الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / أبومنصور موفق الهروي /

فهرس الموضوعات

أبومنصور موفق الهروي

أبومنصور موفق الهروي

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/13 ۲۲:۳۹:۲۳ تاریخ تألیف المقالة

أَبومَنْصورٍ مُوَفَّقٌ الْهَرَويّ، ابن علي، طبیب وصیدلاني إیراني ومؤلف أقدم کتاب فارسي موجود في الصیدلة.

لم یرد في أي من المصادر القدیمة اسمه، أو مصنفاته، وتقتصر معلوماتنا عنه علی کتابه الأبنیة عن حقائق الأدویة الذي تناول فیه الأأویة المفردة و خواصها. ویورد أبومنصور في مقدمة هذا الکتابک «أنه تحری في کتب الحکماء القدماء و الأدطراء الجدد، و تأمل في الأدویة والأغذیة المفردة وغیرها أیضاً، وفي مفعول کل ودواء و منافعه وأضراره». وقد نقل أقوالاً عن بقراط وجالینوس ودیسقوریدس وماسرجویه و ابن ربن الطبري و حنین بن إسحاق و ثابت بن قرة و محمد ابن زکریا الرازي وسنان بن ثابت و موسی بن سنان (؟) (ص 1-2، 10، 18، 20، 21، 23، 30، 37، 87، 89، 127، 145، 337، مخـ)، غیر أن اهتمامه کان منصباً علی الأطباء الهنود و آرائهم و أسالیبهم، لأنه یری أن الدواء في الهند أکثر والعقاقیر أنجع و أطیب، کما أن همة أهلها في استقصاء الحکمة أبلغ، ولهذا کان یعتقد «أن الیونانیین و حکماء الرومان علی خطأ، و حکماء الهند علی صواب في أمرهم»، ومن بینهم: سري فرکودات و جاطک وبهایل – الذي یمکن أن یکون نفس بهلین داد الذي أشار إلیه ابن و حشیة في مقدمة کتاب السموم – ولانعرف أثراً لأي منهم، وکذلک منکه الذي تنسب إلیه ترجمة بعض الکتب الهندیة إلی الفارسیة والعربیة (ص 4، 20، 83، 97، 121، 127، مخـ؛ ابن أبي أصیبعة، 2/33؛ GAS, III/201-202). ولدی استعراض أبي منصور دوافع تألیف الأبنیة، یتحدث عن الأطباء الذین درس آثارهم ویقول: «أخرج بعضهم فصولاً مووجزة خلافاً لبعضهم الآخر، کما لم یُکمل البعض شرحه أیضاً، فأردت أن أصنف کتاباً أذکر فیه کل ماهو معروف لکي یستعمل الناس هذه الأشیاء ... مع شرح وافٍ، إلا أن الأیام و أعمالها المتطورة حالت دون ذلک ولم تتحقق أمنیتي کما کنت أرید لکساد العلم وقلة الطالبین حتی التقیت حضرة مولانا الأمیر المسدد المؤید المنصور أدام الله علوه، فوجدته ملکاً جلیلاً فاضلاً عالماً حکیماً عارفاً باحثاً عن العلم معطاءً سخیاً کریم الطبع بلیغاً، مضیافاً عطوفاً موحداً فناناً، وما أن وجدت هذه الخصال الفاضلة، حکمني العقل أن أصنف هذا الکتاب باسم هذا الملک العادل»، ثم یؤکد ثانیة: «صنفت هذا الکتاب لخزانته، وجعلت فیه کل ماهو معروف من الأدویة مع شروح وافیة، لأن هذا الکتاب أجل من أن یختصر ... و وضعته علی حروف الهجاء لکي تسهل مراجعته...» (ص 2—5).

وادعاء أبي منصور في أنه أورد في کتاب الأبنیة جمیع الأدویة المعروفة بشرح واف ادعاء باطل، کونه یفتقد للکثیر من المواد و الأدویة التي کانت معروفة في القرن 4هـ/ 10م وماقبله، ومنها تلک التي وردت في کتاب الحاوي لمحمد بن زکریا الرازي (ظ: الرازي، 21/77- 81، 306- 310، 507، 513، 514، 595، 601-602، مخـ). کما أن وصفه لکثیر من الأدویة جاء بشکل موجز جداً (أبومنصور، 88، 93، 270-271، 330-331؛ قا: الرازي، 20/220- 222، 256-258، 21/313- 318، 602- 606، مخـ).

وأقدم مخطوطة بین أیدینا لکتاب الأبنیة تعود لعام 447هـ/ 1055م، ومدونة بخط علي بن أحمد الأسدي الطوسي (تـ ح 465هـ/ 1073م)، الشاعر واللغوي المعر و صاحب کتابي گرشاسب‌نامه و لغت فس، و موجودة حالیاً في مکتبة فیینا (فلوغل، II/534-536). وفي صفحة عنوان هذه المخطوطة تلفت العبارة التالیة النظر و هي بخط الأسدي الطوسي: «تألیف أبي منصور موفق بن علي الهروي حرسه الله». ویستشف من عبارة «حرسه الله» الأعائیة أن أبا منصور کان حیاً حین کتابة هذه المخطوطة، غیر أن فلوغل و دون الانتباه إلی مدلول هذا الدعاء استنتج من لقبي «المسدد و المنصور»، اللذین أضفاهما أبومنصور علی حاکمم عصره، أنه الأمیر منصور بن نوح الساماني (حکـ 350-366هـ) الملقب بالسدید (II/534)، وقد اتفق بعض الباحثین معه في هذا الرأي (فونان، 80؛ براون، «الطب العربي»، 92-93، «تاریخ الأدب الفارسي»، I/11-12؛ سارتون، I/678-679؛ محبوبي، 8؛ أمیري، المقدمة، 22). ومن الواضح أنه من الصعوبة قبول وجهة النظر هذه مع افتراض أن أبا المنصور کان حیاً زمان کتابة هذه المخطوطة. ویری القزویني أن استنتاج فلوغل بالاعتماد علی مقدمة أبي منصور لایقوم علی أساس صحیح، ذلک لأن تلک الألقاب من نوع ألقاب المدح العامة و التي کانت تُضفی علی الکثیر من الأمراء و الملوک. کما أن عبارة «حرسه الله» الدعائیة الواردة في صفحة عنوان الکتاب لاتعني أن المؤلف کان حیاً عند کتابة نسخة أسدي الطوسي، لأن من المحتمل أن یکون هذا الأخیر قد نقل نفس عبارة صفحة عنوان النسخة التي اعتمدها، وإن کان هذا الاحتمال ضعیفاً (القزویني، 264-266؛ أیضاً ظ: محبوبي، 9).

ویحتمل بشکل ضمني محمدتقي بهار – الذي استند إلی نهج بعض النساخ الذین نقلوا نفس عبارات النساخ السابقین مع فهم معناها، أو عدم فهمها – دن تکون عبارة الدعاء تلک، من هذا النوع من الاستنساخ أیضاً (2/24- 25)ف وبهذا یکون قد ضم صوته إلی صوت القزویني علیهذا الصعید. و علی صعید آخر ذهب بهار إلی القول بعدم القطع بانتساب کتاب الأبنیة إلی القرن 4هـ رغم اتصافه بکافة مواصفات أسلوب کتابة هذا القرن، ذلک لدن هذا الأسلوب ظل یُقلَّد في القرنین التالیین (ن.ص). و منهنا، لایمکن تحدید فترة حیاة المؤلف علی وجه الدقة حسب ردي هذین الباحثین. و رغم هذا، فمن الصعوبة أن نقبل أن مفکراً کالأسدي الطوسي بادر إلی استنساخ کتاب کاتب آخر دون أن یدقق في مدلول العبارات التط کتبها، لکن یمکن الرضوخ لهذه الفکرة بأن الأسدي لم یکن علی علیم بحیاة الکاتب، أو وفاته أثناء الاستنساخ.

وعلی صعید آخر، لما کان أبومنصور قد نقل في کتاب الدبنیة عن أمثال محمد بن زکریا الرازي (تـ 320هـ) وسنان بن ثابت (تـ 330هـ) وموسی بن سنان (ص 20، 23، 37، 47، 134، 142، خـ) ولم یُشر فیه إطلاقاً إلی ابن سینا و کتابه القانون - الذي ربما دون جزء أدویته بعد 406هت – یمکن القول إن هذا الکتاب أُلّف باحتمال قوي قبل 410هـ. ولما کان ثناء أبي منصور علی مالک عصره أکثر مایلیق بالأمیر منصور بن نوح – أشد أمراء السامانیین حباً للعلم – فمن المحتمل جداً أن یعود تألیف هذا الکتاب إلی عصر هذا الأمیر (ظ: ن.د، ابن سینا؛ محبوبي، 8؛ أمیري، المقدمة، 20-22).

وفي الصفحات الأخیرة من الدبنیة، آثارت جملة: «ودع را هیچ نَگُفت»، (أي لم یتحدث عن ودع) في ذیل عقار «ودع»، استغراب بعض الباحثین. فهل هي جزء من کتابة أبي منصور، أم من إضافات الناسخ؟ وإذا کانت لأبي منصور، فهل تعني أنه ترجم هذا الکتاب عن کتاب عربي و یرید بهذه العبارة أن مصنف الکتاب لم یتحدث بشيء عن هذا العقار، أم أن الکتاب کله أو جزءه کان علی شکل أمالي، یملیه شخص و یکتبه آخر؟ (مینوي، المقدمة؛ محبوبي، 9).

وطبقاً لما نقل عن مقدمة الکتاب، فقد صرح أبومنصور بتصنیفه للکتاب، کما أن المفردات الکثیرة فیه باللهجة الهرویة و هي تنبئ عن أنه تألیف باللغة الفارسیة، وهذا ما یدحض بشکل کامل الافتراض القائل بأن الهروي ألّف کتابه بالعربیة و ترجمه الأسدي إلی الفارسیة، فضلاً عن أن الأسدي قد أشار إلی استنساخه لهذا الأثر في نهایة النسخة، والاعتبار للدهشة المثارة حول ذکر الأسماء العربیة للعقاقیر في هذا الکتاب (ظ: م.ن، 8؛ أمیري، المقدمة، 24-25).

تناول الکتاب الخواص والآثار الطبیة لـ 561 عقاراً طبیاً، والأرقام الأخری الواردة في بعض المصادر هي أرقام خاطئة (ظ: فلوغل، II/536؛ مینوي، المقدمة؛ أمیري، المقدمة، 26؛ دایرة المعارف فارسي، 1/35؛ سارتون، I/678). واقتصرت بعض هذه المواد کاللبن و اللحوم و غیرها علی عنوان واحد رغم شمولها علی أنواع کثیرة. واللحوم وغیرها علی عنوان واحد رغم شمولها علی نواع کثیرة. و العناوین عربیة علی الأغلب، وقلما نجد عنواناً فارسیاً مثل «پرسیاوشان» و «پنج أنگشت» و«باد آورد» و«برنج کابلي» و «آزادرخت» (ص 31، 56، 57، 59، 64)، وأحیاناً یونانیة أو لاتینیة (ص 17، 19، 25، 316، 317). والعناوین مرتبۀ حسب حروف الهجاء (أبتث)، غیر أن هذا الترتیب لم یُراع سوی في الحرف الأول من المفردات. و هناک اضطراب یلفت النظر في هذا المجال: أشیر في أواخر باب «ل» إلی مادتي «أبوال» و«بُزاق»، ویمکن تفسیر ذلک أن المؤلف استل المادة الأولی من معجم مرتب حسب الحروف الأخیرة للمفردات، فیما أخذ مرادف المادة الثانیة بنطر الاعتبار، أي «لعاب» وغفل عن جعلهما في الموضع الصحیح. ولم یسلط أي من الباحثین الضوء علی هذه المشکلة (ظ: ص 296-297).

والمفردات الفارسیة في کتاب الأبنیة و المستخدمة للعقاقیر و الأعضاء و الأمراض و الأخلاط بحاجة إلی تأمل و استقصاء. و هناک ثبت مفید بهذه المفردات في النسخة التي طبعتها جامعة طهران (ص 359- 442).

ونسخة أسدي الطوسي التي أشرنا إلیها کانت تعد النسخة الوحیدة المعروفة لهذا الکتاب حتی الآونة الأخیرة. وقد تم العثور علی نسخة أخری في 1345ش/ 1966م مستنسخة في القرن 8هـ/ 14م مودعة حالیاً في مکتبة مجلس الشوری الإسلامي (دانش پژوه، 491، 493).

وقد نشر زلیغمان ترجمة لاتینیة للأبنیة في فیینا خلال الفترة 1831-1833م، کما أصدر طبعة جمیلة له في 1838م مع ترجمة لاتینیة و توضیحات في هذه المدینة. و کتب عبدالخالق آخوندوف في 1892م شرحاً بالألمانیة علی هذا الکتاب قدمه کأطروحة دراسیة، ثم صدرت الترجمة الدلمانیة مع بعض التوضیحات التي قدمها آخوندوف و کوبرت و هورن و یولي في مدینة هالي عام 1893م. و هناک بحوث ودراسات أخری حول هذا الکتاب بمختلف اللغات الأوروبیة (سارتون، I/679؛ ستوري، II(2)/199-200).

وصدرت في طهران عام 1344ش/ 1965م طبعة مصورة لجزء من الکتاب عن مخطوطة أسدي، کما صدرت في 1346ش/ 1967م عن جامعة طهران طبعة کاملة لهذا الکتاب بتحقیق محبوبي أردکاني مع ملاحظات أحمد بهمنیار التي کان قد کتبها في 1950م. وتضم الطبعة مقدمة وفهارس و تساعد ملاحظات و حواشي بهمنیار علی حل بعض الالتباسات رغم احتوائها علی بعض الأخطاء الناجمة عن عدم الالتفات إلی اللهجة الهرویة کما هو الحال في شرح مفردات: «پتول» (ص 18، 36) و«میان بادافت» (ص 83) و «گنگ» (ص 90) و«کرّک» (ص 294؛ أیضاً ظ: رواقي، 798- 808؛ فکرت، 66، 132). وتعد الدراسة الدقیقة لنص الأبنیة في ضوء لهجات خراسن القدیمة أمراً مفیداً للغایة.

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ؛ أبومنصور موفق الهروي، الأبنیة عن حقائق الأدبویة، تقـ: أحمد بهمنیار و حسین محبوبي أردکاني، طهران، 1346ش؛ أمیري، منوچهر، فرهنگ داروها و واژه‌هاي دشوار کتاب الأبنیة، طهران، 1353ش؛ بهار، محمدتقي، سبک‌شناسي، طهران، 1356ش؛ دانش‌پژوه، محمدتقي، «الأبنیة عن حقائق الأدویة»، راهنماي کتاب، طهران، 1345ش، س 9، عد 5؛ دایرة المعارف فارسي؛ الرازي، محمد، الحاوي، حیدرآبادالدکن، 1387-1388هـ/ 1967-1968م؛ رواقي، علي، «الأبنیة عن حقائق الأدویة»، سخن، طهران، 1347ش، الدورة 18، عد 7؛ فکرت، محمدآصف، لغات زبان گفتاري هرات، کابل، 1355ش؛ القزویني، محمد، بیست مقاله، طهران، 1322ش؛ محبوبي أردکاني، حسین، مقدمة الأبنیة (ظ: همـ، أبومنصور)؛ مینوي، مجتبي، مقدمة الأبنیة عن حقائق الأدویة، ط مصورة، طهران، 1344ش؛ وأیضاً:

Browne, E. G., Arabian Medicine, Cambridge, 1962; id, A Literary History of Persia, Cambridge, 1951; Flügel, G., Die arabischen, persischen, turkischen Handschriften… zu Wien, Wien, 1865; Fonahn, A., Zur Quellenkunde der persischen Medizin, Leipzig, 1910; GAS; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1927; Storey, C. A., Persian Literature, London, 1971.

قسم العلوم/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: