أبو الساج
cgietitle
1442/12/29 ۱۹:۵۷:۵۳
https://cgie.org.ir/ar/article/235070
1446/11/14 ۲۱:۴۷:۳۹
نشرت
4
أَبو السّاج، دیوداد بن دیودست (تـ ربیع الآخر 266/ کانون الأول 879)، من الأمراء و القادة و رؤساء الدیوان البارزین في البلاط العباسي و هو جدّ الساجیین (ن.ع). وقد ذکر الطبري (9/315) أن کنیته أبوجعفر.
ورد اسمه واسم أبیه مصحّفین في بعض المصادر بشکل داود بن دوست (ابن خلکان، 6/41). وطبقاً لقول هنینغ (ص 254-253) فإنه ربما کان اسم والد أبي الساج هو دیودشت (ورد لدی ابن حوقل، 2/506: داودشت) بدلاً من دیودست. ودیودشت التي هي بمعنی «الذي اللهُ خالقُه» هي شکل آخر لـ «دیوداد» (قا: لغتنامه، التي وردت بمعنی الحاذق أو ید الشیطان). ویستنتج من هذا الأسم ذي الأصل السغدي (مینورسکي، 111) أن أسرة أبي الساج کانت قبل فتح ماوراء النهر بأیدي المسلمین، تعتنق إحدی الدیانات الآریة القدیمة التي کانت – خلافاً للزرادشتیین – تمتدح «الدیو» الذي یرادف الشیطان، ذلک أن جمیع أرجاء بلاد السغد لم تکن واقعة تحت نفوذ الدیانة الزرادشتیة و کان بعض الناس هناک یمتدحون – مثلَ الآریین الأوائل – الدیو (الشیطان). ویری بهار (ص 369) أن دیوداد و دیودست من أسماء الفرغانیین البوذیین الذین کان أبو الساج أیضاً من بینهم، وقد ذکر ابن حوقل (ن.ص) أن وطن أسرة أبي الساج هو قریتا جنکاکت و سویدک التابعتان لأسروشنة (أیضاً ظ: بارتولد، 282؛ إیرانیکا، III/718-721).
لیست لدینا معلومات عن بدایة عمله و کیفیة وصوله إلی بلاطه الخلافة العباسیة، إلا أنه و مع الأخذ بنظر الاعتبار سیرة المسلمین علی أسروشنة و إسلام خیدر بن کاووس الأفشین (ن.ع) آخر أمراء أسروشنة علی ید المأمون (خلافته: 198-218هـ/814-833م) یحتمل أن یکون أبوالساج قد اعتنق الإسلام خلال هذه الفترة أو بعدها بقلیل.
أشار الطبري (9/47) لأول مرة إلی أبي الساج بوصفه واحداً من قادة الأفشین الذي أرسله المعتصم العباسي (خلافته: 218-227هـ/833-842م) إلی آذربایجان لقتال بابک الخرمي. وقد أدت شجاعة أبي الساج وبسالته في هذه المهمة و کذلک أسره عائلة بابک و المقربین منه إلی ذیوع صیته (أیضاً ظ: مادیلونغ، IV/228). وفي 224 هـ عندما عزم المعتصم و عبدالله بن طاهر أمیر خراسان علی قمع المازیار الحاکم المحلي لطبرستان، کانت قیادة تلک المجموعة من جیش الخلیفة القادمة من دماوند ولا رِز (ناحیة في آمل بطبرستان، ظ: یاقوت، 4/341، و یبدو أنها لاریجان الحالیة) المتجهة إلی طبرستان، قد أولکت إلی أبي الساج (الطبري، 9/85؛ أیضاً ظ: أبوعلي مسکویه، 6/505). وفي 226هـ/841م عندما ثار منجور الفرغاني شقیق زوجة الأفشین ونائبه ضد المعتصم في آذربایجان، أرسل الأفشین أیضاً أبا الساج لمواجهته، إلا أن الخلیفة الذي اعتقاد بأن الأفشین هو المحرک لمنکجور وأن أبا الساج هو المکلَّف بمعونته، عیّن قائداً آخر بدلاً من أبي الساج و ألقی بالأفشین في السجن (الیعقوبي، 2/477-478).
ومن هذا التاریخ و إلی 242هـ/856م عندما عهد المتوکل العباسي (خلافته: 232-247هـ/847-861م) بمهمة توفیر الأمن علی الطریق المتجه إلی مکة إلی أبي الساج بدلاً من جعفر بن دینار (الطبري، 9/210)، لاتوجد لدینا معلومات عن حیاته. وربما أدی سوء ظن المعتصم تجاه الأفشین و غضبه علیه إلی إبقاء أبي الساج لسنین بعیداً عن بلاط الخلافة. ومهما یکن، فإن واستناداً إلی الطبري (9/293) یستنتج أن مهمة حفظ الأمن علی طریق مکة کانت ملقاة علی عاتقه حتی 251هـ/ 965م. واستناداً إلی الیعقوبي (2/497) فإنه قبل سنتین من هذا لاتاریخ، عندما أرسل الخلیفة المستعین محمد المولّد إلی قنسرین لمجابهة ثورة یوسف بن إبراهیم التنوخي، المعروف بقصیص، ولم یوفق المولّد في ذلک، عهد الخلیفة بهذه لامهمة إلی أبي الساج الذي منحة الأمان و عیّنه حاکماً علی اللاذقیة.
في ربیع الأول 251 و خلال الصراع الناشب بین المعتز – الذي کان یتمتع بتأیید الأتراک – و الخلیفة المستعین، قدم أبوالساج من طریق مکة مع 700 فارس وانضم إلی الخلیفة الذي خلع علیه الخلع (الطبري، 9/314)، وبعد فترة توجه إلی المدائن للدفاع عنها و لمجابهة الأتراک (م.ن، 9/317).وفي رجب من نفس تلک السنة و عند جَرجَرایا (بلد في النهروان السفلی بین واسط و بغدد، ظ: یاقوت، 2/54)، حارب بایکباک الترکي وقتله وأسر مجموعة من أنصاره، إلا أنه وبعد قلیل من ذلک خاض معرکة أخری لم یتمکن فیها من الحیلولة بین الأتراک و دخولهم إلی المدائن، کما قتل بالفَردل الأسروشني الذي جاء لمعونته (الطبري، 9/327، 332، 333؛ ابن الأثیر، 7/157).
وفي 22 محرم 252، وبعد حوالي 20 یوماً من خلع المستعین و بدء خلافة المعتز، عاد أبوالساج إلی بغداد و عُین بمنصب رئیس لدیوان مَعاوِن (نوع من الضرائب) أراضي السواد في شط الفرات. وقد أرسل من قبله إلی تلک المناطق شخصاً لیطرد الأتراک و المغاربة منها، ثم توجه هو في ربیع الأول من تلک السنة إلی الکوفة (الطبري، 9/353؛ أیضاً ظ: EI1). واستناداً إلی الطبري (9/370)، فإن محمد بن عبدالله ابن طاهر عزم في تلک السنة علی إرسال أبي الساج الذي کان موجوداً ببغداد، إلی الري (قا: ابن الأثیر، 7/176، الذي ذکر أنه عُهد إلیه في تلک السنة بحفظ الأمن علی طریق خراسان). إلا أنه لما ثار العلویون في الکوفة بقیادة أبي أحمد محمد بن جعفر العلوي، أرسل أبوالساج إلی هناک أحد قادته المدعو عبدالرحمان (الذي یحتمل أن یکون صهره) نائباً عنه قلمع الثورة. ورغم أن العلویین أظهروا بادئ الأمر مقاومة في مواجهة عبدالرحمان، إلا أنه تمکن بالحیلة من إلقاء القبض علی أبي أحمد وأرسله إلی بغداد (الطبري، ن.ص؛ أیضاً ظ: أبوالفرج، 666؛ البیهقي، 1/416). وبعد فترة و في نفس تلک السنة عُهد إلی أبي الساج مرة أخری بحراسة طریق مکة (الطبري، 9/371- 372).
وعُین أبوالساج في 254 هـ حاکماً علی دیار مضر و قنسرین و العواصم (قلاع الثغور الإسلامیة) وحلب (ابن الأثیر، 7/189؛ أیضاً ظ: ابن العدیم، 1/74؛ دفرمري، 412). واستناداً إلی الیعقوبي (2/507) فإنه ظل حاکماً علی دیار مضر وربیعة، کماکان یتولی قیادة جیش قنسرین إلی ماقبل خلافة المعتمد (256-279هـ/870-892م)، وقد بایع الخلیفة الجدید و هو بهذا المنصب، لکن استناداً لما ذکره ابن العدیم (ن.ص) فإن حکم أبي الساج في حلب وقنسرین کان قد انتهی قبل خلافة المعتمد، وذلک في خلافة المهتدي الذي کان قد سیطر بواسطة أحمد بن عیسی بن الشیخ علی الشام. ویبدو أن هذا هو السبب الذي دعا الیعقوبي (ن.ص) إلی أن یذکر أن منصبه کان قیادة جیش قنسرین بدلاً من کونه حاکماً للمدینة.
وفي 261 هـ عیّن الخلیفة أبا الساج حاکماً علی الأهواز و عهد إلیه بمهمة قتال علي بن محمد، المعروف بصاحب الزنج الذي کان قد ضمّ إلیه مجموعة من العبید الزنج و ثار بهم في تلک المنطقة. فأرسل صهره عبدالرحمان بن مفلح إلی فارس واتجه هو إلی الأهواز. وحین بلغه في دولاب (قریة قرب الأهواز) نبأ مقتل عبدالرحمان، غادر إلی عسکر مُکرَم، فاستغلّ الزنج غیابه و هاجموا الأهواز وأعملوا فیها القتل والنهب. و قد أدی ذلک بالخلیفة العباسي إلی أنه یعزله من إمارة الأهواز و بعین إبراهیم بن سیما بدلاً منه (الطبري، 9/513). وربما کان هذا هو السبب في أ ینضم أبو الساج أوائل 262هـ و عندما اشتدت حدة الخلاف بین یعقوب بن اللیث الصفار والخلیفة المعتمد، إلی یعقوب الذي استقبله بحفاوة (م.ن، 9/516)، لکن لما تمکن الموفق شقیق الخلیفة من إلحاق الهزمة بیعقوب، قام بمصادرة أموال وممتلکات أبي الساج ببغداد ووهبها إلی أحد قادته المدعو مسرور البلخي (ابن الأثیر، 7/290-292).
یبدو أن أباالساج ظل حتی 266هـ/879م في خدمة الصفاریین؛ وعندما وقع الصلح في ربیع الآخر من هذه السنة بین عمرو بن اللیث شقیق یعقوب و خلیفته و بین الخلیفة العباسي، توجه أبوالساج إلی بغداد، لکنه توفي و هو في الطریق بجندیسابور.
وبعد وفاة أبي الساج عُین ابنه محمد حاکماً علی مکة والمدینة و حفظ الأمن علی طریق مکة (الطبري، 9/549؛ ابن الجوزي، 5/56؛ قا: تاریخ سیستان، 236). ثم أصبح محمد بعد ذلک والیاً من قِبل الخلیفة علی آذربایجان حیث أسس هناک حکومة أسرة الساجیین (ظ: مادیلونغ، ن.ص).
وخلال القرن 3هـ/ 9 م الذي شهد ثورات متعددة ضد الخلافة العباسیة، ظل أبوالساج إلی آخر حیاته و في شتی المناصب في خدمة الخلفاء وحارب معارضیهم، بل وأبدی تشدداً في مواجهة العلویین. وقد ذکر أبوالفرج الأصفهاني (ص 600-601، 670، مخـ) أسماء عدد من العلویین الذین ألقي علیهم القبض في شتی المناطق بواسطة أبي الساج أو عملائه أو ممن قتلهم. ویمکن أن یشار في هذا المجال إلی قمعه ثورة محمد بن صالح بن عبدالله في السُویقة، علی عهد المتوکل و قتل أحمد ابن عبدالله علی ید عبدالرحمان نائب أبي الساج بمکة خلال خلافة المعتز (أیضاً ظ: المسعودي، 4/94؛ البیهقي، 1/416-417). وینسب ابن خلکان (2/250، 6/415) إلیه تشکیل المقاتلین المعروفین بالأجناد الساجیة الذین عرفوا بوصفهم إحدی فرق الحمایة الخاصة للخلیفة والتي کان مقرها ببغداد کما یقول.
ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، حیدرآباد الدکن، 1357هـ؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، لیدن، 1939م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن العدیم، عمر، تاریخ حلب، تقـ: سامي الدهان، دمشق، 1370هـ/1951م؛ أبو علي مسکویه، أحمد، «تجارب الأمم»، مع العیون و الحدائق ، تقـ: دي خویه، لیدن، 1869م؛ أبوالفرج الأصفهاني،مقاتل الطالبیین، تقـ: أحمد صقر، القاهرة، 1368هـ/ 1949م؛ بارتولد، ف. ف.، ترکستان، تجـ: صلاحالدین عثمان هاشم، الکویت، 1401هـ/1981م؛ بهار، محمدتقي، تعلیقات علي مجمل التواریخ والقصص، طهران، 1318ش؛ البیهقي، علي، لباب الأنساب، تقـ: مهدي رجائي، قم، 1369ش؛ تاریخ سیستان، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1314ش؛ الطبري، تاریخ؛ لغتنامۀ دهخدا؛ المسعودي،علي، مروج الذهب، تقـ: یوسف أسعدداغر، بیروت، 1385هـ/1966م؛ یاقوت، البلدان؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/1960م؛ وأیضاً:
Defrémry, M., «Mémoire sur la famille des Sadjides», JA, 1847, vol. IX; EI1; Henning. W. B., «A Sogdian God», Bulletin of the School of Oriental and African Studies London, 1965, vol. XXVIII; Iranica; Madelung, W., «The Minor Dnasties of Northern Iran», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1957; Minorsky, V., Studies in Caucasina History, London, 1953.
أبوالفضل خطیبي/ هـ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode