الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / الأحساء /

فهرس الموضوعات

الأحساء

الأحساء

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/9 ۲۱:۳۷:۳۵ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَحْساء، المحافظة الشرقیة من المملکة العربیة السعودیة، تحدها من الشمال الکویت و المنطقة المحایدة، و من الجنوب الإمارات العربیة المتحدة. و تمتد من الجنوب حتی الربع الخالي. و من الشرق حتی الخلیج الفارسي، و من الغرب حتی منطقة الدهناء الرملیة، وتشکل مساحة 106,700 کم2 من المناطق النفطیة في السعودیة. قدر عدد نفوس الأحساء بـ 500 ألف نسمة (بریتانیکا، I/ 240؛ کلیرز...، XI/ 676).

 

تسمیتها

الأحساء في اللغة جمع حِسْي. قال ابن منظور (في مادة الحسي): الحسي سهل من اأرض یستنقع یه الماء. والحسي هو غلظ فوقه رمل یجتمع فیه ماء السماء و یضیف: الحسي، أو الحسي، أو الأحساء الرمل المتراکم أسفله جبل صلد، فإذا مُطِرَ الرمل نشف ماء المطر، فإذا انتهی إلی الجبل الذي أسفله أمسک الماء، ومنع الرمل حر الشمس أن یُنشَف الماء. وکتب الجوهري في مادة هذه الکلمة: ماتَنَشَّفُه الأرض من الرمل (4/ 2313). ویری ابن درید (2/ 158، 3/ 232)، والأزهري (5/ 169) أن الأحساء «الرمل المتراکم أسفله جبل أصلد، فإذا اشتد الحر نُبث وجه الرمل عن الماء فنبع بارداً عذباً». وذکر المبرَّد (1/ 91) مایشبه هذا الرأي.

کانت الأحساء تطلق قدیماً علی هجر والبحرین والخط أیضاً، وکانت تضم جمیع المناطق الواقعة علی الساحل الجنوبي من الخلیج الفارسي من البصرة والبحرین حتی عمان الحالیة (المسعودي، 390؛ الهمداني، 251؛ المقدسي، 93؛ یاقوت، 1/ 507، 2/ 213؛ القزویني، 118؛ سهراب، 22؛ الدمشقي، 220؛ أبوالفداء، 98).

 

طبیعتها

تقع الأحساء علی خط العرض الشمالي 25˚ و 20΄ حتی 25˚ و 40΄، وخط الطول الشرقي 49˚ و 30΄ حتی 49˚ و 50΄ (EI2). ویبلغ طولها 360 میلاً (580کم). ویقع 200-300میل (320-480 کم) منها في منطقة الدهناء الرملیة (کلیرز، ن.ص). والقسم الأکبر من الأحساء عبارة عن صحراء جافة (کحالة،238). وشرقها عبارة عن منطقة ساحلیة بعرض 25-50 میلاً (40-80کم) (کلیرز، ن.ص). ویبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 175 متراً (EI2).

 

مناخها

مناخ الأحساء في الصیف حار و رطب، و في الشتاء معتدل منخفض الرطوبة. وتبلغ درجة حرارتها بین 12˚-46΄ مئویة، و ترفع رطوبتها في بعض أیام الصیف إلی 80% (غریب،35). ولکن نسبة الأمطار قلیلة فیها، و لایتجاوز معدلها السنوي 254 میلیمتراً (کلیرز، ن.ص).

 

میاهها الداخلیة

أتاح وجود الینابیع إمکانیة زراعة الرز والخضراوات فیها. و تعد عین نجم أهم هذه العیون (الشخص، 1/ 37؛ البستاني، 7/ 186). وقد طلبت السعودیة من مصر في 1942م (1361هـ) إرسال وفد لتنظیم موارد الأحساء المائیة في منطقة الخرج بنجد. ثم قدمت فیما بعد شرکة داکوتا الألمانیة مشاریع لتنظیم المیاه الفائضة في هذه المناطق و الاستغلال الأمثل لها، بلغت نفقاتها حوالي 45 میلیون ریال سعودي (کحالة، 239، ها 2). وعلی حد قول البستاني توجد في الأحساء 1,000 قناة صغیرة و کبیرة، و 60 بئراً ارتوازیاً، یتدفق منها 75 ألف لتر في الدقیقة (البستاني، 7/ 185). ومن أهم موارد الأحساء المائیة وادي فروق في الجنوب الغربي منها (کحالة، 238).

تربی في الأحساء الخیول السریعة و الحمر البیض والأغنام. کما توجد فیها بعض الحیوانات الوحشیة مثل الغزلان و الذئاب والأرانب والثعالب (البتنوني، 49؛ کحالة، 240، ها 4؛ EI2). عرفت الأحساء منذ زمن بعید بامتلاکها للحمیر التي کانت من موارد دخلها المهمة، وقد کان هذا الحیوان یصدر إلی مصر والعراق، ولکن صادرات الحیوانات انخفضت مع اکتشاف النفط في 1353هـ/ 1934م (البستاني، 7/ 186).

زراعتها: تضم الأحساء باشتمالها علی أکثر من 7 آلاف هکتار من الأراضي الصالحة للزراعة، القسم الأکبر من الأراضي الزراعیة في السعودیة (غریب، ن.ص). ویعتبر التمر من أهم محاصیل الأحساء ویزرع في هذه المنطقة 70 نوعاً من التمر یستفاد من بعض أنواعه في علف الماشیة (البستاني، 7/ 185). وحسب إحصائیة سنة 1965م، فقد کان عدد النخیل في الأحساء 1,955,000 نخلة (الغریب، ن.ص). و من محاصیلها الأخری التین والرمان والخوخ و المشمش واللیمون و الموز والعنبة والباذنجان و الطماطم و البصل و الثوم و الجزر و غیرها. ورغم أن الرز یعد من المحاصیل الزراعیة المهمة في الأحساء، إلا أن الناس یرغبون أکثر في استهلاک الرز المستورد من الهند و العراق (البستاني، 7/ 186).

 

صناعاتها

توجد في الأحساء صناعات محلیة مثل صیاغة الذهب، وإنتاج الأسلحة الباردة مثل الخناجر المنقوشة و المنحوتة، والسیوف المرصعة بالموجهرات، و الصناعات النحاسیة و الفضیة، و نجارة الأبواب و الشبابیک المزخرفة و حیاکة العبي والتي کانت شائعة في مدینة الهُفوف منذ القدم. و یمکننا أن نذکر أیضاً: صناعة الزوارق، والحبال، والصناعات الخشبیة، و استخراج اللؤلوء (ن.ص).

 

سکانها

یشکل البدو 70% من سکان الأحساء، فیما یشکل سکان المدن 30%. ویشکل الشیعة الاثنا عشریة 70% من مجموع السکان، فیما یشکل أهل السنة الباقي منهم. علماً أن بعض شیعة الأحساء یتبعون الشیخیة التي أسسها الشیخ أحمد الأحسائي (تـ 1241هـ/ 1826م). ویتواجدون في قری الطریبل و العقار و المزاوي و البعض الاخر في قریة الحلیلة من توابع الهفوف (الشخص، 1/ 38-39). والمذهبان السنیان السائدان في الأحساء هما الحنبلي والمالکي (EI2). ویقیم بعض قبائل بني خالد الذین یبلغ عددهم 6 آلاف نسمة في جزر المُسَلّمیة، وجنة، وتاروت، والکلابیة، والجشّة، وأم الساهک في القطیف. أهم عشائر الأحساء هي: العجمان 45 ألف، وآل مرة في الجنوب 8 آلاف، وبنوخالد 12 الفاً، وبنوهاجر 6 آلاف شخص، وفي الشمال قبیلتا العوازم والرشایدة (کحالة، 241-242).

 

مدنها

کانت الأحساء تعتبر متصرفیة حتی 1912م، وکان مرکزها مدینة الأحساء و کان تمدن القطیف و قطر و الهفوف من توابعها (ن.ص). ذکر البتنوني قائلاً: کانت الأحساء مقسمة إلی أربعة أقضیة هي: القطیف وقطر والهفوف والأحساء (ن.ص). ورأی رفعت باشا أنها 3 أقسام: القواسم الجنوبیة، و شبه جزیرة قطر الوسطی، و القطیف في الشمال الغربي و کانت تمتد من شبه جزیرة قطر حتی الکویت (1/ 147). وتشمل الأحساء الیوم القطیف الجبیل وعدد من المدن الصغیرة وأکثر من 50 قریة (کحالة، 242-248).

 

الهُفوف

وهي من أهم مدن الأحساء و مرکزها و تقع في القسم الجنوبي الشرقي منها، یبلغ عدد سکانها 30 ألف نسمة و تسکنها قومیات مختلفة منها العرب و الإیرانیون و الأتراک و الأکراد. و یشکل أهل السنة ثلاثة أرباع سکانها، فیما یشکل الشیعة الاثنا عشریة الربع الباقي (م.ن، 243-244). یعود تاریخها إلی أوائل القرن 10هـ. وقد أسسها فاتح باشا في عهد سلیمان القانوني. وللهفوف سکک حدید، وأسواق تجاریة کبیرة (الشخص، 1/ 50).

 

المُبرَّز

تقع هذه المدینة في غرب الأحساء علی بعد میلین شمال الهفوف، وهي منطقة خصبة یبلغ سکانها حوالي 9,500 نسمة (کحالة، 244).

 

القطیف

تقع في شمال شرق الأحساء، وقد أحاطت بها الصحراء من الشمال و الغرب، و تقع في جنوبها مدینة الظهران، یبلغ عدد سکانها 30 ألف نسمة،یمثل الشیعة الاثنا عشریة أغلبیتهم الساحقة (م.ن، 245، ها 2، 246، ها 2).

 

الدمّام

تقع في الجنوب الشرقيمن محافظة الأحساء علی بعد 9 أمیال من مدینة القطیف. دمرت هذه المدینة في القرن 19م، وأعید بناؤها في 1924م (1342هـ). اکتشف النفط فیها في 1939م (1358هـ) وتم نقله إلی رأس تنورة عن طریق خط أنابیب بطول 40 میلاً (م.ن، 246-247).

 

الظهران

(ن.ع).

 

العِمران

تقع علی مسافة 16 کم شرق الهفوف. کانت سابقاً عبارة عن مجموعة من القری المتفرقة توسعت فیما بعد وتحولت إلی مدینة (الشخص، 1/ 55).

 

العیون

تقع علی بعد 27 کم شمال الهفوف. وقد أطاح سکانها بالقرامطة وحکموا المنطقة من حدود سنة 470 إلی 630هـ/ 1077 إلی 1233م (م.ن، 1/ 50).

 

تاریخها

تتمتع الأحساء بتاریخ قدیم یعود إلی العصر النحاسي (ظ: علي، 1/ 175-176)، وعلی الرغم من المسافة الجغرافیة التي کانت بین رقعتي حکم الدولتین المعینیة و السبئیة، إلا أن العلماء الکتشفوا في الحناءة، و جاوان وتاروت والقطیف آثاراً باللغة الحمیریة (الغریب، 74-75).

ویسود الظن أن عصر الفینیقیین کان من أهم عصور هجرة القبائل إلی الأحساء. وقد رحل الفینیقیون (الکنعانیون) منها حوالي 2500 ق.م بعد إقامتهم علی سواحل الأحساء وجزر البحرین، و یؤید ذلک وجود المقابر الفینیقیة التي تعود إلی ماقبل 5,000 سنة، والتي یحتفظ المتحف البریطاني بآثار منها. ومع رحیل الکنعانیین سکن الجرهائیون الذین کانوا یمثلون فرعاً من الکلدانیین هذه المنطقة التي کانت تضم الأحساء أیضاً (م.ن، 37). وذکر الأنصاري معلومات نقلاً عن سترابون وصرح قائلاً إن هذا السائح الیوناني یقصد من المدینة التي بناها المهاجرون الکلدانیون هي مدینة هجر (1/ 55). وکتب سترابون نقلاً عن پولیبیوس مبیناً خصائص هجر: کانت هذه المدینة تتمتع بأهمیة خاصة نظراً إلی أنها کانت مرکزاً تجاریاً تقع علی ملتقی طرق الشام والحجاز والعراق والهند، وقد أثارت طمع الملک السلوقي أنطیوخس الثالث بسبب تمتها بالذهب، حتی إنه عبر في250 ق.م دجلة متوجهاً إلی هذه المنطقة للاستیلاء علی هذه الکنوز، ولکن أهالیها و من أجل الحفاط علی مدینتهم طلبوا من الملک السلوقي أن یعود إلی وطنه مقابل تقدیم الهدایا له. و من المحتمل أن وجود الصحراء القاحلة کان السبب الرئیس لعودة الملک السلوقي (ن.مص؛ الغریب، 37-38). وقد سکنتها بعد الجرهائیین، قبائل طسم وجدیس وبنو عبدالقیس (ن.ص). کما عثر فیها علی آثار من القرن الأول المیلادي (البلادي، 383). وقد أسس أردشیر بابکان (سلـ 226-241م) مدینة الخط التي سماها الدینوري (ص 45) فوران أردشیر (حمدالله، 137؛ نولدکه، 20). وبعد أردشیر استولی علی العراق شابور الثاني (ذوالأکتاف) (سلـ 310-379م)، وسیطر منه علی البحرین و قتل الکثیر من العرب (ابن اأثیر، 1/ 393) وأسکن طائفة من بني تغلب في البحرین و کذلک عبدالقیس و عشائر من بني تمیم في هجر (نولدکه، 56). وأمر خسرو أنوشروان المک الساساني (سلـ 531-579م) بَسَک الذي کان من فرسانه ببناء قلعة المُشَقَّر. وقد کانت هذه القلعة التي بنیت بالقرب من هجر من قواعد الإیرانیین العسکریة المهمة (ابن المقرب، 635؛ نولدکه، 260).

وبعد أن بلغت الرسالة الإسلامیة ألهالي البحرین، بعث النبي (ص) رسالة إلی أهل هجر دعاهم فیها إلی الإسلام (البلاذري، 90؛ صفوت، 1/ 47-48). واعتنق البعض من أهالي هجر مثل عمرو بن عبدالقیس والمنذر بن عائذ العبدي الإسلام. وقد کانوا هم الذین هیؤوا الأرضیة لقبول لدعوة الإسلامیة في البحرین (الشخص، 1/ 68). ومع وفاة النبي (ص) ارتد أهالي هجر والبحرین عن الإسلام، ولکن الجارود أعادهم إلی حضیرة الإسلام (الغریب، 93). وفي 11 هـ طلب الحُطَم بن ضبیعة الذي کان من بني قیس بن ثعلبة، من الغرور بن سوید بن المنذر شقیق النعمان ملک الحیرة أن ینجده، ووعده بأن یکون ملکاً للبحرین بعد النتصار. و إثر ذک حوصرت مدینة جُواثا، وبعث أهالیها رسالة إلی أبي بکر استغاثوا فیها به. فما کان من أبي بکر إلا أن وجه العلاء بن عبداله الحضرمي مع جیش لمحاربة المرتدین في البحرین، ومع انتصار العلاء تحررت مدینة جواثا (الطبري، 3/ 304-311). ومن فتوح العلاء الأخری فتحه لمدینة دارین بالقرب من هجر (م.ن،3/ 310). وعندما فتح المسلمون مدینة هجر هرب آزاد أفروز عامل خسرو علی البحرین، والذي کان العرب یسمونه المکعبر، إلی زارة (الرمادة حالیاً) التي کانت من المدن الساحلیة، وانضم إلیه الزرادشتیون في هجر والقطیف والذین کانوا قد امتنعوا عن دفع الجزیة إلی العلاء. وقیل إن المسلمین فتحوا مدینة زارة، وقتلوا المکعبر خلال القتال الذي دار بین جیش المسلمین و المکعبر في 13هـ (الأنصاري، 1/ 69). وفي 67هـ/ 686م توجه نجدة بن عامر الخارجي إلی البحرین مع مجموعة من الجند، ولکن عبدالقیس لم یستقبله، فنشبت الحرب بینهما. و إثر ذلک هاجم نجدة بن عامر القطیف، وقتل الکثیر من بني عبدالقیس حتی دخلها. و في 69هـ فإن مصعب بن الزبیر الذي کان قد استولی علی البصرة هجم علی القطیف لمحاربة نجدة بن عامر ولکنه تکبد هزیمة فادحة، وترک غنائم کثیرة، وبعد فترة بلغت الخلافات بین نجدة و قادة الخوارج الآخریان حداً بحیث ترکه عدد کبیر من الخوارج. وقتل نجدة في72 هـ في إحدی قری هجر (ابن الأثیر، 4/ 201-206). ومنذ هذا التاریخ فما بعد لاتشیر المصادر إلی أي حدث في الأحساء یستحق الاهتمام، حتی قدم شخص من سامراء إلی البحرین في 249هـ/ 863م وادعی أنه من آل أبي طالب، فیما کان البعض ینسبه إلی قبیلة عبدالقیس. والتف أهالي البحرین حوله بسبب حبهم لعلویین، وامتنعو عن دفع الخراج إلی الخلیفة، إل أنهم أعرضوا عنه مع انکشاف بطلان ادعائه (م.ن، 7/ 206-207).

وتعود شهرة الأحساء في التاریخ بشکل رئیس إلی ظهور القرامطة (ن.ع) الذین یعتبرون في الحقیقة مؤسسي هذه المدینة (لمزید من التفصیل، ظ: ن.د، أبوسعید الجنابي).

وفي 466هـ عزم عبدلله بن علي العیوني مؤسس الدولة العیونیة علی أن یخرج الأحساء من سیطرة القرامطة. وإثر ذلک بعث کتاباً إلی الخیفة العباسي القائم بأمرالله، وتحدث عن الضعف الذي دب في کیان القرامطة. فما کان من الخلیفة إلا دن بعث إلی الأحساء سالاربک حبوان مع سبعة آلاف مقاتل. ودارت الحرب بین جیش سالاربک والقرامطة في منطقة الرحلین، حتی ولی القرامطة الفرار (الأنصاري، 1/ 98-100). وبعد موت عبدالله بن علي في 500 هـ تولی الحکم ابنه الفضل بن عبدالله، وکم لسبع سنوات حتی قتل في جزیرة تاروت. وحکم الأحساء بعده أبوسنان محمد بن الفضل حتی525هـ، وأبوالحسن أحمد بن عبدالله حتی 532هـ، ثم تحالف لجیش مع عزیز بن محمد بن محمد بن الفضل، ولکن أهالي الأحساء بایعوا أبامنصور علاي بن عبدالله عمه. وإثر ذلک دارت حرب بین عزیز وأبي منصور انتهت بانتصار عزیز واحتلال القطیف. ثم تعاهد الأهلي مع شکر بن علي، وحکم من بعده هجرس بن محمد بن عبد الله لمدة أقل من سنة. و أخیراً آلت فترة حکم العائلة العیونیة إلی لأفول و ذلک في 642هـ/ 1244م (بن المقرب، 26، 57، 84، مخـ؛ الغریب، 142-143؛ الأنصاري، 1/ 98-111). وقد کان سبب سقوط حکومة العیونیین، اتساع نفوذ الأتابکة في سواحل لخلیج الفارسي وخاصة في عهد حکم أبي بکر بن سعدب ن زنکي في 620-632هـ (الغریب، 146).

وفي أواسط القرن 16 م و مع نشوب النزاع بین الپرتغالیین و الدتراک العثمانیین، واجه أهالي القطیف الذین کانوا قد سارعوا إلی نجدة العثمانیین في 957هـ/ 1550م، نزعة الپرتغالیین لانتقامیة. وقداستمر حکم العثمانیین للأحساء حتی 1080هـ/ 1669م إلی أن أنهاه براک بن غریر الخالدي أبوحاکمة، 20).

وفي 1103هـ/ 1692م تولی حکم الأحساء سعدون بن محمد، وقمع قبیلتي الظفیر و الفضول في منطقة البتراء. وفي النصف الثاني من القرن 12هـ ظهر محمد بن عبدالوهاب مؤسس الفرقة الوهبیة. ثم هاجم عریعر بن دجین بن سعدون الذي کان قد تولی الحکم من 1166هـ/ 1752م الدرعیة مرکز حکم محمد بن سعود و منطلق دعوةمحمد بن عبدالوهاب وذلک في 1172هـ، ولکنه ورغم حصاره الطویل لها لم یستطع فتحها (حسین، حیاة...، 256-259). و والای السعودیون هجماتهم علی الأحساء في 1176هـ، وشهدت في هذه الفترة الفوضی و الاضطرب، فهجم عبدالعزیز علیها مستغلاً الخلافات داخل أسرة عریعر، وانضم إلیه بعض أفراد هذه الأسرة، وانحازت جماعة إلی جانب ثویني بن سعدون. فانقسمت الأحساء علی إثر ذلک إلی قسمین، و سیطر عبدالعزیز علی القسم الجنوبي منها (حمزة، 337؛ الأنصاري، 1/ 123-133؛ الغریب، 166-168، 170). وفي خلال هذه الفترة لم یکف عبدالعزیز عن محاولاته للسیطرة علی الأحساء، وأخیراً طلب أهالیها الصلح في 1207هـ/ 1793م، وأذعنوا لحکم الوهابیین، وهرب أمیرها زید بن عریعر إلی الاکویتا، ولکن أهالي الأحساء مالبثوا أن أعلنوا تمردهم فقفل ابن عریعر راجعاً. وخلال المعارک التي حدثت، سیر عبدالعزیز مرة أخری علی الأحساء (ظ: ن.د،1/ 528) و ولی ناجم کأول حاکم غیر خالدي علی الأحساء (أبو حاکمة، 140-141).وأثناء ذلک کان السعودیون یختلقون المشاکل للعثمانیین حتی توجه سلیمان باشا والي العراق إلی تلک المنطقة بهدف الاستیلا علی الأحساء و القطیف وذلک في 1211هـ، ولکنه فشل، وهزم العثمانیون رغم محاولتهم من جدید للسیطرة علی الأحساء. و في نهایة المطاف عقد السعودیون والعثمانیون معاهدة لإنهاء النزع بینهما (الغریب، 177-178)، ولکن أنظار العثمانیین ظلت متجهة صوب الحجاز. واستولی إبراهیم باشا الذي کان قد توجه لمحاربة آل سعود من جانب محمد علي باشا والي مصر، علی الأحساء بعد مدة، وأوکل حکومة تلک المدینتین إلی دسرة بني خالد.وفي 1241هـ فتح عبدالله بن أحمد آل خلیفة حاکم جزیرة البحرین دارین بهدف السیطرة علی القطیف وضمها إلی البحرین. وإثر ذلک دخل عبدالله بنغانم الذي کان من وجهاء القطیف، في معرکة مع جیش آل خلیفة (الأنصاري، 1/ 143-150؛ زرین قلم، 119؛ بایندر، 124). وفي الفترة بین 1838-1840م (1254-1256هـ) انتهی الهجوم الثاني للقوات المصریة علی الوهابیین بفتح الأحساء، و هرب الحاکم الوهابي إلی البحرین (الرمیحي، 11).

وفي 1259هـ استطاع فیصل الهروب من مصر والعودة إلی نجد، ومحاصرة عبدالله آل خلیفة حاکم البحرین مع ابنه لمدة 12 یوماً. ثم استولی علی الأحساء وبقي فیها 40 یوماً. ومع موت فیصل في 1282هـ احتل ابنه سعود القطیف و الأحساء في 1287هـ، وأخمد الثورة التي کانت قد اندلعت بزعامة أخیه محمد بالقر من الأحساء، وهزم محمداً (الغریب، 184-185). وأصدر السلطان العثماني في 1287هـ الأمر بإخراج آل سعود من جمیع مناطق الأحساء إلی عبدالله بن الصباح حاکم الکویت. و إثر ذلک توجهت القوات العثمانیة عن طریق البحر، وقوات عبدالله عن طریق البر إلی القطیف، وفتحوها دون مقاومة، وتوجهت بعد ذلک إلی الأحساء، وهرب منها فرحال بن خبر الله حاکم آل سعود الذي کان في الأحساء. و بذلک أصبحت الأحساء جزء من الأراضي العثمانیة. و علی إثر ذلک انضمت إلی الجیش العثماني تعزیرات من الجیش بقیادة مدحت باشا (أبو حاکمة، 252؛ حسین، تاریخ...، 2/ 193). وفي 1292هـ أعلن أهالي الأحساء تمردهم، لکن القوات العثمانیة قمعتهم (ن.م، 2/ 194). وفي 1295هـ کان محمد بن سعود بن فیصل قائد ثورة الأحساء ضد العثمانیین (ظ: ن.د، 1/ 531). وفي 1320هـ/ 1902م أغار آل مرة و آل هاجر علی القوافل التي کانت تتردد بین الهفوف والعقیر، وأدی ذلک في 1324هـ إلی الحرب بین أهالي الأحساء وعجمان. وفي 1328هـ/ 1910م قتل محمود باشا والي الأحساء. وقد بلغ عدم اهتمام الولاة العثمانیین في الأحساء حداً بحیث بعث أهالیها رسالة إلی الأمیر عبدالعزیز طلبوا فیها منه أن یخرج الأتراک من الأحساء الغریب، 188-191). وفي 1331هـ أخرج عبدالعزیز الأتراک من تلک المنطقة، وأعلنها جزءاً من أرض السعودیة (حسین، ن.م، 3/ 58). ولکن الأتراک هجموا مرة أخری علی الهفوف ، إلا أنهم تکبدوا الهزیمة. و مع تحول السعودیة إلی حکومة رسمیة تولی عبدالله بن جلوي حکم منطقة الأحساء، وعین الهفوف مرکزاً لهذه المنطقة. وظل اسم الأحساء یطلق علی هذه المنطقي حتی 1375هـ/ 1956م، حتی حل اسم «المنطقة الشرقیة» محل الأحساء بأمر ملک السعودیة، وأصبحت الأمّام مرکزها (الغریب، 381).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن درید، محمد، جمهرة اللغة، حیدرآبادالدکن، 1345هـ؛ ابن المقرب، علي، دیوان، تقـ: عبدالفتاح محمد الحلوف القاهرة 1383هـ/ 1963م؛ ابن منظور، لسان؛ أبو حاکمة، أحمد مصطفی، تاریخ الکویت الحدیث، بیروت، 1984م؛ أبو الفداء، تقویم البلدان، باریس، 1840م؛ الأزهري، محمد، تهذیب اللغة، تقـ: عبدالله درویش، القاهرة، الدار المصریة للتألیف و الترجمة؛ الأنصاري الأحسائي، محمد، تحفة المستفید، تقـ: حمد الجاسر، الریاض/ الأحساء،1982م؛ بایندر، غلامعلي، خلیج فارس، خرمشهر، 1317ش؛ البتنوني، محمد لبیب، الرحلة الحجازیة، القاهرة، 1329هـ؛ البستاني؛ البلادي البحراني، علي،أنوار البدرین، قم، 1407هـ؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تقـ: رضوان محمد رضوان، بیروت، 1398هـ/ 1978م؛ الجوهري، إسمعیل، الصحاح، تقـ: أحمد عبدالغفور عطار، بیروت، دارالعلم للملایین؛ حسین بن خزعل، تاریخ الکویت السیاسي، بیروت، 1382هـ/ 1962م؛ م.ن، حیاة محمد بن عبدالوهاب، بیروت، 1388هـ/ 1968م؛ حمدالله المستوفي، نزهة القلوب، تقـ: جي لسترنج، لیدن، 1331هـ/ 1913م؛ حمزة، فؤاد، قلب جزیرة، العرب، الریاض، 1388هـ/ 1968م؛ الدمشقي، محمد،نخبة الدهر، لایبزک 1923م؛ الدینوري، أحمد، الأخبار الطوال، تقـ: عبدالمنعم عامر و جمال‌الدین لشیال، القاهرة، 1960م؛ رفعت باشا، إبرهیم، مرآة الحرمین، القاهرة، 1344هـ/ 1925م؛ زرین قلم، علي،سرزمین بحرین، طهران، 1337ش؛ سهراب، عجائب الأقالیم السبعة إلی نهایة العمارة، تقـ: هانس فون مجیک، 1347هـ/ 1929م؛ الشخص، هاشم محمد، أعلام هجر من الماضین والمعاصرین، بیروت، مؤسسة البلاغ؛ صفوت ، أحمد زکي، جمهرة رسائل لعرب، القاهرة، مکتبة مصطفی البابي...؛ الطبري، تاریخ؛ علي، جواد، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، بیروت/ بغداد، 1976م؛ الغریب، خالد، منطقة الأحساء عبر أطور التاریخ، الدار الوطنیة لجدیدة، 1408هـ/ 1988م؛ القزویني، زکریا، آثار البلاد، بیروت، 1404هـ/ 1984م؛ کحالة، عمر رضا، جغرافیة شبه جزیرة لعرب، تقـ: أحمدعلي، مکة، 384هـ/ 1964م؛ المبرد،محمد، الکامل، القاهرة، مکتبة محمدعلي صبیح و ...؛ المسعودي، علي، التنبیه والإشرف، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1893م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، لیدن، 1906م؛ الهمداني، حسن، صفة جزیرة لعرب، تقـ: محمد بن علی الأکوع، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Abu Hakima, A. M., History of Eastern Arabia 1750-1800, Beirut, Khayats; Britannica; Colleer’s Encyctopedia, London, 1986; EI2; Nöldeke, Th., Geschichte der Perser und Araber zur Zeit der Sasaniden, Leiden, 1973; Rumaihi, M. G., Bahrain Social and Political Change Since the First World War, London/ New York, 1976.

حیدربوذر جمهر/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: