إتینْغْهاوْزِن، ریتشارد (شباط 1906- نیسان 1979م / 1284-1358ش)، مستشرق أمیرکي و متخصص في الفن الإسلامي. ولد في أسرة ریقیة في فرانکفورت بألمانیا، وأنهی دراسته الابتدائیة والثانویة فیها، ثم التحقق بالجامعة، والنهمک بالبحث في مجال العلوم الإسلامیة، وفي 1931م نال درجة الدکتوراه في فرانکفورت بعد أن ألف رسالة حول موضوع قرآني، کما درس في جامعتي میونیخ و کمبردج (ظ: غرابار، 281 وما بعدها؛ العقیقي، 3/ 1019؛ «یادبود...»، 410؛ إینترنشنال، 493). ولأنه کان یمیل إلی الفن الإسلامي فقد عمل في المتحف الوطني في برلین تحت إشراف فردریش زاره وإرنست کونل. وفي أوائل العقد 4 من القرن 20م توجه إلی أمیرکا بمساعدة معهد «الفن و الآثار الفارسیة» الأمیرکي، وبدأ التعاون مع آرثور پوپ. وفي 1938-1944م عمل في التدریس بجامعة میشیغان. وفي 1950-1951م انشغل بالبحوث والدراسات في الشرق الأدنی ولاسیما في إیران وأفغانستان، وتوفي أخیراً في مدینة پرینستون بأمیرکا (ظ: مایرز، 314؛ «یادبود»، إینترنشنال، ن.صص؛ دایرة المعارف فارسي).

کان إتینغهاوزن مثابراً ونشطاً للغایة في مجال البحث رغم مرضه الشدید (ظ: غرابار، 282-281). یوقل غرابار: لانکادنجد متحفاً، أو جامعة في أمیرکا وکندا إلا و ألقی فیها محاضرة. وقد نال أوسمة کثیرة، ولکن وسام «الکفاءة» الذي منحته الحکومة الألمانیة إلیه في 1976م قد أدی إلی رضاه وارتیاحه أکثر من أي شيء آخر. کان یتحدث أیضاً بالفارسیة، وقد کرس مهارته في هذا المجال خلال إقامة جامعة میشیغان بتدریس اللغة الفارسیة، والتي تمت عبر جهوده الشخصیة (ظ: م.ن، 281). تم الاستناد في کثیر من الدراسات المتعلقة بالفن الإسلامي إلی آثاره. وقد أدی اهتمامه بجمع الآثار الفنیة التي تعتبر أدوات البحث في هذا الفرع، إلی التعریف بالفن الإسلامي، وتشهد علی ذلک الآثار الموجودة في المتاحف. وعلی الرغم من أنه کان في هذه الجهود مواصلاً نهج زاره و کونل، لکن یمکن القول إنه کان یهتم بالدراسة المقارنة لآثار الفن الإسلامي (ظ: م.ن، 282-284؛ إتینغهاوزن، «الفن الإسلامي...»، 6-5، عناوین الفصل C).

کان إتینغهاوزن في 1931-1933م مساعداً للدائرة الإسلامیة في المتحف الحکومي في برلین، وفي 1934-1933م مساعداً للدائرة الإسلامیة في المتحف الحکومي في برلین، و في 1934-1937م عضواً في المعهد الأمیرکي للفن و الآثار الفارسیة و في 1937-1938م أستاذاً مساعداً في الفنون الإسلامیة بمعهد الفنون الجمیلة بجامعة نیویورک، وفي 1938-1954م عمل رئیس تحریر و کاتباً في مجلة «الفن الإسلامي»، وفي 1944-1967م تولی إدارة قسم فن الشرق الأدنی في قاعة فریر الفنیة في واشنطن، وفي 1947-1950م دخل في عضویة اللجنة الأمیرکیة لدراسات الشرق الأدنی، و في 1948م عین أستاذاً للفنون الإسلامیة في جامعة میشیغان، و في 1954م کان ممثل معهد سمیث سونین في الاحتفال بألفیة ابن سینا، و عمل من 1960حتی 1967م أستاذاً مساعداً لمعهد الفنون الإسلامیة بجامعة نیویورک (ظ: غرابار، ن.ص؛ العقیقي، 3/ 1019). وکان یتولی قبیل وفاته رئاسة مستشاري القسم الإسلامي في متحف متروپولیتن الفني، وأستاذاً لکرسي هاکوپ کورکیان في معهد الفنون الجمیلة بجامعة نیویورک (ظ: مقأمة الناشر علی «الفن والعمارة» لإتینغهاوزن، 1). وکان عضواً في أکادیمیة المکاتیب والآداب، وأکادیمیة بریطانیا، و معهد ألمانیا للآثار، والأکادیمیة الأمیرکیة للفنون والعلوم، وأکادیمیة بافاریا، و المعهد المصري، والجمعیة الأمیرکیة للفلسفة، و مدیر مجلة «الفن الشرقي» (ظ: غرابار، 281-282).

آثاره

ألف- المقالات

طبع له أکثر من 240 أثراً علی شکل مقالات في مصادر مثل: «موسوعة فنون العالم» و «دراسة الفن الإیراني» و«دائرة‌المعارف الإسلامیة» و «العالم الإسلامي» و «التراث الإسلامي» و«الفن و العمارة الإسلامیة» (من مجموعة مکتبة غارلند لتاریخ الفن) و منشورات «الفن الشرقي» و «الفن الإسلامي» و «نشرة معهد الفن و الآثار الفارسیة الأمیرکي»، و غیرها. وقد تم بمناسبة مرور 40 سنة علی خدمات إتینغهاوزن العمیة و الثقافیة جمع و تصنیف مایقرب من 60 مقالة له من قبل میریام رزن آیالن و ذلک في «مجموعة مقالات حول الآثار و الفنون الإسلامیة» (برلین، 1984م)، وإعداد فهرس یشمل 221 مقالة، وقد ضم کل ذلک في مجموعة تحت عنوان «دراسات في فن الشرق الأدنی وأدبه»، تم تقدیمها إلی إتینغهاوزن. وقد کانت مواضیع المقالات تدور حول جوهر الفن الإسلامي و المضامین الإسلامیة في الفن الإسلامي و التعریف بالآثار الفنیة و دراسة الآثار القدیمة ودراسة الفن الإسلامي و ما إلی ذلک.

ب- الکتب

1. «أحادي القرن» (واشنطن، 1950م). یعد هذا الکتاب المجلد الأول و الوحید من المجموعة التي تحمل عنوان «دراسات فن الرسم الإسلامي». وقد تناول إتینغهاوزن في هذا الکتاب فن الرسم مع موضوع رسوم للحیوان الآحادي القرن في الفن الإسلامي، خاصة في مجال الرسم، و طرح بعض البحوث حول هویة أحادیات القرن (ومن بینها الکرکدن).

2. «الرسم العربي» (جنیف، 1962م). تناول إتینغهاوزن في هذا الکتاب بالبحث و الدراسة فن الرسم الإسلامي، و تحدث عن أسالیب المسلمین و آثارهم في الرسم و منهم الإیرانیون، و عن مواضیع مثل نشأة فن الرسم الإسلامي، وازدهار فن صناعة الکتب، و تذهیب نسخ القرآن. ولعل الکتاب المذکور، علی حد قول غرابار (ص 282) من نتائج أول رحلة طویلة لإتینغهاوزن إلی البلدان الإسلامیة في أوائل الأربعین من عمره. ترجم «الرسم العربي» إلی الفرنسیة و الألمانیة أیضاً.

3. «من البزنطیة إلی إیران الساسانیة و العالم الإسلامي» (لیدن، 1972م)، یدور الحدیث الرئیس لإتینغهاوزن في هذا الکتاب عن بیان العلاقة و التأثیرات المتبادلة للعوامل الفنیة بین الأسالیب البیزنطیة والساسانیة و الإسلامیة، وقد طرحها خلال موضوعات مثل نقوش الحصان المجنح، و الرسوم المتعلقة بـ دیونوسوس إله الإخصاب والخمرة الیوناني، وتحدث في فصل منه عن قصر «خِربةَ المَفجَر» في أرض فلسطین، والذي تذکرنا عمارته بالقصور البیزنطیة و الساسانیة (ص 17 وما بعدها؛ أیضاً ظ: بورکهارت، 15). ألف إتینغهاوزن هذا الکتاب في وقت کان فیه البحث حول الفن الإسلامي ما زال یعتبر دراسة مستجدة إلی حدما.

4. «الفن و العمارة الإسلامیة في 650-1250م» (لندن، 1987م)، ألف إتینغهاوزن هذا الکتاب بالاشتراک مع غرابار. و قد بحث المؤلفان في هذا الأثر الذي نشر بعد وفاة إتینغهاوزن، الفن باعتباره أحد مظاهر الثقافة و الحضارة الإسلامیة من البدایة و حتی السنوات الأخیرة من الخلافة العباسیة.

ورغم أن إتینغهاوزن خلف آثاراً کثیرة، إلا أن المترجمین الإیرانیین لم یترجموا مؤلفاته إلا ناداً.

المصادر

دایرة المعارف فارسي؛ العقیقي، نجیب، المستشرقون، القاهرة، 1965م؛ «یاد بود مؤلفان»، آینده، تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1360ش، س 7، عد 5؛ وأیضاً:

Burckhardt, Titus, Art of Islam, Language and Meaning, tr. J. Peter Hobson, London, 1976; Ettinghausen, Richard, From Byzantium to Sasanian Iran and the Islamic World, Leiden, 1972; id, Islamic Art and Archaeolgy Collected Papers, ed. M. Rosen-Ayalon, Berlin, 1984; id and Oleg Grabar, The Art and Architecture of Islam 650-1250, London, 1987; Grabar, Oleg, «Richard Ettinghausen», Artibus Asiae, Switzerland, 1971, no. 41; The International Who’s Who 1978-79, London, 1978; Meyers Enzyklopādisches Lexikon Jahrbuch 1980, Mannheim etc., 1979.

یدالله غلامي/ خ.