الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبوالعنبس الصمیري /

فهرس الموضوعات

أبوالعنبس الصمیري

أبوالعنبس الصمیري

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/8 ۲۲:۳۶:۳۵ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالْعَنبَسِ الْصَّیْمَريّ، محمد بن إسحاق بن إبراهیم (تـ 275هـ/ 888م)، أدیب و شاعر و کاتب هزلي و منم في البلاط العباسي. قیل إن أصله من الکوفة، إلا أنه لما کان لفترة قاضي الصیمرة (مدینة علی مدخل نهر معقل قرب البصرة)، فقد لقب بالصیمري (ابن الندیم، 168؛ یاقوت، البلدان، 3/442- 443). وقد تصوّره ریو (ص 528) هو و أبا العنبس أحمد ابن الصیمري شخصاً واحداً. وقد جعله نزوعه الحاد للهزل إلی أن یصبح منذ بدایة حیاته مهرجاً معروفاً إلی أن شق طریقه إلی بلاط المتوکل وأصبح ندیماً له، وکان مقیماً ببغداد حتی خلافة المعتمد (حکـ 256-279هـ)، وقد توفي فیها، لکنه دفن في الکوفة (السمعاني، 8/366؛ ابن الجوزي، 5(2)/99).

ویبدو أن أبا العنبس کان علی معرفة بعلم الکلام، ذلک أن أبا العبر دعاه بالمتکلم، وقد کررر کلامه أیضاً ابن بطه، ولذا فقد عدّه في زمرة أهل الکفر و الضلال. و علی هذا ومع الدخذ بنظر الاعتبار آراء ابن بطة، فلیس مستبعداً أن یکون أبوالعنبس معتزلیاً (EI2, S). کان أبوالعنبس شاعراً هجَاء أغلب شعراء عصره ولم ینجُ من سلاطة لسانه حتی طباخ المعتمد (ابن الجوزي، ن.ص؛ ابن الندیم، 168-169؛ یاقوت، الأدباء، 18/10). وکما ذکر أبوالفرج الأصفهاني (21/49- 52)، فإن البحتري الشاعر الشهیر أنشد في مجلس المتوکل مدیحاً بحق الخلیفة، غیر أن المتوکل الذي ساءه غرور البحتري واعتداده بنفسه، غمز إلی أبي العنبس لیعارضه شعراً. وأدی هجاء أبي العنبس إلی أن یغادر البحتري المجلس و أن یضحک الخلیفة و یصفق لفرط سروره و یمنح أبا العنبس صلة قدرها 10 آلاف درهم. وقد أورد أبوالفرج روایة أخری أیضاً لهذه الواقعة (21/52-53؛ أیضاً ظ: الصفدي، 2/193؛ المسعودي، 4/9- 10؛ الزبیدي، 110-112؛ الیغموري، 325؛ بشأن علاقة الشاعر بالبحتري، ظ: علوان، 36-38).

ویستفاد من الحوار الذي دار بین أبي العنبس و أبي العبر الذي رواه الصولي (ص 325) أن اتجاه الشاعر إلی الهزل والمجون کان فقط لتوفیر معیشته. یستنتج من هذا الحوار الذي تمّ في خلافة المتوکل أن أبا العنبس کان قد ألف أکثر من 30 کتاباً في السخف. ومن سخافاته تلک، قصة حماره الساخرة الذي مات، ورآه الشاعر في المنام وسأله عن سبب وفاته فدخبره أن سببها هو هیامه بأتان رآها. هذه الحکایة الشهیرة التي قیل إن أبا العنبس عندما رواها جعل مجلس المتوکل یضج بالضحک والبهجة والتي رواها المسعودي (4/10؛ أیضاً ظ: علوان، 39)، جعلت فیما بعد بدیع الزمان الهمداني (ص 96-100) یتخذ من أبي العنبس شخصیة رئیسة في إحدی مقاماته. ففي هذه المقامة التي عرفت بالمقامةالصیمریة و کان بطلها أبا العنبس نفسه، یتحدث هو عن کیفیة ذهابه إلی بغداد حاملاً معه ثروة طائلة، وهناک یصاحب مجموعة من کبار الشخصیات و المترفین و یقضي حیاته باللهو و الطرب، غیر أن سخاءه وذسرافه یؤدیان به إلی الإملاق، وتفرّق أصحابه عنه. ومع ذلک فإن الشاعر استعاد بعد فترة مافقده من مال و مکانة، واتعظ من تجربته تلک بضرورة الحذر منمصاحبة رفاق السوء (ذکاوتي، 33-34).

ومع الأسف فإنه لم یبق سوی القلیل من شعر أبي العنبس – الذي یبدو أنه کان کثیراً باحتمال قوي – مما یمکن الباحث من إبداء رأي حاسم بشأنه، ومجموع شعره الموجود هو: 14 بیتاً في هجاء البحتري (أبوالفرج، 21/50- 51؛ الزبیدي، 111؛ یاقوت، ن.م، 18/13-14)، 4 دبیات في هجاء ابن المدبر (المرزباني، 394؛ یاقوت، ن.م، 18/9)، بیتان في هجاء طباخ المعتمد (ابن الندیم، ن.ص؛ یاقوت، ن.م، 18/10)، 4 أبیات في حماره الذي مات بسبب هیامه في أتان (المسعودي، ن.ص)، 5 أبیات في موت المتوکل (أبوالفرج، 21/53)، 6 أبیات آخری متناثرة (ابن الجراح، 5؛ یاقوت، ن.م، 15/148- 149، 18/9). وإلی جنب شعر الهجاء و الهزل المنظوم بالألفاظ المتداولة والمعاني المتعارفة، کان الشاعر ینبری أحیاناً لنظم الشعر الجاد و کان موفقاً في ذلک إلی حدّما. ومن ذلک رثاؤه المتوکل و بیتان رواهما عنه جحظة (ن.م، 18/12). ومع کل ذلک یبدو أنه کان قد بذل جل جهده في تألیف الکتب الجاد منها والهازل، حیث نسب إلیه ابن الندیم أکثر من 41 کتاباً (ص 169). کما أن أغلب المصادر نقلت مایتعلق بهذا الشأن عن ابن الندیم. ومع الأخذ بنظر الاعتبار عناوین هذه الآثار و تنوّع موضوعاتها، یمکن القول إنه کان من أبرز ممثلي النثر الهزلي، حیث انبری من بعده کتّاب آخرون مثل علي بن محمد الطاهري لتقلید أسلوبه (یاقوت، ن.م، 14/156؛ EI2, S). ومع ذلک وکما أشار پلا (EI2, S) فإنه لایمکن کما یرتئي بازورث (ص 31) أن یوضع في مصاف الجاحظ. وإذا کانت عناوین بعض مؤلفاته تذکّر بالجاحظ، فربما بسبب أن أبا العنبس کان یسرق أحیاناً آثار الجاحظ، أو یکون متأثراً به بشکل واسع. ویبدو أنه لم یکتف بالسرقة من الجاحظ، أو تقلیده، فقد اتهمه القفطي (ص 410) بالإغارة علی آثار الآخرین ونسبتها إلی نفسه. کما اعتبر ابن الندیم (ص 336) کتابه أصل الأصول لأبي معشر. وقیل إن هذا الکتاب هو عبارة عن تحریر أو تألیف جدید لکتاب أصل الأصول لأبي معشر (EI2, S).

وأغلب موضوعات مؤلفات أبي العنبس الهزل، لکن یبدو أنه کانت له عدة مؤلفات دراسیة ذات قیمة، ومنها أحکام النجوم الذي توجد مخطوطة منه في الفاتیکان، ولما کانت کتابة هذة النسخة تعود إلی القرن 13هـ، یمکن القول: إنه بسبب قیمة الکتاب، فقد ظل یستنسخ ویحرر، طول 1,000 سنة (ن.ص).

 

آثاره

کما أشیر آنفاً، فقد نسب إلیه ابن الندیم 41 کتاباً. ویقسم پلا (ص 134-136) هذه الآثار إلی قسمین:

الأول: الکتب التي تدل عناوینها علی مضامینها و هي: 1. الأحادیث الشاذة؛ 2. أحکام النجوم؛ 3. الإخوان والأصدقاء؛ 4. استغاثة الجمل إلی ربّه؛ 5. تأخیر المعرفة؛ 6. تذکیة العقول؛ 7. تفسیر الرؤیا؛ 8. الثقلاء؛ 9. الخضخضة في جلد عمیرة؛ 10. دعوة العامة؛ 11. راحة و منافع الفدارة؛ 12. الرد علی أبي میخائیل الصیدناني في الکیمیاء؛ 13. الرد علی المتطببین؛ 14. الرد علی المنجمین؛ 15. السحاقات و البغائین؛ 16. صاحب الزمان؛ 17. الطنبلنب؛ 18. طوال اللحی؛ 19. العاشق والمعشوق؛ 20. عنقاء مغرب؛ 21. فضل السرم علی الفم؛ 22. فضل السلّم علی الدرجة؛ 23. کتاب الحوّایین و التریاقات؛ 24. کتاب الدولتین في تفضیل الخلافتین؛ 25. المدخل في صناعة التنجیم؛ 26. مساوئ العوام و أخبار السفلة الأغتام؛ 27. الموالید؛ 28. نوادر الحوصي؛ 29. نوارد القواد؛ 30. هندسة العقل.

الثاني: المؤلفات التي لانعلم ما الذي بحث المؤلف فیها من موضوعات، الجدّ أم الهزل؟ وهي: 1. أخبار أبي فرعون کندر بن جحدر؛ 2. الجوابات المسکتة؛ 3. عجائب البحر؛ 4. الفاس بن الحائک؛ 5. فضائل حلق الرأس؛ 6. فضائل الزق؛ 7. کتاب الخلعتین؛ 8. کنی الدواب؛ 9. کورابلا؛ 10. مناظرته للبحتري؛ 11. نوادره و أشعاره.

 

المصادر

ابن الجراح، محمد، الورقة، تقـ: عبدالوهاب عزام و عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1953م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المتظم، حیدرآبادالدکن، 1357هـ؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، تقـ: عبدالکریم إبراهیم العزباوي و محمود محمد غنیم، بیروت، 1383هـ/ 1963م؛ بدیع الزمان الهمداني، أحمد، المقامات، طهران، 1296هـ؛ ذکاوتي، علي رضا، بدیع الزمان الهمداني ومقامات نویسي، طهران، 1364ش؛ الزبیدي، محمد، طبقات النحویین و اللغویین، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1373هـ/ 1954م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، حیدرآبادالدکن، 1397هـ/ 1977م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ/ 1961م؛ محمد، أشعار أولاد الخلفاء، تقـ: ج. هیورث دن، القاهرة، 1355هـ/ 1936م؛ علوان، محمدباقر، الأبحاث، بیروت، 1973-1977م، عد 26؛ القفطي، علي، تاریخ الحکماء، تقـ: یولیوس لیبرت، لایبزک، 1903م؛ المرزباني، محمد، معجم الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1379هـ/ 1960م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، قم، 1404هـ/1984م؛ یاقوت، الأدباء؛ م.ن، البلدان؛ الیغموري، یوسف، نورالقبس المختصر من المقتبس للمرزباني، تقـ: رودلف زلهایم، فیسبادن، 1384هـ/ 1964م؛ وأیضاً:

Bosworth, C. E., The Mediaeval Islamic Underworld, Leiden, 1976; EI2, S; Pellat, Charles, «Un Curieux amuseur bagdādien: Abū’l-‛Anbas as - Saymarī», Studia Orientalia, Halle, 1968; Rieu, Charles, Supplement to the Catalogue of the Arabic Manuscripts, London, 1894.

رضوان مساح/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: