الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوطالب الأنباري /

فهرس الموضوعات

أبوطالب الأنباري

أبوطالب الأنباري

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/1 ۲۰:۴۶:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

أَبوطالِبٍ الأَنباريّ، عبیدالله بن أحمد بن یعقوب بن نصر بن طالب (تـ 356هـ/ 967م)، محدّث إمامي. یبدو أن أصل أسرته من الأنبار، إلا أنه عاش بواسط إلی آخر حیاته (ابن الندیم، 247؛ النجاشي، 232-233). ویستفاد من دراسة أسماء أساتذته و تلامذته أنه قد ذهب إلی بغداد مراتٍ لتلقي العلم أو التدریس (ن.ص؛ ابن النجار، 2/27). ومع الأخذ بنظر الاعتبار دراسة أبي طالب لدی بعض المشایخ من أواخر القرن 3هـ أمثال أحمد بن یحیی ثعلب (تـ 291هـ) و ابن داود الأصفهاني (تـ 279هـ) و أحمد بن المغلس الحماني (سمع منه في 279هـ)ف فینبغي أن تکون ولادته في الربع الثالث من القرن 3هـ (ظ: النجاشي، 314؛ ابن النجار، 2/28). ویلاحظ من بین أساتذة أبي طالب شیخ من شتی البقاع – خاصة العراق – مابین محدث و أدیب من شیعة و سنة، و من هؤلاء سوی من أشیر إلیهم آنفاً: ابن أبي داود السجستاني و حمید بن زیاد النینوائي والحسن بن محمد بن جمهور العمي و یوسف بن یعقوب القاضي والمفضل بن عبدالعزیز الکاتب (للاطلاع علی مشایخه، ظ: ابن النجار، 2/27-28؛ أبوغالب الزراري، 20؛ حسین بن عبدالوهاب، 10؛ الطوسي، الفهرست، مخـ؛ النجاشي، مخـ).

کان لأبي طالب باع طویل أیضاً في الأدب و روایة الشعر (ابن النجار، 2/27)، إلا أن مهارته في الحدیث و خاصة حدیث الإمامیة، غطت علی هذا الجانب من شخصیته. و في الحقیقة فإن أبا طالب روی الکثیر من آثار السلف الإمامیة عن طریق شیوخه و خاصة حمید بن زیاد، وقد دون تلمیذه ابن عبدون هذه الروایات في فهرسته مما استفاد الطوسي منه في الفهرست (ص 9، 10، مخـ)، و النجاشي في الرجال (ص 29، 62). وقد صرّح الطوسي في «مشیخة الاستبصار» (ص 313) أنه روی عن أبي طالب جمیع مؤلفات و روایات حمید بن زیاد، التي تعد أهم حلقات الاتصال في أسانید أسلاف الإمامیة.

ومن بین الذین استفادوا من علم أبي طالب، یشاهد أشخاص من شتی الأجیال، فاستناداً إلی ابن النجار (ن.ص)، فقد کان منشغلاً بالتدریس في 318هـ، و قد استمع منه أبوالفوارس لاقاسم بن محمد المزني. کما استفاد منه أبوغالب الزراري و ابن داود القمي و هارون بن موسی التلعکبري و ابن عیاش الجوهرط الذین لم یکونوا یصغرونه بالسن کثیراً (ظ: أبوغالب الزراري، 20، 29؛ الطوسي، تهذیب ...، 6/51، 76، رجال، 481؛ الطبرسي، 359، نقلاً عن ابن عیاش؛ حسین بن عبدالوهاب، ن.ص). و من أصغر تلامیذه سناً ابن عبدون أحمد بن عبدالواحد الذي کان أسبق الجمیع بتعریفه إلی الخلف (ظ: الطوسي، الفهرست، 103، مخـ؛ النجاشي، 202، مخـ؛ لمعرفة تلامذته الآخرین، ظ: ابن النجار، 2/28). أما من حیث مکانته رجالیاً، فیلاحظ اختلاف في وجهات نظر أهل هذا العلم. فمن بین معاصریه أثنی علیه أبوغالب الزراري وأبوالاقسم ابن سهل الواسطي واستندا إلی زهده و عبادته، إلا أن أغلب إمامیة بغداد اتهموه بالارتفاع (= المیل إلی الغلو) و ضعّفوه إلی درجة أنه عند مجیئه إلی بغداد، اجتهد الحسین بن عبیدالله الغضائري في أن یحضر درسه، إلا أن مشایخ بغداد لم یمکّنوه من ذلک (النجاشي، 232-233).

ومن بین علماء الرجال في النصف الأول من القرن 5هـ، فإن الشیخ الطوسي الذي نقل روایاته في التهذیب و الاستبصار من الکتب الأربعة للشیعة (ظ: «مشیخة التهذیب»، 39-40، 75، «مشیخة الاستبصار»، 313، 328)، عند ترجمته لحیایة أبي طالب في الفهرست (ن.ص)، و کذلک في موضع من کتابه الرجال (ص 481-482)، آثر الصمت بشأن جرحه و تعدیله، و في موضع آخر من الرجال (ص 486) عند تکراره ذکر أبي طالب، ضعّفه. إلاأن معاصره النجاشي اعتبر أبا طالب ثقة في الحدیث بشکل صریح (ص 232). ومن رجالیي الحلة فإن العلامة الحلي و ابن داود – عقب ذکرو جهات النظر المختلفة هذه – تصورا أن موضوع البحث یتناول شخصیتنی مختلفتین، فذکرا أبا طالب في القسم الدول بین الممدوحین، و في الثاني بین الضعفاء أیضاً (ظ: العلامة الحلي، 106، 236؛ ابن داود، 196، 466).

ومن الدمور الملفتة للنظر في حیاة أبي طالب الأنباري الفکریة قضیة تغییر مذهبه. فاستناداً إلی قول تلمیذه أبي غالب الزراري، فقد کان طوال حیاته علی مذهب الواقفة، وانضم إلی القطعیة في سني شیخوخته؛ ومع هذا أصبح أیضاً موضع عدم رضا شیوخ القطعیة ببغداد (النجاشي، 232-233). و حقیقة کون أبي طالب قد درس لدی کبار مشایخ الواقفیة آنذاک کحمید بن زیاد و علي بن محمد بن رباح وأخیه أحمد بن محمد بن ریاح، ووجود اهتمام خاص له بنقل تراث الواقفیة، یمکن أن یکون قرینة تدعم کلام أبي غالب (لمعرفة مواضعه، ظ: الطوسي، الفهرست، مخـ؛ النجاشي، مخـ). وقد نقل النجاشي (ص 335) حدیثاً بورایة أبي طالبأُکد فیه علی عدم وفاة الإمام الکاظم (ع) و هو من العقائد الرئیسة في المذهب الواقفي. وینبغي أن تضاف هنا روایة أخری تتعلق بمذهب أبي طالب وردت في فهرست ابن الندیم (ص 247)، اعتبر فیها من الشیعة «البابوشیة»، وعندما اقتبس الطوسي هذه الکلمة من ابن الندیم وأوردها في فهرسته (ص 103) قرأها علی أنها «الناووسیة» (أیضاً ظ: ابن شهرآشوب، 75، تبعاً للطوسي). أما بشأن ضبط هذه الکلمة لدی ابن الندیم، فیمکن القول إنه لاتشاهد في المصادر فرقة بهذا الاسم، وإن علاقة البابوشیة بالواقفیة خافیة علینا؛ لکن علی أیة حال لاتبدو صحیحة قراءة الشیخ الطوسي الاجتهادیة للکلمة المذکورة، خاصة و أنه لم یثبت وجود أثر للناووسیة بع فترة أصحاب الإمام الکاظم (ع).

 

آثاره

قیل إن أبا طالب ألف 140 کتاباً ورسالة في شتی المجالات (ابن الندیم، ن.ص)، إلا أن القلیل منها کان متداولاً لفترة، کما أنه لا أثر الیوم لأيَ منها. و من بین آثاره نذکر هنا عدة کانت معروفة: 1. أسماء أمیر المؤمنین علیه السلام (النجاشي، 233)، وقعت نسخة قدیمة منه – بحتمل أن تکون قد کتبت في عصر المؤلف – بید ابن طاووس (تـ 664هـ)، فنقل منها حدیثاً في الیقین (ص 50)؛ 2. الخط و القلم (النجاشي، ن.ص)، الذي یستنتج من عبارة ابن النجار (تـ 643هـ) في وصفه أن تکون نسخة منه قد وقعت بیده (ابن النجار، 2/27)؛ 3. مزار أبي عبدالله علیه السلام (النجاشي، ن.ص)، حول زیارة الإمام الحسین (ع)، ویحتمل أن یکون أحد مصادر ابن داود القمي في تألیفه المزار، کما نقل منه الطوسي حدیثین في التهذیب (6/51، 76).

ومن آثاره الأخری؛ البیان عن حقیقة الإنسان؛ الانتصار للشِیَع من أهل البدع؛ کتاب في التوحید و العدل و الإمامة؛ فرق الشیعة؛ مسند خلفاء بني العباس (لمطالعة فهرست بآثاره، ظ: ابن الندیم، النجاشي، ن.صص).

 

المصادر

ابن داود الحلي، الحسن، الرجال، تقـ جلال‌الدین محدث، طهران، 1342ش؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/1961م؛ ابن طاووس، علي، الیقین، النجف، 1369هـ/1950م؛ ابن النجار، محمد، ذیل تاریخ بغداد، حیدرآبادالدکن، 1401هـ/1981م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوغالب الزراري، أحمد، رسالة في آل أعین، تقـ: محمدعلي الموسوي الموحد الأبطحي، أصفهان، 1399هـ؛ حسین بن عبدالوهاب، عیون المعجزات، النجف، 1369هـ؛ الطبرسي، الفضل، إعلام الوري، النجف، 1390هـ؛ الطوسي، محمد، تهذیب الأحکام، تقـ: حسن الموسوي الخرسان، النجف، 1378هـ؛ م.ن، رجال، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ م.ن، الفهرست، تقـ: محمدصادق بحرالعلوم، النجف، المکتبة المرتضویة؛ م.ن، «مشیخة الاستبصار»، مع ج 4 من الاستبصار، النجف، 1375هـ؛ م.ن، «مشیخة التهذیب»، مع ج 10 من التهذیب (ظ: همـ، الطوسي)؛ العلامة الحلي، الحسن، رجال، النجف، 1381هـ/1961م؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـ.

أحمد پاکتچي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: