الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / أبوزکریا الورجلاني /

فهرس الموضوعات

أبوزکریا الورجلاني

أبوزکریا الورجلاني

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/27 ۱۹:۰۸:۳۹ تاریخ تألیف المقالة

أَبوزَکَریّا الوَرجَلانيّ، یحیی بن أبي بکر، مؤرخ إباضي من القرنین 5-6هـ/11-12م. ولد في وارْجْلان أو وَرْجَلان (ورقلة الحالیة الواقعة في الصحراء الجزائریة) (یاقوت، 4/920؛ لفینسکي، «مؤرخو...»، 93). ودرس الحدیث فیها علی خاله أبي حمزة إسحاق ابن إبراهیم، حیث نقل فیما بعد روایت کثیرة عنه (ن.ص).

غادر أبوزکریا في 460هـ مسقط رأسه واتجه إلی طرابلس الغرب، وأقام في أوائل 461هـ في تَمولَسْت (تمولسه) إحدی قری تلک البلاد (ن.ص). وکان الهدف من سفرأبي زکریا إلی هذه القریة هو تحصیله العلم من الشیخ أبي الربیع سلیمان بن یَخلَف المَزاتي أکبر علماء عصره (م.ن، «مجموعة... »، 2، «مؤرخو»، ن.ص). وفي 471هـ و هي السنة التي توفي فیها أستاذه أبوالربیع، انتقل للعیش في تین وال (من قری أربغ، وادي ربغ الحالیة) (أبوزکریا، 374) ودرس لدی علماء من أمثال الشیخ أبي محمد ماکسَن بن الخیر والشیخ أبي عبدالله مَزین الوِسیاني (ن.ص؛ لفیتسکي،ن.م، 94-93). وفي 474هـ هرب أمام زحف جیش أبودُناس متجهاً إلی ورجلان و أقام في قریة تَماوَط (ن.ص).

ولما کان أبو زکریا قد ألف کتابه السیرة قبل 504هـ بقلیل، فینبغي أن یکون موته حدث بعد هذا التاریخ (ن.م، 95؛ م.ن، «عقیدة... »، 317). وقیل إنه مات في ورجلان ودفن فیها، ویحتمل أن یکون قد دفن في سدراته (م.ن، «مؤرخو»، 94، «مجموعة»، 3).

وأبوزکریا من شیوخ الطبقة العاشرة للإباضیة (الدرجیني، 2/425، 448). وقد ترک من خلال کتابه السیرة‌، أثراً عمیقاً في کثیر من المؤرخین الذین تلوه ممن هم علی مذهبه. فقد انبری الدرجیني (2/448) والشماخي (2/92-93) في کتابیهما للحدیث عنه و ذکر مناقبه، وعدّوا أخاذه الشیخ زکریا أیضاً من علماء و فضلاء عصره. وقد أورد الشماخي کلاً من أبيالربیع سلیمان وأبي زکریا معاً وذکرهما بلفظ «الشیخین»، وکأنهما کانا علی مستوی واحد (2/92)، إلا أن البدیهي هو أن أبا الربیع کان أستاذ أبي زکریا (عن أبي الربیع وأهمیته في تاریخ الإباضیة الثقافي، ظ: لفیتسکي، «مؤرخو» 72-75).

ومن بین زملاء أبي زکریا في الدرس یمکن أن یشار إلی یحیی بن محمد حفید الشیخ الشهیر أبي عبدالله محمد بن بکر النفوسي الذي کان یحضر معه درس أبي الربیع سلیمان، حیث واصلا معاً بعد وفاة الأستاذ في 471هـ نشاطاته العلمیة خاصة في تدوین التاریخ و التراجم (ن.م، 123). ومن بین تلامیذ أبي زکریا یمکن أن نذکر أبا الربیع عبدالسلام الوسیاني و أبا نوح صالح بن إبراهیم بن یوسف الزمریني وأبا عمر عثمان ابن خلیفة الصوفي (ن.م، 64, 94).

وفضلاً عن کتاب السیرة، کان لأبي زکریا رسائل و نظریات في الأصول الاستدلالیة للعقائد والتي لم یعثر علیها. و یبدو أنه کان ینوي تألیف کتاب في فرق الإباضیة مما لایوجد له أثر الیوم (ن.م، 97).

وکتاب السیرة وأخبار الأئمة، المعروف بتاریخ أبي زکریا أیضاً، هو أهم آثاره الذي یبدو أنه أقدم وثیقة عُرفت عن إباضیة المغرب ألّفها أحد الإباضیة (أیوب، 15؛ لفیتسکي، «مجموعة»، «عقیدة»، ن.صص). ویقوم بناء هذا الکتاب علی روایات شفهیة وصلته عن طریق أصحابه وأشخاص ذوي اطلاع، أو عن أستاذه أبي الربیع (إن کثیراً مما أورده أبوزکریا في أثره منقول عن أبي الربیع، ظ: کتاب السیرة، مخـ)، ویحتمل أنه لم یکن في متناول یده وثیقة مدونة. وکان هذا الکتاب من المصادر الرئیسة للدرجیني في طبقات المشایخ، بحیث کان القسم الأول منه مقتبساً من القسم الأول لکتاب أبي زکریا، کما یعد کتاب السیرة المصدر الرئیس للشماخي في دراسة تاریخ الرسّمیة (لفیتسکي، «مؤرخو»، 74,96). وعرف هذا الأثر أیضاً في الشرق (العالم الإسلامي) إلی الحد الذي نقل منه المؤلف المجهول لکشف الغمة (الذي هو أساس تاریخ أئمة عمان) ما أورده عن إباضیة إفریقیا (باسه، 424-425).

 یتألف کتاب السیرة من قسمین: الأول، مکرّس في الأصل للموضوعات التاریخیة، إلا أنه وردت فیه تراجم بعض المشایخ أیضاً، غیر أنه شرع في القسم الثاني منه بالحدیث عن تراجم عدد من مشاهیر إباضیة المغرب علی الغالب (لفیتسکي، ن.م، 95، «مجموعة»، ن.ص). وفي الحقیقة فإن کتاب السیرة یشتمل علی معلومات مهمة عن الأمور التالیة: دخول المذهب الإباضي إلی المغرب وانتشاره؛ تاریخ الأئمة الرستمیة منذ بدایة تلک الدسرة حتی زوالها؛ تاریخ إباضیة المغرب بعد سقوط الدولة الرستمیة؛ الانشقاقات التي حدث تداخل الإباضیة؛ تراجم کثیر من مشاهیر شیوخ الإباضیة؛ معلومات مهمة عن وقائع آخر الزمان حشب رأي إباضیة المغرب، التي وردت في خاتمة الکتاب. وفضلاً عن ذلک توجد في الکتاب أیضاً معلومات کثیرة عن الحیاة الاجتماعیة للبربر وعاداتهم وتقالیدهم. وجمع أبوزکریا في القسم المتعلق بجُغراف من کتابه (ص 377ومابعدها) روایات عن أحوال آخر الزمان وأرض جغراف (ظ: ن.د، الإباضیة)، آخر مقام للمؤمنین حسب رأي إباضیة المغرب، ونقل بهذا الشأن أکثر مانقل عن أبي الربیع سلیمان ابن موسی بن زنفیل (القرن 5هـ/11م) (ص 378-380، 383، 384)، فضلاً عن أن الکثیر من الروایات الخاصة بتاریخ و رجلان القدیم الواردة في کتاب السیرة، هي أیضاً منقولة منه.

واستناداً إلی شاخت فإن کتاب السیرة أُلف حوالي سنة 500هـ (لفیتسکي، ن.ص)، إلا أن القسم الثاني منه ینبغي أن قد ألف بعد 504هـ (م.ن، «مؤرخو»، 25)، أي أن تلامیذ أبي زکریا قد دوّنوا القسم الثاني من الکتاب بعد وفاة أستاذهم باحتمال کبیر (ن.ص). وبینما تتوفر نسخ عدیدة من القسم الأول من الکتاب، فإن المخطوطات الموجودة للقسم الثاني من کتاب السیرة، نادرة جداً طبع هذا الکتاب بتحقیق عبدالرحمان أیوب في تونس سنة 1405هـ/1985م.

المصادر

أبوزکریا، یحیی، کتاب السیرة وأخبار الأئمة، تقـ: عبدالرحمان أیوب، تونس، 1405هـ/1985م؛ أیوب، عبدالرحمان، مقدمة کتاب السیرة (ظ: همـ، أبوزکریا)؛ الدرجیني، أحمد، طبقات المشایخ بالمغرب، تقـ: إبراهیم طلاي، 1394هـ/1974م؛ الشماخي، أحمد، کتاب السیر، عمان، 1407هـ/1987م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Basset, R., «Les Sanctuaires du Djebel Nefousa», JA, Paris, 1899, S. 9, vol. XIII; Lewicki, Tadeusz, «Les Historiens, Biographes et traditionnistes ibāḍites- W ahbites…», Folia Orientalia, Kraków, 1961, vol. III; id, «Une Croyance des Ibāḍites Nord-Africains sur la fin du Monde…», Ve Congrès International d’Arabisants et d’Islamisants (Actes), Bruxelles, 1970; id, «Ouelques extraits inèdits relatifs aux voyages des commerçants…», Folia Orientalia, Kraków, 1960, vol. II.

مسعود جلالي مقدم/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: