الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبو هریرة /

فهرس الموضوعات

أبو هریرة

أبو هریرة

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/17 ۲۰:۵۹:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبوهُرَیرَة، عبدالله (أوعبدالرحمان) بن عامر (أوصخر) الدَّوسي (تـ 59هـ/ 679م)، من أصحاب النبي (ص) المعروفین، وقد کانت شخصیته الروائیة موضع نقاش دائماً دفاعاً، أورداً. ومایستحق الاهتمام في شخصیة أبي هریرة الوجوه المتغیرة التي قدمت لها في العصور المختلفة من تاریخ الإسلام. فعلی الرغم من شهرته الکبیرة بین الأصحاب، إلا أن المعالم الأساسیة لشخصیته وحیاته تحیطها هالة من الغموض. والنموذج البارز لذلک أن الاختلاف في ضبط اسمه ونسبه بلغ بین المصادر درجة بحیث قیل: إن اختلافاً لم یحدث في ضبط اسم شخص طیلة التاریخ الإسلامي کما حدث في ضبط اسمه (ظ: الحاکم، 3/507؛ ابن عبدالبر، 4/1768؛ السمعاني، الأنساب، 2/506-507). وعلی أیة حال، فإن من بین أسمائه الأشهر في العصر الجاهلي: عبدشمس، وعبدغنم؛ ومن أسمائه في العصر الإسلامي: عبدالله، وعبدالرحمان (ظ: ابن إسحاق، 286؛ ابن عساکر، 19/206 ومابعدها؛ ابن حجر، 4/204).

وهناک روایتان عن اشتهاره بهذه الکنیة تشیران إلی إطلاقها من قبل النبي (ص)، أو الناس (ظ: ابن سعد، 4/329؛ الترمذي، 5/686؛ الحاکم، 3/506)، إلا أن هذه الکنیة مأخوذة علی أیة حال من مصغّر «هر». ویروي ابن إسحاق (ن.ص) عن أبي هریرة نفسه أن اسمه کان في الجاهلیة عبدشمس بن صخر، ثم تغیر في الإسلام إلی عبدالرحمان، وقد دعاه النبي بأبي هریرة لأنه حینما کان یرعی غنمه، عثر ذات یوم علی صغارهر، ووضعها في کمه، وعندما عاد بالغنم عشاء، سمع النبي (ص) أصواتها فسأله عنها، فقال: صغارهر، فقال (ص): أنت أبوهریرة، ولزمه هذا الاسم.

تنحدر أسرة أبي هریرة إلی قبیلة «دوس» أحد أفخاذ قبیلة «الأزد» في الیمن (ن.ص؛ ابن قتیبة، المعارف، 277).

وإذا أخذنا بنظر الاعتبار بلوغه 78 سنة عندما توفي (ابن سعد، 4/340؛ ابن عبدالبر، 4/1772)، فإن ولادته من المفترض أن تکون حوالي 20 سنة قبل الهجرة (أیضاً ظ: ابن حجر، 4/210). ولانعلم شیئاً عن أحداث السنوات 25 من المرحلة الأولی من حیاته و التي قضاها في الیمن. واستناداً إلی ما اتفقت علیه المصادر، فقد سارع أبوهریرة علی مایبدو مع وفد من الیمن للقاء النبي (ص) واعتنق الإسلام في 7هـ/628م، إلا أن کتب الرجال والسیر لم تذکر فیما إذا وفق للقتال في معرکة خیبر مع النبي (ص)، أم لا (ظ: الواقدي، 2/636؛ ابن سعد، 4/325، 328؛ البسوي، 3/160-161؛ ابن عبدالبر، 4/1771).

کان أبوهریرة عند إسلامه یکابد بشدة الفقر والفاقة، وکان عند دخوله المدینة من أکثر الصحابة فقراً، ممن کانوا یتضورون جوعاً في الغالب (ظ: الصنعاني، 8/215؛ ابن سعد، 2/363، 4/326؛ ابن عبدالبر، ن.ص).

عدت الکثیر من المصادر أبا هریرة من جملة «أصحاب الصفة» (ن.ع) (أحمد بن حنبل، العلل...، 3/460؛ البلاذري، أنساب...، 1/272؛ ابن عساکر، 19/218)، وقد أدی هذا شخصیته إلی عده فیما بعد في عداد أولیاء الصوفیة (مثلاً ظ: أبونعیم، 1/376-377؛ الهجویري، 99)، رغم أن بقاء أولئک الأصحاب في الصفة حتی 7 هـ تحیطه الکثیر من الشکوک.

وقد دار الحدیث عن شهود أبي هریرة غزوة مؤتة خلال الأحداث الحربیة في عهد النبي (ص)، رغم أن اسمه ذکر في هذه الغزوة في عداد الفارین (الواقدي، 2/760، 765). وقد تدل المعلومات التي نقلت عن أبي هریرة نفسه حول بعض الوقائع مثل واقعة هذیل في الرجیع (الزهري، 67) علی مشارکته فیها، و هو مما لایمکن الأخذ به. و علینا في هذا المجال أن نشیر إلی روایات مشابهة عن أبي هریرة توفرت علی تفصیل الوقائع التي حدثت قبل إسلامه مثل غزوة ذات الرقاع (ظ: الطبري، 2/556، حیث نقل هذا الخبر في أحداث سنة 4 هـ). کما أن هناک عبارات منقولة عنه تشیر إلی أنه شهد أیضاً علی مایبدو وقائع أخری (ظ: ابن هشام، 2/312؛ أیضاً ظ: ابن سعد، 4/327).

ویبدو من ربط مجموعة من الروایات المتفرقة حول حضور أبي هریرة في البحرین، أنه بعث في السنة الأخیرة من حیاة النبي (ص) إلی البحرین مع العلاء ابن الحضرمي (ظ: ابن عساکر، 19/223). أرسله أبوبکر بُعید وفاة النبي (ص) إلی البحرین مع العلاء مرة أخری خلال أحداث الردة (الطبري، 3/307). ویبدو أن أبا هریرة بقي في ذلک البلد، وعینه عمر في عهد خلافته حینما توفي العلاء (أو قبل ذلک بقلیل)، والیاً علی البحرین، أو علی أمر القضاء (أو الأحداث) والصلات علی قول (الصنعاني، 11/323؛ ابن سعد، 4/335؛ البلاذري، فتوح...، 1/99-100؛ الیعقوبي، 2/153-157). وقد ذکرت بعض المصادر أیضاً أنه کان والیاً علی عمان والیمامة بالإضافة إلی البحرین (ظ: م.ن، 2/161؛ الطبري، 4/112). وقد قیل فیما یتعلق بحضور أبي هریرة في البحرین، إن الخلیفة عمر عاتبه، وأساء الظن به، وأحضره إلی المدینة لجمعه أموالاً کثیرة (الصنعاني، ابن سعد، ن.صص؛ ابن عبدربه، 1/46)؛ ثم قرر الخلیفة أن یبقیه علی ولایة البحرین، إلا أن أبا هریرة رفض هذه المرة (الصنعاني، ن.ص؛ ابن عبدالبر، 4/1771). وذکرت المصادر مشارکة أبي هریرة في 32هـ/ 653م في فتح بعض بلدان إیران مثل جیلان و جرجان (الطبري، 4/304-305)، وکذلک حضوره في جرجان و قزوین (السهمي، 46؛ الرافعي، 1/85-87)، ولایمکن الرکون إلی أي من هذه الروایات.

ومن أهم أحداث حیاته في عهد خلافة عثمان، حادثة محاصرة بیت الخلیفة، فاستناداً إلی المعلومات التي وصلتنا، کان أبوهریرة حاضراً في بیت الخلیفة مع المؤیدین له (البلاذري، أنساب، 5/73؛ الطبري، 4/353، 389؛ الحاکم، 4/423-424)، وقد أدت نظرته هذه إلی عثمان إلی أن یجله أبناء عثمان عند موته و ذلک خلال تشییع جثمانه و أن یقدم معاویة العون إلی ذویه (ابن سعد، 4/340).

ویرتبط خبر آخر فیما یتعلق بحضوره الأحداث التاریخیة، بدوره في معرکة صفین؛ فقد قیل إنه لام مع أبي الدرداء معاویة بسبب حربه مع الإمام علي (ع) (البلاذري، ن.م، 2/425؛ الإمامة...، 1/112 وما بعدها؛ أیضاً ظ: إبراهیم بن محمد، 2/445-446). ومع کل ذلک، فقد عد من جملة من أعرضوا عن أمیرالمؤمنین علي (ع) بعد صفین (ظ: م.ن، 2/569).

وقیل عندما قدم بسر بن أبي أرطاة علی المدینة بدمر من معاویة، استخلف خلال ذهابه إلی مکة أبا هریرة علی المدینة (ظ: م.ن، 2/607؛قا: البلاذري، ن.م، 2/458؛ الطبري، 5/140). إلا أنه هرب عندما کان یصلي مع أهل المدینة، خوفاً من جاریة بن قدامة السعدي الذي کان منهمکاً بمطاردة بسر في الحجاز بأمر أمیرالمؤمنین علي (ع) و دخل المدینة بعد استشهاده (ع) بقلیل (ظ: إبراهیم بن محمد، 2/639؛ أیضاً ظ: البلاذري، ن.ص؛ الیعقوبي، 2/199). وعلی أیة حالف فقد رجع أبوهریرة إلی المدینة بعد مبایعة الناس للإمام الحسن (ع) علی الخلافة، وعودة الهدوء (الطبري، ن.ص). وقد قیل إن أباهریرة کان من جملة من التحقوا بمعاویة، وقد ذکرها بعض المصادر أیضاً (مثلاً ظ: البلاذري، ن.م، 4(1)/107؛ ابن عبدربه، 6/109).

وعند وفاة الإمام الحسن (ع) في 60هـ/670م کان أبوهریرة في عداد من دافعوا عن دفنه إلی جانب مرقد النبي (ص) استناداً إلی حدیث عن الرسول (ص) (البلاذري، ن.م، 3/60، 65؛ ابن عبدربه، 4/264).

وفي عهد خلافة معاویة، عندما کان مروان عاملاً له في المدینة، کان أبوهریرة من أصحابه المقربین، وقد استخلف لمرات عدیدة من قبل مروان في موسم الحج و عند غیابه أیضاً (ابن سعد، 4/336؛ ابن قتیبة، المعارف، 278). وذُکر أبوهریرة أحیانا في عداد قضاة بني أمیة في المدینة، ولم یتیسر لنا تعیین التاریخ الدقیق لذلک. وعلی أیة حال، فقد تناقلت الألسن بعض القصص في هذا المجال (ظ: وکیع، 1/111 و ما بعدها).

واستناداً إلی بعض المصادر، فقد صلی أبوهریرة في السنة الأخیرة من حیاته علی جثمان عائشة (ابن سعد، 4/340-341؛ البلاذري، ن.م، 1/420)، إلا أن هناک معلومات تفید بأنه صلی علی جثمان أم سلمة (تـ 61هـ) (ظ: ابن سعد، ن.ص؛ البلاذري، ن.م، 1/429-432)، ویکتنفها الکثیر من الشک من الناحیة التاریخیة (ظ: الذهبي، 1/210؛ ابن حجر، 4/210-211).

والقول المشهور حول وفاة أبي هریرة هو سنة 59هـ، وقد صرح ابن سعد (ن.ص) أن صلاته علی جثمان عائشة (رمضان 58) یؤید بحد ذاته سنة وفاته هذه؛ ومع کل ذلک، فقد ذکرت بعض المصادر أن سنة وفاته کانت 57، أو 58هـ (ظ: خلیفة، 1/219؛ ابن قتیبة، ن.ص؛ ابن عبدالبر، 4/1772).

ذکرت المصادر من أسرة أبي هریرة أسماء أبنائه الثلاثة: محرز، وعبدالرحمان، وبلال (ظ: ابن حزم، 382). ویقع قبر أبي هریرة في طبریة بالشام علی ما یقول ناصرخسرو (ص 30).

 

أبوهریرة و الحدیث

إذا ما غضضنا النظر عن هذا الموضوع و هو أن أبا هریرة قد نقل أحادیث النبي (ص) بشکل مباشر عنه، أمعن طریق الصحابة، فإن علینا أن نذعن إلی أن أبا هریرة کان من جملة من رووا أحادیث کثیرة عن النبي (ص)، وبالطبع فإنه اعتبر فیما بعد بسبب کثرة نقله للحدیث مرجعاً سهلاً لإسناد الحدیث إلیه. إن غزارة الأحادیث التي رویت عنه کانت مثار تحفظات، لیست في القرون التالیة فحسب، بل اعتباراً من العقود الإسلامیة الأولی. وکشاهد علی ذلک تجب الإشارة إلی أمر الخلیفة عمر الذي حذر أبا هریرة من نقل الحدیث بسبب کثرة الروایة عن النبي (ص) (أبوزرعة، 1/544). کما اعترض في هذا المجال الإمام علي (ع) وبعض آخر من الصحابة (ظ: ابن قتیبة، تأویل....، 28؛ ابن سعد، 4/332؛ البسوي، 1/481). رغم أن هناک أقوالاً نسبت إلی البعض الآخر من الصحابة مثل طلحة في تبیین غزارة نقل الحدیث من قبل أبي هریرة (ظ: الترمذي، 5/684). وعلی أیة حال، فإن أباهریرة کان یدافع عن نفسه و هو یجیب علی الاعتراضات من خلال طرح کرامات لنفسه، تنتهي جمیعها إلی قوة ذاکرته أحیاناً والاستناد إلی ملازمته الیومیة المستمرة – لثلاث سنوات تقریباً – للنبي (ص) أحیاناً أخری، بل إنه کان أحیاناً یعتبر الأحادیث التي کان ینقلها مجرد جزء مما کان قد سمعه من النبي (ص) (ابن سعد، 2/362؛ البخاري، 1/67، 219؛ ابن عساکر، 19/228).

وفیما عدا مسموعاته المباشرة من النبي (ص)، فقد نقل أبوهریرة – کما سبقت الإشارة – الکثیر من أحادیثه (ص) عن طریق الصحابة الآخرین مثل أبي بکر و عمر و أبيّ بن کعب و عائشة وسهل بن سعد الساعدي، بل وحتی عن صحابي شاب مثل الفضل بن عباس (ظ: ابن سعد، 4/340؛ أحمد بن حنبل، مسند، 5/114-115؛ الحاکم، 3/512؛ ابن منجویه، 2/403).

واستناداً إلی الإحصائیة التي قدمت عن أحادیث أبي هریرة فقد بلغ عدد أحادیثه المنفردة في صحیح البخاري 93، وفي صحیح مسلم 189، فیما بلغت أحادیثه المشترکة في الصحیحین 325، وأحادیثه في الکتب المعتبرة 5,374 حدیثاً (السیوطي، 2/191). واستناداً إلی قول الحاکم النیسابوري فإن 28 من الصحابة فحسب، ومجموعة فحسب، من التابعین طبعاً رووا الحدیث عن أبي هریرة (3/513). وعلینا هنا أن نشیر إلی مسند أحمد بن حنبل الذي خصص مایقرب من 10% من مجموع مسنده إلی الأحادیث المنقولة عن أبي هریرة.

وقد کانت أحادیث أبي هریرة متنوعة للغایة من حیث الموضوع، فهي تشمل مسائل کثیرة اعتباراً من العقائد و الفقه و حتی السیرة و الملاحم، بل وحتی الطب.ویمکننا أن نجد أحادیثه بشکل عام في قسم «مسند أبي هریرة» من المسانید المتبقیة مثل مسند أحمد بن حنبل (2/228 وما بعدها)، ومسند أبي یعلی الموصلي وغیرهما. کما تبقت نسخة قدیمة للغایة من أحادیث أبي هریرة بعنوان صحیفة هَمّام بن مُنبّه تعود إلی القرن 2هـ/ 8م، وهي بروایة عبدالرزاق الصنعاني عن معمر بن راشد عن همام بن منبّه. وقد طبعت هذه الصحیفة کاملة بتحقیق رفعت فوزي عبدالمطلب في 1406هـ/1985م في القاهرة، کما قدم قبله محمد حمیدالله في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق بحثاً حولها بعنوان «أقدم تألیف في الحدیث النبوي» (ص 96 و مابعدها). وطبع أیضاً نص الصحیفة في الأعداد التالیة للمجلة نفسها. وألف آخرون آثاراً مستقلة أخری حول أحادیث أبي هریرة، بعنوان مسند أبي هریرة، منهم: إبراهیم بن حرب العسکري (الروداني، 356-357؛ أیضاً ظ: GAS, I/160)، وأبوإسحاق إسماعیل بن إسحاق القاضي، وأبوبکر أحمد بن علي المروزي، وأبوالعباس أحمد بن محمد البرقي، وأبوالقاسم الطبراني (السمعاني، التحبیر...، 2/15؛ أیضاً ظ: الروداني، ن.ص).

 

النقد الرجالي

آثارت الکثرة البعیدة عن الانتظار لروایات أبي هریرة عن النبي (ص) اعتراضات من قبل بعض الصحابة – کما قلنا آنفاً – بسبب قصر فترة صحبته، وقد اتسعنطاق هذه الاعتراضات إلی العهود التالیة أیضاً. ومع الأخذ بنظر الاعتبار هذا الأصل وهو أن أصحاب الحدیث کانوا بشکل عام یعتقدون بعدالة أصحاب النبي (ص) ولم یکونوا یعمودن إلی نقد الصحابة (مثلاً ظ: ابن حجر، 1/9 ومابعدها)، ومن البدیهي أن شخصیة أبي هریرة باعتباره صحابیاً، کانت دوماً تحظی من قبلهم بتأیید واحترام وافرین (مثلاً ظ: ابن قتیبة، تأویل، 16 ومابعدها؛ الحاکم،3/512 ومابعدها: البغدادي، 89؛ الخطیب، 9/467).

وفي المقابل، فإن الفرق والمذاهب الإسلامیة التي کان یصطلح علیها بـ «أهل العدل»، والتي کانت تحفظ لنفسها إمکانیة نقد الصحابة، وخصوصاً في مجال المباحث الکلامیة، مثل تحلیل معارک الجمل وصفین والنهروان وحادثة التحکیم، حیث کانت تستخدم هذا النقد بشکل عملي،لم یکن من المستبعد أن تتناول بالنقد شخصیة صحابة مثل أبي هریرة.

وقد کان الشیعة الإمامیة الذین کانوا یرون الطریق مفتوحاً أمامهم في نقد الصحابة في ذات الوقت الذي کانوا یجلونهم فیه، یتناولون بالنقد في آثارهم المختلفة شخصیة أبي هریرة (مثلاً ظ: الفضل بن شاذان، 494-497؛ ابن بابویه، 184-185؛ أیضاً ظ: التستري، 5/374 وما بعدها).

وقد اتهمه إبراهیم النظام من المعتزلة بالکذب، و وضع الحدیث (ابن قتیبة، ن.م، 27-28؛ البغدادي، 89، 192)، کما نقل أبوجعفر الإسکافي أیضاً في نقضه العثمانیة للجاحظ حکایات في نقد أبي هریرة (ظ: ابن أبي الحدید، 4/68). ولم یتجنب أهل العدل الحنفیون في خراسان أیضاً النقد الشدید لأبي هریرة (ظ: الدارمي، 132 و مابعدها؛ الدمیري، 1/399؛ أیضاً ظ: ن.د، 4/521).

وفي العقود الأخیرة أیضاً تمت من جدید إعادة النظر في شخصیة أبي هریرة، فعمد بعض المؤلفین الشیعة وأهل السنة إلی تألیف آثار في نقده. ومن بین الشیعة الإمامیة یمکننا أن نشیر إلی کتاب أبوهریرة لعبد الحسین شرف‌الدین (ط النجف، مکتبة الحیدریة)، ومن بین أهل السنة نقد بدقة محمود أبوریة في کتاب شیخ المضیرة أبوهریرة (ط القاهرة، 1969م) حیاة أبي هریرة والروایات المنقولة عنه. وأما محمد حبیب – الرحمان الأعظمي فقد سعی في کتاب أبوهریرة في ضوء مرویاته (ط القاهرة وبیروت، 1399هـ/1979م) لیشیر إلی منزلته المهمة من خلال إلقاء نظرة علی الأحادیث المنقولة عنه في الصحاح و کتب الحدیث.

 

المصادر

إبراهیم بن محمد الثقفي، الغارات، تقـ: جلال‌الدین محدث الأرموي، طهران، 1355ش؛ ابن أبي الحدید، عبدالحمید، شرح نهج البلاغة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1378هـ/1959م؛ ابن إسحاق، محمد، السیر و المغازي، تقـ: سهیل زکار، دمشق، 1398هـ/ 1978م؛ ابن بابویه، محمد، خصال، طهران، 1354ش؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة، القاهرة، 1328هـ؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/1984م؛ ابن سعد، محمد البجاوي، القاهرة، 1380هـ/ 1960م؛ ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین وآخرون، بیروت، 1402هـ/ 1982م؛ ابن عساکر، علي تاریخ مدینة دمشق، مخطوطة مکتبة أحمد الثالث بإستانبول، رقم 2887؛ ابن قتیبة، عبدالله، تأویل مختلف الحدیث، بیروت، 1405هـ؛ م.ن، المعارف، تقت ثروت عکاشة، القاهرة، 1388هـ؛ ابن منجویه، أحمد، رجال صحیح مسلم، تقـ: عبدالله اللیثي، بیروت، 1407هـ/1987م؛ ابن هشام، عبدالملک، السیرة النبویة، تقـ: مصطفی السقا و آخرون، القاهرة، 1375هـ/ 1955م؛ أبوزرعة الدمشقي، عبدالرحمان، تاریخ، تقـ: شکرالله القوجاني، دمشق، 1400هـ/ 1980م؛ أبونعیم الأصفهاني، أحمد، حلیة الأولیاء، القاهرة، 1351هـ/ 1932م؛ أحمد بن حنبل، العلل و معرفة الرجال، تقـ: وصي‌الله بن محمدعباس، بیروت/ الریاض، 1408هـ/1988م؛ م.ن، مسند، القاهرة، 1313هـ؛ الإمامة والسیاسة، القاهرة، 1356هـ/1937م؛ البخاري، محمد، صحیح، بیروت، 1406هـ/1987م؛ البسوي، یعقوب، المعرفة والتاریخ، تقـ: أکرم ضیاء العمري، بغداد، 1975-1976م؛ البغدادي، عبدالقاهر، الفرق بین الفرق، تقـ: محمدزاهد الکوثري، القاهرة، 1367هـ/ 1948م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، ج 1، تقـ: محمد حمیدالله، القاهرة، 1959م؛ ج 2 و 3، تقـ: محمدباقر المحمودي، بیروت، 1394-1397هـ/ 1974-1977م، ج 4(1)، تقـ: ماکس شلوسینغر، بیت المقدس، 1971م، ج 5، تقـ: غویتین، بیت المقدس، 1936م؛ م.ن، فتوح البلدان، تقـ: صلاح‌الدین المنجد، القاهرة، 1956م؛ الترمذي، محمد، سنن، تقـ: إبراهیم عطوة عوض، القاهرة، 1381هـ؛ التستري، محمدتقي، قاموس الرجال، طهران، 1379هـ؛ الحاکم النیسابوري، محمد، المستدرک، حیدرآبادالدکن، 1324هـ؛ حمیدالله، محمد، «أقدم تألیف في الحدیث النبوي»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1372هـ/ 1953م، ج 28؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ خلیفة بن خیاط، تاریخ، تقـ: سهیل زکار، دمشق، 1967م؛ الدارمي، عثمان ، الرد علی بشر المریسي، تقـ: محمدحامد الفقي، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ الدمیري، محمد، حیاة الحیوان الکبری، القاهرة، مکتبة مصطفی البابي الحلبي؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعب الأرنؤوط وآخرون، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الرافعي، عبدالکریم، التدوین في أخبار قزوین، تقـ: عزیز الله العطاردي، حیدرآبادالدکن، 1985م؛ الروداني، محمد، صلة الخلف، تقـ: محمد حجي، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ الزهري، محمد، المفازي النبویة، تقـ: سهیل زکار، دمشق، 1401هـ/1981م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، تقـ: عبدالله عمر البارودي، بیروت، 1408هـ/1988م؛ م.ن، التحییر في المعجم الکبیر، تقـ: منیرة ناجي سالم، بغداد، 1395هـ/1975م؛ السهمي، حمزة، تاریخ جرجان، بیروت، 1407هـ/1987م؛ السیوطي،تدریب الراوي، تقـ: أحمد عمر هاشم، بیروت، 1409هـ/1989م؛ الصنعاني، عبدالرزاق، المصنف، تقـ: حبیب الرحمان الأعظمي، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الطبري، تاریخ؛ الفضل بن شاذان، الإیضاح، تقـ: جلال‌الدین محدث الأرموي، طهران، 1350ش؛ ناصرخسرو، سفرنامه، تقـ: محمد دبیر سیاقي، طهران، 1354ش؛ الهجویري، علي، کشف المحجوب، تقـ: جوکوفسکي، طهران، 1979م؛ الواقدي، محمد، المغازي، تقـ: مارسدن جونس، لندن، 1966م؛ وکیع، محمد، أخبار القضاة، تقـ: عبدالعزیز مصطفی المراغي، القاهرة، 1366هـ/1947م؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، دارصادر؛ وأیضاً:

GAS.

علي بهرامیان/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: