أبوعلي البلخي
cgietitle
1443/1/7 ۱۴:۱۰:۲۰
https://cgie.org.ir/ar/article/235576
1446/11/5 ۰۰:۲۰:۱۰
نشرت
5
أَبوعَليٍّ الْبَلْخيّ، محمدبن أحمد، من أوائل مؤلفي کتب الشاهنامه. لاتتوفر أیة معلومات عن حیاته سوی ماذکره أبوالریحان البیروني في الآثار الباقیة حین دعاه شاعراً ونسب إلیه أیضاً تألیف الشاهنامه (ص 99). وتاریخ تألیفه الشاهنامه غیرمعروف علی وجه الدقة، إلا أنه یمکن القول إنها إلی جنب شاهنامات المسعودي المروزي و أبي المؤید البلخي وأبي منصوري، کانت منأقدم الشاهنامات التي ألفت، أو نظمت قبل شاهنامه للفردوسي (ظ: قزویني، بیست مقاله، 2/10 و مابعدها).
وقدأدی عدم توفر المصادر التاریخیة الکافیة بشأن أبي علي البلخي وکتابه الشاهنامه إلی أن یخلط فریق من الباحثین بینه و بین البعض الآخر من المؤلفین، أو الناظمین القدامی للشاهنامات، فقد کتب روزن أن أبا علي هو مؤلف شاهنامة کتبت بدمر من أبي منصور محمد بن عبدالرزاق (ن.ع) في 346هـ/ 957م (ظ: صفا، 99). غیر أن صفا (ن.ص) قدم أدلة رصینة لدحض هذا الرأي: الأول أن البیروني (ص 116) إضافة إلی ذکره شاهنامة أبي علي البلخي، قد أشار في موضع آخر وبشکل صریح إلی شاهنامۀ أبومنصوري أیضاً والأمر الآخر هو أنه لم یرد ذکر لأبي علي البلخي في مقدمة شاهنامۀ أبومنصوري (ظ: قزویني، ن.م، 2/35 و مابعدها). کما أن روایة أبي علي بشأن أسطورة کیومرث لاتتفق وروایة الردوسي (1/28-32) التي نظمت علی أساس شاهنامۀ أبومنصوري النثریة. وخلط بارتولد مستنداً إلی قول البیروني الذي دعا البلخي شاعراً، وکذلک بسبب تشابه اسمه و اسم أبیه مع اسم الدقیقي واسم أبیه، بین هذین الاثنین واعتبرهما واحداً، وأضاف: من المحتمل أن یکون مؤلف شاهنامۀ أبومنصوري هو الدقیقي نفسه (ص 152-153). لکن تصور بارتولد هذا الیبدو صحیحاً هو الآخر، ذلک أن کنیة الدقیقي کانت «أبامنصور» ولیست «أباعلي». وکذلک نسبة البلخي، فقد منحه إیاها مصدر متأخر مثل مجمع الفصحا (ظ: دانشنامه)، وفضلاً عن کل هذا، فإنه لایمکن القول إطلاقاً إنه کانت له منظومة في تاریخ ملوک إیران عدا الألف بیت التي وردت في شاهنامه للفردوسي، وإن هذا القدر منها أیضاً مقتصر علی عهد گشتاسب، ولایمکن إطلاق اسم شاهنامه علیه.
واعتبر فریق آخر أبا علي البلخي هو نفسه أبا المؤید البلخي (ن.ع) الشاعر الذي کانت له شاهنامه منثورة (تقي زاده، 7؛ بهار، 2/3؛ قزویني، مسائل ...، 24، 32؛ عثمانوف، 319). ورغم دن هذا الردي لقي له مؤیدین أکثر، إلا أنه لایقوم علی دساس متین. ذلک أن أهم دلیل ذکر لإثباته هو أنهم قالوا: مع وجود شاهنامة أبي المؤید البلخي الشهیرة، لماذا ینبغي للبیروني أن یستفید في الآثار الباقیة من شاهنامة مواطنه أبي علي البلخي؟ وحینها خرجوا بنتیجة مفادها أن أبا علي البلخي یحتمل أن یکون نفس أبي المؤید (ظ: دانشنامه). ورغم أن سؤالاً کهذا یبدو منطقیاً، إلا أنه لایبدو کافیاً لإثبات کون هذین الاثنین واحداً. إضافة إلی ذلک فإن المعلومات عن أبي علي البلخي و معاصریه، تدعم إلی حدّما کون هذین الاثنین منفصلین عن بعضهما.
نقل أبوالریحان البیروني عن أبي علي البلخي روایة بشأن مبدأ خلق الإنسان من وجهة نظر الإیرانیین (ص 99-100) جدیرة بإنعام النظر إذا ماقورنت بالروایات الأخری المنقولة في الآثار الباقیة (ص 23-24، 99). وقد صحح أبوعلي – کما قال هو – أخباره في تألیف الشاهنامه علی أساس آثار عبدالله ابن المقفع (ن.ع) و محمد بن الجهم البرمکي وهشام بن القاسم و بهرام بن مردانشاه و بهرام بن مهران الأصفهاني والتي کانت بأجمعها ترجمات عربیة – غالباً تحت عنوان سیر الملوک – لکتاب خداینامه، أو کتب خداینامه، باللغة الپهلویة. ثم قارنها بأخبار بهرا الهروي المجوسي (م.ن، 99).
واستناداً إلی روایة أبي علي البلخي: أمضی کیومرث 3,000 سنة في الجنة و 3,000 سنة علی الأرض، وکان یدعی گرشاه، إذ أن گر بالپهلویة تعني الجبل، وکان یعیش في الجبل، وکان جمیلاً جداً. وقد قتل ابنَ أهر من المدعو خزوره، فشکاه أهرمن إلی الله، فقتل الله کیومرث – صیانة للعهد الذي کان بین الله و بین أهرمن – بعد أن أراه الله عواقب الدنیا و القیامة و غیرها حتی اشتاق إلی الموت، فسقطت قطرتان من صلب کیومرث علی جبل دامداذ في إصطخر، ونبت منهما شجرتا ریباس بشکل إنسانین هما مشي ومشیانة... (م.ن، 99-100).
وکانت الآثار التي استفاد منها أبوعلي البلخي في تألیف شاهنامته – کما قیل – فضلاً عن کتاب بهرام الهروي المجوسي – الذي لایعرف عنوانه – جمیعها ترجمات لکتب خداینامه. واستناداً إلی حمزة الأصفهاني (ص 50) فإنه کانت في خداینامه روایات عن بدایة خلق الإنسان، لم یوردها ابن لامقفع و محمد بن الجهم في ترجمتیهما، ومع کل هذا، فقد نقل حمزة نفسه الروایة المتعلقة بالخلق من الأفستا (م.ن، 50-51)، مما یتطابق وروایات أبي علي البلخي عدا بعض الاختلافات القلیلة. ومن جهة أخری، فقد أشیر في نقول حمزة الأصفهاني من کتاب بهرام بن مردانشاه إلی الخطوط العامة فحسب لأسطورة الخلق. وکما یستفاد من المصادر المتوفرة فإنه لاتوجد أیضاً إشارات جدیدة في آثار هشام بن القاسم و بهرام بن مهران الأصفهاني اللذین یرد ذکرهما غالباً معهذه المجموعة (مثلاً ظ: البلعمي، 4-6؛ حمزة الأصفهاني، 10) یمکن أن تضاف إلی ما أوردته المجموعة المذکورة. و بطبیعة الحال، فمن الممکن أن یکون بهرام بن مهران الأصفهاني المذکور في روایة أبي علي البلخي (م.ن، 5) هو نفس محمد بن بهرام بن مطیار الأصفهاني الوارد في المصادر الأخری (ابن الندیم، 305؛ حمزة الأصفهاني، ن.ص)، أو بهرام الأصفهاني المذکور في مقدمة شاهنامۀ أبومنصوري (ظ: قزویني، بیست مقاله،2/54). ومن هنا یمکن أن نستنتج أن یکون أبوعلي البلخي قد استفاد علی مایحتمل من کتاب بهارم الهروي المجوسي أکثر من آثار الآخرین. ولیس معلوماً لماذا تصوره عثمانوف (ص 301) شخصاً واحداًمع بهرام بن مطیار الأصفهاني. فمن جهة ولما کانت روایة أبي علی قریبة جداً من الروایات الدینیة الزرادشتیة في هذا المضمار (مثلاً: مینوي خرد، الفصل 26، الفقرتان 14-15؛ بندهش، 81-83؛ دینکرد، الکتاب 8، الفصل 13؛ أیضاً ظ: کریستنسن، 1/68-69، 105-106، 137)، فیبدو أن کتاب بهرام الهروي المجوسي نفسه کان معتمداً علی هذه الروایات بشکل أکبر، لهذا فإن کیومرث یُطرح في شاهنامة أبي علي البلخي بوصفه أول إنسان، بینما ذُکر في روایات شاهنامۀ المسعودي المروزي (ظ: المقدسي، 3/138) و شاهنامة الفردوسي (1/28-32) المستقاتین من الروایات التاریخیة و القومیة، بوصفه أول ملک.
وقد ظن بعض الباحثین علی مایبدو استناداً إلی قول لابیرونة الذي اعتبر أباعلي البلخي شاعراً (ص 99) أن شاهنامته کانت منظومة (کریستنسن، 1/85). وإلا أن فریقاً آخر استنتج من کلام البیروني أن شاهنامة أبي علي أیضاً کانت نثریة شأنها شأن شاهنامة أبي المؤید البلخي (ظ: دانشنامه). وإلا أنه لاتتوفر أیة قرینة رصینة لترجیح أحد هذین الرأیین علی الآخر.
ابن الندیم، الفهرست؛ البلعمي، محمد، تاریخ، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1341ش؛ بندهش، تجـ: مهرداد بهار، طهران، 1369ش؛ بهار، محمد تقي، سبک شناسي، طهران، 1337ش؛ البیروني،أبوالریحان، الآثار الباقیة، تقـ: زاخاو، لایبزک، 1923م؛ تقيزاده، حسن،«مشاهیر شعراي إیران»، کاوه، برلین، 1920م، س 5، عد 2؛ حمزة الأصفهاني تاریخ سني ملوک الأرض و الأنبیاء، بیروت، منشورات دارمکتبة الحیاة؛ دانشنامه؛ صفا، ذبیح الله، حماسیه سرایي در إیران، طهران، 1363ش؛ عثمانوف، محمد نوري، «خداینامهها و شاهنامههاي مأخذ فردوسي»، جشن نامۀ محمد پروین گنابادي، تقـ: محسن أبوالقاسمي، طهران، 1975م؛ الفردوسي، أبوالقاسم، شاهنامه، تقـ: ي. أ. برتلس، موسکو، 1966م؛ قزویني، محمد، بیست مقاله، طهران، 1328ش؛ م.ن، مسائل پاریسیه، مصورة المخطوطة المکتوبة بید المؤلف الموجودة في مکتة المرکز؛ کریستنسن، أرثر، نخستین إنسان و نخستین شهریار، تجـ: أحمد تفضلي وژاله آموزگار، طهران، 1363ش؛ المقدسي، مطهر، البدء والتاریخ، تقـ: کلمان هوار، باریس، 1903م؛ مینوي خرد، تجـ: أحمد تفضلي، طهران، 1354ش؛ وأیضاً:
Barthold, W., «Zur Geschichte des persischen Epos», ZDMG, 1944, vol. XCVIII; «Dinkard VIII», Sacred Books of the East. Tr. W. E. West, Delhi, 1969, vol. XXXVII.
أبوالفضل خطیبي/ هـ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode