الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أحمدآباد /

فهرس الموضوعات

أحمدآباد


تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/10 ۲۱:۵۹:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدْآباد، من مدن منطقة بنفس الاسم في محافظة کجرات بالهند. وقد ذکرت في أغلب المصادر باسم أحمدآباد کجرات لوجود مناطق عدیدة في الهند بنفس الاسم، و قد اعتبرت ناحیة منکجرات (واضح، 84؛ أبوالفضل العلامي،2/ 48). وقد سمیت أحمدآباد بدار الملک أیضاً، لأنها کانت عاصمة لتفرة من الفترات (الحسیني، 511).

تقع هذه المدینة علی الخطین الشمالیین 23 و 1، والخطین الشرقیین 72 و 42، علی ارتفاع 180 قدماً (ح 60 متراً) عن سطح البحر (البستاني؛ دایرة المعارف تشیع). تقع أحمدآباد في نهایة الشمال الشرقي من سهل کجرات علی ساحل نهر سابرمتي الذي ینبع من السفوح الغربیة لسلسلة أرافالي المعروفة (البستاني؛ «أطلس...»، 68). وتبلغ مسافتها عن بومباي الواقعة إلی جنوب أحمدآباد، 225 میلاً (ح 360 کم) دایرة المعارف تشیع).

وبسبب الموقع الجغرافي لأحمدآباد، فإن خط السکک الحدیدیة المهم الممتد من بومباي حتی بارودا نحو الشمال یمر عبر أحمدآباد بدلاً من المرور عبر مرتفعات کات، فی مر بذلک عبر سهل ساحلي رسوبي ومستوٍ (رابسون، I/ 17)

کان عدد سکان أحمدآباد یبلغ في بدایة القرن 20 م 185,899 نسمة (EI2)، وقد ارتفع مع مرور الزمن، وبلغ في 1337 ش (1958م) 800,000 نسمة، لتصبح بذلک سادس مدینة في الهند من حیث عدد السکان (حکمت، 8). وفي 1970م ارتفع عدد سکان أحمدآباد إلی 1,550,779 نسمة (أردو إنسائیکلوپیدیا)،وبلغ أخیراً في 1991م 3,709,000 نسمة («آلماناک...»، 818).

تعد أحمدآباد مرکزاً صناعیاً و تجاریاً وثقافیاً لمحافظة کجرات. وکانت تعرف في السابق بـ «مانشستر الهند» بسبب تفوفها علی بومباي من حیث عدد الأجهزة و مصانع النسیج والحیاکة (دایرة المعارف تشیع). وقد بلغت نفاسة الأقمشة والمنسوجات المخملیة و المطرزة بالذهب في أحمدآباد جداً بحیث إن الکثیر من مؤرخي الهند خصصوا صفحات من آثارهم لوصف منتجاتها من النسیج. و کانت هذه المنسوجات تزین دوماً البلاطات الفخمة لسلاطین الهند، حیث کان الکثیر من الخلع یختار من منسوجات أحمد آباد في العصور التي ساد فیها إعطاء الخلع من قبل السلاطین، و تقدیم الهدایا من جانب الحکام (ظ: کنبو، 2/ 81).

وبالإضافة إلی صناعات النسیج، فقد کانت أحمدآباد تتمتع بالأهمیة من حیث الزراعة و تربیة المواشي أیضاً، فقد کانت تشتمل في وقت من الأوقات علی 53 «کرور» رأس من المواشي (م.ن، 2/ 460. وقد بلغت ثروات أحمدآباد حداً بحیث إن النفقات الإداریة والإعانات في عهد السلطان فرخ سیر کانت تؤمن من أحمدآباد خللا الجفاف المعروف الذي حدث سنة 1717 م (ملک، 20). تعتبر أحمدآباد حالیاً المرکز السیاسي و الثقافي لکجرات، کما توجد فیها جامعة کجرات التي هي من مراکز التعلیم العالي في الهند. وتکمن الأهمیة السیاسیة لأحمدآباد في تاریخ الهند في أنها کانت المدینة التي أعلن فیها المهاتما غاندي في المؤتمر الذي انعقد في تشرین الثاني وکانون الأول 1922، قراره بالمقاومة السلبیة، و عدم الانقیاد (راینسون، 332)، حیث أدی تطبیق هذه السیاسیة إلی استقلال الهند.

 

تاریخها

خلافاً لکثیر من المدن الآسیویة الکبری التي لانعرف شیئاً عن نشأتها التاریخیةف فإن حالة أحمدآبادتعد من المستثنیات، حیث نجد تاریخ بنائها في المصادر، فاستناداً إلی ماذکره غالبیة الکتّاب فقد تدسست و تم إعمارها في 830هـ/ 1427م علی ید أحمدشاه الأول ثاني سلطان سلالة ملوک کجرات (زامباور، 435؛ أیضاً ظ: النهاوندي، 2/ 136؛ میسراف 170). وقد اعتبرت بعض المصادر (ومنها دایرة المعارف تشیع)، أحمدشاه بهمني (تـ 838هـ) مؤسس أحمدآباد، في حین أن هذین الحاکمین کانا معاصرین و في حالة نزاع (میسرا، 190-192). ومن المسلم به أن مؤسس أحمدآباد بنی هذه المدینة علی أطلال مدینة أسافال الهندوسیة القدیمة لاعتبارات سیاسیة واستراتیجیة (دانشنامه: أصَوَل)، ونقل العاصمة من کلکندة إلیها، وسمی المدینة باسمه، أي أحمدآباد. وقد هدم معابد أسافال الهندوسیة، وبنی بموادها مساجد و أبنیة دینیة کثیرة (دایرة المعارف تشیع).

وقیل حول أحمدآباد إنها بنیت علی ید 4 رجال باسم أحمد و ذلک في 830هـ، وهم: قطب الأقطاب الشیخ أحمد کتتو، أو کهتو، والسلطان أحمد، ورجل آخر یحمل اسم الشیخ أحمدي، و مولانا أحمد (النهاوندي، ن.ص).

وفي عهد الکورکانیین في الهند، توجه إلی هذا البلد أصحاب صناعات مهرة، وأساتذة ماهرون من إیران و ماوراء النهر، و أشاعوا في مدن الهند الطراز المعماري لهرات و أصفهان و شیراز و سمرقند وبخاری و مشهد. و مع مرور الزمان ظهر الأسلوب المعروف «بالعمارة الهندیة – الإسلامیة» من امتزاج الطراز الإیراني و الرسم و التساوق الهندي، في أحمد آباد، و بلغ ذروته في مدن أکرا و شاه جهان آباد (دلهي) و کشمیر (حکمت، 117).

 شید أحمد شاه أبنیة کثیرة، وسار علی خطاه خلفاؤه، حتی أضحت أحمدآباد في القرن 17 م أجمل و أهم مدینة إسلامیة في الهند، وأصبحت تضم آثاراً من العمارة الإسلامیة لایفوقها سوی أبنیة ملوک المغول في مدینتي دلهي وأکرا (رابسونف I/ 17). وقد بلغ الإیرانیون المقیمون آنذاک في أحمدآباد حداً بحیث حولوها إلی مدینة إیرانیة (دایرة المعارف تشیع).

ومن جملة الأبنیة الإسلامیة التي مازالت قائمة حتی الآن في أحمدآباد، المسجد الجامع، و یشتمل علی 300 عمود منحوت، و قد بني بدلاً من«معبد جیني» و بمواده؛ و مسجد هیبت‌خان الذي شید هو الآخر علی أنقاض معبد و ثني و بمواده؛ و مرقد أحمد شاه بهمني؛ و قلعة بهادر، أو دار إمارة أحمد شاه؛ و مسجد آخر لأحمدشاه؛ و مسجد سیدي صیاد؛ ومسجد صیاد عالم؛ و مسجد شجاعت خان و مدرسته و مرقده؛ و مقبرة شاه وجیه الدین؛ وراني مسجد (مسجد ملکة) الذي بني في عهد أحمد شاه؛ ومسجد الشیخ حسن محمد الچشتي؛ و مسجد حافظ خان، وقد زینت کلها بألواح تضم الآیات القرآنیة و الأشعار الفارسیة (دایرة المعارف تشیع).

وقد بالغ أکثر الکتّاب في وصف ثروات أحمد آباد و جمالها، في حین أن بعض المؤرخین لم یعتبروها جمیلة، فیما انتقد البعض أبنیتها فقالوا: «رغم سعة عرض السوق، إلا أن الدکاکین لم تبن بما یتناسب مع سعة السوق. و قد بنیت کلها من الخشب، وأعمدتها دقیقة و نحیفة للغایة، وسقوفها مغطاة بالفخار» (الحسیني، 256). ورأی البعض الآخر أن أحمدآباد موضع حار، قلیل لامیاه، قذر و غیر مناسب، ولقبت بسبب ریاحها الحارة و المغبرة ببلاد الغبار، بل و حتی ببلاد السموم و المرض و جهنم (إلیوت، VI/ 358-359).

 

المصادر

أبوالفضل العلامي، آیین أکبري، کلکتا، 1872م؛ أردو إنسائیکلوپیدیا، لاهور/ راولپندي؛ البستاني، بطرس، دائرة‌المعارف، بیروت، 1956م؛ الحسیني، کامکار، مآثر جهانگیري، تقـ: عذرا علوي، بومباي، 1978م؛ حکمت، علي‌أصغر، سرزمین هند، طهران، 1337 ش؛ دانشنامه؛ دایرة المعارف تشیع، تقـ: أحمد صدر حاج سیدجوادي و آخرون، طهران، 1366ش؛ زامباور، معجم الأنساب و الأسرات الحاکمة، تجـ: زکي محمدحسن و حسن أحمد محمود، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ کنبو، محمدصالح، شاه جهان نامه، تقـ: غلام یزداني و وحید قریشي، لاهور، 1966م؛ النهاوندي، عبدالباقي، مآثر رحیمي، تقت: محمد هدایت حسین، کلکتا، 1925م؛ واضح، مبارک الله، تاریخ إرادت خان، تقـ: غلام رسول مهر، لاهور، 1971م؛ وأیضاً:

EI2; Illiot, H. M., History of India, Lahore, 1976; Great World Atlas (The Reader’s Digest), London, 1986; Malik, Zahiruddin, The Reign of Muhammad Shah, Bombay etc., 1952; Misra. S. C., The Rise of Muslim Power in Gujarat, Bombay, 1982; Rapson, E. J.,The Cambridge History of India New Delhi, 1987; Robinson, Francis, Separatism Among Indian Muslims, London, 1974; The World Almanac, 1993.

محمدحسن گنجي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: