الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الأتابک /

فهرس الموضوعات

الأتابک

الأتابک

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/20 ۲۰:۴۴:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

اَلأَتابَک، لقب، أو عنوان کان یطلقه الملوک السلاجقة علی بعض أمرائهم الذین کانوا یتولون تربیة ورعایة أبنائهم. والأتابک کلمة ترکیة مرکبة من «أتا = آتا» بمعنی أب و «بک» أو «بیک» بمعنی أمیر، أو لقب مهم بین القبائل الترکیة، فمعنی هذه الکلمة «الأب الأمیر»، أو «الأمیر الأب» و«أتا» في هذه الصیاغة استعملت بمعناها المجازي، لا الحقیقي. ولایبدو صحیحاً مارآه أبو الفداء (1/189) من أن أصل الأتابک هو «الأطابک»، لأن حرف «ط» خاص باللغة العربیة، ولایوجد هذا الحرف في الترکیة. ویمکننا تبریر ذلک بأن هذا الحرف کان ینطق في بعض اللهجات الترکیة. ویمکننا تبریر ذلک بأن هذا الحرف کان ینطق في بعض اللهجات الترکیة بین الدال و الطاء، ولأنمثل هذا الحرف لمیکن في العربیة، فقد کانوا یسمعونه طاء.

ویبدو أن اختیار مؤدب للأولاد کان له بین الأتراک السلاجقة والغُز خلفیة قدیمة، وکان یمثل تقلیداً معهوداً بینهم. فقد کان أولئک الأمراء یوکلون تربیة أبنائهم و خاصة في الأمور الحربیة والسیاسیة إلی أحد الرجال البارزین المجربین، وکانوا یطلقون علیه لقب «الأتابک» الذي جمع – کما مر – بین معنیین هما الأب مجازاً، والأمیر و الکبیر. و رغم أن هذا التقلید کان معهوداً قدیماًف وشوهدت نظائره في تاریخ الشعوب والأمم الأخری أیضاً،ولکن لاتوجد للقب «الأتابک» الخاص خلفیة أقدم من عصر السلاجقة، وإلا فإن هذا التقلید کان معروفاً أیضاً بین الإیرانیین، فعلی روایة الشاهنامه، فإن کیکاوس، الملک الأسطوري الکیاني، کان قد أرسل ابنه سیاوش إلی سیستان لدی رستم، البطل الأیراني المعرف لیتلقی التربیة منه. و في عهد الساسانیین أیضاً بعث یزدجرد الأول ابنه بهرام إلی المنذر بن النعمان، ملک الحیرة کي یتولی تربیته.

ولن نتحدث عن ظهور هذا التقلید و تاریخ تطوره، وسنکتفي بالإشارة إلی سابقة هذا اللقب في عصر السلاجقة والعصور التالیة في تاریخ إیران و الإسلام. فقد دارالحدیث في تاریخ السلاجقة عن أمیر یدعی الأتابک قطب‌الدین کلسارغ قد وقع في أسر جیش الغزنویین عام 444هـ/ 1052م في الحرب التي حدثت بین السلطان فرخ زاد الغزنوي والسلاجقة (ابن الأثیر، 9/582-585؛ الحسیني،28). ولانعلم بالضبط أتابک أي من أبناء الملوک السلاجقة کان، ولکن یمکننا الحدس بأنه کان أتابک ألب ارسلان بن داود السلجوقي. واستناداً إلی روایة میرخواند (4/270-271)،فقد أطلق ألب أرسلان بعد محاربة ملازجرد و التغلب علی الإمبراطور البیزنطي (463هـ/1071م)، لَقَبَ «الأتابک» و«أتاخواجه» علی نظام الملک و قد کانت أمثال هذه الألقاب آنذاک تختص بالأمراء (الأمراء السلاجقة و الغز). ولکن وردت في النسخة المطبوعة من دستور الوزراء لخواندمیر الذي نقل هذه المعلومة من روضة الصفا لمیرخواند، کلمة «الإیلک» بدلاً من «الأتابک» خطأً (ظ: ص 156). وقد أدی هذا الخطأ المطبعي ألی أن یخطأ فؤاد کوپرولو کاتب مقالة الأتابک في «دائرة المعارف الاسلامیة أیضاً، فظن أن ألب أرسلان لَقَّبَ نظام‌الملک بالإیلک (IA, I/712). وفضلاً عن ذلک، فإن هذا الموضوع قد نقل – کما مر – من روضة الصفا الذي لمتذکر فیه کلمة «الإیلک»، بل ذکرت «الأتابک» نفسها، و هنا علینا أن نقول إن لقب الإیلک کان شائعاً بین حکام ترکستان، ولم یکن له من أثر في عصر السلاجقة.

یقول ابن الأثیر في حوادث سنة 465هـ: إن ملکشاه منح نظام الملک صلاحیات تامة، و دعاه بالوالد و منحه ألقاباً منها «الأتابک» (10/79-80). ولایتحدث ابن الأثیر عن ألقابه الأخری، ولعل أحدها أتا خواجه الذي جاء في روضة الصفا، و من المحتمل أیضاً أن لقب «خواجه» الذي کان یطلق علی نظام الملک هو مخفف أتا خواجه نفسه. ویقول ابن الأثیر: إن ملکشاه أقطع نظام الملک «إقطاعات» أخری، بالإضافة إلی ماکان یمتلکه سابقاً (ن.ص)، وهنا یتضح أن هناک ولایات کانت تعطی إلی الأتابکة علی سبیل الإقطاع. ولایتضح من قول میرخواند فیما إذا کان ألب أرسلان قد جعل نظام الملک مؤدب وأتابک ابنه ملکشاه الذي کان یبلغ من العمر 16 سنة وذلک عندما أطلق ألب أرسلان في 463هـ (معرکة ملازجرد) لَقَبَ الأتابک علیه. و یبدو أن لقب الأتابک کان بالنسبة إلی نظام الملک عنواناً فخریاً، لامنصباً خاصاً، ذلک لأن نظام الملک کان یتولی آنذاک الوزارة لألب أرسلان، و هذا المنصب الخطیر کان یمنعه من الانشغال بتربیة ابن الملک، وبالإضافة إلی ذلک، فعندما وصل ملکشاه إلی الحکم، فقد منحه هو أیضاً لقب الأتابک، وبناء علی ذلک، فإن الأتابک کان مجرد عنوان ولقب فخریین لنظام الملک. وکما قال میرخواند (ن.ص)، فإن لقب الأتابک کان خاصاً بالأمراء السلاجقة، أو الغسز، و لم یُمنح هذا اللقب بعد نظام الملک إلی أحد غیر الأمراء الأتراک. واعتبار لمتن (ص 47) لعلي بن أبي علي القمي أتابکاً لبرکیارق ناجم عن الخطأ الذي عرض له في فهم عبارة البنداري العربیة في تاریخ دولة آل سلجوق (ص 82). فقد جاء فیه: «وکان الأستاذ علي بن أبي علي القمي وزیر گمشتگین الذي کان قدیماً مربیاً لبرکیارق وأتابکه» (أیضاً ظ: الراوندي، 140؛ الحسیني، 75). واستناداً إلی مامر، فإن نظام الملک هو الإیراني الوحید الذي أطلق علیه لقب الأتابک.

وقد کان تقلید إطلاق لقب الأتابک مقترناً بمنح إقطاع إلی صاحب هذا المنصب کي یستطیع أن یؤددي واجبه علی الوجه الأکمل بموارد هذا الإقطاع. وقدکان أتابکة أبناء الملوک یکتفون بذلک المنصب والإقطاع عندما کانت الدولة السلجوقیة المرکزیة قویة. ولکن بعد وفاة ملکشاه و بدایة ضعف الدولة و تفاقم الاختلاف بین أبنائه و أحفاده، سعی أصحاب هذا المنصب الذین کانوا من الأمراء الکبار، أو الغلمان المجریین الذین کانوا قد تبوؤوا منصب الإمارة، إلی أن یحققوا استقلالاً، أومایشبه الاستقلال في نطاق إقطاعاتهم، ویجعلوا منصبهم وراثیاً. وقد کان السلاطین السلاجقة في حالة ضعف أیضاً بسبب الحروب المتواصلة التي کانت تحدث بینهم، و بالإضافة إلی ذلک فإن أغلبهم کانوا یموتون في سني الشباب، فلم یکن بمقدورهم أن سحولوا دون استقلال هؤلاء الأتابکة، وکانوا یستعینو بهم في أکثر الأوقات. ولذلک، فإن البعض من هؤلاء الأتابکة وأبنائهم کانوا یحکمون لفترة طویلة بشکل مستقل في رقعة سیطرتهم، وکان أبناء الملوک السلاجقة بمثابة دمیة وألعوبة في أیدیهم للمحافظة علی اقتدارهم. وهو ماحدث بالفعل بالنسبة إلی سلالة حکام مثل أتابکة الشام، وأتابکة الموصل، وأتابکة آذربایجان، وأتابکة فارس ویزد (ن.ع.ع)، إذ استفحل أمرهم في نطاق إقطاعاتهم، و جعلوا الحکم وراثیاً في أسرهم. وفي غضون ذلک کان أتابکة لرستان علی حد قول میرخواند (4/624) أتابکة مختلقین ولیسوا حقیقیین، ذلک لأن أباطاهر محمداً مؤسس هذه الأسرة استولی علی لرستان، وأمر بأن یدعوه الناس أتابکاً، کما تسمی أولاده الذین حکموا لرستان بلقب الأتابک أیضاً.

کماکان تقلید منح لقب الأتابک شائعاً أیضاً بین ملوک خوارزم، فقد ولی تکش ابنه یونس خان علی الري، وجعل الأمیرَ میانجق (أو میاجق ومیاجوق) أتابکه (الجویني، 2/33-34). کما جعل القائد العسکري یبغو أتابکَ حفیده أَربُزخان (م.ن، 2/39)، وقد کان منگلي بیک أتابک سنجرشاه ابن طغانشاه.

وکان هذا التقلید متداولاً أیضاً بین سلاجقة الروم، فقد عین السلطان علاءالدین کیفباد الأول، الأمیر مبارزالدین أُرُنقُش (أو أرتقش، ویبدو أن الأول هو الصحیح فهو نفس کلمة یَرَن قُش التي هي أیضاً من الأعلام الترکیة و تعني الباز الأبیض (آق سنقر) ولیس الحجر الأبیض کما تصور البعض) کأتابک لابنه الملک غیاث‌الدین کیخسرو (ظ: ابن بي بي، 363).

وهکذا الحال بالنسبة إلی ممالیک مصر، فقد کان لقب الأتابک سائداً بینهم أیضاً، ولکن لابالمعنی الذي کان متداولاً في دولة السلاجقة الکبری. وقد کان عزالدین أبیک الترکماني، أول سلاطین مصر الممالیک، من غلمان الملک الصالح نجم‌الدین أیوب. وقد تولی حکم مصر بعد مقتل تورانشاه ابن الملک الصالح. وتزوج من شجرة الدر، أرملة الملک الصالح (648هـ/1250م)، إلا أن الممالیک البحریة الذین کانوا أوفیاء إلی الأسرة الأیوبیة لم یذعنوا لسلطنته، فاختاروا طفلاً من الأسرة الأیوبیة وعینوه سلطاناً لمصر، وجعلوا عزالدین أبیک هذا «أتابکه» (ظ: ن.د، أبیک، عزالدین بن عبدالله)، ولذلک تغیر التقلید الأتابکي الذي کان السلطان یختار بموجبه شخصاً کم إدب لولده، وأصبح نوعاً من النیابة عن السلطان. و بعد مقتل أبیک اختاروا للسلطنة ابنه المنصور الذي لم یکن عمره یتجاوز الخامسة عشرة، وجعلوا الأمیر علم‌الدین سنجر الحلبي «أتابکه»، حیث کان هو الآخر في حکم نائب السلطنة (ابن تغري بردي، 7/41-42). واستعمل فیما بعد في مصر لقب «أتابک العساکر» و «أتابک الجیوش» في معنی آخر یقصد منه قیادة الجیش (ابن شاهین، 111 و مابعدها؛ القلقشندي، 3/262، 317، 4/174، 184، 6/35، 133، 9/254).

ونفذت کلمة الأتابک إلی الدول غیر الإسلامیة المجاورة للسلاجقة، فقد أضافت تامارا ملکة جورجیا في 609هـ/1212م منصباً خامساً إلی الماصب الحکومیة الرفیعة و هو منصب الأتابک. وقد کان هذاالمنصب إداریاً وعسکریاً، إلا أن طابعه العسکري کان أکثر أهمیة (IA, I/712)، وذکر أسماء بعض هؤلاء الأتابکة في «تاریخ جوریجا» (II/207)، ومنهم الأتابک آق بوق، والأتابک گوار گواره.

وأرسل السلطان محمد أولجایتو ابنه السلطان أباسعید إلی خراسان ولیاً لعهده، وجعل الأمیر سَوِنج أتابکه (خواندمیر، حبیب السیر، 3/198).

وعلی‌الرغم من بعض الشواهد، فقد هُجر هذا التقلید تدریجیاً بعد دولة السلاجقة الکبری وملوک خوارزم، فنحن لانلاحظ لقب الأتابک بین الأسر التي حکمت إیران فیما بعد إلا نادراً، إلا أن تقلید إیکال أمر أبناء الملوک الی أحد الأمراء الکبار کان سائداً في عهد الصفویین، وکانوا یسمون هذا الشخص «لَلَه» (المربي). ویقول مؤلف تکملة الأخبار الذي کان یعیش في عهد الشاه طهماسب الأول في معنی الأتابک: هو الشخص الذي یربي ابن الملک، ویسمونه في هذا الزمان «لله» (نویدي، الورقة 123 ألفف123ب). وقد أوکل الشاه إسماعیل الأول في 921هـ حکومة خراسان من سمنان حتی سحل نهر جیحون (آمودریا) إلی ابنه طهماسب، وجعل أمیرخان موصلّو «لله» له، أي مربیه (روملو، 202). وفي عهد الشاه طهماسب کان بوداق خان القاجاري مربیاً لابنه السلطان مراد میرزا (إسکندربیک، 1/99)، کما کان بوداق خان چگني مربي السلطان حسن میرزا (م.ن، 1/402). وقصة التنافس بین علي قلی‌خان شاملو و مرشد قلی‌خان علی تربیة وأتابکیة عباس میرزا، الابن الأصغر للسلطان محمد میرزا، معروفة، وقد انتهت بانتصار مرشد قلی‌خان، وإعلان نفسه مؤدب وأتابک عباس میرزا (م.ن، 1/304-305). وعندما هب أمراء تکلّو والترکمان لمعارضة عشیرة أستاجلو و شاملو، و رشحوا طهماسب میرزا بدلاً ن حمزة میرزا، اعتبر محمدخان ترکمان نفسه أتابک طهماسب میرزا (م.ن، 1/333-334).

وأصبح الأتاربک لقباً فخریاً في عهد سلطنة ناصرالدین شاه. وکما أن ألب أرسلان وملکشاه منحا لقب الأتابک لخواجه نظام الملک، فقد خلع ناصرالدینشاه هو الآخر لقب الأتابک الأعظم والأمیر الکبیر علی میرزا تقي‌خان الفراهاني الذي یدین له ناصرالدین شاه في الوصول إلی السلطنة، وأوکل إلیه منصب الصدارة العظمی (رئاسة الوزراء). کما منح ناصرالدین شاه لقب الأتابک إلی أحد رؤساء وزرائه و هو الأتابک میرزاعلي أصغرخان الصدر الأعظم في أواخر سلطنته وأوائل سلطنة مظفرالدین شاه.

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن بي بي، الحسین، الأوامر العلائیة، ط مصورة، تقـ: عدنان صادق أرزيف أنقرة، 1956م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن شاهین الظاهري، خلیل، زبدة کشف الممالک، تقـ: پ. راویس، باریس 1894م؛ أبوالفداء، المختصر في أخبار البشر، بیروت، دارالمعرفة؛ إسکندربیک منشي، تاریخ عالم آراي عباسي، طهران، 1350ش؛ البنداري الأصفهاني، الفتح، زبدة النصرة، مختصر تاریخ دولة آل سلجوق لعمادالدین الکاتب، بیروت، 1400هـ/1980م؛ الجویني، عطاملک، تاریخ جهانگشاي، تقـ: محمد القزویني، لیدن، 1334هـ/1916م؛ الحسیني، علي، أخبارالدولة السلجوقیة، تقـ: محمد إقبال، لاهور، 1933م؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، حبیب السیر، تقـ: محمد دبیرسیاقي، طهران، 1362م؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، حبیب السیر، تقـ: محمد دبیرسیاقي، طهران، 1362ش؛ م.ن، دستور الوزراء، تقت سعیدنفیسي، طهران، 1317ش؛ الراوندي، محمد، راحة الصدور، تقـ: محمد إقبال، طهران، 1333ش؛ روملو، حسن، أحسن التواریخ، تقـ: عبدالحسین نوائي، طهران، 1357ش؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة فوزارة الثقافة والإرشاد؛ لمتن، آ.ک.س.، سیري در تاریخ إیران بعد از إسلام، تجـ: یعقوب آژند، طهران، 1363ش؛ میرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ نویدي، زین‌العابدین، تکملة الأخبار، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ وأیضاً:

Histoire de la Géorgie, tr. M. Brosset, Petersbourg, 1856; IA.

عباس زریاب/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: