الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبو عکرمة /

فهرس الموضوعات

أبو عکرمة

أبو عکرمة

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/7 ۱۲:۲۴:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

أَبو عِکْرِمَة، زیاد بن درهم (مقـ 107هـ/ 725م)، من أوائل الدعاة العباسیین. دعاه مؤلف أخبار الدولة العباسیة بالهمداني (ص 191)، وقال الطبري (7/49، نقلاً عن المدائني) إنه من موالي بني همدان، أما البلاذري (ط المحمودي، 3/274، ط الدوري، 3/114) فقد اعتبره من موالي قریش. کما دُعي في بعض المصادر بأبي محمدالصادق، وماهان (البلاذري، ن.م، 3/116؛ الطبري، 6/562)، ولُقّب في بعضها الآخر بالسراج أیضاً (الیعقوبي، 2/308؛ الطبري، ن.ص). ومع کل ذلک، لایمکن اعتبار أي من هذه الألقاب و النسب صحیحاً، ذلک أنه کان مضطراً لتغییر اسمه ولقبه في سبیل إخفاء هویته الحقیقیة بوصفه نقیب الدعوة العباسیة، وقد أدی ذلک إلی أن یتصور بعض المؤرخین أن أبامحمد الصادق، کان داعیة آخر (ظ: المقدسي، 6/59، قا: 6/60). ومع ذلک، یمکن الرکون إلی حدّما إلی صحة اسم زیاد الذي ورد في عداد أوائل أتباع الدعوة العباسیة (أخبار الدولة...، ن.ص)، والذي ذکره المدائني (ظ: الطبري، 7/49)، والبلاذري (ن.ص).

وتقدیم ترجمة ولو مختصرة لحیاة أبي عکرمة، أمر عسیر جداً، ذلک أن الدعوة العباسیة التي کانت مجامیع مهمة معادیة للأمویین علی علاقة بها منذ قیامها، بدأت بشکل سری جداً، ولهذا السبب بصعب جداً تقدیم روایة واضحة عن حیاة أولئک الذین کان لهم دور فاعل في تلک الفترة.

واستناداً إلی البلاذري (ط المحمودي، ن.ص) فإن أبا عکرمة کان من شیعة الکوفة و من أصحاب أبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفیة، وکان ممن یرافق أباهاشم عندما کان یذهب مع مجموعة من أصحابه إلی سلیمان بن عبدالملک الخلیفة الأموي (قا: ابن حبیب 179، الذي نقل هذا الخبر لکنه لم یذکر أبا عکرمة). وبعد انتقال إمامة الثورة من أبي هاشم إلی محمد بن علي، کان أبوعکرمة من الذین قبلوا بزعامة محمد بن علي (الدینوري، 332)، ودُوّن اسمه ضمن أول مجموعة من أتباع الدعوة الکوفیین (أخبار الدولة، ن.ص)، فأرسله محمد بن علي الذي کان قد عیّن سنة 100 هـ 718م موعداً لبدایة نشر الدعوة، مع اثنین من مؤیدیه إلی خراسان التي کان یحکمها الجراح بن عبدالله الحکمي، وعیّن میسرة زعیماً للدعاة. وینبغي أن یکون أبوه عکرمة قد وصل خراسان قبل رمضان سنة 100، ذلک أن حکم الجراح لخراسان حتی رمضان من تلک السنة (ظ: الطبري، 6/558). انهمک أبوعکرمة و بقیة النقباء بنشر الدعوة فيمدن خراسان ، ثم عادوا إلی میسرة وسلموه الرسائل التي کان أتباع العباسیین في خراسان قد کتبوها إلی محمد بن علي (الیعقوبي، ن.ص؛ الطبري، 6/562؛ أیضاً ظ: البلاذري، ط الدوري، 3/115).

کما نسب إلی أبي عکرمة اختیار النقباء الاثني عشر في خراسان (الطبري، ن.ص)، لکن استناداً إلی روایة أخری (أخبار الدولة، 213-218) فإن بکیر بن ماهان هو الذي عیّن هؤلاء النقباء بعدتسلم أسد بن عبدالله القسري الحکم في خراسان (ظ: ن.م، 208). وروایة الدینوري (ص 333) عندخول أبي عکرمة خراسان تعود لفترة حکم سعید بن عبدالعزیز بن الحکم الذي تولی الحکم في خراسان سنة 102هـ/ 720م (ابن الأثیر، 5/90). وعلی هذا، یمکن احتمال أن یکون أبوعکرمة قد ذهب إلی خراسان للمرة الثانیة خلال تلک الفترة. کما أن الطبري (6/616-617) تحدث في حوادث سنة 102 هـ عن إرسال میسرة مبعوثین إلی خراسان. وکان أبوعکرمة وبقیة النقباء یجوبون مدن خراسان في زي التجار و ینشرون الدعوة للإمام العباسي والثورة ضدالخلافة الدمویة، وبذلک انضم إلیهم الکثیر من الخراسانیین. ولما تناهت هذه الأخبار إلی مسامع حاکم خراسان الأموي وأرسل في طلبهم، أنکر أبوعکرمة و أصحابه علاقتهم بالدعوة العباسیة، وقالوا: إنهم تجار قدموا خراسان للتجارة. ومع کل هذا، فقد واصلوا العمل للدعوة إلی سنتین بعد إطلاق سراحهم (الدینوري، الطبري، ن.صص).

وقد تحدث الطبري (7/15) في حوادث سنة 104 هـ عن عودة أبي عکرمة وبعض أتباع الدعوة مرة أخری إلی محمد بن علي في الشام؛ کما قیل: إن محمد بن علي أراهم ابنه أبا العباس الذي کان قد ولد لتوّه (الدینوري،ن.ص؛ المقدسي، 6/59).

وفي 105هـ/ 723م قام محمد بن علي بتعیین بکیر بن ماهان زعیماً للدعاة (الطبري، 7/26)، کما أرسل أبا عکرمة مع بقیة النقباء إلی خراسان وأمره أن یکون مطیعاً لبکیر و یغیّر کنیته إلی أبي محمد ولایذکر اسم الإمام بشکل صریح علی الإطلاق، وأن یدعو لآل النبي (ص) فقط، وحذّره کثیراً بشکل ضمني من شخص اسمه غالب کان یدعي أنه من محبي بني فاطمة (ع)، وأکد علی ضرورة توسیع أمر الدعوة في خراسان (أخبارالدولة، 203-204؛ أیضاً ظ: الطبري، 7/49؛ البلاذري، ن.م، 3/116).

واستناداً إلی روایة الدینوري (ص 334) فإن بکیر بن ماهان توفيعلی عهد محمد بن علي، وأصبحت زعامة الدعاة علی عاتق صهره أبي سلمة الخلا (ن.ع). فکتب محمد بن علي رسالة إلی أبي عکرمة وبقیة النقباء في خراسان دعاهم فیها إلی إطاعة أوامر أبي سلمة، لکن استناداً إلی روایات أخری فإن بکیر بن ماهان توفي علی عهد إبراهیم الإمام (ظ: أخبارالدولة، 240 ومابعدها؛ الطبري، 7/329).

وبحسب روایة الطبري فإن أبا عکرمة و شخصاً آخر من الدعاة عادا مرة أخری في 107هـ إلی خراسان التي کان قد تولی الحکم فیها أسد بن عبدالله القسري آنذاک (7/40، وفي هذه الروایة فإن وقوع واو العطف بین «أبي عکرمة» و«أبي محمد الصادق» أدی علی مایبدو إلی أن یُظن أنه شخصان، لکن وباحتمال قوي فإن الأمر إما أن یکون من خطأ النساخ، أو خطأً مطبعیاً، قا: 6/562). وکان أبوعکرمة یواصل نشر الدعوة في خراسان و یبدو أنه لم یبخل بالمال في سبیل نشرها. وخلال ذلک جاءه غالب الذي کان في أبرشهر (ن.ع) والذي کان محمد بن علي یسمیه من أصحاب وأتباع الإمام محمدالباقر (ع)، وکان یفضل آل علي (ع) علی آل العباس – کما یقول أهل الکوفة – و بحث معه في موضوع تفضیل آل علي (ع) علی آل العباس. غیر أن غالباً غادر أباعکرمة أخیراً. ووجود خلافات کهذه بین التیارات المعارضة للخلافة الأمویة دلیل علی الصعوبات التي کان یواجهها العباسیون في بدایة الدعوة. وخلافاً لما یبدوا من أن الحدیث بشأن خلافة آل علي (ع) وآل العباس بعد الإطاحة بالأمویین قد طرح في أواخر حکم الأمویین وخلال عهد انتصار العباسیین، تظهر هذه الروایة أن الجدل حول خلافة آل علي (ع) وبني العباس، کان له وجود علی الدقل بین أوائل الدعاة البارزین المناوئین للأمویین. و مهما یکن، فعندما انکشف تمرة أخری لحاکم خراسان أسد بن عبدالله أنشطة أبي عکرمة، ألقی القبض علیه و علی بقیة أصحابه. فکرر أبوعکرمة قوله بأنه تاجرو ردّ علی الاتهامات الموجهة إلیه، فأطلق أسد سراحه شریطة أن یغادر خراسان، إلا أنه واصل نشر الدعوة هناک إلی أن ألقي القبض علیه وسیق إلی أسد. فأراد هذه المرة أن یتذرع بشيء، کما أغلة أحد رفاقه علی الحاکم. فأمر أسد ابن عبدالله به و بعشرة من رفاقه، فقطعت أیدیهم وأرجلهم وصلبوا علی الأعواد (البلاذري، الدینوري، ن.صص؛ الطبري، 7/40، 50).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن حبیب، محمد، «أسماء المغتالین»، نوادر المخطوطات، تقـ: عبدالسلام محمدهارون، القاهرة، 1374هـ/1954م، عد 6؛ أخبار الدولة العباسیة، تقـ: عبدالعزیز الدوري وعبدالجبار المطلبي، بیروت، 1971م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: عبدالعزیز الدوري، بیروت، 1398هـ/1977م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: عبدالعزیز الدوري، بیروت، 1398هـ/ 1977م؛ ن.م، تقـ: محمدباقر المحمودي، بیروت، 1397هـ/ 1977م؛ الدینوري، أحمد، الأخبار الطوال، تقـ: عبدالمنعم عامر، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ الطبري، تاریخ؛المقدسي،مطهر، البدء والتاریخ، تقـ: کلمان هوار، باریس، 1916م؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ.

علي بهرامیان/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: