الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / الإحصار /

فهرس الموضوعات

الإحصار

الإحصار

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/9 ۲۲:۱۳:۴۹ تاریخ تألیف المقالة

أَلْإحْصار، مصطلح فقهي یعني منع الحاج المحرم من مواصلة أعمال الحج. اقتبس هذا المصطلح من العبارة القرآنیة: «فإن أُحصِرتُم» (البقرة/ 2/ 196) والتي نزلت باتفاق العلماء و المفسرین في الحدیبیة عند منع النبي (ص) من دخول مکة (ظ: الجصاص، 1/ 336؛ القاضي النعمان، 1/ 334؛ ابن العربي، 1/ 171؛ الطبرسي، 2/ 520).

ذکرت المصادر اللغویة مواضع مختلفة لاستعمال «الحصْر» و«الإحصار»؛ وعلی سبیل المثال یقول الفرّاء: إن العرب یستخدمون الإحصار في الخوف و المرض، و الحصر في القهر و الحبس، ولکن یمکن استخدام إحداهما محل الأخری (1/ 117-118). و یقول الراغب الأصفهاني: إن الإحصار یستعمل في کل من المنع الظاهر کالعدو والمنع الباطن کالمرض، ولکن الحصر ستعمل في المنع الباطن فقط، و علی هذا فإن «أُحصِرتُم» في الآیة المذکورة تحمل علی کلا الأمرین (ص 173).

وتبعاً لعلماء اللغة، فقد أدلی المفسروت و الفقهاء أیضاً بأقوال مخلتفة حول استعمال هذین المصطلحین: فذکر الطبري (2/ 124) والزمخشري (1/ 344) أن الإحصار یستعمل في الخسوف و المرض والعجز، والحصر في المنع بواسطة العدو، أو الحبس، و یری الشافعي (1/ 130) أن «أَحصِرتُم» في الایة المذکورة لاتعني سوی المنع بواسطة العدو، ولکن الجصّاص (1/ 337) یرفض قول الشافعي، ویعتبر مدلول الآیة عاماً.

وأما في المصادر الروائیة والتفسیریة و الفقهیة وخاصة آثار الشیعة فقد اقتبسمصطلح الصدّ من الایة «هُمُ الَّذِیْنَ کَفَروْا وَصَدّوْکُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَديَ مَعْکوفاً أَن یَبْلُغَ مَحِلَّهُ...» (الفتح/ 48/ 25)، وأضیف إلی المصطلحین السابقین.ویلاحظ في هذه المصادر العناوین المزدوجة الحصر والصد، والإحصار والصد، والمحصور والمصدود ویختلف استعمال کل منها عن الآخر. واستعمل کلّ من الکلیني (4/ 368-369) والقاضي النعمان (1/ 334-336) وغیرهما الإحصار والحصر في المنع بسبب المرض وأمثاله، والصدّ في المنع بواسطة العدو، ونقلوا في هذا المجال روایات عن الأئمة الأطهار (ع) (ن.صص). ومما یجدر ذکره أن الشیخ الطوسي ذکر في الخلاف (2/ 423-431)، الأحکام الفقهیة المتعلقة بالموضوع تحت عنوان الحصر و الإحصار فقط، في حین أنه تحدث في النهایة (ص 285-287) عن هذه المباحث تحت عنوان المحصور و المصدود. و استخدم المحقق الحلي أیضا (1/ 280) مصطلح الإحصار و الصد و قال إن الصد یکون بواسطة العدو، والإحصار بالمرض.

ویبدو من خلال التحري في المصادر المتقدمة، و مقارنة ماجاء فیها مع المصادر المتأخرة أن العلماء و الفقهاء لم یکونوا یأخذون في البدایة بعین الاعتبار سوی الآیة 196 من سورة القرة والتي تبین أحکام الحج، ولم یستندوا في بیان الأحکام إلا إلی الإحصار ومادته «الْحصر»، إلا أنهم مالبثوا أن اقتبسوا خاصة بفضل إرشادات الأئمة الأطهار (ع) مصطلح الصدّ من الآیة 25 من سورة الفتح و التي هي لیست بصدد بیان الأحکام علی مایبدو، ولاتعتبر من آیات الأحکام، واستندوا إلی کلا المصطلحین لعزل الأحکام المختلفة عن بعضها بشکل کامل وتبیینها بشکل أوضح. وأخیراً، فمن المحتمل أن یکونوا قد استخدموا الحصر بدلاً من الإحسار، و المحصور بدلاً من المُحصَر نظراً للاشتقاق الواحد للتعبیرین، و ذکروا أحکام کل منها تحت عنوان الصدّ و الحصر، أو المحصور و المصدود.

وقد جاءت في المصادر المخلتفة روایات واستنباطات و فتاوی مختلفة حول الحجاج الذین یعجزون عن الاستمرار في الحج لسبب ما بعد الإحرام، ولکن ما اتفقوا علیه هو أن علی المحصور و المصدود أن یخرجا من الإحرام، ولکن ما اتفقوا علیه هو أن علی المحصور والمصدود أن یخرجا من الإحرام بالتضحیة (ن.صص). وفیما یتعلق بالموضع الذي یجب أن یضحی فیه (في مکة، أم منی، أم في الموضع نفسه)، وهل أن الحج والعمرة سواء في هذا الحکم، أم مختلفان، و هل یجب القضاء عن الحج، أو العمرة التي لم تستمر علی هذه الشاکلة، والکثیر من الفروع الأخری، توجد تفصیلات، و اختلافات في الآرا أحیاناً. فقد قدم الفقهاء و المفسرون و کذلک علما اللغة مباحث دقیقة في تتبع مادة هذین المصطلحین، کما ذکروا استنباطات مختلفة من الآیات و الروایات و سیرة النبي (ص) و الصحابة و الأئمة الأطهار (ع)، تراجع بشأنها کتب اللغة و الروایات و التفسیر والفقه (کمثال، ظ: ن.صص؛ الأزهري، 230-235؛ ابن بابویه، 2/ 514 و مابعدها؛ ابن إدریس، 1/ 637-644؛ الکرکي، 3/ 283-300؛ المقدس الأردبیلي، 231-251؛ صاحب جواهر، 20/ 142-165).

 

المصادر

ابن إدریس، محمد، السرائر، قم، 1410هـ؛ ابن بابویه، محمد، من لایحضره الفقیه، تقـ: علی أکبر الغفاري، بیروت، 1399هـ/ 1979م؛ ابن العربي، محمد، أحکام القرآن، تقـ: محمد عبدالقادر عطا، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ الأزهري،محمد، تهذیب اللغة، تقـ: عبدالکریم العزباوي، ومحمد علي النجار، القاهرة، 1384هـ/ 1964م؛ الجصاص، أحمد، أحکام القرآن، تقـ: محمدالصادق قمحاوي، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ الراغب الأصفهاني، حسین، المفردات، إستانبول، دار قهرمان؛ الزمخشري، محمود، الکشاف، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ الشافعي، محمد، أحکام القرآن، تقـ: محمد زاید بن حسن الکوثري و عبدالغني عبدالخالق، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ الشی الطوسي، محمد، الخلاف، قم، مؤسسة النشر الإسلامي؛ م.ن، النهایة، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، 1342ش؛ صاحب جواهر، محمدحسن، جواهر الکلام، تقـ: عباس القوچاني، بیروت، 1980م؛ الطبرسي، الفضل، جمع البیان، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ الطبري، تفسیر؛ القاضي النعمان، ودعائم الإسلام، تقـ: آصف فیضي، القاهرة، 1383هـ/ 1963م؛ القرآن الکریم؛ الکرکي، علي، جامع المقاصد ، قم، 1408هـ؛ الکلیني، محمد، الکافي، تقـ: علي أکبر الغفاري، بیروت، 1401هـ؛ المحقق الحلي، جعفر، شرائع الإسلام، تقـ: عبدالحسین محمدعلي، النجف، 1389هـ/ 1969م؛ المقدس الأردبیلي، أحمد، زبدة البیان، تقـ: محمدباقر البهبودي، طهران، المکتبة المرتضویة.

محمدجواد حجتي کرماني/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: