الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أبو موسی /

فهرس الموضوعات

أبو موسی

أبو موسی

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/14 ۱۸:۵۸:۵۳ تاریخ تألیف المقالة

أَبو موسی، جزیرة و مدینة وقضاء یحمل هذا الاسم في محافظة هرمزگان.

 

جزیرة أبوموسی

تقع في مدخل مضیق هرمز في منتصف المسافة (حوالي 80 کم) بین میناء لنگه (في الشمال) وإمارة الشارقة (في الجنوب).

وتعد هذه الجزیرة أقصی جزیرة إیرانیة جنوبیة في الخلیلج الفارسي، مما أضفی علیها أهمیة سیاسیة و استراتیجیة خاصة (نوربخش، 304؛ فرهنگ جغرافیایي ...، 7/ 61). وردت هذه الجزبرة باسم «بوموف» في خریطة للخلیلج الفارسي مکتوبة بالحروف اللاتینیة و مطبوعة في 1765م (ظ: بختیاري، 63، الهامش). طولها الجغرافي 54˚ و 59́، وعرضها ˚26 و ́1 (مفخم پایان، 117)، وتبعد عن الجزر المجاورة لها في الخلیج الفارسي کما یلي: طنب الصغری حوالي 40 کم، طنب الکبری 46 کم، فرور 64 کم (نوربخش، 306).

یصفها أغلب الکتّاب بأنها مربعة الشکل، متساویة الطول و العرض و مساحتها حوالي 4 کم 2، غیر أن عملیات المسح الطوبوغرافیة الأخیرة أظهرت أنها علی شکل معین منحرف قاعدته الکبری في الجانب الشرقي، و یبلغ طول کل من ساقیه حوالي 4500 متر، و مساحته 12 کم 2 (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص؛ جعفري، 85؛ أیضاً ظ: بختیاري، 67).

أبوموسی أرض منخفضة تتألف من نجد رملي تتخلله بعض التلال والروابي الصغیرة ذات اللون البنّي القاتم. أعلاها رابیة تقع غربي الجزیرة، یبلغ ارتفاعها 117م. وفضلاً عن ذلک هناک في شرقها تل یدعی «جبل حلوا» یبلغ ارتفاعه 115 متراً و ینتهي شمالي الجزیرة برابیة بنّینة اللون ذات قمتین یبلغ ارتفاعها 43 متراً (نوربخش، 307). والنصف الجنوبي للجزیرة مستو تقریباً یبلغ ارتفاع جنوبه الشرقي 4 أمتار، وجنوبه الغربي 19 متراً ویمتد إلی الشرق علی شکل نجد رملي و ترابي (بختیاري، 66).

والجزیرة من حیث الجیولوجیا أرض مرجانیة، عثر علی مواد برکانیة قائمة بین موادها المرجانیة (إیرانیکا)، مع کتل ملحیة قبیة الشکل تعود إلی العصر الکمبري خرجت بالحرکات المکونة للجبال (ویلسون، 19).

ویخضع مناخ هذه الجزیرة للظروف العامة المهیمنة علی أغلب مناطق الخلیج الفارسي و المناطق الساحلیة. وفهي مثل سائر جزر الخلیج الفارسي ذات موسمین في العام فقط: الأول شتاء بارد إلی حدّما (في أشهر کانون الأول و کانون الثاني و شباط)، والآخر صیف حار (في باقي أشهر السنة). وفصلا الربیع و الخریف قصیران عادة و عابران لایعتد بهما (گنجي، 194). تخضع أبوموسی في الفصل البارد غالباً إلی أنواه ضغط البحر المتوسط التي تنفذ من الغرب أو الشمال الغربي وتجتاز الخلیج الفارسي. وتهب التیارات الجویة في هذا الموسم من تلک الجهة أیضاً، وعادة ماتتولد الأمطار الشتویة عن أنواء البحر المتوسط قلیلة الضغط حین اصطدامها بالمرتفعات، غیر أنها تمر بهذه الجزیر دون أن تُحدث مطراً عادة لعدم وجود ظاهرة ذات خاصیة تولید المط. وتخضع کافة منطقة الخلیف الفارسي في فصل الصیف لتأثیر الأنواء الاسیویة قلیلة الضغط التي تتمرکز فوق الهند و باکستان، مما یؤدي إلی ظهور تیارات جویة منظمة من المشال الغربي نحو الجنوب الشرقي و باتجاه الأنواء قلیلة الضغط (م.ن، 195). لاتتوفر إحصائیات خاصة بالأنواء الجویة الطویلة الأمد لجزیرة أبوموسی بحیث یمکن الاعتماد علیها في التوصل إلی استنتاج دقیق، لکن یمکن إعطاء فکرة عامة عن المواصفات الإقلیمیة لها من خلال دراسة الأحصائیات التالیة لعام واحد:

أبوموسی أکثر حرارة من جزر و مناطق الخلیج الفارسي الساحلیة و بحر عمان و التي تتوفر إحصائیاتها الجویة، و یبلغ معدل حرارتها السنوي 8/27 درجة مئویة. ویتجاوز معدل الحرارة معدل الحرارة الشهري في النصف الحار من السنة (أیار – تشرین الأول) 30˚، بینما یزید معدل الحرارة في أبرد أشهر السنة (شباط) علی 20˚، والمعدل العام لدرجة الحرارة في هذه الجزیرة في شهر تموز 45˚، وفي شهر شباط 8˚.

وفي أشهر الصیف ترتفع نسبة الرطوبة في أبوموسی وغالباً ما تزید علی الـ 80% وهذا ما یجعل الحیاة في غایة الصعوبة، ولاسیما إذا أضیف إلیها ارتفاع درجة الحرارة. أمطارها قلیلة جداً و تبلغ حوالي 3 سنتیمترات سنویاً، تهطل أغلبها في فصل الشتائ لاسیما في کانون الأول وکانون الثاني.

تهب الریاح في هذه الجزیر غالباً من الشمال الغربي والغرب، لاسیما في الصیف حینما تجتاح الریاح الموسمیة للمحیط الهندي والتیارات ذات الضغط المنخفض لشبه القارة الهندیة.

ومن المیزات الإقلیمیة الملفتة للنظر في هذه الجزیرة شدة أشعة الشمس والتي تعتبر عاملاً رئیساً في إیجاد الظروف الإقلیمیة الأخری. ویستشف من الإحصاء السنوي لهذه الجزیرة أنها تتمتع بأشعة الشمس المدة 6/301، 3 ساعة في السنة، وهو رقم یفوق الکیر من المناطق الساحلیة في إیران، بل و حتی المناطق الداخلیة (ظ: آمار...، 208-210).

والنباتات فیها قلیلة للغایة و ذلک لقلة الأمطار وتقتصر علی بعض أشجار النخیل والنبق التي تنمو في الشریط الشمالي للجزیرة. لایعیش فیها من الحیوانات سوی بعض الزواحف کالعظاءة و الحایت و أنواع السحلیات، فضلاً عن طیور المناطق الحارة التي یمکنها الحیاة في الظروف الإقلیمیة القاسیة للجزیرة (نوربخش، 315). تغمر أطراف الجزیرة میاه عمیقة نسبیاً، تعد ملجأً للزوارق عند العواصف ویبلغ عمقها حوالي 10 أمتار (م.ن، 305)، ویلاحظ فیها أنواع الأسماک و الأصداف البحریة، ولهذا یعد صید الأسماک واللؤلؤ أهم الأعمال التي یزاولها سکان الجزیرة المحلیون و المهاجرون (لاریمر، II/1275).

کان نفوس أبوموسی في الأعوام الأولی من القرن 20م تبلغ حوالي 20 أسرة أو 100 نسمة (إیرانیکا). و في 1328هـ/ 1910م أبلغ الموظف المسؤول في موانئ [وجزر] الخلیفج الفارسي [وسواحل بلوجستان] وزارة الخارجیة في تقریر عن أبوموسی أن نفوس هذه الجزیرة تبلغ 30-40 أسرة (گزیدۀ أسناد...، 1/281). و في 1320ش/ 1941م قدّر عدد نفوسها بحوالي 100 نسمة (رزم آرا، 49) وأخذ هذا العدد یزداد تدریجیاً حتی بلغ في 1329ش/ 1950م 140 نسمة (کتاب جغرافیا...، 2/352). وقد ظهر انخفاض في عدد السکان في الإحصاء الرسمي لعام 1345ش/ 1966م، فبلغ 71 نسمة یتوزعون علی 12 أسرة (فرهنگ آبادیهاي...، 14/6)، ثم أخذ یرتفع ولاسیما بعد تطورات 1350ش/ 1971م، حیث بلغ 300-800 نسمة؛ ویعود هذا التباین کما یبدو إلی التفاوت بین الإحصائیات الإیرانیة والعربیة (نوربخش، ن.ص).

کانت أبوموسی جزیرة تستقبل المهاجرین باستمرار، و بالتالي یلاحظ تغییر في إحصائیة عدد سکانها السنوي. و في الماضي کان العرب یترددون علی هذه الجزیرة لرعي أغنامهم، أو للعمل في مناجم الطین الأحمر (لاریمر، II/1275-1276). وکان عدد من المهاجرین إلی هذه الجزیرة منهمکین في أعمال البناء و الإنشاء قبل الثورة الإسلامیة، إلا أنهم غادروها في السنوات التالیة لکساد هذه الأعمال، و یتوقع ازدیاد نفوسها بشکل سریع بعد الاهتمام الخاص الذي أولته الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تجاه الجزر الإیرانیة و سواحل الخلیج الفارسي.

وفي الماضي کانت المشکلة الکبری التي تواجه هذه الجزیرة هي شحة المیاه الحلوة، لاسیما میاه الشرب و التی کانت تستحصل عن طریق 20 بئراً (ن.ص)، کما کانت تؤمن في فترة ما عن طریق الصهاریج. و نظراً لشحة المیاه، نلاحظ أن الزراعة و تربیة الماشیة لاتکاد تذکر في هذه الجزیرة، ویقتصر النشاط الزراعي علی بعض النخیلات المتناثرة هنا و هناک (ن.ص).

ویعد أغلب الکتّاب صید الأسماک و اللؤلؤ کأهم النشاطات الاقتصادیة في هذه الجزیرة، غیر أن نسبة صید الأسماک لاتتناسب و الثروة السمکیة المتوفرة والتي کانت تقدر بحوالي 20,000 طن سنویاً (نورخش، 305). و کان صید اللؤلؤ مزدهراً في الماضي، بحیث کان في الجزیرة 40 زورقاً لصید اللؤلؤ عام 1320ش/ 1941م (رزم‌آرا، ن.ص).

یوجد في هذه الجزیرة منجم للطین الأحمد، لیس في جودة الطین الأحمر لجزیرة هرمز (ن.ص)، إلا أنه مستثمر منذ فتر طویلة، ویقدر معدل الإنتاج السنوي لهذا المنجم بحوالي 40,000 کیس (لاریمر، ن.ص)، وکانت شرکة ألمانیة تستثمر هذا المنجم في الماضي، ثم حلّ الإنجلیز محلها فیما بعد (رزم‌آرا، ن.ص)، وقد استمر نظاطهم في الاستثمار من هذا المنجم حتی عام 1947م، ثم انصرفوا عنه في العام المذکور لرداءة المعدن المستخرج و عدم توفر الإمکانیات المناسبة (نوربخش، 315). وقد بلغ معدل الإنتاج السنوي للطین الأحمر خلال تلک الفترة نحو 16,000 طن، وکان یستهلک في صناعة الأصباغ ومستحضرات التجمیل (هولي، 203).

لاتوجد مصادر بترولیة في هذه الجزیرة، غیر أن الأمری کان حصلوا علی امتیاز استخراج البترول من مسطحها القاري، وقتم بالفعل استخراج البترول منذ عام 1974م بعد حفر 10 أبار و بلغ معدل الإنتاج نحو 50 إلی 60 ألف برمیل نفط یومیاً، وتُقسم العائدات وفق اتفاق مسبق بین إیران و الشارقة (نورخش، 314، الهامش).

ومن المنطلق التاریخي، هنالک علاقة و ثیقة و بین جزرتي أبوموسی وکیش، وتعد الدولی جزءاً من حضارة و عمران الثانیة (إقتداري، 825)، غیر أن جمیع جزر الخلیج الفارسي کانت خاضعة منذ القدم لنفوذ حکام سواحل و جنوب إیران، بحیث کانت أبوموسی تابعة لمیناء لنگه حتی زوال حکم «الجواسم» (نوربخش، 312). وفي 1304هـ أطاح محمد مهدي، ملک التجار البوشهري – الذي عین حاکماً علی میناء لنگه – بحکومة الجواسم في هذا المیناء و الجزر التابعة لها بدعم من أحمدخان کبابي حاکم بندرعباس و الشیخ زاید بن خلیفة شیخ میناء أبوظبي، وانتزاع تلک المنطقة من أیدیهم. ثم رفع الحاج محمدمهدي منذ ذلک الحین العلم الإیراني علی مینائي لنگه و چارک و جزیرتي أبوموسی وسیري (قائم‌مقامي، 121، 123)، غیر أن شیخ الشارقة أخذ یستخرج الطین الأحمر من هذه الجزیرة التابعة لإیران ویبیعه للإنجلیز، ولأنه لمیواجه معارضة في ذلک، أخذ یدعي ملکیتها تدریجیا، إلی أن استولی علیها منتهزاً غفل المسؤولین الإیرانیین آنذاک (جناب، 280). وکان الاحتلال التدریجي لها بالشکل التالي: في 24 ربیع الأول 1322 أبلغت وزارة الجمارک والبرید عین الدولة (رئیس الوزراء آنذاک) تقریر المسیو دمبرن رئیس جمارک موانئ الخلیج الفارسي حول ادعاء شیخ رأس الخیمة بملکیة جزیرة تامب (طنب)، وادعاء شیخ شرقا (الشارقة) بملکیة جزیرة أبوموسی، ورقعهما لعلمیهما علیهما (گزیدۀ أسناد، 1/264). وبعد حوالي شهر واحد و في 26 ربیع الثاني 1322 ردت السفارة الإنجلیزیة علی احتجاج وزارة الخارجیة الإیرانیة، مطالبةً الحکومة الإیرانیة بإثبات ادعائها في ملکیتها للجزیرتین و عدم ملکیة شیخ شرقا (الشارقة) لها، لکي تقوم بإرسال ذلک إلی حکومة الهند (ن.م، 1/268).

وبعد عام من ذلک وفي 28 ربیع الدول 1323، استلمت وزارة الخارجیة الإیرانیة کتاباً آخر من السفارة البریطانیة یفید بأن التحریات التي قام بها المیجر کاکس تنص علی عدم صحة الخبر الذي تلقته الحکومة الإیرانیة و لاقائل بتشیید شیخ الشارقة مباني في جزیرة طنب. کما أعربت السفارة البریطانیة في هذا الکتاب عن أسفها لقیام بعض الأشخاص بدرجة الأأمیرال بالإبراق إلی الحکومة المرکزیة ونقل أخبار لم یتبیّنوا صحتها و خلق کل هذه المشاکل للدولتین الصدیقتین (ن.م، 1/266). ویفید مضمون هذا الکتاب بوضوح باعتراف السفارة البریطانیة بملکیة إیران لجزیرة طنب و بالتالي لأبوموسی.

وخلال هذه الفترة اقترح المسؤولون الإنجلیز علی الحکومة الإیرانیة مراراً إنزال العلم الإیراني عن جزیرة سیري بشکل موقت، وعلی شیخ الشارقة إنزال علمه عن جزیرة سیري بشکل موقت، وعلی شیخ الشارقة إنزال علمه عن جزیرتي طنب و أبوموسی بشکل موقت أیضاً، ریثما یتم تحدید ملکیة هذه الجزر (ن.م، 1/289)، إلا أن شاه إیران رفض ذلک الاقتراح بشدة و کتب إلی رئیس وزرائه مؤکداً علی قطعیة ملکیة إیران لهاتین الجزیرتین، متسائلاً: کیف یمکن للإنجلیز أن یرضوا في عالم الصداقة بتخلینا عن أراضینا المشروعة إلی الشیخ لیرفع علمه هناک؛ و مؤکداً علیه: استمروا في المفاوضات، وإننا لن نتخلی عن حقنا أبداً (ن.م، 1/278). أما في العصر البهلوي، فقد طرحت وزارة المالیة سؤالاً حول ملکیة الحکومة الإیرانیة لجزیرتي طنب و أبوموسی، فأجابت علیه الدائرة السیاسیة في وزارة الخارجیة بإسهاب اعتماداً علی الخلفیات الموجودة في ملفات هذه الوزارة. وتناولت تلک الإجابة التي تحمل تاریخ 14 دي 1305ش/ 4 کانون الثاني 1927م، بعد المقدمة أدلة ملکیة إیران لهاتین الجزیرتین و هي:

أولاً: کانت جزر تا طنب و أبوموسی تابعتین لمیناء لنگه في الماضي.

ثانیاً: کانت طنب و أبوموسی و سیري جزءاً من الأراضي الإیرانیة في الخریطة التي رسمتها وزارة الحرب البریطانیة و بعثتها وزارة الخارجیة البریطانیة إلی وزارة الخارجیة الإیرانیة في 17 ذي القعدة 1305هـ/ 27 تموز 1888م، وقد کانت هذه الجزر بلون الأراضي الإیرانیة، فیما کانت البحرین بلون المستملکات الخارجیة.

ثالثاً الجواسم قبیلتان عربیة و إیرانیة، وکانت القبیلة الإیرانیة تقطن في میناء لنگه و جزیرتي طنب و أبوموسی، وانتماؤها الإیراني أمر مفروغ منه. وشیخ الشارقة هو الوجید من الجواسم العرب و ادعاؤه بملکیة أبوموسی یقوم فقط علی وجود الجواسم في طنب و أبوموسی (ن.م، 1/289-291).

وخلال الفترة 1305-1310ش/ 1926-1931م تبودلت الکتب الرسمیة المسهبة بین الحکومتین الإیرانیة و البریطانیة حول رفع العلم الإنجلیزي علی جزیرة أبوموسی، حتی آل الأمر إلی تکذیب الإنجلیز لرفع علمهم علی جزیرتي طنب و أبوموسی (ن.م، 1/360). وفي 1315 ش/ 1936م أدی استخراج الطین الأحمر من جزیرة أبوموسی علی ید شرکة إنجلیزیة – بعد أن منحها محمود شیخ الشارقة ذلک الامتیاز – إلی العودة لتبادل الکتب الرسمیة بین الحکومتین الإیرانیة والإنجلیزیة، وقد أکدت فیها الحکومة الإیرانیة بشکل صریح عن ملکیتها للجیزیرة، وأجاب الأنجلیز بأن الجزیرة في حیازة شیخ الشارقة وأن منح الامتیاز من الحقوق الطبیعیة للحیازة، فعلی هذا، لم یتم إجراءیتعارض مع الأصول (ن.م، 1/381). وانتهت تلک المراسلات بإعلان الخارجیة الإیرانیة عن بقاء الأوضاع علی ما هي علیها حتی یتحدد المصیر النهائي، وبهذا الیحق للشیخ القیام بأي عمل یدل علی الملکیة (ن.م، 1/385). ومنذ ذلک الحین اعترفت الحکومة البریطانیة باستیلاء شیخ الشارقة علی أبوموسی، غیر أن الحکومة الإیرانیة – التي کانت قد نالت قوة آنذاک – کانت قلقة باسترمار من أن تتحول هذه الجزیرة إلی قاعدة لمهاجمة جنوبي إیران، أو تهدید الملاحة في مضیق هرمز. وفي کانون الثاني من عام 1968م ازداد قلق إیران في أعقاب إعلان حکومة العمال البریطانیة عن نیتها في استدعاء جمیع القوات الإنجلیزیة الموجودة في شرقي قناة السویس حتی عام 1971م. ولم تمض فترة طویلة حتی أعلنت إیران عن حقوقها في جزر طنب و أبوموسی بصراحة (ظ: نوربخش، 312-313؛ أیضاً ظ: لیتوک، 56).

وکانت تُطرح آنذاک قضیة البحرین و تأسیس اتحاد الإمارات العربیة، وقد أکدت إیران أنها لن تدعم الاتحاد الجدید للإمارات المتصالحة مالم یتم تحقیق مطالیبها في جزر طنب و أبوموسی، و فضلاً عن ذلک، أعلنت بصراحة أیضاً أن الإنجلیز احتلوا هذه الجزر قبل 80 عاماً بالقوة و لم تتنازل إیران عن حقها في هذا الجزء من أراضیها طوال تلک الفترة و کانت تطالب دائماً بإعادة ملکیتها لها من خلال الاحتجاج علی التصرف الإنجلیزي (روابط...، 8-9).

وفي 30 تشرین الثاني 1971، أي قبل انتهاء المعاهدات الإنجلیزیة بیوم واحد، استقرت القوات الإیرانیة و من خلال تفاهم مسبق في لاجزر الثلاث: طنب الکبری و طنب الصغری و أبوموسی، وکان لهذا الحدث صدی واسع في وسائل الإعلام العالمیة (کیهان سال، 57-59). وحسب التفاهم الذي تم بشأن أبوموسی تقرر تخصیص نصف عائدات البترول المحتملة و المستحصل علیها من الجزیرة و مسطحها القاري وفق اتفاق آخر لتحسین أوضاع سکان الشارقة. کما وافقت إیران علی دفع مبلغ 4 ملایین دولار للشارقة سنویاً مالم تصل عائداتها السنویة إلی 8 ملایین دولار.

ووفق الاتفاق الذي تم بین الحکومة الإیرانیة آنذاک و شیخ الشارقة تم منح سکان الشارقة حق صید الأسماک کما أیدت إیران عملیات التنقیب التي کانت توقم بها شرکة «بیوت باتل گس أند أویل کمپاني» في جزیرة أبوموسی و ضواحیها.وقدم العراق آنذاک مع رأس الخیمة شکوی رسمیة إلی منظمة الأمم المتحدة بهذا الشأن (إیرانیکا)، غیر أن المنظمة رفضت تلک الشکوی بعد دراسة الخرائط و الوثائق التي قدمتها إیران بشأن ملکیتها (مسعودي، 4)، مما جعل سیادة إیران علی أبوموسی وملکیتها لها أمراً قطعیاً لاشائبة فیه.

وانطلاقاً مما تتمتع به هذه الجزیرة من دور سیاسي و استراتیجي فقد بذلت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة اهتماماً بالغاً للعمل علی تعزیز موقعها وازدهارها وإعمارها (نوربخش، 304). وفي 1360 ش/ 1981م أوقدت مؤسسة التخطیط والمیزانیة لجنة إلی هذه الجزیرة لدراسة وتنفیذ المشاریع العمرانیة (م.ن، 316).

و في أواخر 1370ش/ 1991م زار رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة جزیرة أبوموسی وأمر بإنشاء مسلخ صناعي، وأسطول صید متطور، والعمل علی تطویر الأنشطة التجاریة، کما أعرب عن أمله في أن تتحول هذه الجزیرة إلی أحد المراکز الاقتصادیة الکبری في الخلیج الفارسي في المستقبل القریب وذلک لما تمتاز به من موقع جغرافي متمیز (إطلاعات، 1).

 

مدینة أبوموسی

ظهرت هذه المدینة إلی الوجود خلال العقدین الأخیرین و بعد تطورات عام 1351ش/ 1972م واستعادة إیران للجزیرة. وقلما کان هناک سکن دام و متمرکز في أبوموسی قبل هذا التاریخ، عدا أفراد القوة البحریة الإیرانیة الذین کانوا یقیمون في قاعدة هذه القوة في أقصی غربي الجزیرة. وأخذت مدینة أبوموسی تنشأ تدریجیاً في ضواحي هذه القاعدة، حیث یلاحظ الآن فیها شارع رئیسي یصل شمال الجزیرة بجنوبها و عدد من الشوارع الفرعیة وساحة تربط بین الحیین السکني والإداري للمدینة.

ویتألف الحي الإداري الذي یقع تماماً في النصف الغربي وحول قاعدة القوة البحریة من المنشآت و المؤسسات التالیة: القائم مقامیة، مدیریة الناحیة، الأنواء الجویة، الجمارک، جهاد البناء، القوة البحریة، المصرف الوطني، مدیریة الصحة، قوات الدرک، الاتصالات و البرید، البلدیة، المطار، محطة الکهرباء، مرکز الشرطة، مدیریة صید الأسماک، والمرکز السیاحي (دار الضیافة). وفضلاً عن ذلک توجد منشآت أخری مثل رصیف الموانئ، محطة الوقود، جامع، مکتبة، مدارس للبنین والبنات، نادي، مستوصف، صیدلیة، مسبح، ملعب، ومرکز تحلیة المیاه (بختیاري، 74)، ویوجد فیها أیضاً مدرج للطیران طوله 2,700 متر (کاظمي، 235)، وفي مجال تطویر المدینة یمکن الإشارة إلی تشیید 100 وحدة سکنیة في حي «مروارید» (اللؤلؤ) و التي تم تدشین مشروعها علی ید رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في إسفند 1370/ آذار 1991 (إطلاعات، ن.ص).

 

قضاء أبوموسی

أصبحت جزیرة أبوموسی في 1333ش/ 1954م وبعد تأسیس القائم مقامیة العامة لموانئ و جزرر الخلیج الفارسي، إحدی نواحي قائم مقامیة میناء لنگه، ثم تحولت في 1337ش/ 1958م مع جزء من جزیرة طنب الصغری إلی ناحیة تابعة لـ «کیش»، وفي 25/7/ 1361ش (17/10/1982م) أصبحت أبوموسی قضاء تابعاً لمحافظة هرمزگان، یشمل جزیرة أبوموسی و طنب الکبری و طنب الصغری وسیري وجزیرتي فرور الصغری و الکبری، وفي التغییرات السیاسیة اللاحقة تحولت مدینة أبوموسی إلی مرکز لهذا القاء و ذلک بموجب قرار مجلس الوزراء في 1/5/1366ش (23/7/1987م)، وتبلغ مساحة القضاء برمته 5/65 کم2، و یتألف من 6 جزر تضم الناحیة المرکزیة و مرکزین کالاتي: الناحیة المرکزیة، تشمل جزیرة و مدینة أبوموسی؛ ومرکز الطنب، یشمل جزیرتي الطنب الصغری و الطنب الکبری وجزیرتي فرور الصغری و الکبری؛ و مرکز سیري، یشمل جزیرة سیري (بختیاري، 71-72؛ جغرافیاي أستان...، 9). تبلغ نفوس جزیرة أبوموسی حسب إحصاء عام 1365ش/ 1986م، 865 نسمة، بکثافة تبلغ 5/12 نسمة للکیلومتر المربع الواحد، منهم 445 شخصاً، أي 5/51% مدنیین، یسکنون في مدینة أبوموسی (بختیاري، ن.م،؛ جغرافیاي أستان، 9، 39).

 

المصادر

آمار رسمي سازمان هواشناسي، سازمان هواشناسي کل کشور [المؤسسة العامة للأنواء الجویة]، طهران، 1363-1364ش/ 1985م؛ إطلاعات، 10 إسفند 1370ش، س 66، عد 19561؛ إقتداري، أحمد، آثار شهرهاي باستاني، طهران، 1348ش؛ بختیاري، مجید، راهنماي مفصل إیران، محافظة هرمزگان، 1369ش، ج 22؛ جعفري، عباس، شناسنامۀ جغرافیاي طبیعي إیران، طهران، 1368ش، عد 134؛ جغرافیاي أستان هرمزگان، وزارة التربیة والتعلیم، طهران، 1364ش؛ جناب، محمدعلي، خلیج فارس، آشنائي با إمارات أن، طهران، 1349ش؛ رزم آرا، علي، جغرافیاي نظامي إیران، جزایر إیران و خلیج فارس، طهران، 1320ش؛ روابط دولت إیران با کشورهاي حوزۀ مسئولیت إدارۀ نهم سیاسي، وزارة الخارجیة، طهران، 1355ش؛ فرهنگ آبادیهاي کشور (1355ش)، محافظة هرمزگان، مرکز إحصاء إیران، 1361ش؛ فرهنگ جغرافیایي إیران، الدائرة الجغرافیة في الأرکان العامة للجیش، طهران، 1330ش؛ قائم مقامي، جهانگیر، بحرین و مسائل خلیج فارس، طهران، 1341ش؛ کاظمي، علي أصغر، أبعاد حقوقي حاکمیت إیران در خلیج فارس، طهران، 1368ش؛ کتاب جغرافیا وأسامي دهات کشور، وزارة الداخلیة، طهران، 1329ش؛ گزیدۀ أسناد خلیج فارس، جزایر فارس، مکتب الدراسات السیاسیة و الدولیة في وزارة الخارجیة، طهران، 1368ش؛ گنجي، محمدحسن، 32 مقالۀ جغرافیاي، طهران، 1353ش؛ کیهان سال، طهران، 1350ش؛ مسعودي، عباس، خلیج فارس در معرض رقابتها وتحریکات، طهران، 1351ش؛ مفخم پایان، لطف الله، فرهنگ آبادیهاي إیران، طهران، 1339ش؛ نوربخش، حسین، خلیج فارس و جزایر إیراني، طهران، 1362ش؛ وأیضاً:

Hawley, D, The Trucial States, London, 1970; Iranica; Lotwak, R., Security in the Persian Culf 2; Sources of Inter State Conflict, London, 1981-1982; Lorimer, J. G., Gazetteer of the Persian Gulf, ‘Oman and Central Arabia Calcutta, 1915, vol. II; Wilson, A. T., The Persian Gulf, London, 1954.

محمدحسن گنجي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: