أَرْوَنْدْكَنار، ناحية و مدينة في محافظة خوزستان‌، تابعة لقضاء آبادان‌.

ناحية أروندكنار

تقع‌ هذه‌ الناحية في‌ الجنوب‌ و الجنوب‌ الشرقي من‌ قضاء آبادان‌، يحدها من‌ الشمال‌ ناحية «مركزي» لآبادان‌،‌ و من‌ الغرب‌ و الجنوب‌ أروندرود، و من‌ الشرق‌ بهمنشير وأراضٍ منبسطة و مستنقعية ( فرهنگ‌آباديها...، ج‌ 16، الخارطة رقم‌ 2، قضاء آبادان‌). و أروندكنار هي الناحية المهمة في قضاء آبادان‌ (جغرافيا ...،1/669)، و تقع‌ مقابل‌ مدينة الفاو العراقية وعلى‌ رأس‌ الخليج‌ الفارسي و دلتا أروندرود و بهمنشير، و يمر أروندرود من‌ جنوبيها (رازي، 6/167، 171؛ سلطاني، 1/112).

و نظراً لانخفاض‌ سطح‌ أراضي هذه‌ المنطقة، فإن‌ الماء يرتفع‌ في أروندرود و كارون‌ عندما يحدث‌ المدّ في البحر، ويقوم‌ الفلاحون‌ في القرى‌ المجاورة و بواسطة الأنهر التي حفروها على‌ بعد 2-3 كم‌، بسقي أشجار نخيلهم‌ و مزارعهم‌ الواقعة على‌ أطراف‌ الأنهار. و كانت‌ هذه‌ الأنهار التي كوّنت‌ في الماضي شبكة موازية لأروندرود و متفرعة منه‌، أساس‌ العمران‌ و الزراعة، و أدت‌ بالتدريج‌ إلى‌ إعداد مستلزمات‌ تجمع‌ و إسكان‌ الفلاحين‌ في المنطقة بحيث‌ ظهرت‌ إلى‌ الوجود قرى‌ تحمل‌ كل‌ منها اسم‌ كل‌ واحد من‌ هذه‌ الأنهار مثل‌ نهر عليشير و حاجي علي و بچاچره‌ وأبوچمبة و أبوالفلوس‌ و عوفي و بلامة و قصر و غير ذلك (إمام‌ شوشتري، 259، 261؛ ميريان‌، 282).

و النهران‌ الوحيدان‌ في هذه‌ الناحية هما بهمنشير و أروندرود اللذان‌ يصبان‌ في الخليج‌ الفارسي. و عمدة شواطئ أروندرود في ناحية أروندكنار مستنقعية. و تشكل‌ أشجار السِّدْر و القصب‌ الخاص‌ المسمى‌ «چولان‌»، الغطاء النباتي لأروندكنار. و أهم‌ أنواع‌ الثروة المائية في المنطقة، الأسماك، مثل‌ أسماك شانك، حلواسياه‌، كارون‌، سرخو، سوبور، شيرماهي، سنگسر، و زبيدي ( فرهنگ‌ جغرافيايي آباديها...، 15-16).

أصبحت‌ ناحية أروندكنار التي كانت‌ معروفة باسم‌ «قُصبة معمّرة»، تدريجياً و نظراً لوجود غابات‌ النخيل‌ و البساتين‌ الطبيعية، موضعاً للاهتمام‌، فهاجرت‌ قبائل‌ مختلفة من‌ مناطق‌ خوزستان‌ الأخرى‌ إلى‌ هذه‌ الناحية، بحيث‌ تحولت‌ إلى‌ واحدة من‌ المراكز المهمة لتبادل‌ البضائع‌ مع‌ الموانئ الكويتية و بقية البلدان‌ العربية في مدخل‌ أروندرود (بايندر، 37). و استناداً إلى‌ التقسيمات‌ الإدارية لسنة 1329ش‌، عُدت‌ «قُصبة معمّرة» إحدى‌ ناحيتي قضاء آبادان‌ و أصبح‌ مركزها «نهر قصر». وتقسم‌ هذه‌ الناحيـة إلى‌ 4 قرى‌: قُصبة معمرة، خسروآباد، قُصبة نصار مينوحي( فرهنگ‌ جغرافيايي إيران‌، 6/«ب‌»، أيضاً 273، 360). ومنذ سنة 1350ش و نظراً لمجاورة مناطق‌ قصبة معمرة من‌ الشمال‌ حتى‌ الجنوب‌ لأروندرود، تـم‌ تغيير اسمها إلى‌ أروندكنار ( فرهنگ‌ جغرافيايي آباديها، 15).

و اليوم‌ تتكون‌ ناحية أروندكنار التي تبلغ‌ مساحتها حوالي 4/841 كم‌2 من‌ مدينة واحدة و ثلاث‌ قرى‌ أسماؤها: مينوبار ومساحتها 144كم2، نوآباد و مساحتها 4/125 كم‌ 2، نصّار ومساحتها 572 كم‌ 2 (سازمان‌ ...،127). و مركز ريف‌ مينوبار، هو كوت‌ شَنوف‌ الذي يقع‌ على‌ شاطئ أروندرود وعلى‌ بعد 21 كم‌ من‌ آبادان‌ (ن‌.ص‌؛ أيضاً ظ: ميريان‌، 278؛ سلطاني، 1/112). كان‌ لهذا الريف‌ فيما مضى‌ أرصفة لشحن‌ النفط و تصدير البضائع‌ في خسروآباد. وكانت‌ منشآت‌ هذه‌ الأرصفة و أماكن‌ تفريغ‌ الحمولة فيه‌ قد أسست‌ خلال‌ السنوات‌ 1315و1317ش‌ بواسطة شركة النفط الإيرانية ـ البريطانية و ظلت‌ تستخدم‌ حتى‌ 1330ش‌. وعقب‌ تأميم‌ النفط، وضعت‌ هذه‌ الأرصفة تحت‌ تصرف‌ القوة البحرية ومديرية الجمارك، كما عطلت‌ أنابيب‌ النفط التي كانت‌ تنقل‌ نفط آبادان‌ إلى‌ خسروآباد (جعفري، 113؛ سلطاني، ن‌.ص‌). ومركز ريف‌ الساحلي نوآباد، هو «أبنار»، و مركز نصّار هو «فرخي پي» (سازمان‌، ن‌.ص‌). و ينسب‌ ريف‌ نصّار إلى‌ قبيلة نصار من‌ عرب‌ بني كعب‌ (إمام‌ شوشتري، 260؛ اقتداري، 698).

و تتكون‌ ناحية أروندكنار من‌ 38 قرية، تقع‌ 11 قرية منها في ريف‌ مينوبار، و27 منها في ريف‌ نصار ( آمارنامه‌ ...، 28). وكانت‌ قريتا آلبوحميد و أبوديرة ــ قبل‌ حرب‌ العراق‌ على‌ إيران‌ ــ تعدّا من‌ أهم‌ المناطق‌ الريفية في هذه‌ الناحية و أكثرها ازدحاماً بالسكان‌ ( فرهنگ‌ آباديها، ج‌ 16، الخارطة رقم 2، قضاء آبادان‌؛ سرشماري ...، «ل‌»).

و يتمتع‌ سكان‌ أروندكنار بنسيج‌ اجتماعي خاص‌. فأهلها من‌ عشائر: خلف‌، محيسن‌، آل‌أبومحبود، بحراني، شيرلوي، بهبهاني، بچاچرة، سعدوني، سن‌، ...و نصّار ( فرهنگ‌ جغرافيايي إيران‌، 6/273، 360). وكانت عشيرة نصّار قد هاجرت‌ عقب‌ موت‌ نادرشاه‌ الأفشاري و تخريب‌ مدينة «قُبان‌»، من‌ الضفاف‌ الجنوبية لنهر كارون‌ إلى‌ قُصبة. و بين‌ السنوات‌ 1285-1320ه‍/1868-1902م‌ ثارت‌ هذه‌ العشيرة مراتٍ على‌ المشايخ‌ المحليين‌، و في كل‌ مرة كانت‌ تتجرع‌ مرارة الهزيمة (ظ: عزيزي، 103؛ كسروي، 243).

كان‌ عدد سكان‌ قرى‌ ناحية أروندكنار سنة 1355ش‌، قد بلغ‌ مايقرب‌ من‌ 60 ألف‌ نسمة (سرشماري، ن‌.ص‌).

و كانت‌ الأنشطة الرئيسة لسكان‌ أروندكنار تتركز في زراعة النخيل‌ و الاعتناء به‌ و في صيد الأسماك (ظ: رزم‌ آرا، 73؛ فرهنگ‌ جغرافيايي إيران‌، ن‌.ص‌)؛ و مع‌ ذلك تنتشر بينهم‌ أيضاً بشكل‌ و آخر أعمال‌ تربية المواشي و الصناعات‌ اليدوية مثل‌ حياكة العباءات‌ و حياكة الحُصُر ( فرهنگ‌ جغرافيايي آباديها، 15). و في سنة 1360ش‌ كانت‌ في ناحية أروندكنار، مساحة الأرض‌ المزروعة التي تسقى‌ سيحاً 3,942 هكتاراً، و فيها 374 رأسـاً مـن‌ البقـر و العجـل‌، و 255 رأسـاً مـن‌ الأغنام‌ و الماعـز ( فرهنگ‌ اقتصادي، «4/1» - «5/1»). و أهل‌ أروندكنار مسلمون‌ من‌ أتباع‌ المذهب‌ الشيعي الاثني عشري، تنتشر بينهم‌ اللغتان‌ الفارسية والعربية ( فرهنگ‌ جغرافيايي آباديها، 16).

مدينة أروند كنار

هذه‌ المدينة من‌ توابع‌ قضاء آبادان‌ و هي مركز ناحية أروندكنار، تقع‌ في أقصى‌ جنوب‌ قضاء آبادان‌، على‌ خط الطول‌ 48°و28´ وخط العرض‌ 30°و3´.

و المسافة بين‌ مدينة أروندكنار و آبادان‌، 48كم‌ من‌ خلال‌ طريق‌ معبّدة. و نظراً لمجاورتها للخليج‌ الفارسي فإن‌ مناخ‌ هذه‌ المنطقة حار و رطب‌، و ارتفاعها عن‌ سطح‌ البحر متران‌ (ن‌.م‌، 15).

و الموضع‌ الذي فيه‌ مركز المدينة اليوم‌ كان‌ يدعى‌ في الماضي حاجي سلطان‌، بسبب‌ قيام‌ شخص‌ يدعى‌ حاجي سلطان‌ باستحداث‌ بناء من‌ الطين‌ فيه‌، فأصبح‌ معروفاً بهذا الاسم‌، أو باسم‌ قصر (نهر قصر) (ظ: رشيديان‌، 100؛ ميريان‌، 281). و فيما بعد اتخذ موضع‌ حاجي سلطان‌ اسم‌ قُصبة، أو قُصبة معمرة (نجم‌‌الدولة‌، 42؛ فرهنگ‌ جغرافيايي إيران‌، 6/273).

و نظراً لموقعها الجغرافي ـ التجاري المتميز و إمكانية الوصول‌ منها بيسر إلى‌ الخليج‌ الفارسي، تمتعت‌ مدينة أروندكنار بأهمية خاصة. و استناداً إلى‌ إحصاء 1355ش‌، فقد كان‌ عدد سكانها 323,14 نسمة يتكونون‌ من‌ 438 ,2 أسرة (سرشماري، ن‌.ص‌). ومـع‌ بدء حرب‌ العـراق‌ على‌ إيـران‌، غـادر سكـان‌ أروندكنـار ــ شأنهم‌ شأن‌ سكان‌ بقية المناطق‌ التي تأثرت‌ بالحـرب‌ ــ المدينـة إلى‌ مناطق‌ آمنة في إيران‌، بحيث‌ انخفض‌ عدد سكان‌ المدينة حتى‌ إسفند 1371 (آذار 1993) إلى‌ 101 أسرة من‌ مشردي الحرب‌ مجموع‌ عدد أفرادها 569 نسمة ( آمارنامه‌، 40). وعقب‌ نهاية الحرب‌ و بدء عمليات‌ إعادة بناء المناطق‌ التي دمرتها الحرب‌، بدأ عدد سكان‌ أروندكنار بالتزايد مرة أخرى‌.

المصادر

آمارنامۀ أستان‌ خوزستان‌ (1372ش‌)، مركز إحصاء إيران‌، طهران‌، 1373ش‌؛ اقتداري، أحمد، خوزستان‌ و كهكيلوية و ممسني، طهران‌، 1359ش‌؛ إمام‌ شوشتري، محمد علي، تاريخ‌ جغرافيايي خوزستان‌، طهران‌، 1331ش‌؛ بايندر، غلام‌علي، خليج‌ فارس‌، خرمشهر، 1317ش‌؛ جعفري ولداني، أصغر، كانونهاي بحران‌ در خليج‌ فارس‌، طهران‌، 1371ش‌؛ جغرافياي كامل‌ إيران‌، وزارة التربية والتعليم‌، طهران‌، 1366ش‌؛ رازي، محمد شريف‌، گنجينۀ دانشمندان‌، قم‌، 1354ش‌؛ رزم‌ آرا، علي، جغرافياي نظامي إيران‌ (خوزستان‌)، طهران‌، 1320ش‌؛ رشيديان‌، نيرة‌ زمان‌، نگاهي به‌ تاريخ‌ خوزستان‌، طهران‌، 1367ش‌؛ سازمان‌ تقسيمات‌ كشوري، وزارة الداخلية، طهران‌، 1370ش‌؛ سرشماري عمومي نفوس‌ و مسكن‌ (1355ش‌)، محافظة خوزستان‌، مركز إحصاء إيران‌، طهران‌، 1359ش‌؛ سلطاني بهبهاني، سلطان‌ علي، «بنادر إيران‌ در خليج‌ فارس‌»، خليج‌ فارس‌، الإدارة العامة للنشر و الإذاعة، طهران‌، 1342ش‌؛ عزيزي بني طرف‌، يوسف‌، قبايل‌ و عشاير عرب‌ خوزستان‌، طهران‌، 1372ش‌؛ فرهنگ‌ آباديهاي كشور (1355ش‌)، محافظة خوزستان‌، مركز إحصاء إيران‌، طهران‌، 1361ش‌؛ فرهنگ‌ اقتصادي دهات‌ و مزارع‌، محافظة خوزستان‌، مؤسسة جهاد البناء، طهران‌، 1363ش‌؛ فرهنگ‌ جغرافيايي آباديهاي كشـور (آبـادان‌)، الدائـرة الجغرافيـة فـي القــوات‌ المسلحــة، طهـران‌، 1365ش‌، ج‌ 90؛ فرهنگ‌ جغرافيايـي إيران (آباديها)، المحافظـة السادسة، الدائـرة الجغرافية في هيئة أركـان‌ الجيش، طهران‌، 1330ش‌؛ كسروي، أحمد، تاريخ‌ پانصد سالۀ خوزستان‌، طهران‌، 1330ش‌؛ ميريان‌، عباس‌، جغرافياي تاريخي‌ خليج‌ ودرياي پارس‌، خرمشهر، 1353ش‌؛ نجم‌الدولة‌، عبدالغفار، سفرنامۀ خوزستان‌، تق‍ : محمد دبيرسياقي، طهران‌، 1341ش‌.

جعفر إسحاقي تيموري/ه‍.