الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوسهل الحمدوي /

فهرس الموضوعات

أبوسهل الحمدوي

أبوسهل الحمدوي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/30 ۰۹:۵۸:۰۹ تاریخ تألیف المقالة

أَبوسَهْلٍ الْحَمْدَويّ، أحمد بن الحسن (تـ بعد 432هـ/1041م)، رئیس الدیوان والوزیر والأمیر البارز في العهد الغزنوي. وردت نسبته في بعض المصادر الحمدوئي و حتی الحمدني، إلا أن معاصره الثعالبي أورد اسمه و نسبته بشکل أحمد بن الحسن الحمدوي. وقد ورد في قوافي أشعار مادحیه العربیة والفارسیة، الحمدوي أیضاً (العثعالبي، 2/60، 74؛ فرخي، 400؛ قا: قزویني، 4/161، 162).

واستناداً إلی أبي الفضل البیهقي الذي یُعدّ کتابه أهم مصادرنا فیما یتعلق بحیاة أبي سهل علی عهد مسعود الغزنوي بشکل خاص، فإن أباسهل شق طریقه في سني شبابه إلی بلاط السلطان محمود و حظي برعایته، وتتلمذ منذ تلک الفترة علی أحمد بن الحسن المیمندي (ن.ع) وزیر السلطان محمود، ثم أصبح صاحب دیواني غزنة والهند (ص 468، 502). وبعد وفاة محمود (421هـ/1030م) تسنم منصب الوزارة علی عهد حکومة ابنه الأمیر محمد التي لم تدم سوی عدة أشهر (ن.ص؛ الگردیزي، 74)، إلا أنه لم یبق وفیاً لمحمد، بل انبری – بانضمامه إلی کبار رجال البلاط – لدعم مسعود شقیق محمد و منافسه، ولهذا السبب علاشأنه في بلاط مسعود خلافاًلبقیة أنصار الأمیر محمد (البیهقي، 19، 108). وفي 422هـ عندما تولی أحمد بن الحسن المیمندي الوزارة، عُیّن أبوسهل – باقتراح من الوزیر – رئیساً لدیوان الإشراف (».ن، 196)، وأبدی من الکفاءة والحکنکة ماجعل السلطان یرفض اقتراح الوزیر الذي أراد تعیین أبي سهل في السنة التالیة رئیساً لدیوان العرض (م.ن، 429). وفي 424هـ بعد اطلاع مسعود علی أوضاع بلاد الري المضطربة، لقّب أباسهل بالعمید وعینه بدلاً من طاهر الکاتب بمنصب «کدخدا» (ناظر) الري والجبال، وقد صعب منح أبي سهل هذا اللقب علی أحمد بن عبدالصمد الوزیر خلیفة أحمد بن الحسن المیمندي، إلا أن أبا نصر مشکان (ن.ع) رئیس دیوان الرسائل هبّ لمعاضدته.

وفي رجب من نفس السنة، تحرک نحو الري أبوسهل الذي کان مکلفاً بتمهید الأوضاع في الري لحکم الأمیر سعید بن السلطان مسعود بعد کفّه ید علاءالدولة بن کاکویه عن همدان و أصفهان. و في الري ألغی کثیراً من الضرائب المجحفة التي کان السبهسالار تاش فراش قد فرضها هناک، وعامل الناس بالعدل (م.ن، 499-506، 509؛ ابن الأثیر، 9/428-429). وفي 425هـ/ 1034م، توجه أبوسهل إلی أصفهان، فهاجمه و هو في الطریق إلیها علاءالدولة بن کاکویه و فرهاد بن مرداویج، لکنهما هُزما و قُتل فرهاد. و مع کل هذا فقد أرسل أبوسهل کتاباً إلی علاءالدولة یبلغه فیه بضرورة انصیاعه لأوامر السلطان و إرسال المال، علی أن یبقی مقابل ذلک حاکماً علی منطقته، إلا أن علاءالدولة رفض ذلک، فاستولی أبوسهل علی أصفهان و نهب أموال علاءالدولة و خزائنه وأرسل مؤلفات أبي علي ابن سینا وزیر علاءالدولة إلی غزنة (الحسیني، 6؛ ابن الأثیر، 9/435-436). وظل أبوسهل في أصفهان إلی أن هاجم علاءالدولة المدینة بدعم من الدیالمة و غیرهم في 427هـ، إلا أنه هزم هذه المرة أیضاً وولی هارباً (م.ن، 9/446- 447)، غیر أن علاءالدولة استطاع في 428هـ و بشفاعة من وزیر خلیفة بغداد أن یأخذ أصفهان إقطاعاً من السلطان مسعود (البیهقي، 668-669).

وخلال ذلک اجتاح الترکمان الغز بلاد الري بعد انطلاقهم من خراسان و نهبهم المدن التي في طریقهم. فطلب أبوسهل و تاش فراش العونَ من السلطان مسعود ووالیي جرجان و طبرستان، إلا أن مسعوداً الذي کان قد جهَز جیشه لمحاربة السلاجقة في خراسان، لم یکن بإمکانه إرسال العون، فحطم الغز جیش تاش فراش و هرب أبوسهل أیضاً إلی أطراف الري، ولجأ إلی قلعة طبرک، فدخل الغز الري. لکن أبا سهل أسر ابن أخت یغمر – أحد قادة الغز – وبادله بالأسری الذین أخذوا من الري وبالأموال التي نهبت منها، ثم ذهب من هناک. و حینما اتجه الغز إلی آذربایجان، استغل علاءالدولة الفرصة فدخل الري، وضمن إعلانه الطاعة للسلطان مسعود، اقترح الصلح أیضاً علی أبي سهل، إلا أنه رفض ذلک. ثم إن علاءالدولة بإعطائه إقطاعاً لقادة الترکمان الغز تمکن من أن یجمع حوله فریقاً منهم ویکوّن جیشاً قویاً، إلا أن عری ذلک الاتحاد النفصمت بعد انفصال الغز عنه. و مع کل ذلک طلب علاءالدولة مرة أخری إلی أبي سهل الذي کان مقیماً آنذاک في طبرستان، أن یعطیه الري إقطاعاً، فوافق أبوسهل هذه المرة علی ذلک آخذاً بنظر الاعتبار ضعف علاءالدولة وثقته بطاعته، ثم ذهب هو إلی نیسابور في429هـ/ 1038م (م.ن، 684-706؛ ابن الأثیر، 9/379-381).

ویبدو أن الحوادث الأخیرة کانت قد استمرت حتی النصف الأول من سنة429هـ، ذلک أن البیهقي ذکر وصول رسائل مهمة بشأن حوادث الري في جمادی الآخرة من هذه السنة (ص 705). وصل إلی غزنة في رجب 429، نبأ دخول أبي سهل نیسابور (م.ن، 706)، وقد دخلها في وقت کان الجیش الغزنوي بقیاة سُباشي الحاجب یستعد لمحاربة السلاجقة، فعارض أبوسهل و بعض الأمراء الآخرین هذه الحرب في رسالة بعثوا بها إلی مسعود، إلا أن هذه المعارضة لم تجدِ نفعاً أمام الأوامر الصریحة لمسعود بالحرب (م.ن، 707-708؛ البنداري، 8). ولما ذهب سباشي إلی الحرب نقل أبوسهل مع سوري صاحب دیوان خراسان الأموال الضخمة للري و نیسابور إلی قلعة میکالي في بست، وظلا یترقبان نتیجة الحرب (البیهقي، 715، 716، 720-722). وبعد هزیمة سباشي أمام الترکمان السلاجقة، هرب أبوسهل و سوري إلی جرجان وأمضیا فترة عند أبي کالیجار (م.ن، 725-726).

وفي ربیع الأول 431 عاد أبو سهل إلی خراسان بعد هرب طغرل من نیسابور أمام جیش مسعود، فأوکل الأخیر إلیه وإلی سوري مهمة المحافظة علی الأمن في نیسابور (م.ن، 804-805). وبعد فترة عاد مسعود إلی نیسابور عقب تخلیه عن ملاحقة طغرل. أما أبوسهل الذي أدرک أن السلطان کان متألماً منه بسبب و شایة أحمد بن عبدالصمد الوزیر، فقد وسط مسعود بن اللیث، وتمکن أخیراً بدفعه 50 ألف دینار من کسب رضا السلطان الذي اختاره ندیماً له و کلفه بمهمة نقل أموال الري و نیسابور من قلعة میکالي إلی غزنة (م.ن، 813-814).

کان مسعود في غیاب أحمد بن عبدالصمد الوزیر یستشیر أباسهل في جمیع الأمور، إلا أن أبا سهل علی مایبدو کان یکره هذا العمل بسبب توجسه من الوزیر، وکان یُشهد في خلوته مع السلطان أبا الفضل البیهقي، ویخبر الوزیر بمجریات الأمور عن طریقه (م.ن، 892-893). وفي 432هـ عندما قرر لاسلطان مسعود الذهاب إلی الهند خوفاً من هجوم السلاجقة علی غزنة، کان أبوسهل من بین الذین عارضوا السلطان في ذلک، لکن السلطان لم یعر اهتماماً لمعارضیه و سمح لهم بالانضمام إلی السلاجقة إذا دخلوا غزنة. و منذ ذلک الحین لایوجد لدینا خبر عن أبي سهل (م.ن، 895-899).

کان أبوسهل من أفاضل و علماء عصره و کان له باع في الأدب أیضاً، وقد نقل لاثعالبي نموذجاً من أشعاره العربیة و کذلک الأشعار التي نظمها في مدحه أبوالقاسم ابن الحریش و أبوبکر علي بن الحسن القهستاني بالعربیة (2/60- 62، 73-74). کماکان أبوسهل ممدوح فرخي السیستاني أیضاً، وقد تحدث هذا الشاعر في شعره عن عظمة وشرف عائلته الأثیل خلال ألف عام (ص 340-342، 398-401)، وهذا ماجعل بعض الباحثین المعاصرین یعتقدون أن أبا سهل کان ینتسب إلی أسر إیران القدیمة (یوسفي، 113).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ البنداري، الفتح، تاریخ دولة آل سلجوق، بیروت، 1400هـ/1980م؛ البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ: علي أکبر فیاض، مشهد، 1356ش؛ الثعالبي، عبدالملک، تتمة الیتیمة، تقـ: محمد إقبال، طهران، 1353هـ؛ الحسیني، علي، أخبار الدولة السلجوقیة، تقـ: محمد إقبال، بیروت، 1404هـ/1984م؛ فرخي السیستاني، دیوان، تقـ: محمد دبیر سیاقي، طهران، 1363ش؛ قزویني، محمد، یادداشتها، تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1337ش؛ الگردیزي، عبدالحي، تاریخ، طهران، 1327ش؛ یوسفي، غلام حسین، فرخي سیستاني، مشهد، 1341ش.

محمد عبدعلي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: