‌ أجزاء من‌ الأقسام‌ الوسطى‌ و الجنوبية لإريتريا و اندفعوا حتى‌ سواحل‌ البحر الأحمر (كريملو، 34، 35؛ صبي، 151-149؛ عرب‌ فقيه‌، 25).

و في 1527م‌/933ه‍ وصل‌ البرتغاليون‌ من‌ باب‌‌المندب‌ إلى‌ ميناء مصوع‌ وسعوا إلى أن‌ ينشروا المذهب‌ الكاثوليكي في البلاد الخاضعة لسلطتهم‌ (كريملو، 81)، بينما كان‌ مسيحيو إريتريا يعتنقون‌ المذهب‌ الأرثوذكسي منذ حوالي اثني عشر قرناً. كان‌ دخول‌ المسيحية إلى‌ هذه‌ البلاد قد بدأ في القرن‌ 4م‌ (عارف‌، 43، 44)، لكن‌ في القرن‌ 6م‌ كانت‌ قد بدأت‌ الجهود الهادفة إلى‌ نشر المذهب‌ المذكور في الحبشة و أكسوم‌ والنوبة. و قد ذكر يوحنا الآفسسي في الفصلين‌ السادس‌ و السابع‌ من‌ تاريخه‌ تفاصيل‌ رحلة يوليانوس‌ المحظوظ إلى‌ بلاد النوبة و اعتناق‌ الديانة المسيحية في تلك الديار (پيغولوسكايا، 650-654). و قد أشار پروكوپيوس‌ إلى‌ وجود هذا الشخص‌ أيضاً (I/193,263). و برغم‌ الجهود التي بذلتها الملكة ثيودورا زوجة يوستينيانوس‌ إمبراطور بيزنطة في سبيل‌ نشر العقيدة المسيحية اليعقوبية (مونوفيزيت‌) في النوبة، فإن مسيحيي إريتريا كانوا أتباعاً للكنيسة الأرثوذكسية في الإسكندرية (پيغولوسكايا، 363-364؛ كريملو، 34).

و باحتلال‌ البرتغاليين‌ لمصوع‌، ظل‌ هذا الميناء تحت‌ هيمنتهم‌ لما يقرب‌ من‌ 30 سنة، وخلال‌ هذه‌ السنوات‌ تواصل‌ الصراع‌ بين‌ مسلمي إريتريا و البرتغاليين‌ (كريملو، 81). و منذ 1557م‌/964ه‍ حكمت‌ الدولة العثمانية هذه‌ المنطقة ( كلير؛ صبي، 153). وعلى‌ عهد السلطان‌ سليمان‌ القانوني (926-974ه‍/1520-1566م)، كان‌ أوزدمير باشا يجوب‌ بجيشه‌ أرجاء ساحل‌ البحرالأحمر. فتقدم حتى‌ مدينة مصوع‌ وتمكن‌ من‌ تحقيق‌ فتوحات‌ في الحبشـة (أوزون‌ چـارشيلي، II/396؛IA,V(1)/4) و احتل منطقة دوارو (دبارو) ومدينة بونديه،‌ وقد توفي في هذه‌ المدينة سنة 1560، أو 1562م‌ (ن‌.ص‌). و من‌ بعده‌ تولى‌ ابنه‌ عثمان‌‌باشا لمدة 7 سنوات‌ منصب‌ قائد قوات‌ الحبشة التي كانت‌ إريتريا تعدّ جزءاً منها. و في صفر 975/آب‌ 1567 عُزل‌ من‌ منصبه‌ و حلّ محله‌ عبدالرحمان‌ شرف‌‌بك (ن‌.ص‌). و عقب‌ الهزيمة التي منيت‌ بها القوات‌ العثمانية سنة 1571م/979ه‍‍ في البحر الأبيض‌ المتوسط أمام‌ الأوروبيين‌، بدأ الضعف‌ يدبّ تدريجياً في العثمانيين‌ و جعلوا إدارة شؤون‌ الحبشة ــ قدر الإمكان‌ ــ بأيدي حكام‌ مصر التابعين‌ للسلطان‌ العثماني (ن‌.ص‌؛ صبي، 168).

و خلال‌ السنوات‌ 1875و1876م‌/1292و1293ه‍ حدثت‌ معارك بين‌ مصر و الحبشة للهيمنة على‌ إريتريا انتهت‌ بهزيمة المصريين‌ (م‌.ن‌، 175-178). وكانت‌ هذه‌ الهزيمة نتيجة للثورة المهدية في السودان‌. و قد أدت‌ المنافسة بين‌ الدولتين‌ البريطانية و الفرنسية إلى‌ ظهور ظرف‌ مناسب‌ في البحر الأحمر. و هذا الظرف‌ هيأ الأرضية لدخول‌ إيطاليا إلى‌ إريتريا («إريترة»، 23).وقد أثمرت‌ تحركات‌ الدولة الإيطالية في البحر الأحمر التي كانت‌ قد بدأت‌ منذ 1882م‌ بأن‌ احتلت‌ ميناء عصب‌ في نفس‌ تلك السنة أولاً، ثم‌ استولت‌ على‌ ميناء مصوع‌ في 1885م‌. و في 1889م‌ احتلت‌ القوات‌ الإيطالية آكلة غوازي و أسمرة (صبي، 190-185؛ حسن‌، 134؛ قوام‌، 1). و بذلك عرفت‌ إريتريا منذ 1890م‌ و بشكل‌ رسمي بوصفها مستعمرة إيطالية (كريملو، 87). وكانت‌ إيطاليا تنوي أن‌ تستولي أيضاً على‌ إثيوبيا، إلا أن‌ هزيمة الجيش‌ الإيطالي التي مني بها في مواجهة الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني في معركة عدوى سنة 1896م‌ أدت‌ إلى‌ أن‌ تكتفي إيطاليا باحتلالها لإريتريا و المناطق‌ الشمالية (قوام‌، 2). و قد ظلـت‌ إريتريا خلال‌ السنـوات‌ 1890-1941م مستعمـرة إيطاليـة ( الصحفيون‌، 24).

و في 1931م‌ كان‌ عدد الإيطاليين‌ أكثر من‌ 4 آلاف‌ نسمة بقليل،‌ لكن‌ هذا العدد تزايد منذ 1935م‌ و بدء الهجوم‌ على‌ إثيوبيا بحيث‌ ارتفع‌ خلال‌ السنوات‌ 1935-1937‌م ليصل‌ إلى‌ 300 ألف‌ عسكري و مدني («إريترة‌»، ن‌.ص‌)، بل‌ و تجاوز ذلك أيضاً (قوام‌، 18). و قد أدت‌ متطلبات‌ الحرب‌ إلى‌ أن‌ يقوم‌ الإيطاليون‌ بتوسيع‌ الموانئ و الطرق‌ في إريتريا.و إن معدل مناسيب‌ مخازن‌ مياه‌ إريتريا الذي لم‌يكن‌ يتجاوز 200 ألف‌ لتر، قد ازداد ليصل‌ إلى‌ مليونين‌ لتر (م‌.ن‌، 25).

كانت‌ إريتريا خاضعة 11 سنة تقريباً (1941-1952م) لاحتلال‌ القوات‌ البريطانية (صبي، 207). و عقب‌ انتهاء الحرب‌ العالمية الثانية دخلت‌ إريتريا مرحلة تاريخية جديدة. ففي 1947م‌ طرحت‌ القضية الإريترية في منظمة الأمم‌ المتحدة ( الصحفيون‌، 25). وفي كانون‌ الأول‌ 1950 تمت المصادقة على‌ القرار 5 / ألف‌ ـ390 الصادر عن‌ الجمعية العامة للأمم‌ المتحدة، حيث‌ أصبحت‌ إريتريا بموجبه‌ دولة فدرالية ذات‌ حقوق‌ خاصة مستقلة نسبياً و مرتبطة بدولة إثيوبيا و تشكل‌ معها اتحاداً. وقد وقع‌ إمبراطور إثيوبيا آنذاك هيلا سلاسي‌ الأول‌ على‌ هذا القرار في أيلول‌ 1952 (وثائق‌ ...،492-496؛ عمران‌، 67). و مع‌ مرور الزمن‌ قامت‌ السلطات‌ الإثيوبية بالاعتداء على‌ استقلال‌ إريتريا و لم‌تعبأ بمضامين‌ القرارات‌ الصادرة عن‌ الجمعية العامة للأمم‌ المتحدة.

و في1960م‌ أُسست‌ جبهة التحرير الإريترية بزعامة حامد إدريس‌ آواتي و بعد سنة بدأت‌ عمليات‌ مسلحة من‌ إيغوردات‌ في غربي إريتريا (صبي، 249؛ أيضاً ظ: كريملو، 100، 101). وعقب‌ وفاة آواتي في 1962م‌ و ضعف‌ القيادة، أصاب‌ الاضطراب‌ هذه‌ الجبهة (م‌.ن‌، 102). وفي 1974م‌ خُلع‌ هيلا‌ سلاسي‌ بعد حكم‌ استمر 58 عاماً، و شُكلت‌ حكومة عسكرية ذات‌ مجلس‌ برئاسة الجنرال‌ أمان‌ أندوم‌. و في 1975م‌ تولت‌ إدارة البلاد حكومة اشتراكية ماركسية بقيادة منغستو هيلا مريام‌، حيث‌ كانت‌ السلطة بأيدي القادة العسكريين‌ الإثيوبيين‌ (م‌.ن‌،124-125). و أخيراً أخذت‌ الأوضاع‌ في إريتريا بالتدهور. و لذلك اتحدت‌ المجاميع‌ الإريترية المتشتتة و تمكنت‌ حتى‌ 1977م‌ من‌ انتزاع‌ مناطق‌ خاضعة لسيطرة القوات‌ الاثيوبية (م‌.ن‌، 127). و في ربيع‌ 1988م‌ سارت‌ مجريات‌ الأمور لمصلحة إريتريا. فمن‌ خلال‌ تحقيقها نصراً في معركة عصب‌، غنمت‌ جبهة التحرير الإريترية كمية يعتد بها من‌ الأسلحة ومنها مدافع‌ و مدرعات‌ (م‌.ن‌، 143؛ «إريترة»، ن‌.ص‌). و في أيار‌ 1991 تمت‌ تنحية منغستو هيلا مريام‌ عن‌ سدة الحكم‌ و فرّ إلى‌ زيمبابوي (ن‌.ص‌؛ كريملو، 143-144). وبين‌ 23و25 نيسان‌ 1993 أجري اقتراع‌ عام‌ بإشراف‌ 350 ممثلاً عن‌ منظمة الأمم‌ المتحدة اختيروا من‌ 30 دولة إضافة إلى‌ ممثلين‌ عن‌ منظمة الوحدة الأفريقية وجامعة الدول‌ العربية، أظهرت‌ نتائجه‌ أن‌ 8/99٪ من‌ المقترعين‌ الإريتريين‌ أيدوا استقلال‌ بلادهم‌ و الانفصال‌ عن‌ إثيوبيا. و عقب‌ إعلان‌ نتائج‌ الاقتراع‌ مباشرة أعلنت‌ 28 دولة اعترافها بدولة إريتريا رسمياً و قد أيد ممثلوا منظمة الأمم‌ المتحدة و منظمة المؤتمر الإسلامي صحة نتيجة الاقتراع‌ و عقب‌ الإعلان‌ عن‌ نتائج‌ الاقتراع‌ بيومين‌ أعلنت‌ الجمهورية الإسلامية في إيران‌ في 28 نيسان‌ 1993‌ اعترافها الرسمي بدولة إريتريا (م‌.ن‌، 147- 148).

و إن‌ أكثر من‌ نصف‌ سكان‌ إريتريا مسلمون‌ و الباقي إما مسيحيون‌، أو أتباع‌ عبادة الأرواح‌ (الآنيمستية) (م‌.ن‌، 9). و عقب‌ ظهور الإسلام‌ كان‌ هناك مهاجرون‌ و مسافرون‌ يترددون‌ بين‌ الحجاز و اليمن‌ و بين‌ ميناءي عصب‌ ومصوع‌، مما جعل‌ السكان‌ المحليين‌ هناك يتعرفون‌ إلى‌ الإسلام‌. وعلى‌ مقربة من‌ ميناء مصوع‌ على‌ ساحل‌ البحر الأحمر توجد منطقة صغيرة يدعوها الناس‌ «المقام‌». و يعتقد السكان‌ أن‌ «المقام‌» هو أول‌ موضع‌ حطّ مبعوثو النبي (ص‌) رحالهم‌ فيه‌ (م‌.ن‌، 37). و منذ القرن‌ 9ه‍ و مع‌ هجرة العلماء المسلمين‌ إلى‌ شتى‌ مناطق‌ الحبشة، انتشر الإسلام‌ بين‌ أهل‌ إريتريا (م‌.ن‌، 42)، بشكل‌ أصبح‌ الإسلام‌ معه‌ اليوم‌ يشكل‌ الديانة التي يعتنقها أكثر السكان‌ و القبائل‌ في المناطق‌ الساحلية و الغربية للبلاد (سعيدان‌، 96).

و القبائل‌ المسلمة في إريتريا هي: قبيلة أدشيخ‌ في مدينة كِرِن‌ التي أخذت‌ اسمها من‌ الشيخ‌ الأمين‌ بن‌ حامد؛ قبيلة بيت‌ أسجده‌ وهي من‌ أكبر قبائل‌ إريتريا؛ قبيلة البجا (البيجا) التي هي أوسع‌ القبائل‌ انتشاراً في إريتريا؛ قبيلة بني عامر البجا ذات‌ الأصل‌ السامي. وأغلب‌ أبناء هذه‌ القبائل‌ يعيشون‌ عيشة عشائرية. كما أن‌ الحباب‌ هم‌ من‌ السكان‌ الذين‌ يقيمون‌ في البادية و هم‌ من‌ أصل‌ سامي. وهناك قبائل‌ مانسا و بيت‌ جاك و بيلين التي يعتنق‌ فريق‌ منها المسيحية بينما غالبيتها مسلمون‌. وقبيلة الساهو و أغلبهم‌ مسلمون‌ وبعضهم‌ مسيحيون‌ و أكثرهم‌ من‌ سكان‌ البوادي والمناطق‌ الساحلية. و قبيلة الدناقل‌ (عفار) هم‌ بدو يعتنقون‌ الإسلام‌، وكذلك قبيلة الباريا المسلمة ( الصحفيون‌، 12؛ كريملو، 43-49).

و اللغات‌ الرسمية في إريتريا هي التيغرية و العربية (م‌.ن‌، 106)، لكن‌ القبائل‌ تتحدث‌ بشتى‌ اللهجات‌، فمثلاً لهجة أبناء قبيلة الساهو قريبة من‌ اللهجة التي يتكلم‌ بها أبناء قبيلة عفار، و لهجة عفار قريبة من‌ اللهجة الكوشية. و لهجة أبناء قبيلة الباريا قريبة من‌ اللهجة النيلية (نسبة إلى‌ نهر‌النيل‌) ( الصحفيون‌، ن‌.ص‌). ويتكلم‌ أغلب‌ المسلمين‌ المقيمين‌ على‌ ساحل‌ البحر الأحمر اللغة العربية. بينما يتكلم‌ المسيحيون‌ المقيمون‌ في المرتفعات‌ الجنوبية والجنوبية الشرقية لإريتريا اللغة التيغرية. و يتكلم‌ سكان‌ إريتريا اليوم‌ 15 لغة ولهجة أهمها التيغرية، الساهوية، العربية، البني عامرية، الدناقلية، الكونومية. كما يتكلم‌ فريق‌ من‌ الناس‌ الإنجليزية (كريملو، 9). وكانت‌ اللغة الإيطالية رائجة خلال‌ فترة الهيمنة الإيطالية، لكن‌ استخدامها زال‌ تدريجياً عقب‌ جلائهم‌.

و يوجد في إريتريا 37 مسجداً يقع‌ أغلبها في أسمرة عاصمة إريتريا. كما يوجد في المدينة الساحلية مصوع‌ مسجد باسم‌ عبدالقادر الجيلاني. و يقال‌ أيضاً إنه‌ توجد هناك مقبرة هذا الصوفي. و في الحادي عشر من‌ ربيع‌الأول‌ من‌ كل‌ عام‌ حيث‌ تصادف‌ ذكرى‌ وفاته‌، يتجمع‌ المسلمون‌ في المسجد، و يقيمون‌ مراسم‌ باسم‌ «زيارة الجيلاني» (م‌.ن‌، 49).

 

المصادر

ابن‌‌ خلدون‌، العبر، تق‍ : خليل‌ شحادة و سهيل‌ زكار، بيروت‌، 1401ه‍/ 1981م‌؛ ابن‌ هشام‌، عبدالملك، السيرة النبوية، تق‍ : مصطفى‌ السقا و آخرون‌، القاهرة، 1355ه‍/1936م‌؛ «إريترة»، ترجمة عن‌ اللوموند الدبلوماسي، كيهان‌ هوائي، طهران‌، 26 خرداد 1372؛ البستاني؛ پيغولوسكايا، ن‌.و.، أعراب‌ حدود مرزهاي روم‌ شرقي و إيـران‌ در سده‌هـاي چهـارم‌ ـ ششم‌ ميلادي، تج‍ : عنايت‌الله‌ رضا، طهران‌، 1372ش‌؛ الحاج‌ إبراهيم‌، مصطفى‌ و إلياس‌ بطحيش‌، جغرافية الوطن‌ العربي، دمشق‌، 1976-1977م‌؛ حسن‌، حسن‌ إبراهيم‌، انتشار الإسلام‌ و العروبة، القاهرة، 1957‌م؛ الدناصوري، جمال‌الدين‌ و آخرون‌، جغرافية العالم‌ (ج2، أفريقية و أستراليا)، القاهرة، 1959م؛ الذهبي، محمد، تاريخ‌ الإسلام‌ (السيرة النبوية)، تق‍ : عمر عبدالسلام‌ تدمري، بيروت‌، 1409ه‍/1989م‌؛ رضا، عنايت‌‌الله‌، حواش‌ على‌ أعراب‌... (ظ: هم‍، پيغولوسكايا)؛ سعيدان‌، حمد، «إرتريا مملكة الحبشات‌ والشعوب‌ المنسية و مزامير داود»، مجلة الكويت‌، الكويت‌، 1410ه‍/1989م‌، س‌ 8، عد 84؛ الصحفيون‌ العرب‌ في إرتريا، الجزائر، 1981م‌؛ عارف‌، ممتاز، الأحباش‌ بين‌ مأرب‌ وأكسوم‌، بيروت‌/ صيدا، 1975م‌؛ عرب‌ فقيه‌، أحمد، تحفة الزمان‌ ( فتوح‌ الحبشة)، تق‍ : فهيم‌ محمد شلتوت‌، جيبوتي، 1974م‌؛ علي، جواد، المفصل‌ في تاريخ‌ العرب‌ قبل‌ الإسلام‌، بيروت‌، 1969‌م؛ عمران‌، محمد وآخرون‌، نهضتهاي ضد استعماري در إفريقـا، تج‍ : محمود‌ حكيمـي و مهدي ‌پيشوايي، طهـران‌، 1353ش‌؛ قـوام‌، علـي، جنگ‌ إيتاليـا وحبشة‌ 1935-1936، طهران‌، 1318ش‌؛ كتاب‌ سبــز (دولــة إثيوبيا الاشتراكية)، وزارة الخارجية، طهران‌، 1368ش‌؛ كريملو، داود، إريترة، طهران‌، 1373ش‌؛ وثائق‌ عن‌ إريتريا، بغداد، 1397ه‍/1977م‌؛ و أيضاً:

 

Afrika, entsiklopedicheskiĭ spravochnik, Moscow, 1986-1987; Britannica; Brockhaus; BSE3; Collier's Encyclopedia, London /New York, 1986; EI2; Enciclopedia Italiana, Rome, 1951; Grand Larousse; Herodotus, The History, tr. G. Rawlinson, New York, 1947; IA; Pigulevskaya, N. V., Vizantiya na putyakh v Indiyu, Moscow/ Leningrad, 1951; Procopius, History of the Wars, tr. H. B. Dewing, London, 1954; Sabby, O. S., The History of Eritrea, tr. M. F.al-Azem, Beirut, Dar al-Masirah; Sovetskiĭ entsiklopedicheskiĭ slovar, Moscow, 1987; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1966; Uspenskii, F. I., Istoriya Vizantiiskoĭ imperii, Petersburg, 1916; Uzunçarԫılı,İ.H., Osmanlı tarihi, Ankara, 1983.

عنايت‌ الله‌ رضا/ه‍.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: