الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوسعید الکدمي /

فهرس الموضوعات

أبوسعید الکدمي

أبوسعید الکدمي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/29 ۲۲:۴۳:۳۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبوسَعیدٍ الْکَدُميّ، محمد بن سعید بن محمد، عالم إباضي عماني في القرن 4هـ/10م. ینتسب إلی «کَدُم» و هي ناحیة شمالي «بَهلا»، و موطنه «العارض» إحدی قری هذه التناحیة و فیها الیوم قبر أبي سعید (ظ: أبوسعید، الاستقامة، 2/99؛ العبري، 3). کما أقام مدة في «نزوی» وکان له فیها أرحام (الکندي، محمد، 5/253). ورغم عدم توفر معلومات عن زمن ولادته ووفاته، لکن یمکن أن نخمن من خلال المعلومات التي لدینا حول علاقته بسعید بن عبدالله بن محمد بن محبوب (إمامته: بعد 320-328هـ) وراشد بن الولید (إمامته: 328-342هـ)، أنه ولد في أواخر القرن 3هـ و توفي في الربع لاثالث من القرن 4هـ.

تتلمذ خلال دراسته بشکل خاص علی عالمین مهمین من علماء المدرسة النزوانیة و هما أبوعبدالله محمد بن روح بن عربي و أبوالحسن محمد بن الحسن النزوي، و صحبهما مدة طویلة (أبوسعید، ن.م، 1/223). وقرد أیضاً عل أبي إبراهیم محمد بن سعید بن أبي بکر الأزکوي وأخذ عنه ولایة العالمین السالفین ابن جعفر و ابنه الأزهر (ن.م، 1/219-222؛ م.ن، الجامع، 1/74). وکان أبوسعید علی صلة حمیدة بأبي عثمان الرمشقي بن راشد، العالم المعاصر له، إلی درجة أنه أثنی کثیراً في آثاره علی رأیه في الولایة و البراءة (الاستقامة، 1/212، «القصیدة»، 95)، في حین کان الرمشقي یطرح علیه بعض مشاکله الفقهیة (ظ: الکندي، محمد، 7/129). ولاطلاع علی من أخذوا عنه بشکل أو بآخر، یمکن الرجوع إلی أجوبته علی المسائل التي طرحها أبوبکر أحمد بن محمد بن الحسن السعالي (الجامع، 1/203؛ قا: ابن جعفر، 1/71، 406) وأجوبته علی أسئلة عبدالله بنمحمد بن زنباع (للاطلاع علی النص، ظ: الکندي، محمد، 4/7-18)، ورسالته إلی محمد بن موسی (الفضل، 2/27).

کان أبوسعید – کشیوخه – ینزع نحو مدرسة نزوی ولایؤمن بالبراءة من موسی بن موسی وراشد بن النظر (الکندي، أحمد، 54؛ الکندي، محمد، 3/222). وقیل إنه أدرک في سنيّ شبابه إمامة سعید بن عبدالله الذي أجمعت مختلف الفئات علی تأییده، وشغل منصباً في حکومته (الحارثي، 257؛ العبري، ن.ص). وأصبح بعد مقتل سعید بن عبدالله في عداد مؤیدي خلیفته راشد بن الولید. ویکشف کلامه في وصف عدله عن انشداده إلیه (الاستقامة، 2/101-102). وفي أعقاب زوال إمامة راشد وبسط نفوذ و سیطرة السلاطین غیر الإباضیین في جبال عمان، أدت الصراعات الداخلیة إلی ازدیاد تمزق إباضیة عمان وضعفهم (ظ: ن.م، 2/99ف مخـ؛ فتشا فالیري، 203 ومابعدها؛ الحارثي، 256-257). وبعد إصلاح موقف المدرسة النزوانیة الذي کان قد بدأ قبل ذلک، طرح أبوسعید بصفته عالماً من علماء نزوی الرأي القائل إن مسألة الصلت بن مالک وراشد بن النظر من المسائل التي یمکن الإحجام عن بحثها، وقد أورد أبوسعید هذه المسألة – التي کانت الذریعة الرئیسة لخلافات إباضیة عمان الداخلیة – ضمن مجموعة «مایسع جهله» و عدّ الفحص و البحث في تفاصیلها من مصادیق التجسس الممنوع (الاستقامة، 2/151، مخـ).

أسس أبوسعید في الواقع نوعاً من الحیادیة المصحوبة بحسن الظن من خلال رأیه القائل إن أیاً من طرفي قضیة الصلت بن مالک وراشد بن النظر، کان بأمکانهما أن یقدما لعملهما «دعاوی» وأدلة تُظهر عمل کل واحد منهما بمظهر الحق. وکان یری أن إباضیة عمان من الأجنحة الثلاثة (المنازل الثلاثة): أهل ولایة موسی بن موسی وراشد بن النظر، وأهل البراءة منهما، وأهل الوقف، هم من أهل الولایة مادامت لهم في نزعتهم «دعاوی» و محامل. و بهذا یکون قد قدم إطاراً یمکن أن یجمع کافة الأجنحة المتصارعة تحت لواء واحد دون أن نضطر إلی التنازل عن رأیه احول القضیة لامذکورة. ولم یلجأ في کتاب الاستقامة إلی عرض رأیه هذا بإسهاب فحسب، وإنما کان یفتي علی هذا الأساس أیضاً في إجابته علی الأسئلة التي کانت تطرح علیه هنا و هناک (ظ: الجامع، 1/25-26، 33).

وکانت آراء أبي سعید بصفته ممثل المدرسة النزوانیة في مسائل الولایة – والتي کانت من أکثر مسائل المجتمع الإباضي حساسیة آنذاک – قریبة إلی حدّ کبیر من آراء ابن برکة من المدرسة الرستاقیة، حیث کان یسعی هو الآخر إلی إیجاد الاتحاد (ظ: الکندي، محمد، 4/19؛ أیضاً ن.د، ابن برکة). وبالطبع فقد هاجم أبوسعید بشدة تلک الفئة من أصحاب المدرسة الرستاقیة التي کانت تبعث الدعاة إلی أقصی نقاط عمان لدعوة الإباضیة للبراءة من موسی بن موسی وراشد بن النظر، مما کان یعمل علی تأجیج النزاعات الداخلیة‌، ودعا هذه الئة بـ «المُلَبِّسة». وکان یؤکد في مواجهة هذه الفئة – التي کانت تدعو الإباضیة إلی ترک بیوتهم ومساکنهم و الهجرة إلی صُحار و سَمائل للهدایة – علی عدم شرعیة هذه الهجرة (الاستقامة، 2/71-72، 161-167، مخـ). وتجاوز أبوسعید في آرائه المعتدلة علاقات الإباضیة الداخلیة، فأولی اهتماماً بعلاقاتهم مع أهل السنة أیضاً. فمن خلال توسیع نظریته في الولایة و البراءة، کان یعتقد بلزوم البراءة منکل من یقول بأحقیة علي (ع) اعتماداً علی سلسلة من «الدعاوی» (ن.م، 1/118)، کماکان یعدّ کلام غیر أهل المذهب مقبولاً في المسائل التي لاتخالف الکتاب و السنة (ن.م، 1/46). وکان یدعو الإباضیة إلی حضور صلاة الجمعة و جماعة غیر الإباضیة (الجامع، 1/186، 188، 263).

وقد وجدت آراؤه في الولایة والبراءة في المدرسة النزوانیة الکثیر من الأتباع. وکان نزویو القرن 5 هـ یفخرون بولایته (ظ: الکندي، محمد، 4/385)، في حین انتقد الرستاقیون المتطرفون آراءه انتقاداً لاذعاً، وعدوها نوعاً من «الإرجاء» وبرئوا من قائلها، أي أبي سعید (ظ: «سیرة»، 385، 389، مخـ).

وعلی صعید المسائل الفقهیة حظیت آراء أبي سعید وفتاواه في عصره باهتمام کبیر، یؤید ذلک فتاواه وإجاباته المجموعة في کتاب الجامع المفید، کما حظیت آراؤه باهتمام المجامیع الفقهیة العمانیة التي ظهرت في العصور التالیة مثل الجامع لأبي جعفر (2/36، مخـ، بمثابة زیادات) و بیان الشرع لمحمد بن إبراهیم الکندي (1/14، مخـ).

 

آثاره

1. الاستقامة، في الولایة و البراءة، طبع بتحقیق محمد أبوالحسن. یتمیز هذا الکتاب بقیمة تاریخیة فضلاً عن الجانب الکلامي، لاسیما المعلومات التي یقدمها حول إمامة راشد بن الولید والتي هي استنتاجات مباشرة للمؤلف و تحظی بقیمة کبیرة (الاستقامة، 2/95-102)؛ 2. الجامع المفید من حکام أبي سعید، مجموعة من فتاوی وأجوبة أبي سعید الکدمي المتفرقة. وقد نفذ هذا الکتاب إلی المغرب أیضاً، منه نسخة في مکتبة قطب في بني یزقن (فان إس، 60)؛ 3. زیادات الإشراف (الحارثي، 277)، ویحتمل أ« یکون زیادات علی کتاب الإشراف في مسائل الخلاف لابن المنذر فقیه أهل السنة (تـ 318هـ)، حیث نقل الجامع المفید (1/125-126) شیئاً من متنه، ویبحث الخلاف بین مذاهب أهل السنة؛ 4. المعتبر علی حذو تصنیف جامع ابن جعفر، و هو شرح الجامع لأبي جعفر في 9 أجزاء (الحارثي، ن.ص)، نشر في عُمان بتحقیق محمد أبوالحسن، و قد اعتمد محمد بن إبراهیم الکندي بشکل کبیر علی هذا الکتاب في بیان الشرع؛ 5. قصیدة في الولایة و البراءة، طبعت مرفقة مع بیان الشرع. ونقل الجامع لابن جعفر (1/255) شیئاً من رسالة لأبي سعید (عن «نسب الإسلام»، ظ: أبو سعید، الجامع، 1/18).

 

المصادر

ابن جعفر، محمد، الجامع، تقـ: عبدالمنعم عامر، القاهرة، 1981م؛ أبوسعید الکدمي، محمد، الاستقامة، تقـ: محمد أبوالحسن، مسقط، 1405هـ/1985م؛ م.ن، الجامع المفید، مسقط 1406هـ/ 1985م؛ م.ن، «قصیدة في الولایة والبراءة»، مع بیان الشرع (ظ: همـ، الکندي، محمد)؛ الحارثي، سالم، العقود الفضیة، مسقط، 1403هـ/1983م؛ «سیرة لبعض فقهاءالمسلمین»، السیر و الجوابات، ج 1، تقـ: سیدة إسماعیل کاشف، مسقط، 1406هـ/1986م؛ العبري، إبراهیم، «رسالة عن نواحي عمان»، مع العقود الفضیة (ظ: همـ، الحارثي)؛ الفضل بن الحواري، جامع، مسقط، 1406هـ/1985م؛ الکندي، دحمد، الاهتداء، تقـ: سیدة إسماعیل کاشف، القاهرة، 1406هـ/1985م؛ الکندي، محمد، بیان الشرع، مسقط، 1404هـ/1984م؛ وأیضاً:

VanEss, J., «Untersuchungen zu einigen ibāḍitischen Handschriften», ZDMG, 1976, vol. CXXVI; Veccia Vaglieri, L., «L’imāmato ibāḍita dell’ Omān»و Annali, Naples, 1949, vol. III.

أحمد پاکتچي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: