أَبوطُلَیْح، اسم واحة في صحراء بَیوضة بالسودان بها آبار میاه کثیرة. تقع هذه الواحة مابین 17° و 18° من خط العرض الشمالي (الأمین، 3/99)، وعلی ثلاث مراحل [شمالي] مِتَمّة (فوزي باشا، 2/41)، حیث ینحرف طریقها عن استدارة نهر النیل في أبو حَمَد و المسافة من قُرتي في ولایة دُنقُلة إلی متمة، 280کم (البستاني). وقد صحف اسمها في الآثار الأوروبیة إلی أبوکلئا. وقد سماها العرب والسکان المحلیون بأبو طلیح بسبب وجود أشجار الطلح في هذه المنطقة (EI2). وتنبع شهرة أبو طلیح من الحرب التي دارت رحاها في 30 ربیع الدول 1302هـ/17 کانون الثاني 1885م بین القوات البریطانیة و أتباع محمد بن عبدالله (المهدي السوداني) للسیطرة علی هذه المنطقة. فعندما تحرکت القوات البریطانیة نحو متمة لفک الحصار عن المعسکر المصري و الجنرال غوردون، وجدت نفسها في مواجهة 3,000 فرد من البَقّارة و 5,000 من الجَعلیّین الذین کانوا من أفضل مقاتلي المهدي لاسوداني (ن.ص). وکان هؤلاءقد أُرسلوا إلی متمة في أوائل ربیع الأول 1302 لمواجهة البریطانیین. وفي أواخر هذا الشهر اتجه جیش المهدي السوداني إلی أبوطلیح بقیادة موسی بن محمد الحلو. کان الجیش البریطاني مؤلفاً من حوالي 2,000 جندي من القوات البریة (فوزي باشا، ن.ص)، وفي روایة 1,800 جندي (EI2) یقودهم السیر هربرت ستیوارت. وتختلف وجهات النظر في سبب هزیمة الأمیر موسی (ظ: فوزي باشا، 2/40-41). ویری ضرار أن السبب یکمن في قلة عدد الجنود المحلیین وقلة الأسلحة الناریة (ص 158). واستناداً إلی شقیر (ص 511) فإن هذه الحرب أدت إلی قتل 74 فرداً و جرح 94 من القوات البریطانیة، وإلی قتل مایزید علی 1,100 فرد وأسر عدد کبیر من أتباع المهدي و سقوط آبار أبوطلیح بأیدي القوات المهاجمة (ن.ص).

المصادر

الأمین، حسن، الموسوعة الإسلامیة، بیروت، 1396هـ/1976م؛ البستاني؛ شقیر، نعوم، تاریخ السودان، تقـ: محمد إبراهیم أبوسلیم، بیروت، 1981م؛ ضرار، ضرار صالح، تاریخ السودان الحدیث، بیروت، 1968م؛ فوزي باشا، إبراهیم، کتاب السودان بین یدي غردون و کتشنر، القاهرة، 1319هـ؛ وأیضاً:

EI2.

 عبدالأمیر سلیم/ هـ.