الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوسعید الجنابي /

فهرس الموضوعات

أبوسعید الجنابي

أبوسعید الجنابي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/29 ۲۲:۲۹:۰۸ تاریخ تألیف المقالة

أَبوسَعیدٍ الْجَنّابيّ، الحسن بن بهرام (مقـ 300 أو 301هـ/ 913 أو 914م)، من زعماء القرامطة و مؤسس دولة قرامطة البحرین. کما ذکر أن اسمه هو الحسین (المقریزي، المقفی ...، 261). ورغم صیته الذائع فإن معلوماتنا عن بدایة حیاته لاتتلاءم و شهرته، وهناک نقاط في حیاته یکتنفها الغموض، کما لاتوفر معلومات عن تاریخ ولادته و جزء من حیاته الذي أمضاه في جنابة (گناوه)، ولایمکن معرفة تاریخ ولادته الدقیق استناداً إلی مادوّنه کتّاب التراجم عنه.

وذکر الجوبري أن بدایة نشاطه کانت في 252هـ/866م (ص 12)، إلا أن دي خویه یعتبر ذلک خطأ و یری أن السنة المذکورة هي سنة ولادته (ص 36)، وهذا لایتناسب و روایة المقریزي (اتعاظ...، 1/165) التي تقول إن أبا سعید عندما قتل في 301 أو 302هـ، کان سنّه یتجاوز الستین. لهذا یمکن احتمال أن یکون قد ولد في العقد الرابع من القرن 3هـ. وإن کلام بعض المعاصرین و منهم حمیدي (ص 85) الذي اعتبر ولادة أبي سعید في 254 أو 255هـ، لایستند إلی مصدر یُرکن إلیه، ولذا لایمکن الاعتماد علیه.

کان أبوسعید – و کما هو واحض من نسبه «الجنابي» - منأهل گناوه في فارس، وآراء الکتّاب عن ماضیه قبل ثورته ضد الخلیفة العباسي المعتضد متفاوتة. فیبدو أنه کان دَقّاقاً فترةً (حدود العالم، 132؛ الإصطخري، 149؛ قا: ثابت بن سنان، 13؛ القاضي عبدالجبار، 2/378) وفترة فَرّاءً (بحرالفوائد، 347؛ ابن لادواداري، 6/55؛ المقریزي، ن.م، 1/159). ویقول الذهبي (العبر، 1/411) نقلاً عن الصولي إن أبا سعید کان یؤمّن معیشته عن طریق ترقیع أکیاس الدقیق (قا: ابن العماد، 2/192) و یضیف أنه کان یعمل بوزن الغلّات في البصرة (أیضاً ظ: الدیار بکري، 2/344). ویمکن أن تکون هذه لاروایات متعلقة بفترة هروب أبي سعید ن گناوه و دخوله البحرین (دي خویه، ن.ص).

ولاتتوفر لدینا معلومات عن تفاصیل حیاته و الکتسابه العلم، رغم أن ابن مالک (ص 200) ذکره بوصفه فیلسوفاً، ورأی الجوبري أنه کان أکثر الناس معرفة بکتاب النوامیس لأفلاطون (ن.ص). یقول ابن خلکان: کان أبوسعید قصیراً مجتمع الخلق أسمر کریه المنظر، لذلک قیل له قِرمِطي (2/150)، وأضاف الجوبري (ن.ص) أن شقه الأیمن (قا: دي خویه، 208) کان مشلولاً ولم یکن یستطیع المشي أو رکوب الخیل دون معونة أحد. وهذه المعلومات لم ترد في مصادر أخری، لذا فهي جدیرة بإنعام النظر.

ویشیر المسعودي (تـ 346هـ) المؤرخ المعاصر لأبي سعید إلی دخوله القطیف في 273هـ/886م (التنبیه ...، 395). وفي 281 هـ وصل إلی القطیف رجل یدعی یحیی بن المهدي وصف نفسه بأنه داعیة ومبعوث «المهدي» (محمد بن عبدالله بن محمد بن الحنفیة)، وحل ضیفاً علی علي بن المعلي بن حمدان و هو شیعي من موالي بني زیاد، فاستماله إلی جانبه. فوجّه علي بن المعلی إلی الشیعة من أهل القطیف فجمعهم وأقرأهم الکتاب الذي مع یحیی بن المهدي المرسل إلیهم من المهدي واستحثهم علی الخروج، ووجّه إلی سائر قری البحرین بمثل ذلک، فانضمّ إلیه أبوسعید الذي کان مقیماً هناک.

ثم أظهر یحییبن المهدي مرة أخری رسالة من المهدي طلب فیها أن تُسلم إلی یحیی الزکاة و الحقوق الشرعیة الأخری. وفي هذه الأثناء ذهب إبراهیم الصائغ الذي کان بادئ الأمر من أتباع یحیی، إلی علي بن مسمار أمیر البحرین واتهم أباسعید ویحیی بالإباحیة، فعوقب یحیی بینما هرب أبوسعید إلی جنایة، وذهب من هناک إلی الکوفة (ثابت بن سنان، 12، 13؛ القاضي عبدالجبار، 2/378-380؛ ابن الأثیر، 7/493-495). واستناداً إلی أقوال النوبري (25/233) والمقریزي (ن.م، 1/15، 160) فإنه تزوج في أطراف الکوفة فتاة من بني قصّار الذین کانوا من مؤسسي الحرکة القرمطیة في تلک الدیار و انضم إلیهم. واعتبر البعض أن رابطة القربی بینه وبین بني قصار هي السبب في میله إلی هذه الفرقة، بینما اعتبر البعض میوله الخاصة هي الدافع لذلک، ورأی آخرون أن آراءه مستقاة من نظریات حمدان بن الأشعث، المعروف بقرمط (المقریزي، ن.م، 1/160).

 ومعلوماتنا عن أبي سعید من 281-286هـ قلیلة جداً، إلا أن معلومات ابن حوقل عن أنشطته تضم أموراً فریدة، فاستناداً إلی قوله (2/295) فإنه انضم إلی عبدان الکاتب صهر حمدان بن الأشعث وانبری للدعوة من قبل قرمط في مناطق جنابة وسینیز و توّج و مهروبان وجروم فارس و أخذ الکثیر من أموال الناس، إلا أن أعداءه استرجعوا فیما بعد الخزائن والعُدد التي کان قد اکتنزها من أموال الناس، بینما نجا هو بنفسه و عاش متخفیاً إلی أن دعاه حمدان بن الأشعث إلیه، وأرسله برفقة عبدان إلی القطیف التي کانت مدینة کبیرة و عیّنه لدعوة سکان تلک المنطقة (قا: النویري، المقریزي، ن.صص). فشرع أبوسعید هناک ببیع الدقیق و نال سمعة حسنة، ثم انبری بعدها للدعوة و کان أول من التحق به حسین و علي وحمدان بنوسنبر (النویري، ن.ص). وکانت الأرضیة لهذه لادعوة مُهِّدت مسبقاً في البحرین من قِبل مبعوث عبدان إلیها والذي ورد في المصادر أن اسمه هو أبوزکریا الطمامي (دوبلوا، 14؛ یقترح مادیلونغ في EI2، مادة «قرمطي» أن یُقرأ اسم «الطمامي» بشکل الظمامي المنسوب إلی ظمام المدینة التجاریة في لاعة بالیمن؛ للاطلاع علی أسماء أبي زکریا المتعددة، ظ: لویس، 78). وعندما تعرف أبوسعید إلی أبي زکریا، لم یطق وجود داعیة آخر، فاعتقله وألقی به في السجن حتی مات کمداً (القاضي عبدالجبار، 2/379؛ النویري، ن.ص). وینبغي أن یکون قتل أبي زکریا حسب روایات کافة المصادر قد حدث في بدایة حکم أبي سعید للبحرین (ظ: مادیلونغ، 39).

ومهما یکن، فإن أبا سعید ظهر في بدایة 286هـ (یحیی بن الحسین، 1/169: 285هـ) بالبحرین بوصفه قرمطیاً وانضم إلیه جمع من البدو والقرامطة. وفي جمادی الآخرة من نفس السنة، جمع جیشاً ضخماً واتسع نطاق دعوته (الطبري، 10/71؛ قا: العیون...، 4(1)/158؛ حافظ أبرو، 3/713) وانبری لقمع معارضیه، فکان یهاجم القری ویقتل سکانها وینهب أموالها. وکان الناس یرتعدون منه بحیث استسلم عدد منهم خوفاً علی أرواحهم، وهرب فریق آخر إلی مدن عدیدة، واستولی أبوسعید علی جمیع تلک النواحي عدا هَجَر.

ظل أبوسعید یحارب سکان هجر لفترة طویلة و یقتلهم، ولما طال علیه الأمد عیّن علیها واحداً من دعوانه و ذهب هو إلی الأحساء، لکنه کان یراقب محاصرة المدینة ویسعی إلی جمع قوة أکبر للاستیلاء علیها. وتواصل حصار المدینة أثر من 20 شهراً، لکن أبا سعید استولی علیها أخیراً بعد قطعه الماء عنها (ظ: القاضي عبدالجبار، 2/380؛ النویري، 25/235-238)، وأصبح حاکم البحرین المطلق. ویبدو أنه رأی بعد هذه الانتصارات مکانة و موقعاً أکثر أهمیة وأفضل من مجرد داعیة بسیط في سلم رتب القرامطة، إلا أن تلک السمة غیرواضحة لنا رغم إطلاقه لقب منصور البحرین علی نفسه، کما أطلق داعیة الیمن علی نفسه اسم منصور الیمن. ولقب «المنصور» هو من أکبر ألقا القرامطة و یعتبر في الغالب مثل لقب «المهدي» (دي خویه، 73)، بحیث إنه استناداً إلی القاضي عبدالجبار (2/379) فحسب، کان یصف نفسه بأنه ممثل المهدي، أي الإمام محمد بن عبدالله بن محمد بن الحنیفة المتخفي في الجبال و یعد أنه سیظهر في 300 هـ.

أدی استیلاء أبي سعید علی هجر إلی تثبیت دعائم سلطته، وحدا به إلی أن یتحرک للاستیلاء علی عمان أیضاً، فأرسل 600 فارس مقاتل إلیها و نشبت حرب ضروس لم یبق معها من الطرفین سوی عدد من الجرحی. و عندما عاد من تبقی من جیش أبي سعید إلیه اعتذروا منه، لکنه لم یقبل عذرهم فقتلهم جمیعاً و ترک أهل عمان و شأنهم (النویري، 25/238).

بعد یأسه من عمان طمع أبوسعید بالبصرة، فکتب أحمد بن محمد الواثقي الذي کان والي البصرة آنذاک إلی الخلیفة المعتضد بالله رسالة في 286 هـ أطلعه فیها علی هجوم القرامطة، فطلب الخلیفة إلی الواثقة ومحمد بن هشام أن یخصصا 14 ألف دینار لإقامة استحکامات دفاعیة للبصرة (الطبري، ن.ص؛ النویري، 25/239). وفي ربیع الأول 287، وعندما کان جیش أبي سعید قد اقترب من البصرة أرسل الواثقي رسالة أخری إلی الخلیفة طلب فیها العون منه، فأرسل الخلیفة 8 سفن تحمل 300 شخص لحمایة البصرة (الطبري، 10/75)، وعیّن في الشهر التالي عباسَ بن عمرو الغنوي والیاً علی الیمامة و البحرین و أمره بمقاتلة أبي سعید وبقیة القرامطة (ن.ص؛ المسعودي، مروج، ...، 8/193). هزم أبوسعید في نواحي هجر جیشَ عباس بن عمرو (المسعودي، ابن خلکان، ن.صص) و استولی علی کل ما کان في معسکره. وفي الیوم التالي أصدر أمراً بقتل جمیع الأسری وإحراقهم باستثناء عباس بن عمرو. وقد وقعت هذه المعرکة في آخر رجب (ثابت بن سنان، 15: آخر شعبان) من نفس السنة، ووصل خبرها بغداد في 4 شعبان وظلت العدة القلیلة التي نجت بحاتها من هذه لامعرکة دون متاع في الصحراء. ولأجل أن لایهلکوا أُرسل إلیهم من البصرة 400 جمل محمل بالثیاب والمؤونة والماء، لکن عند العودة إلی البصرة هجم بدو قبیله بني أسد علی القافلة وقتلوا الجمیع. وقد أحدثت هذه الواقعة من الخوف في البصرة ماجعل البصریین یستعدون للهجرة عن المدینة، إلا أن أحمد بن محمد الواثقي حال دون ذلک، ووصل عباس بن عمرو إلی بغداد سالماً وعدّ ذلک أحد عجائب الدهر (ظ: الطبري، 10/78؛ ثابت بن سنان، 15، 16).

في 11 رمضان 287 وصل عباس بن عمرو إلی بغداد والتقی بالمعتضد العباسي وأخبره أنه بعد هزیمته علی ید أبي سعید بقي عنده لعدة أیام ثم أطلق سراحه و طلب إلیه أن یبلغ الخلیفة بما رأی (للاطلاع علی التفاصیل، ظ: الطبري، 10/78-79). وکان أبوسعید بإلحاقه الهزیمة بعباس بن عمرو قد حقق هدفه. ورغم أن الخلیفة کان غاضباً جداً، إلا أنه امتنع عن إرسال قوات أخری للقضاء علی أبي سعید، ذلک أنه لم یکن یستطیع مواجهته دون أن یثیر حفیظته بشکل أکبر بسبب الأدلة التي کان أبوسعید قد قدّمها له (ظ: دي خویه، 43-44). ومع کل هذا فإن الطبري أورد في حوادث 290 هـ أن رسالة قد وصلت بغداد في شهر شوال من ابن بانوا أمیر البحرین مضمونها أنه تمکن من الاستیلاء علی إحدی قلاع القرامطة، وأضاف أن رسالة أخری من ابن بانوا وصت في 13 من ذي القعدة تقول إنه هزم أحد أقارب أبي سعید الذي کان خلیفته ومقیماً في القطیف، وأنه دخل القطیف فافتتحها (10/104).

وأخیراً قتل أبوسعید بدیدي غلامین صقلبیین بعد سنوات من الاستیلاء علی البحرین. و ذکر المسعودي (التنبیه، 391، 394-395) أن تاریخ وفاته کان في ذي القعدة سنة 300 برفقة عدد من أنصاره القطیفیین و هم حمدان بن سنبر و علي بن سنبر و بشر و أبوجعفر ابنا نصیر و غیرهم في الحکام (أیضاً ظ: ثابت بن سنان، 35؛ النویري، 25/243؛ الذهبي، العبر، 1/440). کما أید القاضي عبدالجبار (2/381)، والجوبري (ص 12) أیضاً سنة 300هـ، إلا أن أغلب المصادر ارتضت سنة 301هـ باعتبارها سنة قتله (ظ: الطبري، 10/148؛ ابن الأثیر، 8/83؛ ابن الدواداري، 6/61؛ النویري، ن.ص؛ ابن الجوزي، المنتظم، 6/121؛ ابن خلکان، 2/148، 4/336؛ الصفدي، 11/410؛ الذهبي، دول...، 1/134).

وإذا سلمنا بروایة المسعودي فینبغي أن یکون موت أبي سعید قد عُتَّم علیه لفترة، ذلک أن هذا النبأ وصل بغداد في 301هـ. وکما نعلم فإن علي ابن عیسی بن الجراح قد تسنم الوزارة في بدایة 301هـ (ظ: ن.د، ابن الجراح، أبوالحسن علیي). واستناداً إلی ابن الجوزي (ن.ص) فإن الخلیفة الذي کان قد عجز عن التغلب علی أبي سعید، أمر الوزیر بالتفاوض معه، فأرسل رسالة باسم الخلیفة إلی أبي سعید، إلا أن سعاة البرید حین وصلوا البصرة علموا بمقلته واخبروا الوزیر بذلک (أیضاً ظ: القاضي عبدالجبار، 2/380). ولیس معلوماً علی وجه الدقة الدافع إلی قتله المفاجئ، لکن یحتمل أن یکون قد قتل بإشارة من أعوان الخلیفة الذین کانوا قد اشتروا غلمانه بالذهب.

اعتبر المسعودي (ن.م، 395) أن فترة حکم أبي سعید منذ بدایة دعوته في القطیف استمرت 27 سنة (للاطلاع علی الروایات الأخری، ظ: المقریزي، اتعاظ، 1/165: 15 سنة، المقفی، 262: 16 سنة؛ قا: النویري، 25/244). وبعد مقتل أبي سعید کانوا یضعون إلی جانب قبره حصاناً مسرجاً مع لباس و سلاح لمیتطي صهوته إذا خرج من القبر (ناصرخسرو، 150؛ ابن الجوزي، تلبیس...، 105). وکان أبوسعید قد قال لأبنائه: إذا عدت ولم تعرفوني فلتکن العلامة بأن تضربوا عنقي بسیفي، فإن کنت أنا، احتییت في الحال. وقد وضعت هذه لاقاعدة کي لایدعي أحد أنه أبوسعید (نصارخسرو. ن.ص). ویقول الجوبري (ن.ص) إن أباسعید کان یدعي النبوة، وقد نقل الجوبري لإثبات صحة کلامه أبیاتاً للقبطي (القفطي) الشیباني شاعر بلاط أبي سعید (قا: دي خویه، 72, 208).

یقول سلیل بن رزیق (ص 28) کان الحسن ینسب لنفسه من الصفات مایجعل ضعاف العقل یرفعونه إلی درجة الألوهیة و یتصورون أن الله أعطاه أسمی وسام.

کان لأبي سعید 6 أولاد (الجوبري، ن.ص: 7 أولاد) و هم: أبوالقاسم سعید و أبوطاهر سلیمان و أبو منصور أحمد و أبوالعباس إبراهیم (ابن الدواداري، 6/62: أبوإسحاق؛ المقریزي، اتعاظ، ن.ص)، والعباس محمد (ظ: ن.صص: أبوالعباس) و أبویعقوب یوسف (النویري، ن.ص). جمع أبوسعید أرکان دولته و بني زرقان (ابن الدواداري، ن.ص: زبرقان) الذین کان أحدهم صهره، وکذلک بني سنبر الذین کانوا أخوال أبنائه و أوصاهم أن ینتخبوا سعیداً خلیفة من بعده حتی یکبر أبوطاهر فیخلفه، وهکذا فعلوا (ن.ص؛ للاطلاع علی الروایات الأخری، ظ: ثابت بن سنان، ن.ص؛ ابن الأثیر، 8/84؛ أیضاً ظ: ن.د، أبوطاهر الجنابي).

أسس أبوسعید دولة استمرت قرناً من الزمن. و تتضح معالم النظام الاجتماعي الذي أرسی قواعده في البحرین نتیجة التخطیط المنظم من خلال العرض الذي قدّمه ناصرخسرو (ص 147 ومابعدها) الشاعر الإسماعیلي البارز. فقد روی ناصرخسرو في کتابه سفرنامه من مشاهداته أموراً لاتبدو منسجمة مع النظام الإقطاعي لتلک الفترة (ظ: بلیایف، 61). واستناداً إلی روایة ناصرخسرو فإن المدینة کانت تدار بالعدل والإنصاف بواسطة ستة أشخاص کلهم أبناء أبي سعید، وکانوا یعینون الضعفاء ویعطون الغرباء و الحرفیین رؤوس أموال یمارسون بها حرفهم. و کانوا یعفون الناس من الضرائب. و إن لحق ضرر بأموال أحد هرعت الحکومة لمساعدته. وکانت هناک طواحین تطحن الحبوب بالمجان (ص 148-149). وکان أهل الأحساء یدعون مذهبهم المذهب الأبا سعیدي، ذلک أن أباسعید منعهم من الإسلام و حرمهم الصوم والصلاة، واعتبر نفسه مرجعهم، وقال إنه سیعود. ورغم أن الناس کانوا یعترفون بنبوة النبي محمد (ص)، إلا أنه لم یکن هناک مسجد جمعة ولم یکن هناک من یصلي و یلقي الخطبة، لکن لو أراد أحد الصلاة لم یمنعوه. ولم یکن هناک من یشرب الخمر علی الإطلاق. وکان في المدینة أکثر من 20 ألف عسکري و 30 ألف عبد من الزنوج و الأحباش یمارسون الزراعة و البستنة (ظ: م.ن، 147-150).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، تلبیس إبلیس، القاهرة، 1347هـ/1928م؛ م.ن، المنتظم، حیدرآبادالدکن، 1357هـ؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، تقـ: کرامرس، لیدن، 1939م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن الدواداري، أبوبکر، کنزالدرر و جامع الغرر، تقـ: صلاح‌الدین المنجد، القاهرة، 1380هـ/1961م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن مالک، محمد، «کاشف أسرار الباطنیة وأخبار القرامطة»، التبصیر في الدین للإسفراییني، تقـ: محمد زاهد الکوثري، القاهرة، 1374هـ/1955م؛ الإصطخري، إبراهیم، مسالک الممالک، تقـ: دي خویه، لیدن، 1927م؛ بحرالفوائد، تقـ: محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، 1345ش؛ ثابت بن سنان، «تاریخ أخبار القرامطة»، أخبار القرامطة، تقـ: سهیل زکار، دمشق، 1400هـ/1980م؛ الجوبري، عبدالرحیم، المختار في کشف الأسرار، دمشق، 1302هـ؛ حافظ أبرو، عبدالله، مجمع التواریخ السلطانیة، مصورة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران، الفلم رقم 1921؛ حدود العالم، تقـ: منوچهر ستوده، طهران، 1340ش؛ حمیدي، جعفر، نهضت أبوسعید گناوه‌إي، طهران، 1360ش؛ الدیار بکري، حسین، تاریخ الخمیس، القاهرة، 1302هـ؛ الذهبي، محمد، دول الإسلام، حیدرآبادالدکن، 1364هـ؛ م.ن، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الصفدي، خلیل، الافي بالوفیات، تقـ: شکري فیصل، بیروت، 1401هـ/1981م؛ الطبري، تاریخ؛ العیون و الحدائق، تقـ: نبیلة عبدالمنعم داود، النجف، 1392هـ/ 1972م؛ القاضي عبدالجبار، تثبیت دلائل النبوة، تقـ: عبدالکریم عثمان، بیروت، 1966م؛ المسعودي، علي، التنبیه والإشراف، تقـ: دي خویه، لیدن، 1893م؛ م.ن، مروج الذهب، تقـ: باربیه دومنار، باریس، 1874م؛ المقریزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تقـ: جمال‌الدین الشیال، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ م.ن، المقفی الکبیر، تقـ: محمد الیعلاوي، بیروت، 1407هـ/1987م؛ ناصرخسرو، سفرنامه، تقـ: محمد دبیر سیاقي، طهران، 1356ش؛ النویري، أحمد، نهایة الأرب، تقـ: محمدجابر عبدالعال و عبدالعزیز الأهواني، الاقهرة، 1404هـ/1984م؛ یحیی بن الحسین، غایة الأماني في أخبار القطر الیماني، تقـ: سعید عبدالفتاح عاشور و محمد مصطفی زیادة، القاهرة، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:

Belyaev, E. A., Musulmanskoe sektantsvo, Moscow, 1957; De Blois, François, «The Abu Saʿidis or So-called Qarmatians of Bahrayn», Proceedings of the Nineteenth Seminar for Arabian Studies, London, 1986; De Goege, M. J., Mémoire sur les Carmathes du Bah-raïn et les Fatimides, Leiden, 1886; EI2; Lewis, Bernard, The Origins of Ismāʿılism, Cambridge, 1940; Madelung, Wilferd, «Fatimiden und Baħrainqarmaŧen», Der Islam, Berlin, 1958, vol. XXXIV; Salîl-ibn-Razîk, History of the Imâms and Seyyids ofʿOmân, tr. G. P. Badger, London, 1986.

رضا رضازادۀ لنگرودي/ هـ>

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: