الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوالفضل تاج الدین /

فهرس الموضوعات

أبوالفضل تاج الدین

أبوالفضل تاج الدین

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/9 ۲۳:۰۱:۰۲ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالْفَضْلِ تاجُ الْدّین، نصربن خلف (تـ 559هـ/ 1164م)، حاکم سجستان الشهیر و عامل دولة السلاجقة.

لاتتوفر معلومات عن موطنه و أصله قبل أواسط القرن 5 هـ/ 11م. و أما سلاسل النسب التي ذکرها کتّاب مثل زامباور (ص 302) وبازورث (ظ: إیرانیکا) استناداً إلی ماورد في تاریخ سیستان عن والده وجده و خاصة أبا العباس والد بهاءالدولة خلف، فلابد من إعادة النظر فیها ثانیة. فقد عدّ هؤلاء الکتّاب أبا الفضل و أسلافه من الأسرة الصفاریة بسجستان (ن.صص)، في حین لایوجد أي دلیل علی صحة هذا الادعاء. فلم یتحدث المؤرخون المعاصرون له مثل ظهیرالدین النیسابوري و الراوندي و صاحب تاریخ سیستان عن نسبه هذا فحسب، بل حتی الشعراء المعاصرین و المادحین له لم یشیروا أیضاً إلی هذا الموضوع. ولم یعثر مؤرخون آخرون مثل منهاج سراج (1/275-276) ومیرخواند (4/656) علی نسبه، وشکّوا في صحة انتساب أسرته إلی الصفاریین. کما لایدل وجود أسماء مثل خلف وأحمد و طاهر في أسرته والأسرة الصفاریة، علی قرابة هاتین الأسرتین البتة. و علی أیة حال، فقد ذکر معاصروه من الشعراء (المختاري، 74-75، 103؛ الجبلي، 229؛ رشیدالدین الوطواط، دیوان، 296) و صاحب تاریخ سیستان (ص 385) أن اسم والده هو بهاءالدولة خلف، في حین عدّه منهاج سراج (1/276) ابناً لطاهر [بن نصر] (مقـ 480هـ) وکنیته أبا الفتح، وذکر أنه کان یعتبر نفسه من أبناء کیکاووس.

ویعد أول حدیث عن حیاته إلی عهد حکم أبیه بهاء الدولة خلف. فعندما بسط سنجر السلجوقي (تـ 552هـ/1157م) حکمه علی شرق إیران، سیّر في صفر 496قائد جیشه برغش إلی سجستان و تصالح الأخیر مع بهاءالدولة، ویبدو أن النیة قد انعقدت علی أن یصطحب الأمیر برغش أبا الفضل إلی ترمذ و بلخ حین عودته. فاصطحبه معه، و بقي أبوالفضل هناک 6 أشهر ثم عاد بعد ذلک – کما یبدو – إلی سجستان، حیث وردت مخالفته لأبیه في تاریخ سیستان في حوادث تلک السنة (ص 389-390).

ویعتبر تاریخ سیستان المصدر الوحید الذي تحدث عن اختلافاته وصراعاته العائلیة الأمویة التي النتهت إلی عزل أبیه وتولیه هو السلطة. ففي أول رجب 499 ثار أبوالفضل علی أبیه في سجستان، واستلم زمام حکمها في 22 رمضان من نفس السنة بدعم من وجهائها. فلب بهاءالدولة مع ابنه الآخر الأمیر شاهنشاه العونَ من الأمیر قلمش (قتلمش) حاکم إسفزار. وانضم قلمش إلی بهاءالدولة في 15 محرم 501، إلا أن الأب والابن تصالحا أخیراً، وتولی أبوالفضل الحکم (ن.م، 390-391؛ قا: منهاج سراج، ن.ص). ویبدو أن المؤرخین الذین عدّوا مدة حکمه 80 سنة و عمره 100 سنة أو أکثر (ابن الأثیر، 11/313؛ الذهبي، 3/31؛ ابن شاکر، 17/166)، قد ظنّوا أنه کان خلیفة أبي العباس، ولم یحسبوا فترة حکم والده بهاءالدولة خلف و جده أبي العباس الذي تولی الحکم في 480هـ (تاریخ سیستان، 383-384).

وقد حظي حکم أبي الفضل لسجستان بعد تغلبه علی منافسیه، بتأیید رسمي من سنجر (ظهیرالدین، 44؛ الراوندي، 169)، وقد توثّقت علاقتهما بزواج أبي الفضل من أخته صفیة خاتون (دولتشاه، 85). وبقي أبوالفضل محافظاً علی وفائه لسنجر، وکان من مستشاریه (منتجب الدین، 90)، وشارک في إجراءاته العسکریة بشکل فاعل. وتولی في 508هـ/ 1114م قیادة قسم من جیشه خلال حملته علی غزنین للإطاحة بأرسلان شاه الغزنوي. وقد أشاد بعض مؤرخي وشعراء العصر السلجوقي کلّ الإشادة بشجاعته و بطولاته في هذه الحرب التي انتهت بانتصار سنجر (الراوندي، ن.ص؛ الحسیني، 91؛ ابن الأثیر، 10/504-506؛ البنداري، 242؛ الجبلي، 313-314، 319). وفي 513هـ حیث هجم سنجر علی عراق العجم لقمع ابن أخه محمود بن محمد، أرسل أبوالفضل ابنه لمساعدته (ابن الأثیر، 10/551)، ولکن یبدو من القصیدة التي نظمها الجبلي (ص 319) في مدح أبي الفضل أنه هو نفسه شارک في هذه الحرب.وفي 535هـ/1141م حینما أرسل سنجر جیوشه لمعاقبة أحمدخان حاکم سمرقند، کان أبوالفضل مع جیشه. و في هذه الحملة التي انتهت بانتصار سنجر، طلب أبوالفضل من أئمة سمرقند أن یکتبوا رسالة حول معتقدات أهل السنة لینشرها في سجستان. فبادر الفقیه الحنفي أبوحفص عمر النسفي إلی تدوین رسالة بیان اعتقاد أهل السنة و الجماعة وأیّدها أیضاً فقهاء سمرقند الآخرون (الرشداني، 163؛ أیضاً ظ: میرخواند، 4/312). وإذا أخذنا بنظر الاعتبار قرب قهستان من سجستان، وأن الإسماعیلیین سبق وأن هجموا علی هذه البلاد (تاریخ سیستان، 391)، فربما کان یهدف من إجرائه هذا، هو التصدي للإسماعیلین.

وفي السنة التالیة شارک أبوالفضل أیضاً في حرب سنجر ضد القراختائیین، وحینما هُزم جیش سنجر في قَطَوان (ضواحي سمرقند) هزیمة نکراء، بادر أبوالفضل إلی مساعدة سنجر للهروب، فوقع هو في الأسر. وقد أشاد گورخان القراختائي بمروءته و بسالته، وأحاطه بکثیر عطفه خلال فترة أسره، وفي نهایة المطاف أطلق سراحه في 537هـ، فعاد في شوال السنة التالیة إلی سجستان (الراوندي، 173-174؛ تاریخ سیستان، ن.ص؛ قا: منهاج سراج، 1/276، الذي یری أنه هرب من عند گورخان).

وفي 548هـ/ 1153م حیث أسر الغز سنجر السلجوقي واستولوا علی مدن خراسان، کان أبوالفضل من جملة الأمراء الذین استدعاهم أتسز أمیر خوارزم لإخراج الغز منها (رشیدالدین الوطواط، عرایس...، ورقة 25 ألف – 26 ألف؛ أیضاً ظ: الجویني، 2/12-13). ومنذ ذلک الحین و حتی وفاة أبي الفضل لیست هناک معلومات عنه و عن علاقاته مع خلیفة السلطان سنجر، أو الحکام الآخرین. و بعد وفاته تولی الحکم ابنه شمس الدین أبوالفتح أحمد بن نصر (ابن الأثیر، 11/313؛ منهاج سراج، 1/277).

وقد ذکر الکتّاب أبا الفضل باعتباره أمیراً فاضلاً عادلاً عالماً امتدت آثار عدله و فضله بعد موته إلی خارج سجستان. کان أبوالفضل یؤمن بمذهب أهل السنة، ویؤم أحیاناً الناس في صلاة الجمعة (ابن الأثیر، الذهبي، ن.صص؛ منهاج سراج، 1/276-277)، وربما دُعي بـ «الأمیر الإمام» لهذا السبب (الرشداني، ن.ص).

ومن بین شعراء بلاطه المشهورین، تجدر الإشارة إلی عبدالواسع الجبلي الذي کاتبه أیضاً، ومدحه في عدّة قصائد (ص 64-65، مخـ؛ أیضاً ظ: إقبال، 296). ومن بین مادحیه الآخرین یمکننا ذکر رشیدالدین الوطواط (دیوان، 296) وعثمان المختاري (ص 74-75، 103-104).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن شاکر الکتبي، محمد، عیون التواریخ، مخطوطة مکتبة أحمد الثالث بإستانبول، عد 2922؛ إقبال آشتیاني، عباس، وزارت در عهد سلاطین بزرگ سلجوقي، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه ویحیی ذکاء، طهران، 1338ش؛ البنداري الأصفهاني، فتح، زبدة النصرة، مختصر تاریخ آل سلجوق لعماد الدین الکاتب، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ تاریخ سیستان، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1352ش؛ الجبلي، عبدالواسع، دیوان، تقـ: ذبیح الله صفا، طهران، 1356ش؛ الجویني، عطاملک، تاریخ جهانگشاي، تقـ: محمد قزویني، لیدن، 1334هـ/ 1916م؛ الحسیني، علي، أخبارالدولة السلجوقیة، تقـ: محمد إقبال، لاهور، 1933م؛ دولتشاه السمرقندي، تذکرة الشعراء، تقـ: محمدرمضاني، طهران، 1366ش؛ الذهبي، محمد، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ الراوندي، محمد، راحة الصدور، تقـ: محمد إقبال، طهران، 1333ش؛ الرشداني، علي، مقدمة رسالة «بیان اعتقاد أهل سنت و جماعت» لأبي حفص عمر النسفي، فرهنگ إیران زمین، طهران، 1335ش، ج 4؛ رشیدالدین الوطواط، محمد، دیوان، تقـ: سعید نفیسي، طهران، 1339ش؛ م.ن، عرابس الخواطر، مخطوطة المکتبة المرکزیة بجامعة طهران، عد 4074؛ زامباور، معجم الأنساب، تجـ: زکي محمدحسن و حسن أحمد محمود، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ ظهیرالدین النیسابوري، سلجوقنامه، طهران، 1332ش؛ المختاري، عثمان، دیوان، تقـ: جلال همائي، طهران، 1341ش؛ منتجب الدین بدیع، علي، عتبة الکتبة، تقـ: محمدقزویني و عباس إقبال، طهران، 1329شغ منهاج سراج، عثمان، طبقات ناصري، تقـ: عبدالحي حبیبي، کابل، 1342ش؛ میرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ وأیضاً:

Iranica.

أبوالفضل خطیبي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: