الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوعلي بن استاذهرمز /

فهرس الموضوعات

أبوعلي بن استاذهرمز

أبوعلي بن استاذهرمز

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/7 ۱۴:۱۴:۳۹ تاریخ تألیف المقالة

أَبو عَليِّ بْنُ أُستاذ هُرمُز، عمید الجیوش، الحسن بن أبي جعفر أستاذ هرمز الدیلمي، الملقب بالصاحب (ح 350-401هـ/ 961-1011م)، من أمراء البویهیین وقادتهم البارزین. أورد البعض اسمه الحسین (الذهبي، 17/230). ویقول ابن الأثیر 09/224) إنه عاش 49 سنة. لهذا ومع الأخذ بنظر الاعتبار السنة التي توفيفیها، یمکن اعتبار تاریخ ولادته 352هـ.

کان أبوه أبوجعفر أستاذ هرمز (ن.ع) من موظفي عضدالدولة وقادته المشهورین و حاجبه المتنفذ. وعضدالدولة هذاهو الذي عیّن أباعلي ملازماً لابنه صمصام (ابن الجوزي، 7/252؛ ابن الأثیر، ن.ص). وبعد وفاة عضدالدولة (372هـ/ 982م)، ازدادت حظوة أبي علی لدی صمصام الدولة، فطلب إلیه تعیین أبیه حاکماً علی کرمان، ففعل (الروذراوري، 192).

وبعد وفاة شرف الدولة الابن الآخر لعضد الدولةالذي کان یحکم منطقة نفوذ أبیه، قام أبناء عمه – أبناء عزالدولة بختیار – الذین کانوا سجناء فيقلعة بشیراز، بالسیطرة علی القلعة بالتعاون مع بعض الدیالمة وغیرهم في 383هـ/993م، وجمعوا حولهم مجموعة مقاتلین. فأرسل صمصام الدولة بدوره أبا علي إلی فارس لمجابهتهم، فحاصر القلعة وفتحها بعد خداعه أحد کبار الدیالمة المؤیدین لأبناء بختیار، وأسر أبناء بختیار. فقُتل اثنان منهم بأمر من صمصام الدولة، بینما سُجن الباقون (م.ن، 248-249؛ ابن الأثیر، 9/96).

وعندما توفي أبوالقاسم العلاء بن الحسن (387هـ) نائب صمصام‌الدولة، أرسل الأخیر أباعلي إلی خوزستان مع أموال، فوزعها بین الدیالمة وذهب إلی جندیسابور، مما جعل الدتراک المؤیدین لبهاءالدولة الابن الآخر لعضدالدولة الذي کان یدعي خلافة شرف الدولة في بغداد، یفرون إلی واسط. فاستولی أبوعلي علی خوزستان ورتب الأوضاع فیها، وانبری لاستمالة بعض الأتراک فقدموا إلیه فأحسن إلیهم، إلا أن أبامحمد بن مکرم هاجم خوزستان من واسط برفقة عدد من الأتراک، لکنه لم یحقق شیئاً (م.ن، 9/133).

وبینما ظل أبوعلي وفیاً لصمصام الدولة ویحقق الانتصار تلو الانتصار في حربه مع بهاءالدولة، ذاع فجأة خبر قتل صمصام الدولة (388هـ) فخبت نار الحرب. وطلب أبناء عزالدولة بختیار بعد هربهم من السجن و قتلهم صمصام الدولة، إلی أبي علي أن ینضم إلیهم و یواصل قتال بهاءالدولة، إلا أنه کان یخشی أبناء بختیار، ذلک أنهم کانوا ینسبون إلیه قتل اثنین من أشقائهم، لذا کان یؤثر مبایعة عدوه القدیم بهاءالدولة، فبادر لاستشارة مرافقیه من الدیالمة بهذا الشأن، لکنهم عارضوا رأیه مشیرین إلی الخلافات القدیمة بین الدیالمة و الأتراک المؤیدین لبهاءالدولة، وطلبوا إلیه الانضمام إلی أبناء بختیار. غیر أن بهاءالدولة أصرّ علی استمالة أبي علي إلیه، وکسب أبوعلي بدوره الدیالمة إلی جانبه و طلب إلی أبي أحمد الطبیب أن یتوسط لإصلاح ذات البین. وأخیراً استقر الرأي علی أن لایمس بهاءُالدولة الدیالمةَ بسوء، وأن ینضم الجیشان إلی بعضهما في الشوش.

وفي الشوش انبری الدیالمة لحرب جند بهاءالدولة بدلاً من استقبالهم، فذعر بهاءالدولة کثیراً، إلاأن الدیالمة هدّأوا من روعه وأخبروه أن عادتهم هي أن یقاتلوا عند الصلح أشد من أي وقت آخر، لئلا یظن عدوهم أنهم رضخوا للصلح عجزاً منهم. وبعد قلیل کفّ الدیالمة أیدیهم عن الحرب وانضم الجیشان إلی بعضهما (389هـ/999م)، ثم استولیا علی رامهرمز و أرّجان وغیرها من بلاد خوزستان (الروذراوري، 319-321؛ ابن الأثیر، 9/150-151). عندها توجه أبوعلي مع بهاءالدولة إلی فارس، وبعد سنة تقریباً طلب أبوعلي إلی بهاءالدولة أن یرسله إلی خراسان، غیر أنه رفض ذلک. وبعد أن ألقی بهاءالدولة القبض علی أمیر الأهواز الموفق أبي علي ابن إسماعیل، أوکل منصبه إلی أبي علي ابن أستاذ هرمز، غیر أن أبا علي استقال من هذا المنصب بعد فترة قصیرة وأصبح جلیس داره (الصابي، 400). وعدّ بعض المؤرخین الأکثر تأخراً أبا علي وزیراً لبهاء الدولة في هذه الفترة القصیرة (الذهبي، ن.ص؛ ابن کثیر، 11/3679. وقد عزل بهاء الدولة في 391هـ أبا جعفر الحجاج من حکومة خوزستان بسبب ظلمه الناس و عیّن أباعلي مکانه ومنحه لقب عمید الجیوش. فذهب إلی الأهواز في ربیع الدول مننفس هذه السنة، وأصلح الأمور فیها و جمع في فترة قصیرة أموالاً طائلة وأرسلها إلی بهاء الدولة (الصابي، 400-401؛ قا: ابن الأثیر، 9/162). وبعد سنة عیّنه بهاءالدولة حاکماً علی بغداد لیخمد الاضطرابات و الفتن التي کانت قد اتسع نطاقها في غیاب أبي جعفر الحجاج. فذهب عمید الجیوش بعد أن عیّن أباه قائداً للجیش في الأهواز، إلی واسط ومنها إلی بغداد، فاستقبله أهلها وأعیانها، وانبری هناک لقمع العیارین العلویین و العباسیین و حسّن الأوضاع (الصابي، 437-439؛ الجرفادقاني، 307؛ ابن الجوزي، 7/252-253؛ ابن الأثیر، 9/171).

وبعد إخماده فتنة العیارین، أصلح عمید الجیوش أمور الدیوان ببغداد و عیّن من یثق به من الأشخاص لإدارة الدواوین (الصابي، 439-443). ویبدو أنه، وبهدف الحیلولة دون تجدد الفتن والصراعات بین الشیعة والسنة، منعهم من الإعلان عن معتقداتهم المذهبیة، ثم نفی علی إثرها في 393هـ/ 1003م الشیخ المفید الفقیه والمتکلم الإمامي (ابن الأثیر، 9/178؛ الیافعي، 2/444). کما منع شیعة محلتي الکرخ وباب الطاق ببغداد من إقامة مراسم العزاء في یوم عاشوراء، ومنع أهالي محلتي باب البصرة و باب الشعیر من زیارة قبر مصعب بن الزبیر (الصابي، 458؛ ابن الجوزي، ن.ص؛ الذهبي، 17/231). ومنع أیضاً احتفال الشیعة بعید الغدیر (ابن کثیر، ن.ص).

وخلال ذلک ظل أبوجعفر الحجاج الذي کان قد غادر بغداد قبل إمارة عمید الجیوش علیها، لمحاربة المقلد بن المسیب، في أطراف الکوفة، حیث هبّ لمعارضة عمید الجیوش و حشد في 393هـ/ 1003م جمعاً من الدیلم و الأتراک لمحاربته، فهزمه عمید الجیوش، ثم توجه نحو خوزستان، وقد علم و هو في الشوش أن أبا جعفر عاد إلی الکوفة، فذهب هو أیضاً إلی العراق، حیث آل الأمر إلی الحرب مرة أخری. و خلال ذلک کلّفه بهاءالدولة بالقضاء علی أبي العباس ابن واصل في البطائح (ابن الأثیر، 9/174). وفي 394هـ جمع جیشاً وأرسله مع عمید الجیوش إلی البطائح إلی أنه هزم أمام ابن واصل وهرب إلی واسط، وهناک جمع جیشاً وهاجم البطائح مرة أخری. ولما کان ابن واصل قد غادر المدینة بعد تعیینه نائباً عنه، فقد عیّن عمید الجیوش شخصاً علیها من جانبه (م.ن، 9/181-183). أما بهاءالدولة الذي کان یتحین الفرصة لقمعبدر ابن حسنویه الکردي حلی، ابن واصل، فقد أرسل في 397هـ عمید الجیوش لمحاربته، غیر أن بدراً آثر الصلح خوفاً من عمید الجیوش، فعاد عمیدالجیوش بعد أن أخذ منه ما کان قد أنفقه علی تجهیز الجیش (م.ن، 9/196-197).

وفي 401هـ أسقط قرواش بن المقلد أمیر بني عقیل اسم الخلیفة العباسي القادر بالله من الخطبة في الموصل والأنبار والمدائن و عدة مدن أخری، وخطب باسم الحاکم الفاطمي. فبادر بهاء الدولة بناء علی طلب من خلیفة بغداد، إلی إرسال عمید الجیوش لحرب قرواش، غیر أن الأمر انتهی إلی الصلح بین الطرفین و عادت الخطبة باسم القادر بالله مرة أخری (م.ن، 9/223؛ أیضاً ظ: ن.د، البویهیون). وکان هذا آخر نشاط عسکري مهم لعمید الجیوش، وذلک أنه توفي بعد فترة قصیرة في 19جمادی الأولی من نفس السنة و هو في التاسعة والأربعین و لما یزل أبوه حیاً، ودفن ببغداد في مقبرة قریش وألحده الشریف الرضي الأدیب العلوي البارز، کما نظم قصیدة في رثائه (1/111-114؛ ابن الأثیر، 9/224).

ذکرته المصادر بوصفه قائداً مقداماً کفوءاً وحاکماً عادلاً اشتهر في عصره حتی أکثر من أبیه، وکان له دور فاعل في التطورات التي أعقبت وفاة عضدالدولة و الخلافات الناشبة بین خلفائه، کما سعی کثیراً في ترسیخ دعائم حکم بهاء الدولة في خوزستان و بغداد. ورغم أن المصادر تحدثت عن قتل الناس في بغداد بأمر منه، إلا أنها أشارت أیضاً إلی العدل و النظام اللذین کان قد أقرهما في منطقة حکمه. وقد روت بعض المصادر روایات بهذا الشأن جدیرة بإنعام النظر (ظ: ابن الأثیر، 9/224، 225؛ ابن الجوزي، 7/253؛ ابن کثیر، ن.ص؛ الذهبي، ن.ص). وفضلاً عن الشریف الرضي،فقد مده الببغاء أیضاً في أشعاره (ابن الجوزي، ن.ص؛ الشالجي، 3/160).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، حیدرآباد الدکن، 1358هـ؛ ابن کثیر، البدایة و النهایة، تقـ: أحمد أبوملحم وآخرون، بیروت، 1407هـ/ 1987م؛ الجرفادقاني، ناصح، ترجمۀ تاریخ یمیني، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و محمدنعیم العرقسوسي، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الروذراوري، محمد، ذیل کتاب تجارب الأمم، تقـ: هـ. ف. آمدروز، القاهرة، 1334هـ/ 1916م؛ الشالجي، عبود، تعلیقات علی نشوار المحاضرة للتنوخي، بیروت، 1391هـ/ 1971م؛ الشریف الرضي،محمد، دیوان، تقـ: أحمد عباس الأزهري، بیروت، 1310هـ؛ الصابي، هلال، «الجزء الثامن من تاریخ»، تقـ: آمدروز و مرغلیوث، مع ذیل کتاب تجارب الأمم (ظ: همـ، الروذراوري)؛ الیافعي، عبدالله، مرآة الجنان، حیدرآبادالدکن، 1338هـ.

أبوالفضل خطیبي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: