الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبو ماضي /

فهرس الموضوعات

أبو ماضي

أبو ماضي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/11 ۲۳:۲۰:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبو ماضي، إیلیا (رمضان 1306-29 ربیع الثاني 1377/ أیار 1889-23 تشرین الثاني 1957)، شاعر و صحفي مسیحي لبناني.

ولد في المُحَیدثة من قری لبنان، وبها تلقی المبادئ الأولی لدراسته. ولتدهور الأوضاع و ضیق ذات الید توجه عام 1901م إلی الإسکندریة، وفیها – علی حد قوله – تعاطی بیع السجایر في متجر عمه نهاراً، ودرس علوم عصره المتداولة کالصرف و النحو في الکتّاب لیلاً، واختبر قریحته الشعریة واتخذ منحی الإبداع الفني و هو لم یزل غض الذهاب. وفضلاً عما طبعه من قصائد في الصحف و المجلات المصریة، بادر إلی نشر مجموعته الشعریة الأولی في 1911م باسم تذکار الماضي (عطاءالله، 2/430؛ نصر، 648، 651-654؛ الفاخوري، 4/644). ثم هاجر في 1916م إلی نیویورک، وانضم فیها إلی «الرابطة القلمیة» و هي جمعیة أدبیة، فانخرط في زمرة أباء العرب و مفکریها في المهجر، وتولی رئاسة تحریر جریدة زحلة الفتاة و مرآة الغرب، ثم نشر في 1929م مجلة السمیر (داغر، 3(1)/74؛ صیدح، 257، 268؛ حسن، 97؛ سرّاج، 321). وفي 1948م عاد إلی وطنه لبنان بدعوي من حکومتها، و نال أوسمة فخریة عدة، و في نهایة المطاف توفي في نیویورک ودفن فیها (سلیم، 182-184؛ نصر، 659).

اتبع أبوماضي في شعره قبل هجرته لأمیرکا المدرسة الکلاسیکیة شأنه شأن أغلب شعراء عصره أمثال البارودي و إسماعیل صبري وأحمد شوقي، واستلهم نهج الشعراء العرب القدامی و خاصة شعراء العصر العباسي أمثال أبي نواس و أبي العلاء المعري و المتنبي، بل حاکی أحیاناً في قصائده أسلوب الشعراء الجاهلیین (المقدسي، 426؛ صیدح، 254؛ سراج، 328). وأشعاره في هذه المرحلة خلو من أي جدة و إبداع سواء في الشکل، أو المضمون؛ و أفضل دلیل علی ذلک دیوانه الأول تذکار الماضي الذي نشره عام 1911م قبل هجرته لأمیرکا (میرزا، 26-27؛ سراج، 327-328)، ولکنه بعد انضمامه إلی الرابطة القلمیة لشعراء عرب المهجر في أمیرکا أمصال جبران خلیل جبران و میخائیل نعیمة ونسیب عریضة (أعضاء الرابطة القملیة) الذین یدعون بشعراء المهجر الشمالي، أحجم عن الشعر الکلاسیکي الذي انصب اهتمامه علی الزخرفة اللفظیة أکثر من اکتراثه بالمعاني و المضامین، و نزع إلی الأدب الرومانسي للقرن 18 م و ثقافته، فتبلورت فیه نزعة أدبیة جدیدة، وحل في القمة علی رأس قائمة شعراء المهجر الشمالي (ضیف، 182؛ صیدح، 258؛ سراج، 321). وقد خاض مرحلة جدیدة من حیاته الشعریة بنظرته الخاصة و الجدیدة إلی الحیاة و الإنسان و الطبیعة التي امتزجت بضرب من الفکر الفلسفي العمیق. فقد فتق في هذه المرحلة القشرة الخارجیة للشعر، وأمعن النظر في لُبابه، و تعبد التعمق في الفکر نهجاً له. و فضلاً عن ذلک، فقد مزج کلامه بأحاسیسه المرهفة، فتجلی في شعره نوع من الإبداع و الابتکار. وقد تبلور کل لک في دیوانیه الثالث الجداول و الرابع الخمائل اللذین نشرا حین إقامته في أمیرکا (حطیط، 379؛ الدهان، 292-296).

وقد أنشد أبوماضي قصیدته «الطلاسم» کبری قصائده التي عرفت باسم «لست أدري» في 284 بیتاً متأثراً برباعیات الخیام (ظ: قبش، 303؛ ضیف، 183). وتسوقنا عبارة «لست أدري» تلقائیاً إلی الأفکار «اللاأدریة»، ویؤول الأمر لامحالة إلی «الجبریة» الخیامیة. وقد وجدت في الغالب هذه القصیدة و نظائرها من قصائده الأخری رواجاً کثیراً لجدتها و تمردها علی التقالید الشعریة، و إن لم تتطو حقاً علی کنه مبادئه الفکریة و الواقعیة. و تنم شخصیته في الغالب عن شاعر صادق مغرم بالحیاة، لایری الوجود ولید الأهواء، أو الصدفة المحضة، بل ولید الحکمة (الحاوي، 6). ویری الطبیعة مسلیة للروح، وملاذاً له حین هرویه منالواقع المریر. ویداعب خیالَه جمالُها الساحر الذي یعده في حد ذاته وجوداً حیاً حساساً لطیفاً، ویهمس في أذنیه أمال الوجود ورؤاه. کل هذا قد صیره شاعراً رومانسیاً یلحظ بتفاؤل للوجود کله (شرارة، 45).

وقد تطرق أبوماضي بوفرة في أشعاره إلی قضایا عصره الاجتماعیة، ولکنه في هذا المضمار شدنه شأن بقیة الشعراء الرومانسیین تطغی عنده العاطفة علی العقل. ونراه یدعو مواطنیه لحل مشاکل المجتمع مثل التمایز الطبقی و خنوع الإنسان إزاء الجبابرة و عمالة حکام عصره، إلی الکفاح لنیل الحریة و العزة و الکرامة و دحض العنصریة (م.ن، 50-51؛ أیضاً ظ: أبو شبکي، 307). وهو یؤکد کثیراً علی عفاف النساء وطهرهن، ویعد المرأة خدینته في رحلاته العلویة، ویمدحها بأجمل الأوصاف (میرزا، 53-55).

 

آثاره

طبعت مجموعاته الشعریة کلها، وهي تبر وتراب (بیروت، 1960م)، و تذکار الماضي (الإسکندریة، 1911م)، و الجداول (نیویورک، 1927م)، و المائل (نیویورک، 1940م)، ودیوان أبي ماضي (نیویورک، 1919م). وفي هذه الدواوین التي امتزج فیها الأسلوبان القدیم و الجدید، نری بناءه الشعري وأسلوبه الفني یبلغان الذروة حیناً، وینحطان إلی مستوی الکلام العادي حیناً آخر. ویلاحظ في دیوانه الجداول تأثره بالإنجیل في عرضه للقصص القصیرة الرمزیة، والأمثال والتشبیهات، وتعابیر الکتاب المقدس الحکمیة. و رغم أنه سعی في الخمائل أن یردد نفس صوره و معانیه المتفائلة، لکنه حاول أن یمیط عن أفکاره تأثره بالمجتمع الأمیرکي، وأن یقیم علاقات متینة مع الحیاة والحقائق الملموسة (شرارة، 36؛ الملائکة، 741-744).

 

المصادر

أبوشبکة، إلیاس، «إیلیا أبوماضي الشاعر»، المقتطف، القاهرة، 1932م؛ عد 81؛ الحاوي، إیلیا، أبوماضي شاعر التساؤل و التفاؤل، بیروت، 1981م؛ حسن، محمد عبدالغني، الشعر العربي في المهجر، القاهرة، 1955م؛ حطیط، کاظم، أعلام و رواد في الأدب العربي، بیروت، 1987م؛ داغر، یوسف أسعد، مصادر الدراسة الأدبیة، بیروت، 1972م؛ الدهان، سامي، قدماء و معاصرون ، القاهرة، 1961م؛ سراج، نادرة جمیل، شعراء الرابطة القمیة، القاهرة، دارالمعارف؛ سلیم، جورج، إیلیا أبوماضي دراسات عنه وأشعاره المجهولة، القاهرة، 1975م؛ شرارة، عبداللطیف، إیلیا أبوماضي، بیروت، 1961م؛ صیدح، جورج، أدبنا و أدباؤنا في المهاجر الأمیرکیة، بیروت، 1957م؛ ضیف، شوقي دراسات في الشعر العربي المعاصر، القاهرة، دائرة المعارف؛ عطاءالله، رشیدیوسف، تاریخ الآداب العربیة، تقـ: علي نجیب عطوي، بیروت، 1985م؛ الفاخوري، حنا، الموجز في الأدب العربي و تاریخه، بیروت، 1985م؛ قبش، أحمد، تاریخ الشعر العربي الحدیث، بیروت، دارالجیل؛ المقدسي، أنیس، أعلام الجبل الأول، بیروت، 1980م؛ الملائکة، نازک، «إیلیا أبوماضي في دیوانه الجداول»، الأدب، 1958م، س 3، عد 1؛ میرزا، زهیر، «دراسة عن إیلیا أبي ماضي، شاعر المهجر الأکبر»، دیوان إیلیا أبوماضي، تقـ: سامي الدهان، بیروت، دارالعودة؛ نصر، جرجي إبراهیم، أمیر شعراء المهجر إیلیا أبوماضي، بیروت، 1970م.

عزت ملا إبراهیمي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: