أَبوزَعبَل، قصبة قدیمة من أعمال القلوبة بمصر کانت تسمی بني صبرة أیضاً. ذکرها ابن مماتي (تـ 606هـ/1209م) في قوانین الدواوین باسم قُصَیر. وقد عرفت هذه القصبة في أواخر حکم الممالیک بأبي زعبل، حیث ورد اسمها في کتاب الوقف المنسوب لخیر بیک الشرکسي الوالي العثماني بمصر، والمدون في 926هـ/1520م بهذا الشکل (رمزي، 1(2)/31)، وتبعد 22 کیلومتراً عن القاهرة في الجهة الشمالیة (الخانجي، 1/109؛ الأمین، 3/50).

نهبت أبو زعبل في 6 جمادی الأولی 1207هـ/20 کانون الأول 1792م علی ید مرادبیک وجنده الممالیک، وقُتل من أهالیها عدد بین غلمان و شیوخ، وقبض علی عدد من مشایخها (الجبرتي، 2/145). وجرت بالقرب منها علی أیام احتلال نابلیون معرکة بین الفرنسیین والعثمانیین (الخانجيف ن.ص)، وقد تعرضت أبوزعبل آنذاک مرتین لهجوم الفرنسیین. ثم طلبت قوات نابلیون في 23 صفر 1213هـ/7 آب 1798م من أهالي أبي زعبل دفع مبلغ لإدارة شؤون القوات العسکریة وتأمین نفقاتها، إلا أن الدهالي رفضوا ذلک الطلب و بالتالي نهبت تلک القوات القصبة وأحرقت مافیها. و بعد خمسة أشهر، أي في 30 رجب 213هـ/8 کانون الثاني 1799م شنت القوات الفرنسیة هجوماً ثانیاً علی القصبي ونهبت ما فیها من الأ»وال و المواشي و الجمال (الجبرتي، 2/240).

کانت أبوزعبل تحظی بأهمیة بسبب وجود المنشآت العلمیة والمعسکرات في تلک المنطقة، وفي 1241هـ/1825م أنشئت بإیعاز خدیو مصر محمدعلي باشا مدرسة أرکان حرب علی غرار المدارس الحربیة المماثلة في فرنسا و بالقرب من معسکر أبي زعبل (زیدان، 4/20-21). وقد انبری الطبیب الذي قدم من فرنسا لمعالجة العسکریین بإعاز من محمدعلی باشا لإنشاء مستشفی عسکري کبیر في 1826م، ثم مدرسة الطب إلی جانب المستشفی (الخانجيف ن.ص؛ صابات، 165؛ زیدان، 4/29) وتولی بنفسه إدارة المؤسستین. بدأت هذه المدرسة وهي أقدم المدارس العالیة بمصر أعمالها في أول شعبان 1242هـ/28 شباط 1827م (صابات، زیدان، ن.صص). وبعد فترة قصیرة أنشئت مطبعة إلی جانب هذه المدرسة لتسدحاجة الطلاب من الکتب و المصادر العلمیة و توفر الرفاهیة لهم (رضوان، 354)، والتي کانت أول مطبعة رسمیة أنشئت بعد بولاق في مصر (صابات، ن.ص)، وکانت هذه المطبعة تتولی طبع مایحتاجه الطلاب من کتب الطب، التي کانت تترجم من الفرنسیة إلی العربیة وتهیأ بواسطة الخطاطین، طبعة حجریة (رضوان، 354، 357؛ صابات، 166). وقد أضیف إلی هذه المدرسة، مدرسة الصیدلة في 1830م، ومدرسة البیطرة في 1831م، ومدرسة التولید في 1832م (EI2, S). وفي 1837م تم نقل المدرسة والمطبعة من أبي زعبل إلی قصر العیني، وأحیلت أعمال المطبعة إلی مطبعة بولاق لفترة من الزمن (صابات، 166-167). ثم أنشأ فیما بعد سجن کبیر في أبي زعبل أدی إلی شهرتها (EI2, S).

المصادر

الأمین، حسن، الموسوعة الإسلامیة، بیروت، 1396هـ/1976م؛ الجبرتي، عبدالرحمان، تاریخ عجائب الآثار في التراجم و الأخبار، بیروت، 1978م؛ الخانجي، محمدأمین، منجم العمران، القاهرة، 1325هـ/1907م؛ رضوان، أبوالفتوح، تاریخ مطبعة بولاق، القاهرة، 1953م؛ رمزي، محمد، القاموس الجغرافي، القاهرة، 1954-1955م؛ زیدان، جرجي، تاریخ آداب اللغة العربیة، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1957م؛ صابات، خلیل، تاریخ الطباعة في الشرق العربي، القاهرة، 1966م؛ وأیضاً:

EI2, S.

أبوالحسن دیانت ت.