الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبونصر المستوفي /

فهرس الموضوعات

أبونصر المستوفي

أبونصر المستوفي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/14 ۲۱:۳۵:۲۶ تاریخ تألیف المقالة

أَبونَصْرٍ الْمُسْتَوفي، عزیزالدین أحمد بن حامد بن محمد (472-مقت: 527هـ/ 1079-1133م)، رئیس الدیوان الشهیر، ومن أصحاب المناصب المتنفذین في بلاط سلاجقة العراق. أکثر معلوماتنا عن حیاته مستقاة من روایات ابن أخیه عمادالدین الکاتب الأصفهاني. وقد أفاض عمادالدین في آثاره في إطراء و مدح عمه، ولذلک، فإن جمیع الأقوال التي نقلت مباشرة، أو بواسطة عن عمادالدین حول أبي نصر وعداء أبي القاسم الدرکزیني له، تبدو مبالغاً فیها.

ولد أبونصر في عائلة من الدیوانیین من أهل الفضل في أصفهان (سبط ابن الجوزي، 8(1)/141). کان له باع في علم الحدیث علی حد قول ابن النجار، ویبدو أنه انشغل بأخذ الحدیث في بغداد، وروی عن أبي مطیع محمد بن عبدالواحد المصري، وسمع منه الحدیث المبارک بن کامل، المعروف بابن الخفاف (ظ: ابن الفوطي، 4(1)/404- 405).

عمل أبونصر في مطلع شبابه ککاتب کفوء في دیوان گوهر خاتون، زوجة السلطان محمد بن ملکشاه السلجوقي، مع کمال الملک السمیرمي بالنیابة عن الدمیر العمید محمد الجوزجاني وزیر گوهر خاتون. وقد أقدم کمال الملک علی بعض الذصلاحات بإرشادات أبي نصر، الأمر الذي زاد من قیمة دیوان گوهر خاتون (البنداري، 106-107)، واستمر التعاون بینهما في حکومة السلطان محمود السلجوقي (حکـ 511-525هـ)، ابن وخلیفة السلطان محمد. وقد کان محمود صنیع عمه سنجر، السلطان القوي لسلاجقة خراسان. وقد ارتقی کمال الملک السمیرمي فط حکومة محمود منصب الوزارة، وأصبح أبونصر لامستوفي بدوره نائبه، والمتولي لدیوان الاستیفاء (م.ن، 123؛ أیضاً ظ: إقبال، 193). کان لأبي نصر نفوذ کبیر علی کمال الملک. وفعندما عزم الوزیر علی تقل أبي القاسم الدرکزیني (ن.ع) صاحب دیوان الطغراء، استغل أبونصر بتوصیة من أخیه، نفوذه لإنقاذ حیاة الدرکزیني (البنداري، 124).

وفي 515هـ/ 1121م و بعد مقتل کمال الملک تولی الوزارة شمس الملک ابن نظام الملک، ولکن وبسبب عدم کفاءته، فقد تولی أبونصر إدارة الأمور وتسیرها بالإضافة إلی رئاسته لدیوان الاستیفاء (م.ن، 129). وفي هذه الأثناء وشی أبوالقاسم الدرکزیني الذي کان قد ذهب إلی سنجر بالوزیر شمس الملک لدی السلطان و قال له إنه قد أساء إلی عظمة وهیبة السلطنة، فاستدعی سنجر الوزیر. وأصدر السلطان محمود الأمر بقتل الوزیر خشیة کشف أسرار الدولة لدی سنجر. واستناداً إلی ماصرح به ابن الجوزي (9/247-248) وابن الأثیر (10/614- 615)، فإن محموداً قتل الوزیر بتحریض أبي نصر المستوفي، إلا أن عمادالدین أشار فقط إلی سعایة أبي القاسم الدرکزیني دون أن یشیر إلی درو أبي نصر فیما حدث (البنداري، 132-133). ویبدو و أن کلاً من الدرکزیني و أبي نصر کان لهما دور في قتله (ظ: إقبال، 187).

وبعد مقتل شمس الملک، عرض السلطان محمود منصب الوزرارة علی أبي نصر لامستوفي، إلا أنه رفض قبوله (البنداري، 133). ورأی کلاوسنر (ص 87) أن سبب عدم قبول أبي نصر للوزارة فقدان هذا المنصب لقیمته، وکذلک التبعات الخطیرة الناجمة عن قبوله (قا: إیرانیکا، I/353) وأخیراً تعهد أبونصر من خلال إیکال الوزارة إلی صدیقه و معتمده أبي القاسم الدرکزیني، بالتعاون معه في إدارة الأمور إلی جانب تولیه دیوان الاستیفاء، فکان یتولی مسؤولیات الوزیر لما یقرب من سنة دون أن یقبل هذا المنصب بشکل رسمي.

ولم تدم علاقة الصداقة بین الدرکزیني و أبي نصر طویلاً (البنداري، ن.ص). فتوجه أبونصر لامستوفي خوفاً منه في 517هـ/ 1123م أو 518هـ/ للحج بإذن السلطان محمود. ورغم أن استقالة أبي نصر من دیوان الاستیفاء بعد العودة من الحج، لم تحظ بقبول محمود، إلا أنه وافق علیها أخیراً إثر إصرار أبي نصر، إلا أن محموداً أو کل إلیه مهمة الإشراف علی الخزانة، وتربیة أبنائه (م.ن، 137-138). ویری کلاوسنر أن أبا نصر استقال لکي یکون بإمکانه أن یمارس نفوذه بشکل أفضل علی السلطان ضد الدرکزیني (ص55). وفي أواخر ذي الحجة 520، أو أوائل محرم 521 حرض الدرکزیني السلطان محموداً علی احتلال بغداد. وانتهت حملة محمود علی بغداد بالصلح بوساطة أبي نصر المستوفي وابن صدقة وزیر الخلیفة العباسي المسترشد بالله. وأذعن محمود لطاعة الخلیفة، وعاد إلی مرکز حکومته (البنداري، 141؛ أیضاً ظ: ابن الأثیر، 10/635- 638). وقد أدی إخفاق محمود في هذا الهجوم و کذلک المظالم الکثیرة للدرکزیني إلی أن یقوم السلطان محمود بطلب من أبي نصر بحبس الدرکزیني بعد ثلاث سنوات من وزارته، ویسلمه إلیه، إلا أن أبا نصر امتنع عن قتله، وأوکل ذلک إلی الوزیر التالي. و بعد أن عزل محمود الدرکزیني، عیّن في الوزارة أنوشروان بن خالد باقتراح من أبي نصر، وأوکل أمر الدرکزیني إلیه. وبعد أن بقي الدرکزیني مایقرب من سنة في السجن، استطاع أن یتولی الوزارة ثانیة بعد أن دفع الرشاوي (البنداري، 139-140).

واستمرت مظالم أبي القاسم الدرکزیني، وفي هذه المرة بذل جهده لیزیح عن طریقه أبا نصر المستوفي. فحینما بعث السلطان سنجر ممثلاً للمطالبة بمیراث ومجوهرات ابنتیه اللتین کانتا قبل ذلک قد دخلتا في عقد محمود وتوفیتا الواحدة تلو الأخری، انتهز الدرکزیني هذه الفرصة ضد أبي نصر، وأوحی إلیه أن سنجر إنما طالب بهذا الإرث بشهادة أبي نصر فقط الذي هو أمینه و موضع ثقته. ثم اقترح أن یسجنه حتی نهایة هذه الغائلة. فاستدعی السلطان أبا نصر، وشرح له غرضه هذا باحترام، وأمر بأن یسلَّم إلی بهروز الخادم شحنة بغداد لکي یسجنه فط قلعة تکریت (م.ن، 142).

وبعد فترة قصیرة من سجن أبي نصر توفي السلطان محمود (525هـ/ 1131م)، وبدأ النزاع بین إخوته علی خلافته. وطلب مسعود أحد المطالبین بالحکم عند مروره ببغداد من الأمیر نجم‌الدین أیوب أن یعین أبانصر المستوفي وزیراً له، إلا أن نجم‌الدین رفض ذلک بسبب خوفه من سیده بهروز الذي کان مؤیداً لطغرل الأخ الآخر لمحمود (م.ن، 152). وأخیراً اختار سنجر طغرل لخلافة محمود، وعین أبا القاسم الدرکزیني وزیراً له (إقبال، 269). وطلب الدرکزیني في غیاب طغرل من سنجر الذي کان متوجهاً إلی خراسان أن یختم ویوقع علی أوراق مراسیم بیضاء بغیة الإسراع في الأمور و یضعها تحت تصرفه لکي یستخدمها عند الحاجة إلیها. ثم أصدر أمراً بقتل أبي نصر المستوفي في إحدی تلک المراسیم، وسلمه لبهروز الخادم، فما کان منه إلا أن قتل أبا نصر (ابنداري، 155-156). وبعد فترة قصیرة قتل طغرل أباالقاسم الدرکزیني، وأرسل شخصاً إلی أبي نصر لکي یعینه وزیراً له، إلا أنه حزن حزناً عظیماً بعد أن أحاط علماً بقتله (م.ن، 157، 159).

لم تتفق مصادرنا في حدیثها عن شخصیته أبي نصر المستوفي، فعلی سبیل المثال فإن عمادالدین أثنی علیه کثیراً في آثاره (م.ن، 106، 129، مخـ)، وأشار البعض الآخر أیضاً إلی فضله و علمه واستقامته (ظ: القمي، 20-21؛ ناصرالدین، 75). ومع الدخذ بنظر الاعتبار دوره في قتل الوزیر شمس‌الملک، وکذلک إقدامه علي عزل دنوشروان بن خالد (البنداري، 129-130)، یبدو أنه لم یکن مبرأمن تدبیر المکائد، خلافاً لما ذکره عمادالدین.

وضع أبونصر المستوفي قوانی جدیدة لدیوان الاستیفاء، وازدهر في عهده هذا الدیوان ازدهار أخاصاً (القمي، 39؛ ابن الفوطي، 4(1)/404). کان جمال‌الدین جواد الأصفهاني من جملة ربائبه وقد بلغ فیما بعد منصر الوزارة في حکومة أتابکة الموصل و لاشام (البنداري، 193). و یمکن القول إن الجباة کانوا من ربائبه (کلاوسنر، 67). وقد أسس أبونصر مستشفی لجیش السلطان محمود، کان یحمل معداتها وأدویتها وأطباءها 200 جمل، کما افتتح في إحدی حارات بغداد مدرسة للیتامی، و وقف علیها وقوفاً (البنداري، 129) وقد نقلت حول بذله وعطایاه بعض الحکایات (ظ: م.ن، 137-138؛ سبط ابن الجوزي، 8(1)/142).

کان أبونصر المستوفي یؤمن کثیراً بعین القضاة الهمداني العارف الشهیر آنذاک، وینفذ أوامره، وعندما سجن أبونصر، حرض أبوالقاسم الدرکزیني بعضاًمن العلماء علی أن یفتوا بقتل عین القضاة، وأخیراً شنقوه في 525هـ (السبکي، 7/129).

کان أبونصر المستوفي کاتباً فناناً محباً للشعر، وکان الشعراء یفدون علیه من کل صوب و حدب، وینظمون أشعاراً في مدحه، ویأخذون العطایا منه (ابن خلکان، 1/189). وکان نفسه ینظم الشعر، وقد وردت بعض الأبیات من أشعاره في المصادر (ظ: القمي، 21؛ ناصرالدین، ن.ص). ذکر عمادالدین أن أحد دوافع کتابته لمؤلفه المعروف خریدة القصر جمع و ضبط الأشعار و المدائح التي قدمها الشعراءو الأدباء لأبي نصر (1(1)/7- 8). ویمکننا أن نذکر الأرجاني من بین أشهر مادحیه (ظ: ابن خلکان، ن.ص) و حیص بیص (1/165، 245).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، حیدرآبادالدکن، 1359هـ؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن الفوطي، عبدالرزاق، مجمع الآداب في معجم الألقاب، تقـ: مصطفی جواد، دمشق، 1962م؛ إقبال، عباس، وزارت در عهد سلاطین بزرگ سلجوقي، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه و یحیی ذکراء، طهران، 1338ش؛ البنداري الأصفهاني، الفتح، زبدة النصرة، مختصر تاریخ آل سلجوق لعمادالدین الکاتب، بیروت، 1400هـ/1980م؛ حیص بیص، سعد، دیوان، تقـ: مکي السیدجاسم و شاکر هادي شکر، بغداد، 1974م؛ سبط ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآبادالدکن، 1370هـ/ 1951م؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، تقـ: محمود محمد الطناحي وعبدالفتاح محمد الحلو، القاهرة، 1383هـ/ 1964م؛ عمادالدین الکاتب، محمد، خریدة القصر (قسم العراق)، تقـ: محمد بهجة الأثري و جمیل سعد، بغداد، 1375هـ/ 1955م؛ القمي، نجم‌الدین، تاریخ الوزراء، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، 1363ش؛ ناصرالدین المنشي الکرماني، نسائم الأسحار، تقـ: جلال‌الدین الحسیني الأرموي، طهران، 1364ش؛ وأیضاً:

Iranica; Klausner, C. L., The Seljuk Vezirate, Massachusetts, 1973.

أبوالفضل خطیبي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: