الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أثور /

فهرس الموضوعات

أثور

أثور

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/8 ۱۶:۳۵:۲۹ تاریخ تألیف المقالة

أَثْور، أو أسور، أشور، أشّور، آشور، مدینة أثریة تعرف الآن بقلعة الشرقاي، أول عاصمة لدولة آشور القدیمة التي بقیت تعد مدینة مقدسة حتی سقوط تلک الدولة (داندامایف، 42؛ البستاني، 14/ 67؛ EI2;S). تقع أثور علی الساحل الغربي من دجلة في محافظة الموصل علی بعد 250 کم شمالي بغداد، علی خط العرض الشمالي 35 و 30، و خط الطول الشرقي 45 و 15 (البستاني، ن.ص).

تعتبر أثور منطقة استراتیجیة في جبال حمرین (ظ: EI2, S)، وتبدأ من حدود إیران و تمتد حتی دجلة (ن.ص). کتب بعض المؤلفین المسلمین اسم هذه المدینة بصورة أثور (ابن رسته، 7/ 104؛ المسعودي، 38، 95؛ أبوعبید، 1/ 108؛ أبوالفداء، 280؛ البیروني، 93، 94، 97). وذکر المقدسي أثور علی شکل «أقور» (ص 20، 136). وتردد یاقوت بین اسم أثور وأقور (1/ 119). ویحتمل أن اسم أقور لم یکن موجوداً قبل المقدسي في النصوص التاریخیة والجغرافیة، ولعلنا نستطیع القول: لأن أقور تکتب في العربیة بالفاء المثلثة (أڤور) أیضاً، فمن المحتمل أن تکون هذه الکلمة تصحیفاً لأثور (منزوي، 1/ 190). ورأی بعض المؤلفین أن أثور هي نفسها الموصل (المسعودي، 38؛ ابن رسته، ن.ص؛ أبوعبید، 3/ 771)، في حین أن أثور تقع علی بعد 100 کم جنوبي الموصل (EI2, S).

کانت مدینة أثور مشیدة علی تل صخري علی شکل مثلث، وسفوحها قویة الانحدار مما یجعلها منیعة التحصین. وکانت تعتبر نقطة تجمع القبائل الرحل لهذه المنطقة. وکان الوضع الطبیعي لهذه المدینة قد حولها إلی سور شبه دائري (البستاني، ن.ص). اعتبرها المقدسي أرضاً نفیسة، ومشهداً للأنبیاء و منزلاً للأولیاء، وکتب أن سفینة نوح استقرت فیها علی جبل الجودي، کما تاب الله فیها علی قوم یونس، وأنبت الله الیقطینة لیونس، وحدثت فیها أیضاً عجائب جرجیس مع داذیانه. وذکر أن موضع مسجد یونس علی تل توبة، وقیل: إن زیارته سبع مرات تعدل ثواب حج (ص 136).

لانمتلک معلومات وافیة عن أقدم سکان هذه المنطقة. ففي أواسط الألف 3ق. م قدمت مجموعات مهاجرة من الغرب، أو الجنوب إلی هذه المنطقة. ولایعتبر أثور، أو أشور اسم موضع فقط، بل هو أیضاً اسم أحد الآلهة المحلیین أشیر إلیه في المصادر الأکدیة، والارامیة، والیونانیة (EI2, S). ویبدو مما ذکره ول دیورانت أن اسم هذه المدینة أقدم من اسم بلاد، أو أرض آشور. واستناداً إلی ماذکره، فإن إلهاً یدعی آشور أطلق في البدء اسمه علی مدینة، ثم عرفت جمیع البلاد فیما بعد بهذا الاسم. کان أوائل ملوک بلاد آشور یعیشون في هذه المدینة (1(2)/ 265). ونحن لانکاد نجد في تاریخ الشرق القدیم بلداً، أو قوماً سموا باسم إلههم، وعلینا هنا أن نذکر آشور کنموذج (پیوتروفسکي، 118).

قیل: إن مدینة أثور کانت تسمی في الألف 3ق.م، أوشر. وفي 2376 ق.م ترک أحد الملوک الآشوریین ألواحاً سمیت فیها مدینة أشور بـ «أشیر»، أو «الشیر» (منشي، 40؛ البستاني، 14/ 68). وذکر دیاکونوف أن الاسم القدیم لآشور هو «شاشروم»، أو «شا – آشوروم» (ص 156). ویسمي العرب هذه المدینة قلعة الشرقاي، ولکننا لانعلم متی سمیت أثور بهذا الاسم. ویبدو أن أحداً لم یذکر أثورباسم قلعة الشرقاي حتی 1821م قبل سفر ریتش إلی هذه المنطقة (EI2, S). وقد أطلق في بعض الکتب اسم الجزیرة أیضاً علی منطقة أثور. وکان العرب یسمون بلاد مابین النهرین العلیا – التي کانت تضم دیار ربیعة، و دیار مضر، ودیار بکر، والتي کانت قبل الإسلام تخضع للحکم الساساني – الجزیرة، وهي نفسها التي سماها المقدسي إقلیم أقور (ن.ص؛ لسترنج، 114). ورأی بعض المصادر أن الجزیرة، أو القسم الشمالي من العراق ینطبق علی آشور. کما قیل أیضاً إن اسم أشور مصدره أثور، وتوجد أطلال بهذا الاسم بالقرب من السلامیة علی بعد حوالي 4 کم من نینوی نمرود، وقد اعتبرها البعض امداداً لأنقاض أثور. ومصدر هذا التصور وجود عاصمتین في شمال آشور القدیمة (م.ن، 40؛ EI2, S).

ومن المحتمل أن اسم أثورا الجغرافي کان یطلق علی المدینة فقط، ولکن آثوریا تشمل في المصادر الیونانیة، المنطقة الشمالیة (ن.ص). کانت بلاد آشور تمتد حول 4 مدائن ترویها میاه نهر دجلة وروافده، وهي: أشور، وأربلا وهي أربل، أو أربیل حالیاً، والکالح (الکلح) و هي نمرود الحالیة، ونینوی وتسمی الان قویونجک علی الضفة المقابلة لمدینة الموصل مدینة الزیت علی الجانب الآخر من دجلة (دیورانت، 1(2)/ 265). کانت أثور تدار في أواخر الألف 3 وأوائل الألف 2 ق.م علی أنها «دولة و مدینة»،وکانت متأثرة بحضارة سومر (شومر) وأکد. کانت هذه المدینة تقع علی طریق تجاري رئیسي (BSE3, II/ 475). وقد اعتبر ظهور مدینة أثور مرتبطاً بتفوق الثقافة والحضارة السومریة في بلاد مابین النهرین (BSE2, III/ 590). وفي الألف 3 ق.م کانت منطقة سومر تقع في الموضع الذي بنیت فیه مدینة أثور. وقد قضی الآشوریون علی سکان تلک المنطقة، واستقروا فیها منذ أواخر الألف 3 (حوالي سنة 2100 ق.م) (فهمي، 144). ومنذ أواسط الألف 2 ق.م أصبحت أثور عاصمة دولة آشور (BSE3، ن.ص).

 وقد ذکرت أثور کمدینة علی أحد الألواح المتعلقة بشَلمَناصر الأول في القرن 13 ق.م (آروتونیان، 12). وفي عهد تِغلت فلاسَّر الأول (1114ق.م) انتقلت مجموعة من الأسری إلی مدینة أثور. وقد شید معبدا أداد و أنو بأمره في هذه المدینة (م.ن، 14,348). ونقل شلمناصر الثالث الذي کان یحکم آشور في 858-825 ق .م (پیوتروفسکي، 25)، 3,000 أسیر إلی مدینة أثور (آروتونیان، 111). ومنذ القرن 9 ق.م خرجت أثور من کونها عاصمة لملوک آشور، ولکنها ظلت تتمتع بالأهمیة (BSE3، ن.ص). ورغم أن مدینة أثور کانت تعتبر مرکزاً سیاسیاً، إلا أنها کانت تحظی بالاحترام أیضاً باعتبارها أول مرکز دیني. ومع أن الکالح و نینوی اختیرتا في لاقرن 10 ق.م من قبل ملوک آشور کعاصمة، إلا أن أثور لم تفقد أهمیتها (EI2, S). وفي أواخر 714 ق.م هجم سرجون الثاني علی أرض أورارتوف و بعد أن نهب و دمر مدینة أولهو، حمل إلی أثور الدعمدة المرتفعة لسقف القصر الملکي، وقد کانت مصنوعة من خشب السدر (پیوتروفسکي، 47-48).

 وحوّل أسرحدون قبل وفاته في 668 ق.م أثور إلی سیدة مدن الشرق الأدنی، وکان السبب في ازدهارها (فهمي، 156؛ دیورانت، 1(2)/ 269). وفي عصر حمورابي أصبحت أثور تابعة لدولة بابل، ولکن عندما ضعفت هذه الدولة فیما بعد، أصبحت هذه المدینة أحد المراکز المستقلة لبلاد آشور (BSE2، ن.ص). وهاجم نابوبولصر (حکـ 625-605ق.م) حاکم بابل أثور قبل سنتین من دمار نینوی في 614 ق.م وسیطر علیها (EI2, S). و في شهرآب 614 ق.م وصل جیش دولة مید بقیادة هووخشتره (کیاکسار) إلی أعالی نینوی عند ممرات نهر دجلة، وتقدم من ضفافه الیمنی حتی مدینة آشور. وانتهی هذا الهجوم بالسیطرة علی هذه المدینة التي کانت مقدسة بالنسبة إلی الآشوریین. و ما تزال بقایا هذه المدینة تثیر دهشة الزائرین من حیث تحصینتها (دیاکونوف، 374-375). والتقی نابوبولصر و هووخشتره عند أنقاض المدینة وکانت نتیجة هذا اللقاء عقد تحالف عسکري (پیوتروفسکي، 236). واستمرت الحیاة في المدینة المدمرة، و ظلت آلهة آشور تعبد لقرون طویلة (دیاکونوف، 383). وقد تبقت وثائق قلیلة للغایة حول إعادة بناء أثور. ویحتمل أنه لم تکن توجد في هذه المنطقة سوی بضع مناطق عامرة وذلک في عصر البابلیین و حتی قبیل هجوم قورُش، واحتلال هذه المنطقة في 539 ق.م (EI2, S). وقد ذکر قورش في لوحته الکتابیة حول احتلال أثور: لقد أعدت الالهة السابقة في هذه المدینة المقدسة الواقعة في الجانب الآخر من دجلة، و في المواضع المقدسة التي کانت قد حولت إلی أنقاض لمدة طویلة. لقد جمعت الناس الذین کانوا قد هربوا منها، وأرجعتهم إلی بیوتهم (داندامایف، 42). وفي القرن 1 ق.م أصبحت أثور مدینة فرثیة. وفي عصر الساسانیین قلت أهمیة هذه المنطقة، و کانت أثور تطلق علی قسم منها فقط، واستمرت هذه الحالة حتی القرون الوسطی (EI2, S).

اکتشفت أنقاض آشور لأول مرة في 1821م. ففي شهر آذار من هذه السنة سافر ریتش إلی العراق و أعد تقاریر خلال سفره من دجلة إلی بغداد. وزار هذه المنطق بعده راس، وکتب حولها بعض المواضیع. وقد تم العثور في هذه المنطقة علی تمثال لشلمنانصر الثالث و هو الان في متحف بریطانیا. کما اکتشفت عدة ألواح تعود إآلی عهد حکم أدادنیراري الثالث (حکـ 810-873 ق.م) وذلک في 1873م (EI2, S). وقد کان المکتشف الأصلي لأثور لایارد البریطاني الذي قام بعملیات تنقیب ودراسات میدانیة في 1845-1847م في هذه المنطقة، و ترک في هذا المجال بعض الآثار (BSE3, II/ 475). وقد تمت عملیات التنقیب والدراسة في هذه المنطقة في 1903-1913م من قبل عدد من علماء الآثار و الباحثین الألمان. وواصلوا في تنقیباتهم دراسة الآثار التي کانت نماذج منها قد أهدیت من قبل السلطان عبدالحمید الثاني الإمبراطور العثماني إلی قیصر ألمانیا ویلهلم الثاني (EI2, S). وفي 1093-1914م تم اکتشاف الخط الثاني لتحصینات أثور الدفاعیة و من المحتمل أن تعود إلی الألفین 3 و 2 قم، وتشتمل علی تماثیل و بوابات وقلاع (BSE3، ن.ص). وأما شمال المدینة و شرقها فقد کانا محمیین بشکل طبیعي من خلال النهر و الخندق؛ وقد تم بناء مواضع دفاعیة للمحافظة علی الجدران في النقاط الأخری. وذکر سنحاریب (حکـ 704-681ق.م) تفاصیل بناء أبراج الرصد النصف الدائریة لأثور، و یبدو أن أقدمها کان مدعماً بواضع دفاعیة في جنوب و جنوب غرب هذه القلعة (EI2, S). وعلی إثر عملیات التنقیب في أنقاض هذه المدینة تم اکتشاف مکتبة کانت أدقم من مکتبة آشور بانیبال. وقد اکتشفت في هذه المکتبة ألواح بالخط المساري منها الألواح الهثیة. وتشمل الآثار التي تعود إلی ماقبل عصر الفرثیین في داخل المدینة، أو المدینة القدیمة، بقایا من القصور و کذلک معابد نبوف و عشتار (إیشتار) و سینا و شَمَش وأنو وأداد وغیرها. وفي الجزء الجدید من المدینة والذي یعود إلی عهد الفرثیین ظهرت أبنیة کانت قد شیدت علی أسس الأبنیة القدیمة للمدینة و منها القصور والحصون والقلعة الفرثیة مع معبد آشور (BSE3، ن.ص).

 

المصادر

ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفیسة، لیدن، 1891م؛ أبوعبید البکري، عبدالله، معجم ما استعجم، بیروت، عالم الکتب؛ أبوالفداء، تقویم البلدان، تقـ: رنو ودوسلان، باریس، 1840م؛ البستاني؛ البیروني، أبو الریحان، الآثار الباقیة، لیدن، 1909م؛ پیوتروفسک.، ب.ب.، أورارتو، تجـ: عنایت الله رضا، طهران، 1348 ش؛ دیاکونوف، إ.م.، تاریخ ماد، تجـ: تجـ: کریم کشاورز، طهران، 1345ش؛ دیورانت، ول، قصة الحضارة، تجـ: محمد بدران، القاهرة، 1973م؛ فهمي درویش، محمود و آخرون، دلیل الجمهوریة العراقیة لسنة 1960م، بغداد، 1380هـ/ 1961م؛ لسترنج، جي، بلدان الخلافة الشرقیة، تجـ: بشیر فرنیسیس و کورکیس عواد، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ المسعودي، علي، التنبیه والإشراف، تقـ: دي خویه، لیدن، 1894م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دي خویه، لیدن، 1906م؛ منزوي، علي نقي، حواش علی أحسن التقاسیم، طهران، 1361ش؛ منشي أمیر، رابي، تاریخ آشور، طهران، 1360ش؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Arutyunyan, N. V., Biainili (Urartu, 1970; BSE2; BSE3; Dandamaev, M. A., Politicheskaya istoriya Akhemenidskoi derzhavi, Moscow, 1985; EI2, S; Piotrovskii, B. B., Vanskoe tsarstvo (Urartu), Moscow, 1959.

عنایت‌الله رضا/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: