الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبو الولید الحمیري /

فهرس الموضوعات

أبو الولید الحمیري

أبو الولید الحمیري

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/17 ۲۲:۰۸:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

أَبو الوَلیدِ الحِمیَريّ، إسماعیل بن محمد بن عامر (تـ ح440هـ/ 1048م)، أدیب و وزیر وکاتب وشاعر إشبیلي. کان والده یلقب بحبیب، وقد صرح به ابن الأبار (1/180)، کما ورد أیضاً في المقطوعة التي نقلها أبوالولید نفسه (ص 139)، و هي قصیدة مدحیة قدمها ناظمها لوالده وخاطبه فیها بلقب حبیب. ومع کل هذا، فیبدو أن خلطاً قد حدث وذلک بسبب طریقة کتابة الأسماء والألقاب في المصادر القدیمة، أي أنها کانت تعني أحیاناً بعبارة «الملقب بحبیب» الابن، لاالأب (ظ: ابن بسام، 2(1)/124؛ ابن سعید، رایات...، 50، عنوان ...، 60؛ ابن فضل الله، 17/36). وقد استمر هذا الخلط من حینه و تسلل أیضاً إلی المصادر المعاصرة (مثلاً ظ: فروخ، 4/494).

نشأ أبوالولید في إحدی الأسر الأرستقراطیة المترفة في الأندلس (خالص، 165-166). فقد کان والده یتولی منصب الوزارة في بلاط القاضي ابن عباد، وکان أخوه و هو سمي دبیه شیخاً لأبي بکر ابن العربي (ابن الأبار، ن.ص). وقد اکتفت المصادر المتوفرة ببضع ملاحظات مختصرة عن حیاته: فقد صرح المقري بأنه «کان و هو ابن 17 سنة ینظم النظم الفائق، وینثر النثر الرائق» (3/428)، وأشاد ابن بسام بأستاذه الدوحد أبي جعفر ابن الأبار، وذکر بعبارات بالغة الرقة دوره في تربیةأبي الولید و تنمیة مواهبه الذاتیة (2(1)/125).

ولما کان نبوغه و حسه المرهف قد تجلیا فیه و هو في مطلع الشباب، فقد استطاع والده الذي کان وزیراً للقاضي محمد بن عباد ذي الوزراتین أن یلحقه ببلاط بني عباد ککاتب علی مایبدو (المقريف3/428؛ پیریس، 3؛ الحمیدي، 152: «الوزیر الکاتب»)، ولاشک أن لابن الأبار دور في ذلک، ولکن لایُعرف متی تم ذلک. وعلی أیة حال، فرغم کونه في مطلع شبابه، لکنه أبدی من الفطنة والذکاء (ظ: ابن الأبار، ابن فضل الله، ن.صص) ماجعله یحظی باهتمام بالغ لدی مولاه ویتمتع بصلاته النفیسة (پیریس، ن.ص). وفي هذه الفترة أنشد مقطعاته في الربیع و«النّوریات» وضمها إلی أشعاره الأخری في مجموعة شعریة باسم البدیع فيوصف (أو فصل) الربیع (ن.ص؛ أبوالولید، 3؛ الضبي، 228؛ ابن سعید، رایات، ن.ص؛ GAS, III/671)، ولایعرف تاریخ تألیفها الدقیق، ولکنه یُفترض بین سنوات 426-431هـ، وذلک استناداً إلی دراسة صلاح خالص (ص 167). وقد قُتل علی حد قول ابن سعید علی ید المعتضد بن عباد (المغرب...، 1/245)، في حین أن ابن بسام یقول في ترجمة المعتضد: إنه لما تولی إمارة إشبیلیة في 433هـ/ 1042م بادر في البدء بقتل حبیب وزیر أبیه (ظ: 2(1)/23- 24). ولایُعرف ما إذا کان قد قَتل الأب، أم الابن أم کلیهما، ذلک لأنه لم یتم العثور علی أي أثر لأبي الولید بعد 433هـ، أي بعد تولي المعتضد لزمام الأمور (حکـ 433-461هـ).

وهناک اختلاف في مدة حیاة أبي الولید، فقد عُدت 22، أو 25 عاماً (ابن بسام، ابن سعید، ن.صص).

ومما یطالعنا في الأدب الأندلسي هو تقلیده المطلق لأدب المشرق. ویبدو أنه کان یضیق ذرعاً بهذا التقلید البحت، ولذا عزم علی جمع الأشعار التي نظمها فيالربیع و زهوره علی نطاق مدینة إشبیلیة و هکذا أشعار الآخرین في هذا المضمار لیضفي الطابع القومي علی أدب وطنه، فألف البدیع في وصف الربیع أملاً في استعادة الهویة الأدبیة للأندلس، وقد بیّن في مقدمة الکتاب منهجه بشکل مفصل (ص 1-4). وتعد الطبیعة الخلابة للأندلس أفضل موضوع لدیه وخاصة فصل الربیع، ولکنه یأسف لعدم اکتراث کتّاب بني جلدته به، وإعراضهم عنه. و هو یبدي دهشته من انبهار الأندلسیین بشعراء المشرق، ویری أنهم لو کانوا قد نهجوا نهج المشارقة لامتلکوا إخراً أدبیاً أسمی بکثیر مما یتوفر علیه أدباء المشرق. وفیمایلي نستعرض منهج الکتاب کما استعرضه المؤلف في مقدمته (ظ: ص 5): 1. القطع في الربیع التي لم یُمَّ فیها نَور ولاقصد بوصفها منه نوع 2. القطع التي لم تتفرد بوصف نُوّار، بل اشتملت علی وصف نورین، أو أنوار؛ 3. في القطع المنفردة کل واحدة منها بنور علی حدة.

ومما یجدر ذکره أیضاً أن شعراء الأندلس کانوا یرون کما یبدو أن وصف الزهور والبساتین والطبیعة مقبول ومیسور في نطاق المدیح فقط، ولذا یندر وجود شعر لهم یخلو من معاني المدیح (مثلاً ظ: أبوالولید، 38-39، مخـ: في مدح ذي الوزارتین القاضي، 16-18،مخـ: في مدح الحاجب، 24-25، مخـ: في مدح أبیه).

وقد أدرج أبوالولید في القسم الثاني من الکتاب النص الکامل لرسالة ابن بُرد الأصغر المفصلة في موضوع تفضیل الورد علی سائر الزهور (ص 52-58)، ثم عارضها بنفس الأسلوب و فضل وردة البهار علی سائر الورود (ظ: ص 58-67).

وتلاحظ في هذا الکتاب لأول مرة آثار الشعر و النثر المسجع الذي بلغ ذروة ازدهاره في القرن 5هـ/ 11م. وهذه الأشعار الظریفة لم تعد فیها آثار خشونة الصحراء،وهي تذکر بنوع من أدب البلاط و الشعر الارستقراطي (پیریس، 6-7؛ أیضاً ظ: خالص، 165). ویعتبر پیریس (ص 7) هذا الکتاب مشهداً واقعیاً للنزعة القومیة في الأدب الأندلسي والتي أصبحت فیما بعد نموذجاً للأدباء الآخرین و منهم الفتح بن خاقان مع اختلاف واحد و هو أن أبا الولید قصر عمله علی إشبیلیة و علی الشعراء و الأدباء المعاصرین له، لکن ابن خاقان اهتم بجمیع أنحاء الأندلس. و قد عدّ بروکلمان کتابه البدیع تکملة لمؤلَّف ابن فرج (ن.ع) المفقود حالیاً، أي الحدائق (GAL, I/319)، ذلک لأنه کان یهتم أیضاً اهتماماً شدیداً بجمع أشعار شعراء الأندلس. و من العجیب أنه لایشیر أیة إشارة في مقدمته، و هو یتحدث عن انبهار الأندلس بالمشارقة إلی جهود ابن فرج في مجال جمع مختارات کمختاراته، في حین أنه نقل عنه أشعاراً في مواضع شتی من کتابه (کنموذج، ظ: ص 6-7).

وکما مر فإن البدیع في وصف الربیع هو أقدم مجموعة نثریة امتزجت بالشعر، وقد طبع علی مخطوطة الإسکوریال الوحیدة. وقد حققه أولاً هنري پیریس في الرباط (1359هـ/ 1940م)، ثم طبعه عبدالله عسیلان في القاهرة (1407هـ/ 1987م).

 

المصادر

 

ابن الأبار، محمد، التکملة لکتاب الصلة، القاهرة، 1956م؛ ابن بسام، علي، الذخیرة في محاسن أهل الجزیرة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1399هـ/ 1979م؛ ابن سعید المغربي، علي، رایات المبرزین و غایات الممیزین، تقـ: محمد رضوان الدایة، دمشق، 1987م؛ م.ن، عنوان المرقصات، القاهرة، 1286هـ؛ م.ن، المغرب في حلی المغرب، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1953م؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالک الأبصار في ممالک الأمصار، طبعة تصویریة،تقـ: فؤاد سزگین، فرانکفورت، 1408هـ/ 1988م؛ أبوالولید الحمیري، إسماعیل، البدیع في وصف الربیع، تقـ: هنري پیریس، الرباط، 1359هـ/ 1940م؛ الحمیدي، محمد، جذوة المقتبس، تقـ: محمد بن تاویت الطنجي، القاهرة، 1372هـ/ 1952م؛ خالص، صلاح، إشبیلیة في القرن الخامس الهجري، بیروت، 1965م؛ الضبي، أحمد، بغیة الملتمس، القاهرة، 1967م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1984م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:

GAL; GAS; Pérès, H., introd. ʾAl-Badiʿ(vide; PB, ʾAb-ul-Walīd).

إیران نازکاشیان/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: