أَبو عِمْرانَ الْفاسيّ، موسی بن عیسی بن یَحُجّ الغَفَجومي (368-430هـ/ 979-1039م)، محدث وفقیه مالکي مغربي. وقد ذکر البعض أن ولادته کانت في 363 ووفاته في 429 هـ (ظ: القاضي عیاض، 4/706؛ ابن بشکوال، 2/612). وقد ورد کلام في بعض المصادر التاریخیة خلال الحدیث عن بدء تأسیس دولة المرابطین، عن لقاء بعض الأشخاص بفقیه مالکي في القیروان في العقد الواقع بین 440 و 450 هـ، مما احتمل معه، أو جُزم أن هذا الفقیه کان أبا عمران الفاسي (ظ: ابن الأثیر، 9/618؛ ابن عذاري، 3/242، 4/7؛ النویري، 24/253). إلا أن هذه الروایات لاتخلو من نقص. کان أبوعمران من قبیلة غفجوم و هي رهط من قبیلة بربر زناتة أو هُوّارة، وقد اشتهرت أسرته في فاس ببني أبي الحاج (القاضي عیاض، 4/702).

یبدو أنه تعلم في البدء علی أبي الحسن علي الحمامي، ثم علی أبي الحسن القابسي، وسمع الحدیث من فریق ن مشایخ المغرب مثل أبي بکر الدویلي و علي بن أحمد اللواتي السوسي. سافر بعد ذلک إلی الأندلس فسمع الحدیث من مشایخها أمثال أبي الفضل أحمد بن قاسم بن عبدالرحمان و أبي زید عبدالرحمان بن یحیی العطار، ودرس الفقه في قرطبة علی أبي محمد الأصیلي. ثم رحل إلی المشرق فحج بیت الله عدة مرات، وفي الحرمین تلقی العلم علی أبي ذر الهروي و أبي الحسن ابن الفراش و أبي القاسم السفطي واتجه بعد ذلک إلی العراق، فوصل بغداد في 399هـ و حضر مجلس درس أبي بکر الباقلاني و تعلم علیه الکلام والأصول، وعلی أبي الحسین ابن الحمامي القراءات، وسمع الحدیث من أمثال أبي الفتح ابن أبي الفوارس و أبي الحسن علي بن إبراهیم المستملي وأبي العباس ابن المحاملي و هلال الحَفّار و جمع آخر غیرهم. وفي مصر سمع الحدیث من أبي الحسن ابن أبي الجدار و أحمد بن نور القاضي وآخرین، وعاد بعد فترة إل القیروان وآثر السکن فیها. و قد أثني علیه في المصادر لسعة علمه و کثرة روایته، ووثقه علماء الرجال (ظ: ابن ماکولا، 7/166؛ الحمیدي، 1/220، 365، 2/443، 480، 538؛ القاضي عیاض، 4/702-706؛ ابن بشکوال، 2/611).

انبری في القیروان لتدریس القراءة فترة، إلا أنه اتجه بعد زمن لتدریس الفقه و الحدیث. و قد سمع الحدیث في مجالسه أمثال أبي الولید هشام بن سعید و عتیق السوسي و أبي محمد الفحصلي و محمد بن طاهر ابن طاووس (الحمیدي، 2/582؛ القاضي عیاض، 4/703؛ ابن بشکوال، ن.ص). کما ینبغي أن یذکر من تلامذته وجّاج بن زلویٰ (زلوان) الذي تلقی علیه العلم في القیروان (أبوعبید، 164-165؛ ابن عذاري، 4/7- 8). ودرس لدیه الفقه أیضاً عبدالله بن رشیق القرطبي (المقري، 2/647). وبعد عمر قضاه في الدرس والتدریس، توفي أبوعمران بالقیروان وصلی علیه – بناء علی وصیته – تلمیذه عتیق السوسي و دفن في داره (مخلوف، 106).

لم یکن لأبي عمران مؤلفات کثیرة، وقد أشیر فقط إلی عدة آثار له في المصادر المتقدمة: من ذلک أن الحمیدي (2/480) ذکر له أثراً بعنوان الدمالي، وقال القاضي عیاض (4/704) أنه یوجد من أحادیثه العوالي حوالي 100 ورقة. کما أن له تعلیقات علی المدونة ومذکرات في تراجم المالکی (مخلوف، ن.ص؛ محفوظ، 4/10). وأثره الآخر فهرسة رواها الکتاني (1/111)، غیر أن آثاره الموجودة مخطوطاتها الان هي: 1. الإحکام لمسائل الأحکام المستخرجي من کتاب الدلائل والأضداد، توجد منه مخطوطة في مکتبة الرباط (علوش، 2(1)/247)، ومخطوطة أخری في مکتبة الإسکوریال (ESC2، رقم 1841(5))؛ 2. حرز الأقسام لجمیع العلل و الأسقام، توجد نه مخطوطة في معهد الاستشراق السوفیاتي (خالدوف، رقم 10080)؛ 3. مجموع فقهي یحتمل أن یکون بعنوان النظائر الذي توجد منه مخطوطة في الجزائر (ظ: GAL, S, I/ 661).

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن بشکوال، خلف، الصلة، القاهرة، 1966م؛ ابن عذاري، محمد، البیات المغرب، ج 3، تقـ: لیفي بروفنسال، لیدن، 1948-1951م، ج 4، تقـ: إحسان عباس، 1967م؛ ابن کاکولا، علي، الإکمال، حیدرآبادالدکن، 1406هـ/ 1986م؛ أبو عبیدالکبري، المغرب في ذکر إفریقیة و المغرب، تقـ: دوسلان، الجزائر، 1857م؛ الحمیدي، محمد، جذوة المقتبس، تقـ: إبراهیم الأبیاري، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ علوش، ي. س. وعبدالله الرجراجي، فهرس المخطوطات العربیة المحفوظة في الخزانة العامة برباط الفتح، الرباط، 1954م؛ القاضي عیاض، ترتیب المدارک، تقـ: أحمد بکیر محمد، بیروت، 1387هـ/ 1967م؛ الکتاني، عبدالحي، فهرس الفهارس، القاهرة، 1346هـ؛ محفوظ، محمد، تراجم المؤلفین التونسیین، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزکیة، القاهرة، 1350هـ؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ النویري، أحمد، نهایة الأرب، تقـ: حسین نصار و عبدالعزیز الأهوانی، القاهرة، 1403هـ/ 1983م؛ وأیضاً:

ESC2; GAL, S; Khalidov.

علي رفیعي/ هـ.