الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوغانم الخراساني /

فهرس الموضوعات

أبوغانم الخراساني

أبوغانم الخراساني

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/8 ۲۳:۳۲:۰۹ تاریخ تألیف المقالة

أَبوغانِمٍ الْخُراسانيّ، بشر بن غانم، الفقیه الإباضي في النصف الثاني للقرن 2هـ/ 8م، جامع أقدم کتاب شامل في الفقه الإباضي. کان أبوغانم من إباضیة خراسان. توجه بعد وفاة أبي عبیدة مسلم بن أبي کریمة (تـ قبل 158هـ/ 775م) علی عهد رئاسة الربیع بن حبیب إلی البصرة و ربما إلی مکة لاکتساب العلم، و تعلم علی تلامذة أبي عبیدة. و من بین الذین روی عنهم أبو غانم في کتابه المدونة تلاحظ أسماء الربیع بن حبیب البصري و محبوب بن رحیل العبدي ووائل بن أیوب الحضرمي و أبي غسان مخلد بن معرد وأبي المهاجر الکوفي، وإلی جانب هؤلاء أسماء أمثال أبي سعید عبدالله بن عبدالعزیز و أبي المؤرج من الشیوخ الإباضیة المطرودین (ظ: فان إسن، 41).

جمع أبوغانم حصیلته من المشایخ المذکورین في مجال فقه الإباضیة، خاصة آراء أبي عبیدة في کتاب سمي بالمدونة لیتناسب مع أسلوب التألیف. ویشبه هذا الکتاب مدونة سحنون في الفقه المالکي من حیث أسلوب السؤال والجواب.

توجه أبوغانم علی عهد حکومة عبدالوهاب بن عبدالرحمان إمام تاهرت الرستمي (168-208هـ/ 784-833م) إلی المغرب، وفي تاهرت قدّم لعبد الوهاب نسخة من المدونة. وفي طریقه و خلالل مروره بجبل نفوسة التقی عالم تلک الدیار الشهیر عمروس بن فتح المساکنی و أودع لدیه نسخة من المدونة، فقام عمروس بدوره باستنساخ نسخة أخری له علیها. ولدی عودته استرجع أبوغانم النسخة المودعة لدی عمروس وجاءبها إلی المشرق (ظ: الدرجیني، 2/320، 323؛ الشماخي، 1/194-195). ولایعلم أي شيء عن مصیره في المشرق، إلا أن اسمه ظل خالداً في المغرب.

یحظی أبوغانم و کتابه المدونة بمنزلة خاصة في تاریخ الفقه الإباضي لشمالي إفریقیة، وکان خمسة أشخاص «حملة العلم» قد تعلموا الفقه الإباضي علی أبي عبیدة في البصرة قبل أبي غانم بعقود و جاؤوا إلی المغرب، فعدّ ابن مغطیر النفوسي – الذي کان قد تلقی العلم من أبي عبیدة قبلهم، وبسبب التطور الذي کان یستشعره في تعالیم أبي عبیدة – ماتعلّمه منسوخاً (ظ: م.ن، 1/128). إلا أن فقه تلامیذ أبي عبیدة البصیریین کان مایزال في حالة تبلور، و علی مدی نصف قرن، هیمنت المدرسة البصریة – المکیة لهذه المجموعة من تلامذة أبي عبیدة علی المجامع العلمیة الإباضیة في الشرق. أما أبوغانم الذي کان قد أدرک مجالس مؤسسي هذه المدرسة و تعلم الفقه علیهم، فقد جاء في سفره إلی المغرب بتعالیم المدرسة الفقهیة البصریة – المکیة في قالب المدونة. وبنفس القدر الذي کان یبدو فیه فقه ابن مغطیر منسوخاً أمام فقه حملة العلم، ربما کان فقه حملة العلم یبدو هو الآخر قدیماً أمام فقه المدونة. وعلی أیة حال، فقد حظیت تعالیم المدرسة البصریة – المکیة للربیع بن حبیب في المغرب أیضاً بما حظیت به في المشرق من قبول، وقوبل کتاب المدونة لأبي غانم بوصفه متناً فقهیاً معتبراً.

وخلال سقوط تاهرت و الحریق الذي شب في مکتبة الرستمیین في السنوات الدخیرة من القرن 3هـ/ 9م، احترقت مخطوطة المدونة، وأصبحت نسخة عمروس التي کانت فریدة في المغرب، أساساً للنسخ التي کُتب فیما بعد (ظ: الدرجیني، 2/323؛ الشماخي، 1/195؛ قا: فان إس، ن.ص). وکانت المدونة تعرف في المغرب بأسماء الغانمي و الغانمیات و دیوان أبي غانم أیضاً (الدرجیني، 2/389، 396؛ الشماخي، 2/106؛ فان إس، ن.ص).

وقد کان هذا الکتاب و علی الأقل إلی حین تشکیل العزّابة في القرن 5هـ/ 11م (ظ: ن.د، 2/30)، المتن الأساسي لفقه إباضیة المغرب. و یثیر الانتباه بهذا الصدد و جهة النظر المادحة التي أعلنها أبوعبدالله محمد ابن بکر مؤسس العزابة (ظ: الدرجیني، 2/389). ورغم أن شیوخ العزابة قد أعدوا في القرن 5هـ دیوانهم الفقهي المشهور (م.ن، 2/455-456)، إلا أن تألیف الدیوان لم یؤثر في المکانة التي حظیت بها المدونة. کما اعتبر أبویعقوب یوسف بن خلفون في النصف الثاني من القرن 6هـ کتابات أبي غانم ذات قیمة أکبر بکثیر من مؤلفات شیوخ العزابة، وکان یعتقد أن مؤلفات أبي غانم ماتزال تشکل أهم مصادر الفقه الإباضي في المغرب (م.ن، 2/496؛ الشماخي، ن.ص).

وفي القرن 7هـ/ 13م امتدح الدرجیني عالم المغرب الشهیر، المدونة من حیث وثاقتها و انتظام موضوعاتها (2/389-390). وفي القرن 8هـ عدّد البرّادي ضمن ذکره آثار الإباضیة و خلال ذکره المدونة، أحدَ عشر جزءاً من الکتاب، و ذکّر أنه لم یر الجزء الثاني عشر (کتاب الزکاة) علی الإطلاق (ظ: فان إس، 38-39). واستناداً إلی المصادر، فإن نسخة عمروس التي کانت قد کتبت علی عهد المؤلف، کانت هي الأخری مقسمة إلی 12 جزءاً (ظ: الدرجیني، 2/323؛ الشماخي، 1/194). وقد رتب مؤخراً محمد بن یوسف أطفیش (تـ 1332هـ/ 1914م) المدونة ترتیباً جدیداً، وکتب لها حواشي (الحارثي، 276؛ فان إس، 39).

وتوجد المدونة الیوم بشکلین: المدونة الکبری، التي طبعت بترتیب أطفیش في بیروت (1394هـ/1974م)، ولها مخطوطات عدیدة؛ المدونة الصغری، التي توجد مخطوطات لها في مکتبتي إبراهیم بن باقر في بني یزقن، و الخزانة البارونیة في جربة (للتعرف إلی الفرق بین هذین الشکلین و مخطوطاتهما، ظ: م.ن، GAS, I/586; 38-42). طبع هذا الکتاب في عُمان سنة 1404هـ/ 1984م. وینبغي أن نضیف أن المدونة ترجمت إلی اللغة البربریة أیضاً (ظ: ن.ص).

وفیما عدا المدونة، یوجد أیضاً مؤلف آخر لأبي غانم یسمی اختلاف الفتیا. و یضم هذا الکتاب أیضاً روایات أبي غانم الفقهیة عن أبي عبیدة، إلا أنه خلافاً للمدونة لم یؤلف بشکل سؤال و جواب (فان إس، 40). واستناداً إلی روایة یوسف بن خلفون فإن هذا الکتاب کان لأبي غانم الخراساني، وکان في القرن 6هـ منتشراً بقدر انتشار المدونة (ظ: الشماخي، 2/106؛ قا: الدرجیني، 2/496)، لکن ولما کان مکتوباً في عنوان مخطوطة اختلاف الفتیا (مع مخطوطة من المدونة) الموجودة في مکتبة بني یزقن: «کتاب اختلاف الفتیا، روایة غانم بن بشر بن غانم عن الربیع بن حبیب...»، تصور البعض (ظ: فان إس، ن.ص) أن اختلاف الفتیا هو لغانم بن أبي غانم الخراساني الذي هو غیر معروف لنا.

کما جمع أبویعقوب الورجلاني مجموعة من روایات أفلح بن عبدالوهاب الرستمي عن أبي غانم الخراساني، مع فوائد أخری وأضفاها إلیه بوصفها الجزء الرابع من مسند الربیع (ظ: الحارثي، 150). ویحتمل أن یکون أفلح قد تلقی هذه الروایات من أبي غانم خلال وجوده في المغرب.

 

المصادر

الحارثي، سالمف العقود الفضیة، عُمان، 1403هـ/ 1983م؛ الدرجیني أحمد، طبقات المشائخ بالمغرب، تقـ: إبراهیم طلاي، الجزائر، 1394هـ/1974م؛ الشماخي، أحمد، السیر، تقـ: أحمد بن سعود السیابي، عِمان، 1407هـ/ 1987م؛ وأیضاً:

GAS; Van Ess, J., «Untersuchungen zu einigen Ibāḍitischen Hands-shriften», ZDMG, 1976, vol. CXXVI(1).

أحمد پاکتچي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: