الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبونصر الکاشي /

فهرس الموضوعات

أبونصر الکاشي

أبونصر الکاشي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/14 ۲۱:۳۱:۰۸ تاریخ تألیف المقالة

أَبو نَصْرٍ الْکاشيّ، معین الدین (أو معین الملک: ابن الأثیر، 10/647) مختص الملک (أو الملوک: البنداري، مخـ؛ ناصرالدین، 64) أحمد بن الفضل بن محمود الکاشاني (مقـ ربیع الثاني 521/ أیار 1127)، رئیس دیوان السلطان سنجر السلجوقي و وزیره. أکثر معلوماتنا حول حیاة أبي نصر مستقاة من روایات أنوشروان بن خالد (تـ 532هـ/ 1138م) الذي کان من الدیوانیین و المؤرخین المعاصرین له. تشیر روایات أنوشروان التي نقلت عن لابنداري الأصفهاني إلی المکائد التي دبرها الوزراء و أصحاب المناصب الدیوانیة في الحکومة السلجوقیة ضد بعضهم البعض.

ذکر ناصر الدین المنشي أن اسم أبیه عبدالله بن الفضل (ص 65). کان والد أبي نصر یمنع أبناءه من قبول المناصب الدیوانیة بسبب میله إلی الزهد (ن.ص). ومع کل ذلک، ففي عهد ملکشاه السلجوقي( 465- 485هـ/1073-1092)، نصب ناصح الملوک خال أبي نصر الذي کان یتولی حکم بعض مقاطعات شمال و شمال غربي إیران من جانب أمیر قماج، مجدالدین أخا أبي نصر نائباً عنه في تلک المناطق و جعل أبا نصر ملازماً لأخیه (م.ن، 64). وسجّل العقیلي (ص 248-249) وفزوني الإستراباذي (ص 386-387) هذه المرحلة من حیاة أبي نصر بشکل مشوش للغایة، فقد نسب العقیلي الذي استقی أکثر مواضیع کتباه من نسائم الأسحار لناصر المنشي، الموضوعات التي نقلها حول ناصح الملوک إلی أبي نصر متصرفاً في أقواله، وقد استند إلیه أیضاً المؤرخون المتأخرون (ظ: خواندمیر، 194-195؛ الشوشتري، 2/463؛ محدث، 225-226؛ قا: إقبال، 254).

دخل أبونصر بلاط السلطان بواسطة نفوذ خاله في حکومة محمد بن ملکشاه (485-511هـ/ 1092-1117م)، ویبدو أنه اختیر في أواخر وزارة سعد الملک الآبي(498-500هـ/ 1105-1107م) لرئاسة دیوان الرسائل (البنداري، 92؛ ناصرالدین، 65؛ أیضاً ظ: إقبال، ن.ص). وقد کان یتولی أیضاً هذا المنصب نفسه في عهد وزارة ضیاء الملک أبي نصر أحمد بن نظام الملک (500-504هـ/ 1105- 1107م) لرئاسة دیوان الرسائل (البنداري، 92؛ ناصرالدین، 65؛ أیضاً ظ: إقبال، ن.ص). وقد کان یتولی أیضاً هذا المنصب نفسه في عهد وزارة ضیاء الملک أبي نصر أحمد بن نظام الملک (500- 504هـ/ 1107- 1110م) (البنداري، 94). وقد اعتبره البنداري الذي کان ینقد و یستهزئ بشده من أصحاب المناصب السلجوقیین في هذا العهد، فاقداً للعلم و الفضل، وذکر عجزه في الکتابة بالفارسیة و العربیة (ن.ص). ورغم أن أقوال البنداري تبدو مبالغاً فیها، إلا أنها تشیر بوضوح إلی اضطراب الأمور الدیوانیة في ذلک العصر.

وعندما کان أبونصر یتولی رئاسة دیوان الرسائل في عهد وزارة ضیاءالملک، حاک القاضي إسماعیل بن عبیدالله بن علي الخطیبي «رئیس أصفهان» الذي کان یتمتع بنفوذ کبیر و کان یسعی للوزارة، مؤامرة ضده و ضد الکثیر من مسؤولي الحکومة، فحرض رجلاً إسماعیلیاً لکي ینسب إلی مذهبه مایقرب من مائة من الأمراء و من بینهم أبونصر، وقد قُبض علی هذه الجماعة وأوکل أمرها إلی الأمراء الأتراک بأمر السلطان محمد. وبعد مقتل القاضي الخطیبي في 502هـ/ 1109م علی ید الإسماعیلیین، انکشفت مؤامرته أیضاً، فأطلق السلطان سراح أبي نصر والسجناء الاخرین بعد بضعة أشهر (م.ن،95-96؛ أیضاً ظ: إقبال، 254- 255). ومع کل ذلک، فإن السلطان لم یثق به، وأوکل منصبه إلی الأمیر العمید محمد الجوزجاني (البنداري، 97). وبعد ذلک لم یتول أبونصر منصباً مهماً، حتی نصب في الفترة الثانیة من وزراة خطیر الملک المیبدي (504-511هـ/ 1110-1117م) في رئاسة دیوان الاستیفاء (م.ن، 101؛ ناصرالدین، ن.ص).

وبعد عزل خطیر الملک عن الوزارة، عرض السلطان محمد هذا المنصب علی أبي نصر، لکنه رفضه (ن.ص؛ العقیلي، 249). وعندما تولی ربیب الدولة الوزارة (511هـ)، عزل أبونصر لسبب مجهول عن رئاسة دیوان الاستیفاء، وحکم علیه بدفع 50,000 دینار، وبالإضافة إلی ذلک فقد صودرت جمیع أمواله، وأخذ منه العهد بدن لایتقدم بطلب أي منصب، وبذلک نجا من الوضع الخطیر الذي کان یهدد حیاته أیضاً (البنداري، 110-111).

وفي 513هـ انضم أبونصر في ساوه إلی السلطان سنجر (حکـ 511- 552هـ/ 1117-1157م) الذي کان في طریق عودته من الحرب ضد محمود السلجوقي في عراق العجم، وأوکل سنجر إلیه حکومة الري التي کانت قد انفصلت حدیثاً عن رقعة حکومة محمود (ناصرالدین، 66؛ العقیلي، ن.ص؛ خواندمیر، 195؛ فزوني، 387). وقد أدت کفاءة و خبرة أبي نصر في حکومة الري إلی أن یتقرب من سنجر أکثر إلی درجة أنه حینما عُزل معزالدولة محمد بن سلیمان الکاشغري عن الوزارة في 518هـ/1124م، أرسل سنجر شخصاً إلی الري، ودعا أبانصر للوزارة. وقد رفض أبنصر في البدء قبول هذا المنصب بسبب عملیات العزل والتنصیب المتکررة للوزراء وقتل بعضهم، إلاأنه قبله عندما أمنه سنجر علی حیاته، و أطری کثیراً خبرته و خصاله الحسنة (ناصرالدین، 66-67؛ البنداري، 136؛ الراوندي، 167؛ ظهیر الدین، 52). وقد هنأه المعزّي الشاعر المشهور في العصر السلجوقي بوزارته في إحدی قصائده، وذکر خدماته علی مدی 30سنة في عهد السلاجقة (ص 68-70).

وقد کان النفوذ المتزاید للإسماعیلیین في رقعة الحکم السلجوقي هو الشغل الشاغل لأبي نصر فيعهد وزارته. وقد کان یُعد من المعارضین الألداء لهذه الفرقة، فلم یقبل في عهد وزارته أي نوع من المصالحة معهم وقتل بأمره الکثیر من الإسماعیلیین (القزویني، 130- 131). وقد بعث أبونصر في 520هـ/1126م جیشاً إلی بیهق و طریثیث والمناطق الأخری لقتل وسلب وأسر الإسماعیلیین. وقد أعمل هذا الجیش القتل و النهب، واغتنم غنائم کثیرة (ابن الأثیر، 10/631-532). کما أن أبانصر حرض السلطان سنجر الذي کان قد امتنع لسنین عن مواجهة الإسماعیلیین علی أن یجهز الجیوش إلی ألَموت القاعدة الرئیسیة لهم (ناصرالدین، 68).

وقد اعتبر خواندمیر أن تشدد أبي نصر في قمع الإسماعیلیین ناجم عن تعصبه لمذهب أهل السنة (ص 168)، إلا أن القزویني الرازي یصرح قبله في کتاب النقض بتشیع أبي نصر (ص 130-131، 262؛ أیضاً ظ: الشوشتري، 2/465-466).

کان أبوالقاسم الدرکزیني (ن.ع) المنافس الرئیس لأبي نصر. وقد عمل الدرکزیني الذي کان یعلم أنه لایمتلک کفاءة وجدارة أبي نصر، علی الإطاحة به، وطلب من الإسماعیلیین – الذین کانوا یبغضون أبانصر – سراً أن یقتلوه، و رغم أن أبا نصر کان حذراً جداً، إلا أن أحد الإسماعیلیین و یدعی محمد کوهج استطاع – باعتباره بیطریاً – أن یعمل في إصطیله الخاص، وأن یقتله في الوقت المناسب (البنداري، 136-137؛ القزویني، 131؛ سبط ابن الجوزي، 8(1)/125؛ ابن الدثیر، 10/647؛ الکاشاني، 182، 235؛ ناصرالدین، ن.ص). نقل جثمانه إلی جامع مرو، ودفن فیه (ظهیرالدین، ن.ص). وذکرت المصادر تواریخ مختلفة لمقتله، وهي ربیع الثاني 521 (البنداري، 137)، و 18 صفر من نفس السنة (ابن الفوطي، 450)، وربیع الدول 528 (الکاشاني، ن.ص)، إلا أن التاریخ الأول یبدو أکثر صحة. أثنی الکثبر من المصادر علی کفاءته و خبرته و عدله و تدیّنه لدی تولیه المناصب المختلفة وخاصة عندما کان یتولی منصب الوزارة، حتی قیل إن عهد وزارته کان «العید الأکبر» (القمي، 203). ورغم أن البنداري یعتبره في أحد المواضع قلیل البضاعة في فن الکتابة (ص 94)، إلا أنه اعتره في موضع آخر رجلاً عظیماً و موئلاً لأهل الرجاء (ص 136؛ القزویني، ن.ص؛ ناصرالدین، 67-68). کان یهتم کثیراً بإعمار المدن و القر، کما أُسست بأمره مساجد و رباطات کثیرة في مناطق مختلفة (القزویني، 221؛ ناصرالدین، ن.ص).

کان لأبي نصر أولاد، بعضهم من أرکان الدولة السلجوقیة. وقد بلغ أحدهم و یدعی فخرالدین أبا طاهر إسماعیل، الوزارة في حکومة أرسلان بن طغرل بن محمد (م.ن، 88-89). وذکر ناصرالدین المنشي (تـ 725هـ/ 1325م) الأفراد البارزین لهذه الأسرة حتی عصره (ص 92؛ أیضاً ظ: محدث، 227-243). ویبدو من الآثار التاریخیة والأبنیة التي خلفها أفراد هذه الأسرة أنهم کانوا یحظون بشهرة کبیرة حتی أواخر القرن 9 هـ/ 15م وخاصة في کاشان (نراقي، 57-58).

لم یهجه من بین شعراء العصر السلجوقي سوی أبي طاهر الخاتوني في بعض أشعاره (البنداري، 102)، إلا أن الکثیر من الشعراء البارزین الناطقین بالفارسیة و العربیة في هذا العصر مدحوه و منهم المعزّي (ص 68-70، 157، 564-567، 763-767)، وسنائي الغزنوي (ص 474-479)، والأبیوردي (ص 7، 293-284)، والأرجاني (ص 22-25، 229، مخـ).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الفوطي، عبدالرزاق، «تلخیص مجمع الآداب»، تقـ: الحافظ محمدعبدالقدوس القاسمي، أورینتل کالج میگزین، 1943م، ج 19، عد 3؛ الأبیوردي، محمد، دیوان، بیروت، 1317هـ؛ الأرجاني، أحمد، دیوان، تقـ: أحمد عباس الأزهري، بیروت، 1307هـ؛ إقبال، عباس، وزارت در عهد سلاطین بزرگ سلجوقي، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، 1338ش؛ البنداري، الفتح، زبدة النصرة، مختصر تاریخ دولة آل سلجوق لعمادالدین الکاتب، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، دستور الوزراء، تقـ: سعید نفیسي، طهران، 1317ش؛ الراوندي، محمد، راحة الصدور، تقـ: محمد إقبال، طهران، 1333ش؛ سبط ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآبادالدکن، 1370هـ/ 1951م؛ سنائي الغزنوي، مجدود، دیوان، تقـ: مدرس رضوي، طهران، 1354ش؛ الشوشتري، نورالله، مجالس المؤمنین، طهران، 1365ش؛ ظهیرالدین النیسابوري، سلجوقنامه، طهران، 1332ش؛ العقیلي، سیف‌الدین، آثار الوزراء، تقـ: محدث الأرموي، طهران، 1347ش؛ فزوني الإستراباذي، محمود، بحیرة، طهران، 1328ش؛ القزویني الرازي، عبدالجلیل، النقض، تقـ: محدث الأرموي، طهران، 1358ش؛ القمي، نجم‌الدین، تاریخ الوزراء، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، 1363ش؛ الکاشاني، أبوالقاسم، زبدة التواریخ، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، 1366ش؛ محدث الأرموي، جلال‌الدین، تعالیق علی دیوان الراوندي، طهران، 1374هـ/ 1334ش؛ المعزي، محمد، دیوان، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1318ش؛ ناصرالدین المنشي الکرماني، نسائم الأسحار، تقـ: محدث الأرموي، طهران، 1364ش؛ نراقي، حسن، تاریخ اجتماعي کاشان، طهران، 1345ش.

أبوالفضل خطیبي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: