الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / الإتاوة /

فهرس الموضوعات

الإتاوة

الإتاوة

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/21 ۲۰:۵۰:۵۱ تاریخ تألیف المقالة

اَلإتاوَة (جمع: أَتاوی، إتاوات)، اسم و مصدر متعد من مادة أَتو، و هو المصطلح الذي کان یستخدم في الغالب بمعنی الضرائب مطلقاً. ویبدو أن البعض اعتبر مادة إتاوة صورة أخری من «العطاء» (EI2). صحیح أن بعض صیغ «أَتو» جاء بمعنی الإعطاء و العطاء (مثلاً ابن درید، 1/170؛ الجوهري، 4/2262)، إلا أننا یجب أن لانستبعد من معنی الإتاوة تقارب معنی بعض الصیغ من تلک المادة بمعنی الازدیاد، والثمرة، وإتاء الزرع (مثلاً ابن درید، ن.ص؛ ابن فارس، 1/52).

ذکر کتّاب المعاجم الإتاوة بمعنی الخراج و أي نوع من الضرائب التي کان شخص أو عدة أشخاص یدفعونها طوعاً أو کرها، و کذلک بمعنی الرشوة (الخلیل بن أحمد، 8/147؛ ابن درید، ن.ص؛ الزمخشري، 11؛ ابن منظور، مادة أتي). ورأی الفیروزآبادي أن المعنی الأخیر للإتاوة مختص بالرشوة علی الماء (ظ: القاموس، مادة أتو)، فیما ذکره الزبیدي بمعنی خراج الأرض (ظ: تاج العروس، مادة أتي). وقد کرر مؤلفو المعاجم الفرس في الغالب نفس تلک المعاني المذکورة، فالکرمیني (ص 4) أطلقه علی کل مال یأخذه السلطان، والتفلیسي (3/1731) علی الخراج الذي کان یأخذه السلطان قبل اعتناق الإسلام.

کانت الإتاوة من جملة المصطلحات الشائعة بین العرب الجاهلیین، وهجرت في العصر الإسلامي (الجاحظ، 1/327)، أو استعملت فیه بندرة، إذ یلاحظ هذا المصطلح في بعض الأشعار الجاهلیة (الجوهري، ن.ص؛ علي، 7/373). فقد کان القرشیون یأخذون قبل الإسلام من التجار الأجانب، أو العرب الذین کانوا یأتون إلی مکة ولم یکونوا متحالفین مع قریش، مالاً إزاء حمایتهم، کانوا یسمونه إتاوة (لوکغارد، 105؛ الهمشري، 48). وکان القرشیون أنفسهم عندما کانوا یخرجون للتجارة مع القوافل الکبیرة یدفعون الإتاوة إلی القبائل الساکنة في طریقهم لکي یأمنوا هجمات قطاع الطرق، ولکي تصبح تلک القبائل دلیلهم في الطرق. وکانت تلک القبائل المستلمة للإتاوة ملزمة بحمایتهم، فإن سلبت بضائهمم، کان علیهم أن یسترجعوها (برّو، 240). وقد اتسعت فیما بعد مصادیق هذه الضرائب، بل إنها أصبحت رسمیة في بعض من الحکومات العربیة الجنوبیة، حتی کانت تؤخذ قبال المعاملات التجاریة والإرث والجارة والزراعة (علي، 7/477).ولذلک، یبدو أ الإتاوة کانت قبل الإسلام و بعده من ضمن الضرائب المرسومة والمحددة التي کان یفضها حکام ورؤساء القبائل و الإقطاعیون بالقوة علی الناس ورعایاهم (م.ن، 7/472). ویبدو لنا هذا المعنی أیضاً في أشعار الجعدي وابن جابر التغلبي، وفیما بعد في أشعار أبي العلاء المعري (1/282؛ ظ: علي، 7/474). واستناداً إلی الشواهد المذکورة، فإن الإتاوة هي في الحقیقة نوع من الضرائب غیر المحددة التي کانت تؤخذ بطرق ولأهداف مختلفة.

ولکن العبض رأی أن الإتاوي هي مبلغ معین مؤلف في الغالب من الذهب والفضة یشبه نوعاً من الضرائب في روما الشرقیة، وقد کان یستلم من القبائل العربیة إزاء کل خیمة وفي العصر الإسلامي کانت هناک ضرائب معینة من الخراج القطعي للأرض کانت تؤخد طبق عقد بغض النظر عن کمیة المحصول و عدد سکان المنطقة وقیمة الأرض (لوکغارد، ن.ص). ولکن یجب القول: إنه لم تذکر مطابقة الإتاوة مع هذا النوع من الخراج في المصادر المهمة المتعلقة بالخراج والضرائب الإسلامیة، وحتی بعد تدوین قوانی الخراج والجزیة. فقد کانت مصادیق هذه الضرائب مختلفة حسب الأزمنة والأمکنة المختلفة، وکانت أحیاناً تستخدم إحداها محل الأخری (ظ: الدوري، 44-47؛ قا: خمّاش، 280). واستعمال الإتاوة في المصادر التاریخیة للإسلام یدل علی هذا المعنی جیداً. وعلی سبیل المثال یبدو أن المراد من الإتاوي التي تقررأن یدفعها رتبیل إلی المسلمین في حادثة هجومهم علی سجستان و کابل (البلاذري، فتوح...، 400-401)، هو الجزیة التي کان المسلمون یأخذونها من غیرهم في الأراضي المفتوحة. في حین أن مصطلح الإتاوة في الروایة المتعلقة بفتح أرمینیا کان یستخدم في کل من الجزیة وخراج الأرض (ن.م، 202-203). وفينفس تلک الفترة عندما هاجم الروم الشام ولم یستطع الخلیفة الدموي عبدالملک أن یحول دونهم، قبل أن یدفع إلیهم الإتاوة – الخراج- إزاء انسحابهم (م.ن، أنساب...، 5/300).

وفي 316هـ/928م عندما هجم أبوطاهر القرمطي علی الشام، و هزم العرب المجاورین لرَحبة، فرض علی کل أسرة دیناراً کإتاوة (أبوعلي مسکویه، 1/182). وهي نفسها الضرائب المعینة والفردیة التي أشار إلیها لوکغارد (ظ: السطور السابقة)، ولکنها تتعلق بالعصر الإسلامي ولاعلاقة لها بالخراج القطعي. وفي حدود سنة 470هـ/1077م أخذ مسلم ابن قریش أیضاً بعد أن تغلب علی المناطق التي سیسطر علیها الروم في الشام، الإتاوة من الأهالي (ابن شداد، 3(1)/162). ومن جهة أخری فرض المسلمون بعد فتح مسینة في صقلیة إتاوة مرتین کل سنة علی سکان تلک المنطقة (ابن جبیر، 323-324).

وکان هذا النوع من الخراج شائعاً في إیران أیضاً، بل جاء في النص العربي للرسالة المنسوبة إلی أردشیر بابکان و التي یخاطب فیها ولاته وکتّاب دیوانه، أنه أسقط الإتاوة عن رعایاه (المسعودي، 1/272؛ ابن عبدربه، 1/41). وقد ترجم محمد بن هندوشاه النخجواني بعد ذکر الرسالة السابقة، تلک الرسالة إلی الفارسیة، وذکر أن معنی الإتاوة هو «الخراج الراتب» (1/66-68)، وهو علیحد قول النویري فقد کان في مصر مبلغ معین بعنوان «خراج السواقي والبساتین و النخیل»، کان یدفع للدیوان إزاء مقاطعته (8/253). ولکن یبدو من المصادر الإیرانیة في العصر الإسلامي أن الإتاوة کانت تستعمل في الغالب بالمعنی الأول. وعلی سبیل المثال فعندما تغلب السلطان محمود علی الهنود فرض علیهم إتاوة معینة کان یتم إرسالها سنویاً من مبار تلک الدیار و متاع تلک البقاع إلی الخزانة (العتبي، 312). وفي أیام السلطان جلال‌الدین مینکبرني (خوارزمشاه) أیضاً جُعلت الخطبة والنقود باسمه في أران و آذربایجان، و کان یُرسل الأهالي کل سنة «حمل معلوم برسم الإتاوة، أي الخراج» (النسوي، 26). وکانت إتاوة ألموت في عهد ذلک السلطان نفسه 30,000 درهم سنویاً (م.ن، 226). وفي عهد المغول کانت الإتاوة تستعمل بمعنی الخراج الذي کان الحکام یرسلونها إلی بلاط خان المغول (وصاف، 289، 397). وفي عهد نادرشاه، وفتحه الهند استعملت الإتاوة بشکل صریح بمعنی الخراج (ظ: الإسترابادي، 627).

 

المصادر

ابن جبیر، محمد، رحلة، تقـ: و. رایت ودي خویه، لیدن، 1907م؛ ابن درید،محمد، جمهرة الغة، حیدرآبادالدکن، 1344هـ؛ ابن شداد، محمد، الأعلاق الخطیرة، تقـ: یحیی عبّارة، دمشق، هـ 1978م؛ ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین و آخرون، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن فارس، أحمد، مقاییس اللغة، تقـ: عبدالسلام محمد هارون، القاهرة، 1389هـ؛ ابن منظور، لسان؛ أبوالعلاء المعري، أحمد، لزوم مالایلزم، تقـ: ندیم عدي، دمشق، 1988م؛ أبوعلي مسکویه، تجارب الأمم، تقـ: أبوالقاسم إمامي، طهران، 1366ش/ 1987م؛ أبوعلي مسکویه، تجارب الأمم، تقـ: أبوالقاسم إمامي، طهران، 1366ش/ 1987م؛ الإسترابادي، محمدمهدي، درۀ نادره، تقـ: جعفر شهیدي، طهران، 1366ش؛ برّو،توفیق، تاریخ العرب القدیم، دمشق، 1404هـ؛ الباذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: غویتین، بیت المقدس، 1936م؛ م.ن، فتوح البلدان، تقـ: دي خویه، لیدن، 1866م؛ التفلیسي، حبیش، قانون أدب، تقـ: غلام‌رضا طاهر، طهران، 1351ش؛ الجاحظ، عمرو، الحیوان، تقـ: عبدالسلام هارون، بیروت، 1969م؛ الجوهري، إسماعیل، الصحاح، تقـ: عبدالغفور عطار، بیروت، 1404هـ/ 1984م؛ الخلیل بن أحمد الفراهیدي، کتاب العین، تقـ: مهدي المخزومي و إبراهیم السامرائي، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ خماش، نجدة، الشام في صدرالإسلام، دمشق، 1987م؛ الدوري عبدالعزیز، «نظام الضرائب في صدر الإسلام»، مجلة مجمع اللغة العربیة بدمشق، 1394هـ/ 1974م؛ خماش، نجدة، الشام في صدر الإسلام، دمشق، 1987م؛ الدوري، عبدالعزیز، «نظام الضرائب في صدر الإسلام»، مجلة مجمع اللغة العربیة بدمشق، 1394هـ/ 1974م، ج 49(2)؛ تاج العروس؛ الزمخشري،محمود، أساس البلاغة؛ بیروت، 1979م؛ العتبي، محمد، تاریخ یمیني، تجـ: ناصح جرفاذقاني، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ علي، جواد، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، بیروت، 1971م؛ القاموس؛ الکرمیني، علي، تکملة الأصناف، إسلام آباد، 1405هـ/ 1985م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تقـ: یوسف أسعد داغر، بیروت، 1385هـ؛ النخجواني، محمد، دستور الکاتب في تعیین المراتب، تقـ: علي أوغلي، مسکو، 1964م؛ النسوي، محمد، سیرت جلال‌الدین مینکبرني، تقـ: مجتبی مینوي، طهران، 1365ش؛ النویري، أحمد، نهایة الأدرب، القاهرة، 1342-1362هـ؛ الهمشري، مصطفی، النظام الاقتصادي في الإسلام، الریاض، 1985م؛ وصاف، تاریخ، تقـ: مهدي أصفهاني، بومباي، 1269هـ؛ وأیضاً:

EI2; Lokkegaard, F., Islamic Taxation in the Classic Period, Copenhagen, 1950.

صادق سجادي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: