أَبوالهُدی، توفیق (1313-1375هـ/1895-1956م)، سیاسي أردني. ولد في مدینة عکا، وأمضی دراسته الابتدائیة فیها، ودراسته المتوسطة في بیروت، والتحق بکلیة الحقوق في إستانبول لإکمال الدراسة، ثم بالجیش العثماني في 1915م، وعمل في الدائرة الخامسة لوزارة الحربیة برتبة ملازم، وبعث بعد ذلک ضمن وحدة عسکریة إلی کرمانشاه غربي إیران (حمادة، 2/48؛ الموسوعة...، 1/602). وفي طریق عودته هرب إلی إستانبول وذهب إلی حلب ولبنان وعکا (حمادة، ن.ص).

دخل أبوالهدی منذ 1919 وحتی 1920م في خدمة الأمیر فیصل في دمشق (الموسوعة، ن.ص؛ موسوعة السیاسة، 810)، وبعد استقلال شرق الأردن في 1921م ذهب إلی هناک، وتولی وظائف حکومیة، منها رئاسة الوزراء حتی 1944م لخمس مرات (الموسوعة، ن.ص؛ حمادة، ن.ص). وفي 1938م شارک ممثلاً عن الأردن في المؤتمر الذي عقد باقتراح بریطانیا و مشارکة البلدان العربیة والیهود للتفاوض حول قضیة فلسطین (جریس، 2/393-394)، وفي السنة التالیة وأثناء تولیه لرئاسة الوزراء کانت الأردن الدولة العربیة الوحیدة التي لم تعارض صدور الکتاب الأبیض من قبل وزارة الخارجیة البریطانیة (الحوت، 396) والذي کان یشتمل علی سیاسة بریطانیا بشأن فلسطین (جبور، 763).

وفي 1945م أصبح أبوالهدی وزیر خارجیة حکومة إبراهیم هاشم، إلا أنه استقال من هذا المنصب بعد المصادقة علی مشروع مساعدة المزارعین الفلسطینیین من قبل اللجنة الاقتصادیة للجامعة العربیة في آذار 1945، وتولی تنفیذ هذا المشروع (قاسمیة، 790-791؛ الموسوعة، ن.ص). وفي 1947م کلف للمرة السادسة بتشکیل الحکومة (ن.ص). وفي السنة التالیة وقبل شهرین من انتهاء الوصایة البریطانیة علی فلسطین، وقّع أبوالهدی معاهدة مع بریطانیا في عمان ثبتت الوجود البریطاني في فلسطین (العارف، 3/767). وفي ربیع السنة نفسها ذهب إلی بریطانیا و تفاوض مع بیفین وزیر خارجیة بریطانیا آنذاک حول تعدیل المعاهدة المذکورة، واجتیاز الجیوش العربیة لنهر الأردن، فمنع بیفین حکومته من القیام بذلک، ومن احتلال المناطق التي یسیطر علیها الیهود (م.ن، 4/787-799). وفي 1950م عندما کان أبوالهدی یتولی رئاسة المجلس، تمت المصادقة علی مشروع إلحاق الضفة الغربیة لنهر الأردن بهذا البلد، رغم اعتراض ممثلي فلسطین (جبر، 142). وفي نفس السنة طالبت حکومة الأردن بالتوقیع علی وقف دائم لإطلاق النار مع إسرائیل، وبما أن جامعة الدول العربیة هبت لمعارضة أي معاهدة بین البلدان العربیة وإسرائیل، بادر أبوالهدی بشکل رسمي إلی تکذیب اتفاق الأردن مع إسرائیل (م.ن، 148-149). وبعد اغتیال الأمیر عبدالله في 1951م تولی مرة أخری رئاسة الوزراء (الموسوعة، ن.ص؛ أیضاً ظ: حوراني، 60). وفي 1952م بعد عقد معاهدة مع بریطانیا واعتراض ممثلي فلسطین علی ذلک في البرلمان الأردني (سمیت، 104)، اتهم أبوالهدی بالانحیاز إلی بریطانیا فطالبت بعض التجمعات السیاسة بقتله.

استقال توفیق أبوالهدی في 1955م من منصبه بسبب إصابته بمرض السرطان، وفي 2 تموز من السنة التالیة و بعد 12 مرة من تولیه رئاسة الوزراء انتحر لأسباب مجهولة (حمادة، 2/48). وقد ألف أبوالهدی مذکرات یومیة (الزرکلي، 2/93).

المصادر

جبر، مروة، جامعة الدول العربیة وقضیة فلسطین (1945-1965)، قبرص، 1989م؛ جبور، جورج، «البعد العربي للقضیة الفلسطینیة»، الموسوعة الفلسطینیة، القسم الثاني، بیروت، 1990م؛ ج 5؛ جریس، صبري، تاریخ الصهیونیة، قبرص، 1986م؛ حمادة، محمد عمر، أعلام فلسطین، بیروت، دار قتیبة؛ الحوت، بیان نویهض، القیادات والمؤسسات السیاسیة في فلسطین، 1917-1948، بیروت، 1986م؛ حوراني، هاني، تاریخ الحیاة النیابیة في الأردن، 1929-1957م، قبرص، 1989م؛ الزرکلي، الأعلام؛ العارف، عارف، النکبة، نکبة بیت المقدس والفردوس المفقود، صیدا/ بیروت، المطبعة العصریة؛ قاسمیة، خیریة، «المذکرات والسیر الذانیة الفلسطینیة»، الموسوعة الفلسطینیة، القسم الثاني، بیروت، 1990م، ج 3؛ موسوعة السیاسة، بیروت، 1985م؛ الموسوعة الفلسطینیة، القسم العام، دمشق، 1984م؛ وأیضاً:

Smith, P. A., Palestine and the palestinians 1876-1983, London, 1984.

حیدر بوذر جمهر/ خ.