الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أتابکة آذربایجان /

فهرس الموضوعات

أتابکة آذربایجان

أتابکة آذربایجان

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/20 ۲۰:۵۲:۵۱ تاریخ تألیف المقالة

وبعد موت محمد، جاء قزل أرسلان إلی همدان، و حظي باستقبال طغرل، وتولی أتابکیته (الراوندي، 338-339؛ الحسیني، 291). ولکن إبنانج خاتون التي لم تکن تحتمل الشعبیة الکبیرة لأبي بکر ابن محمد البهلوان لدی قزل أرسلان، حرضت بعض الأمراء و القادة السلاجقة البارزین حول قزل أرسلان مثل جمال‌الدین أي أیة وسیف‌الدین روس علی دعم ابنیه قتلغ إینانج و أمیر الأمراء عمر، فتوجها إلی الري لدی إینانج خاتون، وأما طغرل الذي لم یکن راضیاً عن فظاظة قزل أرسلان (ظ: أبوحامد، 86)، فقد انفصل عن جیشه عندما ذهب إلی الري مع قزل أرسلان لمواجهة الأمراء المتمردین (583هـ)، وانضم إلی الأمراء التمردین الذین کانوا قد هربوا إلیدامغان (الراوندي، 341؛ الحسیني، 291-292). وتوجه قزل أرسلان لمحاربة طغرل ولکنه هزم أمامه، وسار إلی آذربایجان (أبوحامد، ن.ص). وجاء طغرل إلی همدان، وجلس علی کرسي الحکم مستقلاً، ووافق بمساعي إبنانج خاتون علی أن یختار قتلغ أبتابکاً له، إلا دنه لم یستطع إدارة الأمور خصوصاً وأن صراع سیف‌الدین روس مع أي أبة أثار الفتنة والاضطراب في بلاط طغرل (الحسیني، 293؛ الراوندي، 344-345). ومع کل ذلک، فقدم هزم طغرل الجیش الذي کان قد أرسله الخلیفة العباسي الناصر مع وزیره جلال‌الدین ابن یونس (الحسیني، 294-295؛ ابن الأثیر، 12/24-25؛ الراوندي، 345-346)، إلا أنه لم یصمد أمام هجوم قزل أرسلان و جیش الخلیفة في 584هـ، وهرب إلی آذربایجان (الحسیني، 296). وأجلس قزل أرسلان في همدان سنجر بن سلیمان علی العرش، وتزوج من إبنانج خاتون، ولکنه أطاح بسنجر بتحریک من الخلیفة، وجلس هو نفسه علی مسند الحکم (الراوندي، 363). ولم تتمخض مساعي طغرل من أجل إعادة سلطته عن نتیجة‌، وکذلک مساعي صلاح‌الدین في هذا المجال. فخرج طغرل بنفسه لمحاربة قزل أرسلان (586هـ/1190م)، ولکنه هزم وأسر (أبوحامد، 88-89؛ قا: الحسیني، 298؛ أیضاً ظ: عمادالدین، 354-355). وبعد فترة قتل قزل أرسلان في شعبان 587 في ظروف غامضة. وقد نسب البعض قتله إلی الإسماعیلیة (م.ن، 574-575؛ الآقسرائي، 26؛ حمدالله، 467)، في حین أن معلومات البعض الآخر من المؤرخین المعاصرین له تفید بأنه قتل بإشارة إینانج خاتون (الراوندي، ن.ص؛ سبط ابن الجوزي، 8(1)/406؛ «در ابتداي دولت»، 154؛ لدراسة الروایات المتعلقة بموت قزل أرسلان، ظ: هوتسما، 146-142).

 

4. نصرت‌الدین أبوبکر بن محمد (حکـ 587-607هـ/1191-1210م)

جاء إلی آذربایجان بعد مقتل قزل أرسلان، وتولی الحکم بدلاً ن العم (البنداري، 276؛ أبوحامد، 89؛ الحسیني، 300). ومن الجهة الأخری، سار طغرل السلجوقي بعد خلاصه من السجن من آذربایجان إلی همدان، وجلس علی مسند السلطنة. ورغم أن أحداً من أسرة أتابکة آذربایجان لم یکن حاضراً في هذه الفترة في عاصمة السلاجقة، إلا أن الأیام الأولی من حکم طغرل قد شهدت معرکة عنیفة بین مؤیدیه، ومؤیدي بني إیلدگز (أبوحامد، ن.ص). وکانت الري قد وقعت بید فرع آخر من بني إیلدگز وهم قتلغ إینانج و أخوه أمیر الأمراء عمر اللذینکانا یعادیان مع أمهما إینانج خاتون کلاً مننصرت‌الدین أبي بکر و طغرل، ولکن قتلغ إینانج هزمأمام طغرل الثالث بالقرب من قزوین (جمادی الآخرة 588). وتزوجت إینانج خاتون من السلطان السلجوقي (م.ن، 89-90؛ الحسیني، 301-302؛ ابن الأثیر، 12/94، 106). ثم توجه قتلغ إینانج وأمیر الأمراء عمر نحو آذربایجان، ولکنهما هزما أمام أبي بکر. وانضم أمیر الأمراء إلی «شروانشاه» في أخستان، ثم سارع إلی ملکة جورجیا، وهزم أبا بکر في بیلقان بمساعدتها، ودحره حتی نخجوان، وحکم هو نفسه في گنجه (الحسیني، 303-307)، ولکنه مات بعد فترة قصیرة، وتغلب أبوبکر مرة أخری علی گنجه (م.ن، 307-309). وأما قتلغ إینانج الذي کان قد التحق بعلاءالدین تکش في دامغان بعد هزیمته أمام أبي بکر، فقد توجه لمحاربة طغرل الثالث مع مجموعة من الخوارزمیین في 590هـ/1194م، ولکنه تکبد هزیمة فادحة في خوار بالري (الراوندي، 366؛ أبوحامد، 91)، وقد شهد في نفس السنة الحرب بینتکش وطغرل، وقتل علی روایة آخر السلاطین السلاجقة هذا (الحسیني، 311-313؛ «در ابتداي دولت»، 158-159). وبموت طغرل الثالث، انتهی حکم السلاجقة لعراق العجم، وجلس تکش علی کرسي الحکم في همدان في رجب 590. وتولی قتلغ إینانج أیضاً حکومة أصفهان (الراوندي، 375)، أو همدان (أبوحامد، 92)، ولکنه قتل في السنة التالیة علی ید أحد قادة تکش باسم میاجق (الراوندي، 380-381؛ «در ابتداي دولت»، 159-160).

وبعد مقتل قتلغ إینانج، ظلت الأسرة الإیلدگزیة تسعی للحصول علی نصیب ن ترکة السلاجقة في عراق العجم. و علی سبیل المثال، فقد هزم أبوبکر میاجق في إحدی المعارک، وتقدم حتی سیطر علی قلعة أستوناوند المعروفة (بالقرب من خوار بالري). وألقی إیتغمش (إیدغمش) أحد غلمان محمد البهلوان الخطبة باسم أبي بکر في عراق العجم (ن.م، 162، 166، 169). فأتابکة آذربایجان لم یستطیعوا بعد ذلک أبداً أن یستعیدوا اقتدارهم السابق في عراق العجم.

کما لم تستمر حکومة أبي بکر لأران وآذربایجان و التي کانت معرضة باستمرار لهجوم الجورجیین، و بسبب عدم کفاءته هجم الجورجیون في 599هـ/ 1203م علی دوین، واستولوا علی المدینة‌، کما أغاروا في 602هـ علی خلاط (ابن الأثیر، 12/183-184، 240). واستناداً إلی روایة ابن الأثیر (12/242)، فعندما عجز أبوبکر عن الدفاع عن رقعة حکمه أمام الجورجیین فقد تصالح معهم، وتزوج منابنة ملک جورجیا، ولکن هذا الأمر لم یمنع الجورجیین من الاعتداء، فتقاریر المؤرخین الجورجیین تدل علی أنهم سیطروا في 607هـ/1210م علی أردبیل وأعملوا فیها السلب و النهب، کما اجتاحوا تبریز و شمال إیران حتی جرجان (ظ: إیرانیکا، II/892).

وفي 602هـ تحالف علاءالدین أحمد یلي صاحب مراغة، ومظفرالدین کوکبري حاکم إربل للاستیلاء علی آذربایجان. وطلب أبوبکر العون من إیتغمش الحاکم الحقیقي للجبال، کما حذر مظفرالدین من أي إقدام في رسالة بعثها إلیه، وعاد مظفرالدین إلی إربل، و حاصر أبوبکرمع إیتغمش علاءالدین الذي کان قد بقي وحیداً في مراغة؛ ولکن الأمر انتهی بالصلح (ابن الأثیر، 12/236-237). وبعد موت علاءالدین (604هـ) وابنه الصغیر (في أوائل 605هـ) أنهی أبوبکر صراع أمراء مراغة علی السلطة، وضم هذه المنطقة إلی رقعة حکمه (م.ن، 12/275). وأخیراً توفي في 607هـ بعد 20 سنة من الحکم («در ابتداي دولت»، 154؛ أیضاً ظ: حمدالله، 471).

 

5. مظفر‌الدین أوزبک بن محمد (حکـ 607-622هـ/ 1210-1225م)

لقبته غالبیة المصادر بـ «الملک أوزبک » (مثلاً ظ: الراوندي، 388، مخـ؛ ابن الأثیر، 12/125، مخـ)، کما نقش علی بعض العملات النقدیة لقب «الملک الأعظم» (ظ: مینورسکي، «القفقاز...»، 870). وقد ولي في عهد أخیه أبي بکر حکومة همدان باقتراح من علاءالدین تکش. وانخرط في خدمته بعض غلمان أبیه محمد البهلوان مثل صتماز و جمال‌الدین أي أبة اللذین أصبحا الآن من القواد البارزین، ولکن کوکجة أحد غلمان البهلوان الآخرین أغار علی همدان حوالي سنة 593هـ/1197م (الراوندي، ن.صغ قا: الجویني، 2/38). وفي عهدحکم أوزبک ابتلي عراق العجم بالفتن والاضطرابات علی إثر حملت میاجق الذي کانت علاقاته مع السلطان خوارزمشاه قد ساءت، رغم أن الخلیفة العباسي کان قد اعترف بحکم أوزبک. وأخیراً هَزم میاجق في إحدی المعارک في 594هـ أوزبک و الأمراء الذین سارعوا إلی مساعدته من جانب أخیه أبي بکر، و دخل همدان منتصراً وجلس علی مسند الحکم بتأیید الخلیفة العباسي، ولکن تکش توجه بنفسه إلی عراق العجم، وقضی علی القائد المتمرد. وبعد خروج تکش، استولی أوزبک مرة أخری علی همدان (ظ: الراوندي، 389-400). وبعد نهایة فتنة میاجق في عراق العجم، قتل کوکجة أیضاً علی ید إیتغمش (600هـ)، وجعل الخطبة في عراق العجم باسم أبي بکر، وتولی الوصایة علی أوزبک (ابن الأثیر، 12/195؛ «در ابتداي دولت»، 169).

واستولی أوزبک بعد موت أخیه أبي بکر علی آذربایجان و أران أیضاً (حمدالله، ن.ص). ولکن قاعدة أوزبک في عراق العجم تزلزلت بشدة في السنة التالیة علی إثر هزیمة إیتغمش أمام غلام آخر من غلمان محمد البهلوان و یدعی ناصرالدین منکلي، ومقتل إیتغمش في 610هـ، حتی أدی تحالف الخلیفة العباسي الناصر و جلال‌الدین الحسن حاکم ألموت وأوزبک ضد منکلة إلی هزیمة الأخیر في 612هـ/1215م، وقسموا عراق العجم فیما بینهم (ابن الأثیر، 12/296، 301، 306-307؛ أیضاً ظ: أبوالقاسم، 216).

وبظهور السلطان محمد خوارزمشاه الذي امدت سیطرته بسرعة إلی مشارف بغداد، فشلت آخر مساعي أوزبک من أجل السیطرة علی قسم من عراق العجم علی الأقل. وفي 614هـ حیث کان قد استولی هو ومنافسه سعد بن زنکي أتابک فارسٍ علی قسم من هذه المناطق، هجم اللطان محمد علی عراق العجم. وأسر الأتابک سعد و وصل أوزبک بصعوبة إلی آذربایجان بعد أن أُسر وزیره أبوالقاسم هارون (ن.ع)، وأحد أمرائه المعروفین و هو نصرت‌الدین بیشکین، واضطر إلی قبول التبعیة للسلطان محمد، وأمر بأن تقرأ الخطبة باسمه في آذبایجان وأران حتی حدود دربند شروان (النسوي، 22-23، 26؛ ابن الأثیر، 12/317؛ الجویني، 2/97-98؛ أیضاً ظ: مینورسکي، ن.م، 868).

وفي 617هـ/ 1220م عندما غزا المغول آذربایجان، تعرض قسم من رقعة حکم أتابکة آذربایجان مثل أردبیل وبیلقان بشدة لمذابح و غارات المغول، رغم أن أوزبک (أو نائبه) حافظ علی تبریز من الدمار من خلال منحهم الأموال (ابن الأثیر، 12/374، 382)، وعندما سار المغول نحو جورجیا دعا ملک جورجیا أوزبک وحاکم خلاط إلی التحالف ضد النهاجمین. ولکن أوزبک رفض، وبعث أحد قادته – و یدعی أقوش – بجیش من الأکراد و الترکمان مع المغول لمحاربة الجورجیین (م.ن، 12/375، 398).

وتعرض أوزبک في أواخر عمره لهجوم الجورجیین مرة أخری، ولکنه هزمهم. و في هذه الأثناء قدم السلطان جلال‌الدین خوارزمشاه علی مراغة، وهجم علی تبریز بعد السیطرة علیها، واضطر أوزبک الذي لم یکن یقوی علی المقاومة للهروب إلی نخجوان، ولجأ إلی قلعة ألنجق. ثم سلمت زوجته ابنة طغرل الثالث تبریز إلی السلطان الخوارزمشاهي، وتزوجت هي نفسها منه. وقد قیل إن أوزبک مات کمداً بعد هذه الحادثة (النسوي، 140-141، 149؛ قا: ابن الأثیر، 12/432-434، 436-437). لم یتبق من أوزبک سوی ابن واحد کان أصم وأبکم وکان یسمی «خاموش» [الصامت] (النسوي، 161) والذي أبدی بعض المقاومة مع غلامه قراجة أمام الخوارمشاهیین علی حد قول حمدالله المستوفي (ص 471)، ولکنه لم یحقق نتیجة. وعلی روایة النسوي (ص 161-162) انخرط خاموش أخیراً في خدمة السلطان جلال‌الدین، ثم ذهب إلی أل.ت عند الإسماعیلیة، ومات هناک بعد فترة قصیرة. وقد دخل فیما بعد أحد عبید أوزبک و یدعی بغدي إلی قبان (بالقرب من نخجوان) بهدف إحیاء دولة الأتابکة، ودعا الأهالي إلی أن یجلسوا أحد أبناء خاموش علی عرش الحکم، ولکنه لم یستطع (م.ن، 186)، فانقرضت سلسلة أتابکة آذربایجان بشکل کامل.

 

السیاسة والمجتمع والثقافة

استناداً إلی ما أشار إلیه کاوسنر (ص 85-86)، فإن ازدیاد قوة الغلمان و الأمراء الأتراک و نفوذهم، وکذلک ضعف منصب الوزارة کان مقترناً في أواخر العهد السلجوقي بزوال الإمبراطوریة. وفي مثل هذه الفترة فإن إیلدگز بتولیه منصب الأتابکیة لأرسلان الشاب، السلطان السلجوقي الحاکم في عراق العجم، والمسک بزمام الأمور، أوجد مرحلة جدیدة في الأجهزة الحکومیة للسلاجقة وکذلک في منصب الأتابکیة. وقد کان ینوإیلدگز یستطیعون بسهولة أن یدیروا الأمور باسم أمراء السلجوقیین من خلال قمع المعارضین في الداخل و الخارج، مادام أبناء الملوک السالجقة لم یبلغوا بعد سن الرشد، ولکن عندما کان هؤلاء الأمراء یطالبون بالاستقلال، فإنهم کانوا یُقتلون ، أو یودعون السجن. ولذلک فقد کان الهدوء النسبي هو السائد في رقعة حکم السلاجقة – قیاساً إلی العهد التالي – وذلک في عهد محمد البهلوان الذي کان أتابکاً لأمیر شاب.

کان تسلسل الخلافة في دولة أتابکة آذربایجان قائماً علی أساس التقلید الترکي المعروف بـ «الأرشدیة»، ولکن ظهرت بعد موت محمد البهلوان تغییرات أساسیة في بنیة الحکومة فبالإضافة إلی زوال سنة الاستخلاف، وعلی إثر النزاع بین أبناء محمد البهلوان أدت سیاسته القائمة علی تقسیم الإمبراطوریة بین بعض الغلمان الذین کان عددهم یصل إلی 5 آلاف علی ماقیل (ظ: الذهبي، 21/113)، وکذلک سعي طغرل الثالث من أجل الخلاص من نفوذ بني إیلدگز، إلی وقوع الحروب والاضطرابات في جمیع أرجاءالدولة السلجوقیة، بحیث إنغلمان محمد البهلوان و دربّاءه کانوا منذ هذا الحین و حتی زوال دولة بني إیلدگز علی رأس الکثیر من هذه القلاقل والاضطرابات. ومن جهة أخری، فإن أیاً من خلفاء محمد لم یکن یمتلک کفاءته و خبرته هو وإیلدگز إلی درجة أنهم لم یستطیعوا أن یقاوموا کثیراً أمام النهاجمین حتی في رقعة حکمهم الموروثة، أي أران و آذربایجان. وقد بلغ ترفهم و مجونهم و غفلتهم عن شؤون المُلکٌ حداً بحیث إن الناس کانوا یضیقون ذرعاً بهم أحیاناً (مثلاً ظ: النسوي، 140؛ ابن الأثیر، 12/382). ولذلک، فإن قول الراوندي: «کانت أیام دولة بني إیلدگز أیام أمن وعدل» (ص 37)،لابد وأن یکون إشارة إلی العهد الأول من حکمهم؛ وإلا فإن الأمن و الاستقرار زالا من المجتمع السلجوقي بعد موت محمد البهلوان کما ذکر الراوندي نفسه في موضع آخر (ص 334-335).

وقد کان جهاز الخلافة العباسیة الذي کان یطوي آخر سنوات حیاته الطویلة عازماً بالإضافة إلی سیادته المعنویة علی أن یوسع رقعته الصغیرة باتجاه عراق العجم. ولذلک، فقد کان یراقب أحداث هذه المنطقة، فقد کان الخلیفة وعلی إثر استفحال أمر السلطان السلجوقي، یدعم منافسیه و منهم أتابکة آذربایجان، وعندما کانت قوتهم تزداد، فإنه کان یهب لتأیید أبناء الملوک السلاجقة، أو منافسي أتابکة آذربایجان. ولذلک، لم یستطع آخر السلاطین السلاجقة وکذلک بنو إیلدگز أن یحصلوا علی الشرعیة السیاسیة کي یثبتوا قواعد حکمهم في إیران. وقد کانت مظاهر التمزق هذه من العوامل المهمة التي أدت إلی أن یقضي الخوارزمشاهیون علی حکم السلاجقة، وحیاة الأتابکة و استقلالهم.

وفي العهد الذي کان فیه بنو إیلدگز یسیطروه علی السلاطین السلاجقة في عراق العجم، کانت علاقات الأسر المحلیة في رقعة الإمبراطوریة مثل أتابکة فارس والأحمدیلیین في مراغة مع الحکومة المرکزیة متزلزلة للغایة، ویبدو أن حکام ولایة نائیة مثل خراسان کانوا قد خرجوا من نفوذ حکام عراق العجم منذ السنین الأولی ن حکم بني إیلدگز؛ ولکن أهمیة أتابکة آذربایجان کانت تکمن في أنهم قاوموا لسنین عدیدة و خصوصاً في النصف الأول من عهد حکمهم أمام هجوم الجورجین الواسع.

اشتهر أتابکة آذربایجان کماکان الحال بالنسبة إلی أتابکة فارس، بسبب دعمهم للأدباء والشعراء في تاریخ الأدب الإیراني. وازدهر الأدب الفارسي إلی حد بعید و خصوصاً الشعر في هذا العهد. وقد کان بنو إیلدگز یجالسون أهل الشعر و الأدب، و یکرمونهم. وقد أثنی نظامي گنجوي الشاعر الإیراني الشهیر کثیراً في آثاره علی إیلدگز، ومحمد البهلوان، و قزل أرسلان (مثلاً ظ: خسر و وشیرین، 18 و مابعدها، شرفنامه، 57-64). وقد قیل إن نظامي لم یقابل طیلة حیاته من بین حکام ذلک العهد سوی قزل أرسلان، واستقبل بحفاوة من قبله (دولتشاه، 99؛ أیضاً ظ: نفیسي، 80-94)، وعلی حد قول دولتشاه السمرقندي (ن.ص)، فإنه نظم منظومة خسر و شیرین بناء علی طلب أتابک آذربایجان هذا، و نال منه الجوائز السنیة؛ رغم أنه کان قد قدم هذه المنظومة قبل ذلک إلی محمد البهلوان (ظ: صفا، 2/802). کما نظم نظامي منظومة شرفنامه لأبي بکر ابن البهلوان. و مدحه في بعض الأشعار (شرفنامه، ن.ص؛ صفا، 2/804؛ لتقدیم إقبال نامه باسم أحد أتابکة آذربایجان، أو أمیر آخر، ظ: مینورسکي، «القفقاز»، 872-874؛ نفیسي، 115؛ صفا، 2/804-805).

ومن بین الشعراء و الکتّاب المشهورین الآخرین لبلاط بني إیلدگز، خاقاني الشرواني الذي کانت تربطه علاقات صداقة مع محمد البهلوان، ومازالت رسالتاه البلیغتان و الطویلتان لهذا الأتابک باقیة إلی الآن (منشآت، 148-163؛ أیضاً ظ: کندلي، 302، 305، 446-447)، کما توجد في دیوانه أشعار کثیرة في مدح قزل درسلان (ص 58-60، مخـ). کما نظم مجیرالدین البیلقاني أشعاراً کثیرة في مدح إیلدگز، وقزل أرسلان، وخصوصاً محمد البهلوان (ص 150، 226-227، مخـ). ویعد أثیرالدین الأخسیکتي أیضاً من مادحي قزل أرسلان (ظ: ص 44-47، 271-272، مخـ؛ دولتشاه، 94؛ صفا، 2/707). وبعد ظهیر الفاریابي أحد الشعراء الآخرین لبلاط بني إیلدگز الذي کان جلیساً لمحمد البهلوان لمدة 10 سنوات، استناداً إلی إحدی الروایات، ثم قدم علی ابنه أبي بکر (العوفي، 2/298؛ دولتشاه، 89). وقد ذکرت قصائد في دیوان ظهیر الفاریابي (ص 1-4، مخـ) في مدح هذین الأتابکین و کذلک قزل أرسلان. وقد برز رکن‌الدین دعوی دار القمي (ظ: ص 95-105، مخـ) وأثیرالدین الدوماني (ظ: صفا، 3(1)/395) في بلاط مظفرالدین أوزبک، ومدحاه، کماکان وزیره أبوالقاسم هارون (ن.ع) یجتهد کثیراً في نشر العلم والأدب. ویمکننا أن نشیر من بین الشعراء المادحین لأتابکة آذربایجان إلی جمال‌الدین محمد بن عبدالرزاق الأصفهاني (ظ: ص 274-276؛ صفا، 2/732) و جمال الأشهري (العوفي، 2/223) وشفروه الأصفهاني (ظ: القزویني، 356-358) وقوامي المطرزي و یوسف الفضولي (دولتشاه، 91) وجمال الخجندي («در ابتداي دولت»، 152).

اهتم أتابکة آذربایجان بإعمار رقعة حکمهم أیضاً. واستناداً إلی قول الراوندي (ص 300-301)، فقد بنیت في همدان مدارس بأمر إیلدگز وزوجته، علماً أنهما دفنا فیها. کما بنی محمد بن إیلدگز «مساجد و مدارس کثیرة» (مناج سراج، 1/269). وتبقت أبنیة مهیبة و جمیلة تعود إلی هذه الأسرة في نخجوان، مقرهم الأصلي (أبنیه و آثار ...، 27). ومن بین هذه الأبنیة قبر مؤمنة خاتون الذي شیدبأمر زوجها إیلدگز، وانتهی في 582هـ/1186م، ومن الخصائص البارزة لهذا البناء، استخدام القاشاني الفیروزجي اللون (ن.م، 28؛ EI1, VI/839-840؛ ورجاوند، 44؛ لکتابات هذه المقبرة‌، ظ: خانیکوف، 113-114؛ «فهرس...»، IX/151). ومن الأبنیة الأخری في هذا العهد في نخجوان قبر یعود إلی یوسف بن کثیر – الذي یبدو أنه کان شخصیة محلیة – ویرجع تاریخه إلی 557هـ/1162م (ن.م، IX/30؛ أیضاً ظ؛ پوپ، VI/1788؛ لتصاویر هذه الأبنیة، ظ: أبنیه وآثار، رقم 119-121؛ برتانیتسکي، رقم 23-26).

ویعد عجمي بن أبي بکر من المعمارین المعروفین لأتابکة آذربایجان. وقد نفش اسمه علی غالبیة أبنیة هذا العهد في نخجوان («فهرس»، IX/31,150,152؛ لبیان خصائص فنه المعماري، ظ: برتانیتسکي، 61-62).

 

المصادر

الآقسرائي، محمود، مسامرة الأخبار و مسایرة الأخبار، تقـ: عثمان توران، أنقرة، 1943م؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الأزرق، أحمد، «تاریخ»، مع ذیل تاریخ دمشق لابن القلانسي، تقـ: هـ. ف. آمدروز، بیروت، 1908م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، تقـ: محمد عبدالقادر عطا و مصطفی عبدالقادر عطا، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن العبري، غریغوریوس، تاریخ مختصر الدول، بیروت، 1958م؛ أبنیه و آثار تاریخي إسلام در اتحاد شوروي، ظشقند، 1962م؛ أبوحامد، محمد، «ذیل سلجوق‌نامه»، سلجوق‌نامه (ظ: ظهیرالدین النیسابوري)؛ أبوالقاسم الکاشاني، عبدالله، زبدة التواریخ (قسم الفاطمیین و الزناریین)، تقت محمدتقي دانش پژوه، طهران، 1366ش؛ أثیرالدین الأخسیسکتي، محمد، دیوان، تقـ: رکن‌الدین همایون فرّخ، طهران، 1337ش؛ البنداري الأصفهاني، الفتح، زبدة النصرة، مختصر تاریخ دولة آل سلجوق لعمادالدین الکاتب، بیروت، 1400هـ/1980م؛ بهاءالدین البغدادي، محمد، التوسل إلی الترسل، تقـ: أحمد بهنیار، طهران، 1315ش؛ جمال‌الدین الأصفهاني، محمد، دیوان، تقـ: وحید دستگردي، طهران، 1320ش؛ الجویني، عطاملک، تاریخ جهانگشاي، تقـ: محمد القزویني، لیدن، 1334هـ/ 1916م؛ الحسیني، علي، زبدة التواریخ، تقـ: محمد نورالدین، بیروت، 1405هـ/1985م؛ حمدالله المستوفي، تاریخ گزیده، تقـ: عبدالحسین نوائي، طهران، 1362ش؛ الخاقاني، الشرواني، دیوان، تقـ: ضیاءالدین سجادي، طهران، 1357ش؛ م.ن، منشآت، تقـ: محمد روشن، طهران، 1362ش؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، حبیب السیر، تقـ: محمد دبیر سیاقي، طهران، 1353ش؛ «در ابتداي دولت آل وشمگیر وآل بویه»، ملحقات تاریخ طبرستان لابن إسفندیار، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1320ش؛ دعوی دارالقمي، رکن‌الدین، دیوان، تقـ: علي محدث، طهران، 1365ش؛ دولتشاه السمرقندي، تذکرة الشعراء، تقـ: محمدرمضاني، طهران، 1338ش؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: بشار عواد معروف ومحیي هلال السرحان، بغداد، 1404هـ/1984م؛ الراوندي، محمد، راحة الصدور، تقـ: محمد إقبال، طهران، 1364ش؛ زامباور، معجم الأنساب والأسرات الحاکمة، تجـ: زکي محمدحسن و حسن أحمد محمود، بیروت، 1400هـ/1980م؛ سبط ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآبادالدکن، 1370هـ/ 1951م؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ أدبیات در إیران، طهران، 1363ش؛ ظهیر الفاریابي، طاهر، دیوان، تقـ: أحمد شیرازي، طهران، 1361ش؛ ظهیرالدین النیسابوري، سلجوق‌نامه، طهران، 1332ش؛ عمادالدین الکاتب، محمد، الفتح القسي في الفتح القدسي، تقـ: محمد محمود صبح، بیروت، الدار القومیة للطباعة والنشر؛ العوفي، محمد، لباب‌الألباب، تقـ: ممحمد القزویني، طهران، 1361ش؛ القزویني، محمد، تعالیق علی لباب‌الألباب (ظ: همـ، العوفي)؛ قفس أوغلي، إبراهیم، تاریخ دولت خوارزمشاهیان، تجـ: داود أصفهانیان، طهران، 1367ش؛ کندلي، غفار، «خاقاني شرواني و خاندان أتابکان آذربایجان»، نشریۀ دانشکدۀ أدبیات و علوم إنساني تبریز، 1352ش، ص 25، عد 105؛ مجیرالدین البیلقاني، دیوان، تقـ: محمد آبادي، تبریز، 1358ش؛ محمد بن إبراهیم، تاریخ سلجوقیان کرمان، تقـ: هوتسما، لیدن، 1886م؛ منهاج سراج، عثمان، طبقات ناصري، تقـ: عبدالحي حبیبي،طهران، 1363ش؛ میرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ النسوي، محمد، سیرت جلال‌الدین مینکبرني، تقـ: مجتبی مینوي، طهران، 1344 ش؛ نظامي گنجوي خسرو و شیرین، تقـ: وحید دستگردي، طهران، 1333ش؛ م.ن، شرفنامه، تقـ: حید دستگردي، طهران، 1335ش؛ نفیي، سعید، شرح دیوان قصاید و غزلیات نظامي گنجوي، طهران، 1338ش؛ ورجاوند، پرویز، میراثهاي تمدن إیراني در سرزمینهاي آسیایي شوروي، طهران، 1351ش؛ وصاف، تاریخ، بومباي، 1269هـ؛ وأیضاً:

Bosworth, C. E., «The Political and Dynastic History of the Iranian World», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1968, vol. V; Bretanizki, L. et al., Die Kunst Aserbaidshans, Leipzig, 1988; EI1; EI2; Houtsma, M. T., «Some Remarks on the History of the Saljuks», Acta orientalia, Paris, 1924, vol. III; IA; Iranica; Khanikoff, N., «Inscriptions musulmanes du Caucase», JA, 1862, vol. XX; Klausner, CL., The Seljuk Vezirate, Harvard, 1973; Luther, K.A., «Th End of Saljūq Dominion in Khurasan», Michigan Oriental Studies, Michigan, 1970; id, «Rāvandi’s Report on the Administrative Changes of Muhammad Jahān Pahlavān», Iran and Islam, Edinburgh, 1971; Minorsky, V., «Caucasica II, the Georgian Maliks of Ahar», Bulletin of the School of Oriental and African Studies, London, 1950, vol. XIII; id, Dtudies in Caucasian History, London, 1953; Mxit’ar Gosš, «The Albanian Chronicle…», tr. C. J.F. Dowsett, Bulletin of the School of Oriental and African Studies, London, 1958, vol. XXI; Pope, A. U., A Survey of Persian Art, Tehran, 1967; Rēpertoire chronologique d’épigraphie arabe, Cairo, 1937.

أبوالفضل خطیبي/ خ.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: