الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوالفتح الدیلمي /

فهرس الموضوعات

أبوالفتح الدیلمي

أبوالفتح الدیلمي

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/9 ۰۰:۱۳:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالْفَتحِ الْدَّیلَميّ، الناصر بن الحسن بن محمد (مقـ 444هـ/ 1052م)، عالم ورجل سیاسة زیدي یمني و مؤلف کتاب کبیر في التفسیر. وردت في المصادر أقوال مختلفة بشأن اسمه و نسبه. یوصل البعض نسبه إلی الإمام الحسن (ع)، بینما یوصله البعض الآخر إلی الإمام الحسین (ع) (ظ: العرشي، 36؛ المحلي، 2/99؛ یحیی، 1/246؛ زیارة، أئمة...، 1/90). وقد ذُکر اسمه بشکلي الحسین بن الناصر، أو أبي الفتح ابن الناصر أیضاً (المحلي، یحیي، ن.صص).

وسنة ولادة أبي الفتح و کذلک حیاته في إیران خافیة علینا. وقد قیل إنه أعلن دعوته الزیدیة في بلاد الدیلم (شمالي إیران في 430هـ/ 1039م (العرشي، زبارة، ن.صص). لکن لم یُذکر شيء عن کیفیة هذه الدعوة و عن نشاطاته. و یبدأ أهم فصل من حیاته في 437هـ عندما ظهر في البون بالیمن (الشیباني، 13؛ یحیی، ن.ص؛ قا: الحداد، 182). واستناداً إلی ماقاله هو فإنه و بسبب شیوع الفسق والفجور هناک دعا الناس إلی الثورة، وأعلن أن هدفه من هذه الدعوظ هو إقامة حکم الکتاب والسنة والعمل بأحکام الشرع ونظر العلم (ظ: المحلي، 2/103؛ زیارة، ن.م، 1/91). وقد أرسل دعاته إلی المناطق المختلفة في أعلن الیمن، کما أرسل رسائل دعوة موجهة إلی جمیع الناس في کل صوب (الحداد، 182-183؛ المحلي، 2/100). وبعد أن ذاع صیته في الیمن وعظم أمره، انبری لجمع جیش بمساعدظ بني همدان في البون، ثم استولی – بارتکابه المجازر و إحلاله الدمار – علی مدینة صعدة التي کانت ملجأ أبناء الهادي إلی الحق (حکـ 284- 298هـ/ 897-911م) أول إمام لزیدیة الیمن، واحتل منطقة الظاهر و أسس هناک قلعة ظفار قر ذئبین (الشیباني، ن.ص؛ المحلي، 2/104؛ زیارة، ن.م، 1/92؛ أیضاً ظ: EI2, S).

سیطر أبوالفتح علی صنعاء في شوال (ظ: ن.ص) أو ذي القعدة 437، وبعد دخوله المدینة و استیلائه علی خزائنها، أخذ البیعة من جعفر ابن القاسم العیاني الذي کان زعیم الزیدیة هناک (ن.ص)، فعیّن أبوالفتح ابني القاسم بن الحسین العیاني لحکم تلک المدینة، بینما نصب سعید بن یید من بوادي صنعاء قاضیاً (یحیی، الشیباني، زیارة، ن.صص)، ثم عاد هو إلی ذئبین و ظل فیها إلی شهر صفر من السنة التالیة. وفي 438هـ غادر ذئبین إلی جدّان (أسفل وادي السر من بلاد بني حشیش)، ومن هناک إلی عَلَب (جنوب مدینة صنعاء) و بنی قلعة علب واستقر هناک، وبدأت قوته بالإزدیاد. من جهة أخری وبإرساله دعوة إلی رؤساء قبائل عنس، استجاب له 100 فارس منهم و بایعوه (یحیی، 1/246- 247؛ زیارة، ن.ص).

وجدیر بالذکر أن صنعاء و توابعها کانت تشهد في القرن 4 هـ صراعات متوالیة بین قبائلها المختلفة، حیث کان کل من آل الضحاک بقیادة محمد ابن قیس بن الضحاک و آل حاشد بزعامة ابن أبي حاشد و قبیلة خولان بقیادة ابن أبي الفتوح، یرید نیل الحکم في صنعاء. و هنا لاینبغي التغاضي عن وجود جعفر بن القاسم العیاني زعیم الزیدیة هناک (ظ: الحداد، 182)، وربما کان هذا هو الذي جعل أبا الفتح یمد ید الصداقة إلی جعفر ابن القاسم و یجعله أمیر الأمراء ویعطیه الربع من الخراج (یحیی، زیارة، ن.صص)، رغم أن هذه الصداقة لم تدم طویلاً، إذ سرعان ماتوترت العلاقة بینهما. و ربما أمکن العثور علی جذور هذا الخلاف في النزاعات القبلیة و ظهور مدع جدید مثل أبي الفتح علی مسرح الحوادث السیاسیة في صنعاء. و مهماً یکن فقد غادر جعفر بن القاسم صنعاء برفقة ابن أبي حاشد ووقف في مواجهة أبي الفتح، فأصدر أبوالفتح الذي یحتمل أنه کان في مقره بعلب، أمراً بتأمیر بیوت بني حارث وبني مروان، فاستشاط ابن أبي الفتوح و ابن أبي حاشد غضباً من تصرفه هذا و ذهبا إلی صنعاء وخلعا ولاته و موظفیه من مناصبهم و طردا أنصاره من جامع المدینة وأسقطا اسمه من الخطبة (الشیباني، 13؛ یحیی، زیارة، ن.صص). وإثر تمرد هذین الاثنین خرج أبوالفتح من علب إلی الجوف ثم عاد إلی البون وعنس، فانبری جعفر بن القاسم لمطاردته، ونشبت حروب کثیرة بین هذین الاثنین من أجل الاستیلاء علی المواقع العسکریة في أثافت وعجیب (یحیی، ن.ص؛ زیارة، أئمة، 1/92).

وفي 439هـ بدأت قوة أبي الفتح تضمحل بظهور علي بن محمد الصلیحي مؤسس دولة الصلحیین الباطنیة و احتلاله جبل مسار. و بتزاید قوة الصلیحي یوماً بعد یوم، أعرض الناس عن نصرة أبي التفح، کما أدار له المقربون منه أیضاً ظهورهم، و کان هو ینتقل من مدینة إلی مدینة هارباً بین مدن بني خولان و عنس و ذئبین خوفاً من الصلیحي (یحیی، 1/248، 250؛ زیارة، ن.م، 1/93)، إلی أن ساتولی الصلیحي أخیراً علی صنعاء ثم علی الیمن بأسرها (ن.م، 1/92- 93؛ یحیی، 1/249). ربما أمکن اعتبار الخلافات الداخلیة بین أبي الفتح و بین قادته و أمرائه، وکذلک المنافسة بین القبائل الیمنیة والعصبیة القبلیة من عوامل سیطرة الصلیحي علی صنعاء (ظ: الحداد، 183).

ومهما یکن فبعد احتلال الصلیحي صنعاء في ربیع الأول 444، اضطر أبوالفتح للجوء إلی نجاح حاکم تهامة و حرضه في رسالة علی الصلیحي، وطلب إلیه إخراج الصلیحي من صنعاء و السیرة علیها. و قد أسفرت المراسلات بین أبي الفتح و نجاح عن توتر العلاقات بین اصلیحي و نجاح (الهمداني، 82)، فأرسل نجاح جیشاً ضخماً لحرب الصلیحي، إلا أن التفوق کان للصلیحي، وأخیراً اشتبک الصلیحي في مدینة عنس مع أبي الفتح و فریق من أنصاره أواخر 444هـ، فقُتل أبوالفتح و مرافقوه في هذه المعرکة و دفنوا بموضع في نجدالجاح قرب رداع (زیارة، ن.ص؛ لمعرفة التواریخ الآخری بشأن سنة مقتله، ظ: المحلي، 2/104؛ یارة، إتحاف...، 51؛ أیضاً ظ: الشیباني، ن.ص). وقد نقل ابنه محمد بن الناصر فیما بعد جثمان أبیه إلی ردمان من مدن عنس. و قیل إن رأس أبي الفتح أخذ إلی صنعاء بینما دفنت جثته في أفیق من مدن عنس (الهمداني، 82-83؛ یحیی، 1/250؛ زیارة، أئمة، 1/93؛ المحلي، ن.ص). وفي القرن 11 هـ أقیم علی قبره بناء اشتهر بـ «قاع الدیلمي». وقد نبغ من أحفاده علماء کبار في مدینة ذمار و غیرها و اشتهروا ببني الدیلمي (زیارة، ن.ص؛ EI2, S).

آثاره: کان لأبي الفتح مؤلفات أهمها تفسیر للقرآن الکریم في 4 أجزاء، قیل إنه کان یتضمن دقائق و غرائب في علوم مختلفة (المحلي، 2/99؛ زرزور، 141). توجد مخطوطة منه في مکتبة صنعاء تحت عنوان البراهان في تفسیر القران (صنعاء، 1/104)، کما تحفظ ضمن مجموعة بمکتبة برلین ورقة تحت عنوان «تفسیر القرآن الکریم» (آلوارت، رقم 4950). وجدیر بالذکر أن زرزوراً انبری في مادة التفسیر الکبیر، لکتابة شرح عن تفسیره، و فضلاً عن نقله قسماً من تفسیر سورة الإسراء من هذا الکتاب، فقد أورد أیضاً خاتمة النسخة (ص 141-143)، إلا أنه ذکر في الهامش وفي مصادر کتابه اسم المخطوطة بشکل البرهان. ویستشف من ظاهر الأمر أن التفسیر الکبیر لیس سوی البرهان نفسه.

ومن بقیة آثاره: الرسالة المبهجة في الرد علی الفرقة الضالة المجلجلة (یقصد المطرفیة)، توجد مخطوطة منها في مکتبة برلین (آلوارت، ن.ص)؛ مسائل القاسم بن العباس، و هو ردود أبي الفتح علی أسئلة فقهیة و کلامیة، توجد مخطوطة منه في المتحف البریطاني (ریو، 796-797). کما أورد المحلي في الحدائق الوردیة (2/100- 104) النص الکامل لرسالة أبي الفتح التي دعا فیها أهل الیمن للثورة.

 

المصادر

الحداد، محمد یحیی، تاریخ الیمن السیاسي، الیمن، 1396هـ/ 1976م؛ زیارة، محمد، إتحاف المسترشدین، صنعاء، 1343هـ؛ م.ن، أئمة الیمن، تعز، 1372هـ/ 1952م؛ زرزور، عدنان، الحاکم الجشمي ومنهجه في تفسیر القرآن، بیروت، مؤسسة الرسالة؛ الشیباني، عبدالرحمان، العیون في أخبار الیمن المیمون، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ صنعاء، المخطوطات؛ العرشي، حسین، بلوغ المرام في شرح مسک الختام، تقـ: أنستاس ماري الکرملي، بیروت، 1939م؛ المحلي، حمید، الحدائق الوردیة، بیروت، دار أسامة، الهمداني، حسین، الصلیحیون والحرکة الفاطمیة في الیمن، القاهرة مکتبة مصر؛ یحیی بن الحسین، غایة الأماني في أخبار القطر الیماني، تقـ: سعید عبدالفتاح عاشور و محمدمصطفی زیادة، القاهرة، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; EI2, S; Rieu, Ch, Supplement to the Catalogue of the Arabic Manuscripts in the British Museum, London, 1894.

سیمین محقق/ هـ

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: