الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبو الوزیر /

فهرس الموضوعات

أبو الوزیر

أبو الوزیر

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/17 ۲۱:۵۰:۴۵ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالوَزیر، عمر بن مُطَرَّف بن محمد العبدي (تـ 188هـ/ 804م)، أدیب ونسابة وکاتب عدد من الخلفاء العباسیین الأوائل. ولعل الصابئ أسماه بأبي الوزیر ابن هانئ نسبة إلی اسم أحد أجداده (ص 28). وتشیر نسبته العبدي إلی علاقة ولائه ببني عبدالقیس (أبوالفرج، 3/46؛ یاقوت، 16/72). کان أبوه کاتباً من مرو (ظ: الجهشیاري، 227)، ویحتمل أنه انخرط في خدمة المهدي العباسي ولي عهد المنصور في إیران (141-144هـ/ 758-761م) خلال إقامته في خراسان، وتولی دیوان الخراج إبان إقامة المهدي في الري من جانبه، و توفي في 144هـ عندما غادر المهدي الري متوجهاً إلی بغداد (ظ: یاقوت، ن.ص).

وبموت أبیه، وانتقال المهدي إلی بغداد توجه أبوالوزیر أیضاً إلی العراق. وفي بغداد ولاه المهدي إدارة «دیوان المشرق» (الجهشیاري، ن.ص). وفي عهد خلافة المهدي، تولی أبوأیبو سلیمان المکي لبضع سنوات دیوان الخراج من جانب الوزیر أبي عبیدالله معاویة بن یسار (وزارته: 158- ح 163هـ)، إلا أن الخلیفة عزل أبا أیوب في 161هـ/ 778م وأحل محله أبا الوزیر (الطبري، 8ک/140؛ الجهشیاري، 125؛ أیضاً ظ: سوردل، II/730). ومع عزل أبي عبیدالله و تولي یعقوب بن داود للوزارة (163-166هـ)، أُبقي أبوالوزیر في منصبه بسبب قرابته السببیة مع یعقوب (الطبري، 8/162؛ أیضاً ظ: سوردل، ن.ص). و بالطبع فإن هذه القرابة لم تمنع أبا الوزیر من أن یحیط الخلیفة العباسي علماً بأن إسحاق بن الفضل الهاشمي یعتبر أسرته أحق بالخلافة من الأسرة العباسیة، رغم الأواصر الوثیقة بین الوزیر و إسحاق (الطبري، ن.ص).

إن علاقة المهدي القدیمة بأبي الوزیر و خدماته أدت إلی أن لاتترعض مکانة الأخیر إلی أیة هزة عند غضب المهدي علی الوزیر یعقوب و عزله وسجنه في 166هـ. ورغم أن اسم أبي الوزیر لایلاحظ کرئیس لدیوان الخراج في الفترة بین سنوات 166-170هـ، وخاصة في عهد خلافة الهادي 0169-170هـ) (ظ: سوردل، II/730-731)، إلا أنه علی حد قول الجهشیاري، کان من کتّاب الهادي الخاصین (ص 227).

وفي 170هـ/ 786م، عندما تربع هارون علی کرسي الخلافة، واختار للوزارة یحیی بن خالد البرمکي، عزل – ربما إثر سوء ظنه السابق – یوسف بن القاسم الذي کان یتولی «أیوان الأزمّة» من منصبه و عطّل الدیوان المذکور لمدة شهرین. وبعد مضي شهرین، أسندت إدارة دیوان الأزمة إلی أبي الوزیر (یاقوت ن.ص؛ أیضاً ظ: سوردل، II/731).

وفي 179هـ/ 795م، حث الوزیر البرمکي یحیی بن خالد أبا الوزیر علی أن یحرر کتاباً یشمل خراج جمیع مناطق الحکم العباسي (الجهشیاري، ن.ص؛ الصابئ، 28-29). ویبدو أن أبا الوزیر کان یحتفظ بمنصبه في دیوان الأزمة طیلة وزارة یحیی بن خالد، وظل في منصبه عند نکبة البدامکة في 187هـ (ظ: البیهقي، 194).

سافر أبوالوزیر في 188هـ مع هارون لأداء الحج، وتوفي في موسم الحج، وصلی هارون بنفسه علی جثمانه، وأبّنه بعبارة تدل علی حزن عمیق یقترن بالاحترام (ظ: الجهشیاري، 214). وعلینا أن نقول إن المصدر الوحید للمؤرخین في تعیین تاریخ وفاة أبي الوزیر هو وفاته في سفره إلی الحج مع هارون. ولذلک فإن البعض مثل یاقوت (16/73) ترددوا في تاریخ وفاته کانت في آخر حجة لهارون (188هـ) (ظ: الیعقوبي، 2/430) لاتبقیان مجالاً للتردد.

وقد أشید بمهارة أبي الوزیر في فن الکتابة، وعفته وأمانته في المحافظة علی بیت المال، وکانت دقته وتشدده في هذا المر یؤدیان أحیاناً إلی أن یصفوه بالبخل (ظ: أبوالفرج، 3/46؛ ابن الندیم، 141).

والأثر الوحید المتبقي من أبي الوزیر و الذي یحظی بأهمیة فائقة رغم إیجازه، هو رسالة في تعیین مقدار خراج المناطق المختلفة التي کانت خاضعة للنفوذ العباسي، وقد أدرج الجهشیاري في الوزراء (ص 227-235) نصها الکامل. ورغم أن هذه الرسالة تعد أول تألیف علی مایقول الصابئ (ص 28) في نوعها، إلا أن من الممکن أن لاتکون أول مؤلف في الخراج بشکل عام. فقد ذکر ابن الطقطقی أن معاویة بن یسار وزیر المهدي کان قد ألف قبل ذلک کتاباً في أحکام الخراج وقواعده (ص 246-247). کما یذکر ابن الندیم أن حفصویه أقدم لأول مرة علی تألیف کتاب في الخراج (ص 150). ومهما یکن من الأمر فإن کتاب أبي الوزیر هو أقدم نصر متبق حول الخراج عرف حتی الآن و هو خلافاً لکتب تفصیلیة مثل الخراج للقاضي أبي یوسف (تـ 182هـ) والخراج لیحیی بن آدم (تـ 203هـ) اللذین کتبا في زمنین متقاربین، یتمیز بجانب تطبیقي بحث، ولم تذکر فیه المسائل الفقهیة والتاریخیة للخراج. ویحظی هذا الکتاب الموجز بأهمیة فائقة من حیث دراسة نظام جبایة الخراج والتقسیمات المالیة لرقعة الحکم العباسي، ویقدم لنا معلومات قیمة حول البنیة الاقتصادیة والبضائع المنتجة في المناطق المختلفة. ومما یجدر ذکره أن ابن خلدون أدرج في مقدمة العبر (1/320-324) نسخة أخری من هذا النص بشکل کامل دون أن یذکر اسم أبي الوزیر.

وفیما عدا الأثر المذکور، ذکر ابن الندیم (ص 141) 3 آثار أخری لأبي الوزیر، هي: منازل العرب وحدودها ودین کانت محلة کل قوم وإلی أین انتقل منها، وهو حول التوزیع الجغرافي لقبائل العرب و تنقلاتها؛ ومفاخرة العرب ومفاخرة (منافرة) القبائل في النسب، في المفاخرات الجاریة بین القبائل العربیة؛ و رسائل أبي الوزیر (أیضاً ظ: یاقوت، 16/72). وقد ضبط العنوان الأخیر باسم رسائل إلی الوزیر في طبعة فلوغل من الفهرست لابن الندیم (ص 127). ویری سوردل استناداً إلی هذا الاسم أن مضمون هذا الکتاب کان دون شک رسائل أبي الوزیر التي خاطب بها یعقوب بن داود وزیر المهدي (I/99).

وعلینا أن نضیف أن أبا الوزیر نقل حدیثاً أیضاً بروایة المهدي العباسي عن آبائه عن النبي الأکرم (ص)، وقد کان راویه عنه مسلمة بن الصلت (ظ: الخطیب، 14/405؛ للاطلاع علی مصادر الحدیث الأخری، ظ: السیوطي، 1/4).

 

المصادر

ابن خلدون، العبر؛ ابن الطقطقی، محمد، الفخري، تقـ: هـ. درنبورغ، باریس، 1894م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ م.ن، نوم، تقـ: غوستاف فلوغل، لایبزک، 1871م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، بولاق، 1285هـ؛ البیهقي، محمد، تاریخ، تقـ: غني وفیاض، طهران، 1324ش؛ الجهشیاري، محمود، الوزراء و الکتّاب، القاهرة، 1357هـ/ 1938م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ السیوطي، الجامع الصغیر، القاهرة، 1373هـ 1954م؛ الصابئ، هلال، رسوم دار الخلافة، تقـ: میخائیل عواد، بغداد، 1383هـ/ 1964م؛ الطبري، تاریخ؛ یاقوت، الأدباء؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/1960م؛ وأیضاً:

Sourdel, D., Le Vizirat ʿAbbāside, Damascus, 1959-1960.

أحمد پاکتچي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: