أجمة
cgietitle
1443/2/9 ۱۶:۵۲:۴۰
https://cgie.org.ir/ar/article/235911
1446/11/16 ۱۹:۲۳:۵۵
نشرت
5
أَجمَة، اسم واحة وکذلک مدینة قدیمة في شمال واحة دوموکوالواقعة في شرق ختن، وقد اکتسبت أهمیتها بسبب العثور فیها علی النصوص السکائیة التي یعود تاریخا إلی العصر السلوقي والفرثي. وهي کلمة ترکیة تعني السعة (إیرانیکا). وقدذکرت أجمة أحیاناً في النصوص الإسلامیة. وجاءت في القانون المسعودي علی شکل «أحمة قصبة الختن» (البیروني، 2/ 578)،وصورتها الصحیحة کما ذکر مینورسکي هي نأجمة» (ص 264).
تقع هذه الواحة علی وجه التقریب علی خط العرض الشمالي 37˚ و 9΄، وخط الطول الشرقي 81˚ و 11΄، وعلی بعد حوالي 120 کم شرق ختن (ستاین، «آسیا الوسطی»،ج V، الخریطة رقم 14). تحد واحة أجمة من الشمال قریة خادالیک، ومن الجنوب دوموکوبازار، ومن الغرب جیرابازار، ومن الجنوب الشرقينهر شیفول ومستنقعاته وواحة کیریا (ن.ص؛ م.ن، سریندیا، I/ 199). کما تقع هذه الواحة في شمال طریقدوموکو – کیریا، و علی مسافة مایقرب من 10 کم من أقصی نقطة في شرق حافة أرض دوموکو الزراعیة (ن.م، I/ 211). ویروي نهر قرهسو الذي یتصل في منطقة دوموکو – ولانغیر بنهر قره قیر، أراضي هذه الواحة، ویصب من الجانب الغربي من الواحة في القری الواقعة في أعلی الشمال، أي مالاک آلاغان (م.ن، «آسیا الوسطی»، ن.ص، سریندیا، III/ 1246). وبالإضافة إلی ذلک، فإن ظهور ینابیع جدیدة في هذه الواحة والواحات المحیطة بها (شوفل، دوموکو) وکذلک السیول الفصلیة، قد أدی إلی حدوث تغییرات کثیرة نسبیاً في الغطاء النباتي،و کذلک المناطق السکنیة في هذه الواحات (جیرا، دوموکو، أجمة) (هانتینغتون، 182-183). وقد أدی زوال المناطق الزراعیة القدیمة و ظهور مناطق زراعیة جدیدة إثر تغیر مجری النهر، إلی هجر بعض المناطق السکنیة القدیمة، وظهور مناطق سکنیة جدیدة (ظ: ستاین، «آسیا الوسطی»، I/ 131). وتشکل أشجار الأثل والآجام الغطاء النباتي لهذه المنطقة حالها في ذلک حال المناطق الأخری المجاورة لها مثل دوموکو – التي تعد هي أیضاً منطقة قدیمة ذکرت في النصوص السکائیة (بیلي، V/ 122) – وخادالیک و مالاک آلاغان (ستاین، ن.م، I/ 128).
استناداً إلی الاکتشافات الأثریة، فإن هذه الواحة کانت منذ القدم موطن الشعوب السکائیة. وقد عثر ستاین خلال تنقیباته الأثریة التي قام بها عام 1906م في منطقة شرق ختن، علی عدة آثار من القطع التبتیة والصینیة والبرهمیة المکتوبة علی الخشب، وبقایا النصوص السکائیة وذلک في المناطق المتهأمة في الشمال الشرقي من دوموکو التي کان مرکزها خادالیک، وکانت بالافاست وکودوک کول الحافتان الشمالیة والجنوبیة لها (ن.م، I/ 130). وتطالعنا أیضاً بین اکتشافاته نص رسالة تجاریة من العصر السلوقي و الأشکاني خوطب فیها حاکم أجمة، وتمثل هذه الرسالة طلباً لبضائع مثل الأقمشة الملکیة و الصوفیة و القنّب (بیلي، V/ 121-122).
لاتتوفر معلومات دقیقة عن جغرافیة أجمة القدیمة، ویری مینورسکي استناداً إلی اکتشافات ستاین أن أجمة تقع شرق نهر قرهتاش – جیرا (ص 264). ومع الأخذ بعین الاعتبار الأشیاء والوثائق المکتشفة التي کان أهالي قری هذه المنطقة وسکانها الأصلیون قد أتوا بها إلی ستاین، والتي کان قد تم الحصول علیها من واحة أجمة وواحة دوموکو المجاورة لها، فإن أجمة القدیمة من المفترض أن تکون في هذه المنطقة، وبین الحافتین الشمالیة و الجنوبیة لخادالیک، ولکن توجد في واحة أجمة مدینة أخری تدعی أجمة بازار لاتتمتع بتاریخ قدیم. وتقع مدینة أجمة بازار الحالیة في شمال مدینة دوموکوبازار و جنوب خادالیک. واستناداً إلی مشاهدات هانتینغتون في 1891م و تقریره عن رحلته إلی واحة أجمة، فإن سبب بناء المدینة یعود إلی ظهور ینابیع جدیدة وسیول الأنهار العارمة وخاصة نهر قره سو. وقد دخلت تیارات السیول قناة کان القرویون قد حفروها أسفل نهر قره قیر لتغییر اتجاهه إلی الشمال الشرقي، وتحویل أجمة إلی منطقة زراعیة (ص 182؛ أیضاً ظ: ستاین، سریندیا، I/ 211, III/ 1246). وتلاحظ علی مایبدو في هذه المنطقة کما هو الحال بالنسبة إلی جمیع مناطق آسیا الوسطی زیادة في نسبة الأمطار منذ حوالي سنة 1893 و حتی 1900م (هانتینغتون، 183). وقد أدت هذه الزیادة إلی تجمع مقادیر کبیرة من المیاه في القناة، وري الأراضي الواسعة والبائرة حولها، وزراعة مناطق صغیرة مثل لائیسو وأجمة نفسها (ستاین، «ختن القدیمة»، II/ 468). وخلال بضع سنین اتسعت أجمة إلی درجة بحیث أصبحت تشتمل علی سوق،وقد اکتسبت هذه المکانة الجدیدة لأن قریة قره قیر لانغیر في الجنوب الشرقي من أجمة إلی جانب نهر قره قیر قد هُجرت (هانتینغتون، 182؛ ستاین، ن.ص). وتدل کلمة بازار إلی جانب اسم أجمة علی أن أجمة بازار ذات أهمیة من ناحیة التعاملات التجاریة، کماکان الحال بالنسبة إلی أجمة القدیمة.
وقد ازداد عرض القناة الجدیدة وعمقها شیئاً فشیئاً حتی بلغ عرضها في 1905م عندما زارها هانتینغتون مرة أخریف حوالي 62 متراً، فیما بلغ عمقها حوالي 18 متراً کحد أقصی. وقد انخفضت مناسیب المیاه التي کانت قد بقیت ثابتة لبضع سنوات تقریباً وذلک في 1905م، واستمر هذا الانخفاض لمدة 2-3 سنوات. فغادر الأهالي أجمة شیئاً فشیئاً، في حین أن مصادر میاه القری المحیطة لم تتضرر، بل ازدادت نسبیاً (هانتینغتون، ن.ص). قدر عدد سکان أجمة خلال السنوات التي تلت بناءها بما یقرب من200 أسرة (ن.ص).فیما قدر بعد زیارة ستاین في 1901م حوالي 800 أسرة، ثم العدد نفسه تقریباً في 1906م (ستاین، «آسیا الوسطی»، I/ 131، سریندیا، I/ 211).
وبالإضافة إلی الأجمتین اللتین سبقت الإشارة إلیهما، توجد في ترکستان بالصین مدن أخری تحمل نفس الاسم. واستناداً إلی الخارطة التي أعدها ستاین خلال تنقیباته الأثریة في ترکستان الصین طیلة 1900-1901 و 1906-1908 و 1913-1915م، یمکن تحدید الموقع الجغرافي الدقیق للمواضع الأخری التي تحمل نفس الاسم. ففي شمالي 37˚ و 9΄، وخط الطول الشرقي 80˚ و 11΄، توجد قریة تدعی أجمة. وفي الجنوب الشرقي من ختن یوجد ما مجموعة 3 مناطق بنفس الاسم، وهي من الجنوب إلی الشمال: 1. أجمة، الواقعة علی الساحل الشرقي مننهر نورا علی خط العرض الشمالي 36 و 15، وخط الطول الشرقي 81 و 6. وتوجد في هذا الموضع بقایا بناء یبلغ قطره 12 متراً وارتفاعه 5 أمتار (م.ن، «آسیا الوسطی»،ن.ص؛ غروپ، 23). 2. أجمة، تقع في شمال نفس هذه القریة المهجورة علی خط العرض الشمالي 36˚ و 21΄، والطول الشرقي 81˚ و 6΄، و یمر وسطها نهر نورا. 3. أجمة أخری، تقع في شرق الموضع الأخیر علی خط العرض الشمالي 36˚ و 20΄ و الطول الشرقي 81˚ و 15΄، ویمر من وسطها نهر آرال لیک (ظ: ستاین، ن.ص).
وفي الجنوب الغربي من واحة ختن وعلی الساحل الغربي من أحد فروع نهر لاسکو – أوستانغ یوجد موضع آخر یدعی أجمة أریک (م.ن، «ختن القدیمة»، ج III، الخریطة رقم 23). وقد بنیت جمیع المواضع المذکورة إلی جانب الأنهار. ویبدو أن في هذا الاسم إشارة إلی جري المیاه «المتدفقة حدیثاً» وینابیع تحت حوض النهر التي أدت إلی حدوث تغیرات في الترکیبة السکانیة للمنطقة والقری والنباتات، بل و حتی إحیاء بعض المناطق، أو إلی هجر المناطق الأخری مثل جیرا و دوموکو وقره قیر لانغیر (ظ: هانتینغتون، 183؛ ستاین، ن.م، II/ 468).
البیروني، أبوالریحان، القانون المسعودي، حیدرآبادالدکن، 1374هـ/ 1955م؛ وأیضاً:
Bailey, H. W., Part II. Inscriptions of the Seleucid and Parthian Period and of Eastern Iran and Central Asia, London, 1968; Gropp, G., Archäologische Funde aus Khotan…, Bremen, 1974; Huntington, E., The Pulse of Asia, Boston/ New York, 1907; Iranica; Minorsky, V., «Addenda to the Ḥudūd al - ʿAlam», Bulletin of the School of Orienta and African Studies, London, 1955, vol. XVII; Stein, M. Aurel, Ancient Khotan, New Delhi, 1981; id, Innermost Asia, New Delhi, 1981; id, Serindia, Delhi, 1921.
جواد نیستاني/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode