أَبو الْعاص، ابن الربیع بن عبدالعزّی بن عبد شمس (تـ ذو الحجة 12/ شباط 634)،صهر النبي (ص) وابن أخت خدیجه الکبری. اختلفت المصادر في اسمه: أسماه البعض قاسم أو مقسّم (ابن قتیبة، 141) وآخرون هشیم أو مهشم (أو مُهَشَّم)، والأکثر لقیط (البلاذري، 1/397؛ ابن الأثیر، 5/237؛ ابن حجر، 4/121).

تزوج أبوالعاص زینب کبری بنات الرسول (ص) قبل البعثة النبویة، ولما أظهر النبي (ص) دعوته آمنت به خدیجة وبناتها و ثبت أبوالعاص علی شرکه (ابن سعد، 8/30-31). کان أبوالعاص من رجال مکة المعدودین مالاً وأمانةً و تجارة (ابن هشام، 2/306)، وفیمن شهد بدراً مع المشرکین، فأسره المسلمون (الواقدي، 1/139؛ ابن هشام، ن.ص). وعندما بعث أهل مکة فداء الأسری، بعثت زینب أیضاً في فداء أبي العاص بقلادة لها کانت خدیجة أعطتها إیاها. فلما رآها الرسول (ص) رقّ لها وقال: إن رأیتم أن تطلقوا لها أسیرها، وتردوا علیها مالها، فقالوا نعم یا رسول الله، فأطلقوه وردوا علیها الذي لها، وأخذ الرسول (ص) علیه عهداً أن یخلّي سبیل زینب (م.ن، 2/307-308؛ الواقدي، 1/130-131؛ البلاذري، ن.ص). ولما عاد أبوالعاص إلی مکة سیّرها مع صحب النبي (ص) إلی المدینة (ظ: ابن هشام، 2/308-310). ثم زاول مهنته في مکة إلی أن خرج في جمادی الأولی 6 تاجراً إلی الشام في قافلة بأموال رجال من قریش (البلاذري، 1/377، 398)، إلا أن هذه القافلة لم تستطع الصمود أمام المسلمین بقیادة زید بن حارثة، فهرب البعض وأسر آخرون ووقعت أموالهم بید المسلمین و هرب أبوالعاص أیضاً، فلما کان اللیل أتی المدنیة ودخل علی زینب لاجئاً، فألجأته وأعلمت به الرسول (ص) في المسجد جهاراً؛ فقبل الرسول (ص) لجوءه وأمر بطلب من زینب أن ترد ما نهب من القافلة إلی المشرکین، ثم عاد أبوالعاص ومعه الأموال إلی مکة، فرد علی الناس مالهم و أعلن إسلامه. ثم خرج إلی المدینة فردّ إلیه النبي (ص) زینبت في محرّم 7 بذلک النکاح (الواقدي، 2/553-554؛ ابن هشام، 2/312-314؛ ابن سعد، 8/33)، وقیل إن زینب ردت إلیه بصداق و نکاح جدید (ظ: ابن حجر، 4/122)، إلا أن هذه الروایة لاتصح. أنجبت زینب لأبي العاص علیاً و أُمامة التي تزوجها علي (ع) فیما بعد (ابن سعد، 8/31).

المصادر

ابن الأثیر، أسد الغایة، القاهرة، 1285هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة في تمییز الصحابة، القاهرة، 1328هـ؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دارصادر؛ ابن قتیبة، عبدالله، المعارف، تقـ: ثروت عکاشة، القاهرة، 1960م؛ ابن هشام، عبدالملک، السیرة النبویة، تقـ: مصطفی السقا و آخرون، القاهرة، 1375هـ/1955م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: محمد حمیدالله، القاهرة، 1959م؛ الواقدي، محمد، المغازي، تقـ: مارسدن جونس، لندن، 1966م.

أبوالحسن دیانت/ ت.