الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / الأحقاف، سورة /

فهرس الموضوعات

الأحقاف، سورة

الأحقاف، سورة

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/10 ۲۰:۳۳:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَحْقاف، اسم سورة من القرآن الکریم، و هي السورة 46 تلاوة، 66 حسب الترتیب المشهور للنزول، حیث تأتي في المصحف المتداول بعد سورة الجاثیة و قبل سورة محمد (ص). سمیت هذه السورة بهذا الاسم بمناسبة ذکر کلمة «أحقاف» في الآیة 21 منها (ظ: ن.د، الأحقاف، صحراء)، ولم تعرف باسم آخر قط، ویمکن أن یکون لها علی ماقیل وجهان للتسمیة (الأندرابي، الورقتان 49ب- 50 ألف): الأول أن «الأحقاف» هي الکلمة الوحیدة المشتقة من مادة «ح ق ف» المستخدمة في القرآن (ظ: الراغب، 125)، والآخر أن قصة قوم عاد الذین کانوا یعیشون في منطقة الأحقاف، ذکرت لوحدها في هذه السورة، خلافاً لثماني سور أخری جاءت فیها مقترنة مع قصة قوم ثمود.

تعد سورة الأحقاف من السور الثلاثینیة (أي المتألفة من 30 آیة، أو أکثر بقلیل؛ لهذا المصطلح، ظ: أحمد بن حنبل، 1/ 401، 419؛ السیوطي، 7/ 433)، و تأتي في بدآیة الجزء 26 من أجزاء القرآن الثلاثین، وقد قسمت إلی 4 وحدات موضوعیة (رکوعات)، وتشتمل حسب نظر الکوفیین علی 35 آیة، أو علی 34 آیة حسب نظر البصریین و المدنیین الذین لایعتبرون «حم» آیة، وتتضمن 644 کلمة و 2,595 حرفاً (الشیخ الطوسي، 9/ 266؛ الزمخشري، 3/ 514؛ أبولافتوح، 9/ 146؛ دائرة‌المعارف آریانا، 2/ 485). هذه السورة مکیة بإجماع علماء علوم القرآن (القرطبي، 16/ 178؛ ان کثیر، 6/ 274؛ الخازن، 4/ 122؛ النسفي، 4/ 122)، وآیاتها مترابطة و بسیاق واحد. وتبدو سورة تسودها الوحدة الموضوعیة بشکل کامل؛ غیر أن الکثیر من المفسرین اعتبروا بعض آیاتها (8، 10، 15-17، 35) مدنیة استناداً إلی روایات أسباب النزول (ظ: الخازن، ن.ص؛ المحلي، 664؛ الصاوي، 4/ 74؛ الطباطبائي، 18/ 197-199).

سورة الأحقاف هي السورة السابعة من مجموعة «الحوامیم»، أو «آل حم» السبع (السور من 40-46) و التي جاءت في أکثر ترتیبات النزول المستندة متتابعة بنفس ترتیب المصحف المتداول (مثلاً ظ: ابن الندیم، 28-29). وهذا مایدل ذاته علی نزولها المتتابع (قا: ترتیبات النزول الزماني المقترحة من قبل المستشرقین، رامیار، 675)، کما یؤید ذلک أیضاً البدآیة المشترکة «حم» و تشابه و ترابط آیات هذه السور السبع و خاصة في الفصول الأولی (ظ: الطباطبائي، 18/ 8). وقد کانت هذه السور تلقب في عهد رسول الله (ص) بـ «لباب القرآن» و «دیباج القرآن» و «عرائس القرآن»، و کان الصحابة یذکّرون بهذه الألقاب عند تعلیمهم القرآن لتلامذتهم (ظ: الأندرابي، الأوراق 40 ألف – 41 ألف؛ الخازن، 4/ 65؛ ابن کثیر، 6/ 120).

وکما یبدو من تأمل مضامین مجموعة الحوامیم و فصولها الأولی فإن موضوعها الرئیس و هدفها المشترک هما «مقارنة الکفر مع الإیمان، والکفار مع المؤمنین». کما أشار المتقدمون أیضاً إلی هذا الموضوع و هم بصدد بیان أغراض هذه السور والاستدلال علی ارتباطها ببعضها البعض (البقاعي، 17/ 134-135، 230، 240-243، 376، 18/ 1، 4-5، 118). وموضوع سورة الأحقاف و هدفها هو مقارنة المؤمنین مع الکافرین (ظ: خاصة الآیات 3-7، 16-18، 31-35)، حیث تصرح بذلک مضامین السورة خاصة التعبیرات المتقارنة و المتناظرة في الآیتین 16 و 18 والأیتین 31 و 32 (ظ: الطباطبائي، 18/ 185؛ قا: البقاعي، 18/ 118-119).

تبدأ السورة بوصف القرآن بأنه کتاب منزل من الله العزیز الحکیم؛ ثم تشیر إلی الانسجام و التلاؤم بین فکر الموحدین و عملهم و بین الهدف من خلق العلام، و إلی عکس ذلک فیما یتعلق بالمحاربین لله؛ و تذم المشرکین، و تحذر من فضیحة أمر الآلهة المزیفة؛ و تتحدث عن موقف الناس العنید من الکتب السماویة و الرسل، والسلوک المتواضع والمنصف للرسل مع معارضیهم في المقابل، وتقارن بین أفکار المؤمنین والکافرین و أعمالهم، و تسلط الضوء علی الجوانب الإیجابیة و السلبیة من حیاتهم الدنیویة و الأخرویة؛ و تبین موقف قوم عاد من هود (ع) الذي ذکر في هذه السورة بتعبی ر«أخاد عاد» فقط، مع تفصیل أکثر من جمیع السور الأخری فیما یتعلق بعذابهم (الأحقاف/ 46/ 21، 24-25؛ قا: فصّلت/ 41/ 13-16؛ الذاریات/ 51/ 41-42؛ القمر/ 54/ 18-21؛ الحاقّة / 69/ 6-8) و تلفت الانتباه إلی زوال الأمم التي کانت تسکن القرن المحیطة بالجزیرة العربیة لفسقها و کفرها؛ وتذکر قصة استماع نفر من الجن إلی آیات القرآن، و تنقل حدیثاً عن منذري الجن؛ و توصي النبي الأعظم (ص) بالثبات و لاصبر کما فعل أولوالعزم من الرسل؛ و تنتهي برسم صورة عن إذعان الکافرین لحقانیة الحیاة الأخرویة، و قصر أعمارهم و خواء حیاتهم الدنیویة عند مواجهة نار جهنم، و ذلک في معرض التأکید علی وقوع یوم القیامة و تحققه.

وقد ذکرت قصة قوم عاد في هذه السورة بصورة معترضة- رغم أنها سمیت باسم أرضهم – خلافاً لسور الأخری و منها فصّلت (41/ 13-16) في مجموعة الحوامیم هذه (أیضاً ظ: الطباطبائي، 18/ 217). وذکر موضوع مجيء منذري الجن إلی النبي الأعظم (ص) – والذي جاء بالتفصیل في سورة الجن (72/ 1-19)- بصورة مختصرة و معترضة في القسم الأخیر من هذه السورة. و المناسبة التي یمکن ذکرها لطرح هذا الموضوع في أواخر سورة الأحقاف (قا: الطبرسي، 9/ 139-140؛ البقاعي، 18/ 177)، هي الجو الخاص لهذه السورة ومجموعة الحوامیم، حیث تمت المقارنة فیها بین مظاهر الکفر و الإیمان من الجانبین، و هذه المقارنة و المواجهة هما الدافع الأساس الذي دفع موفدي الجن إلی اعتباره محور جمیع تعالیم الأنبیاء و الرسالات السماویة، و التحدث بذلک إلی قومهم (ظ: الجنّ / 72/ 14-15؛ الأحقاف / 46/ 31-32).

ومن الناحیة الفقهیة، تتمتع الآیة 15 من سورة الأحقاف بشهرة أکثر بسبب عبارة «وحملُه و فسأله ثلاثون شهراً» حیث حظیت بالاهتمام منذ عهد الصحابة والتابعین باعتبارها ملاکاً لتعیین الحد الأدنی للحمل (6 أشهر) (ظ: القرطبي، 16/ 193؛ ابن کثیر، 6/ 280؛ الفیض، 2/ 556). کما کان هناک دوماً اختلاف بین المفسرین في بیان سبب نزول هذه الآیة.فرأی مفسرو الشیعة أنها نزلت في الإمام الحسین بن علي (ع) و الأئمة الآخرین من ذریته، فیما أصر مفسر و أهل السنة علی نزولها في أبي بکر ابن أبي قحافة و إسلامه هو و جمیع أفراد أسرته (ظ: فخرالدین الرازي، 28/ 19؛ القرطبي، 16/ 193-195؛ السیوطي، 7/ 443؛ الفیض، 2/ 555-556؛ الحویزي، 5/ 11-15).

 

المصادر

ابن کثیر، إسماعیل، تفسیر القرآن، بیروت، 1389هـ/ 1970م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبالفتوح الرازي، روح الجنان، تقـ: أبوالحسن الشعراني، طهران، 1385هـ؛ أحمد بن حنبل، مسند، بیروت، دار صادر؛ الأندرابي، أحمد، الإیضاح في القراءات، النسخة المصورة لموجودة في مکتبة المرکز؛ البقاعي، إبراهیم، نظم الدرر، حیدرآبادالدکن، 1391هـ/ 1971م؛ الحویزي، عبدعلي، نورالثقلین، تقـ: هاشم الرسولي المحلاتي، قم، 1385هـ؛ الخازن، علي، لباب التأویل، بیروت، دارالمعرفة؛ دائرة‌المعارف آریانا، کابل، 1330ش؛ الراغب الأصفهاني، حسین، معجم مفردات القرآن، تقـ: ندیم مرعشلي، القاهرة، 1392هـ/ 1972م؛ رامیار، محمود، تاریخ قرآن، طهران، 1362ش؛ الزمخشري، محمود، الکشاف، بیروت، دارالمعرفة؛ السیوطي، الدر المنثور، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الشیخ الطوسي، محمد، التبیان، تقـ: أحمد حبیب قصیر العاملي، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ الصاوي، أحمد، حاشیة علی تفسیر الجلالین، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ الطباطبائي، محمدحسین، المیزان، بیروت، 1393هـ/ 1973؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البیان، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ فخرالدین الرازي، التفسیر الکبیر، بیرت، دارإحیاء التراث العربي؛ الفیض الکاشاني، محسن، الصافي، طهران، 1356ش؛ القرآن الکریم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحکام القرآن، بیروت، دارإحیاء التراث العربي؛ المحلي، جلال‌الدین و جلال‌الدین السیوطي، تفسیر الجلالین، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ النسفي، عزیزالدین، «مدارک التنزیل»، مع لباب التأویل (ظ: همـ، الخازن).

محمدعلي لساني فشارکي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: