الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبوالطمحان القیني /

فهرس الموضوعات

أبوالطمحان القیني

أبوالطمحان القیني

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/3 ۱۳:۵۱:۵۱ تاریخ تألیف المقالة

أَبو الْطَّمَحانِ الْقَینيّ، حنظلة بن الشرقي (تـ ح 105هـ/723م)، شاعر مخضرم. ورغم أن جمیع المصادر الموثوقة ذکرت أن اسمه هو: حنظلة بن الشرقي، إلا أن اسمه و نسبه وردا في مخطوطة دیوانه التي شاهدها الآمدي (ص 222): ربیعة بن عوف بن غنم.

ولد أبو الطمحان علی أقوی الاحتمالات بمکة، أو المناطق القریبة منها، وقضی الشطر الأکبر من حیاته في العصر الجاهلي. وقد قیل إنه کان آنذاک ندیماً و ملازماً وشاعراً للزبیر بن عبدالمطلب أحد أعمام النبي (ص) (ابن قتیبة، الشعر...، 1/304؛ أبوالفرج، 11/130، 134؛ ابن حجر، 2/66). وقیل أیضاً إنه اعتنق الإسلام، إلا أنه لمیلتقِ بالنبي (ص) إطلاقاً (ظ: م.ن، 2/53، 66). ویبدو أنه لم یکن قد أَلِف‌الدین الجدید کثیراً لیترک أثره في الجانب المعنوي لدیه، ویمکن الشک حتی في اعتناقه الإسلام أیضاً، ذلک أنه لم یکن علی الذطلاق من ذوي الفکر والعقیدة‌الدینیة، کما أکّد في کثیر من المصادر فقد کان سیئ‌الدین في الجاهلیة و الإسلام (أبوالفرج، 11/130؛ ابن حجر، 2/66).

ویمکن اعتباره أحد المعالم البارزة للشعراء الجاهلیین، رغم أن الروایات المتعلقة به و حتی الأشعار التي نسبت إلیه قد غُلفت بهالة من الأسطوریة، ولایمکن الوثوق بأي منها.

وماصنعت منه التقالید الجاهلیة، هو کونه واحداً من تلک الوجوه المألوفة، شجاعاً منطیقاً علی طریقة الصعالیک العرب. أما شربه الخمر و غرامیاته و قطعه الطریق و احتیاله و خیانته، فلم یؤثر أي منها في الحط منشأن هذا البطل الجاهلي، بل علی العکس من ذلک فقد سرد الرواة قصص خیانته واحتیاله بشغف و التذاذ.

ومن البدیهي أن الشاعر – وفقاً لما ورد في الروایات – لم یکتفی بعدم الخجل من تصرفاته، بل کان یفخر بها أیضاً (ظ: ابن قتیبة، ن.ص: قصته مع الراهبة النصرانیة التي اشتهرت بعد ذلک باسم لیلة الدیر، أیضاً ظ: عیون...، 3/105؛ ابن عبدربه، 6/38؛ أبوالفرج، 11/132). وکان أسلوب حیاته حافلاً بالمخاطر و لم یکن مرضیاً، وکانت زوجته أیضاً تلومه، إلا أنه في مواجهة ذلک اللوم – و کما هو التقلید الجاهلي – کان یباهي أیضاً بسلوکه و أسلوب حیاته (ن.ص). و قد ادعی في بعض قصائده أنه قد ابتعد عن أعماله السیئة (ابن حجر، ن.ص). وأخیراً واستناداً إلی روایة ذکرها أبوالفرج الأصفهاني، فقد ارتکب جریمة، وخوفاً من القصاص التجأ إلی مالک بن سعد أحد مشایخ قبیلة شمخ، وبقي إلی آخر حیاته یعیش بین ظهراني قبیلته. وکان خلال تطوافه في الفیافي و قطعه الطریق، یؤسر أحیاناً، ویلجأ أحیاناً مضطراً إلی قبیلة أخری (ظ: م.ن، 11/130-131، 133؛ التنوخي، 2/169)، و عندها یحاول من خلال مدحه ولي نعمته أن یستدرّ عطفه. وفي إحدی المرات التي أُر فیها، نظم شعراً في مدح زعیم القبیلة مما أدی إلی إطلاق سراحه (أبوالفرج، 11/132- 133). وقد اشتهر هذا الشعر بعد ذلک بوصفه أجمل قصائد المدح التي نظمت في الشعر العربي خلال العصر الجاهلي (ابن خلکان، 1/60؛ ابن حجر، ن.ص)، إلا أن الروایة قالت إن أبا الطمحان بعد إطلاق سراحه و من خلال تغییره بناء الأبیات الأولی من القصیدة،نسب إلی قبیلته ماکان قد قاله بحق ممدوحه (قا: أبوالفرج، ن.ص).

کانت بعض أشعاره لفترة طویلة مثاراً لاهتمام الأدباء العرب وأصحاب الذوق الرفیع منهم (ظ: أبوحاتم السجستاني، 72)، وکانت بعض أشعاره مما هو متجذر في العصبیة القبلیة، تؤجج مشاعر القراء بعنف، ومنها مقطوعة نظمها حول الموت (ظ: الثعالبي، 308-309؛ أبوالفرج، 11/133). ومع ذلک ورغم أن بعض مصادر الأدب العربي قدامتدحت شعره (المبرد، 2/1034؛ ابن عبد ربه، 6/37؛ الآمدي، ن.ص)، إلا أنه لم یکن في أي وقت لیقف في مصاف الشعراء الذائعي الصیت لعصره، ولم یحمله معاصروه علی محمل الجد. کما حدث عندما أراد أن یشق طریقه إلی بلاط یزید بن عبدالملک (تـ شعبان 105)، حیث انتظر لأیام، وأخیراً تمکن بحیلة و في مقابل بیتین منالشعر غناهما أحد مطربي بلاط الخلیفة، من أن یحصل علی صلة جزیلة، إلا أنه لم ینجح في لقاء الخلیفة (ابن عبدربه، 6/37-38).

ولایوجد أثر في شعره للقصائد الطوال في الفخر، أو الهجاء مما هو متوقع عادة من الشعراء القدماء. و ربما لم تصلنا أمثال أشعاره هذه و یقول ابن الندیم (ص 178). جمع أبوسعید السکري شعره في دیوان، وهذا الدیوان غیر موجود الیوم، ولو کان موجوداً، أصبح الحکم بشأنه أکثر سهولة و صواباً. ولایتجاوز مجموع شعره الموجود في شتی المصادر 40 بیتاً، وأغلبه مقطوعات قصیرة، وربما أبیات من قصائد أکثر طولاً، وقد اعتبرته المصادر العربیة من المعمرین و قیل إنه عمر 200 سنة. وقد أشار هو نفسه في بعض قصائده إلی طول عمره (أبوحاتم السجستاني، ن.ص؛ الشریف المرتضی، 1/257؛ ابن قتیبة، کتاب المعاني...، 1/210).

 

المصادر

الآمدي، الحسن، المؤتلف و المختلف، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1381هـ/1961م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة في تمییز الصحابة، القاهرة، 1327هـ؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن عبد ربه، أحمد، العقد الفرید، تقـ: أحمدأمین و آخرون، بیروت، 1402هـ/1982م؛ ابن قتیبة، عبدالله، الشعر و الشعراء، تقـ: محمدیوسف نجم و إحسان عباس، بیروت، 1964م؛ م.ن، عیون الأخبار، تقـ: مفید محمد قمیحة، بیروت، 1406هـ/1986م؛ م.ن، کتاب المعاني الکبیر، بیروت، 1405هـ/1984م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوحاتم السجستاني، سهل، المعمرون و الوصایا، تقـ: عبدالمنعم عامر، القاهرة، 1961م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، بولاق، 1285هـ؛ التنوخي، المحسن، الفرج بعد الشدة، تقـ: عبود الشالجي، بیروت، 1398هـ/1978م؛ الثعالبي، عبدالملک، خاص الخاص، تقـ: صادق نقوي، حیدرآبادالدکن، 1405هـ/1984م؛ الشریف المرتضی، علي، أمالي، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1373هـ/1954م؛ المبرد، الکامل، تقـ: محمد أحمد الدالي، بیروت، 1406هـ/1986م.

محمد سیدي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: