الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبو رکوة /

فهرس الموضوعات

أبو رکوة

أبو رکوة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/27 ۱۸:۳۹:۱۹ تاریخ تألیف المقالة

أَبورَکوَة، الولید بن هشام بن عبدالملک (مقت 27 جمادی الثانیة 397هـ/20 اذار 1007م)، قائد ثورة ضد الحاکم الفاطمي خلیفة مصر. وکان یدعي أنه من سلالة الأمراء الأمویین و من أبناء عبدالرحمان الداخل أول حاکم أموي في الأندلس (ابن خلدون، 4(1)/120). ویبدو أن بعض المؤرخین أیضاً أیدوا نسبه هذا (ابن القلانسي، 64؛ ابن الأثیر، 9/197؛ ابن تغري بردي، 4/179، 215).

وبعد قلیل من بدایة خلافة هشام المؤید الخلیفة الأموي الصبي في الأندلس، استولی علیه الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وأمسک بمقالید الأمور وانبری لملاحقة الأمویین. وکان أبورکوة من بین الذین هربوا من الأندلس إلی القیروان (ابن الأثیر، 9/197-198؛ ابن خلدون، ن.ص). ولما لم یکن معه عند فراره سوی رکوة ماء، أو أنه کان یحمل معه کالصفویة قربة ماءللوضوء، فقد لقب بأبي رکوة (ابن القلانسي، ن.ص؛ ابن الأثیر، 9/197؛ المقري، 2/658). وقد شرع بادئ الأمر بالتدریس لفترة في القیروان ثم غادرها طلباً للحدیث إلی مصر التي لم یکن قد مضی علی استقرار الفاطمیین فیها سوی عدة سنوات. ثم أمضی فترة أخری بمکة و الیمن و الشام و دعا الناس إلی إطاعة «القائم» من بني أمیة (ابن الأثیر، 9/198؛ ابن خلدون، ن.ص). ولما عاد إلی مصر آثر الإقامة في بُرقة وبادر إلی تعلیم الصبیان و إمامة بني قرة في الصلاة (ابن خلدون، 4(1)/121).

وحسب روایة ابن کثیر (11/337) فإن أبا رکوة أبدی هناک زهداً وتقوی و تظاهر بدنه ینبئ بالغیب. ولما التف الناس حوله أعلن عن نسبه ودعا الناس إلی طاعته، وقد ادعی کما یقول المقري (2/658-659) أن مسلمة بن عبدالملک المتنبئ قد بشر بخلافته وقدم شعراً له کان قدنظمه في وصف أبي رکوة.

وقد لبي بنوقرة أولاً دعوته ثم أنضمت إلیه قبائل أخری من أطراف برقة (ابن الأثیر، ابن خلدون، ن.صص؛ ابن عذاري، 1/257). ولم یعر الحاکم الذي علم عن طریق أحد ولاته بتمرد أبي رکوة، الأمر اهتماماً في البدایة. فجمع أبورکوة قواته واستولی علی برقة و حصل علی غنائم جمة (ابن الأثیر، ابن خلدون، ن.صص). وبادر الحاکم الذي کان قد أدرک خطر أبي رکوة إلی إرسال جیش بقیادة إینال الطویل للقضاء علی ثورته، إلا أن إینال هُزم وقتل (ابن الأثیر، 9/199؛ ابن خلدون، 4(1)/121-122). وخطب أبو رکوة في برقة و نقش السمکة باسمه (ابن الجوزي، 7/233؛ ابن کثیر، ن.ص). ولما اغتر بنفسه ووجد الأمور مستوسقة له، فکر بالهجوم علی مصر إلی درجة أنه أرسل مجموعات من الجند للهجوم علی أطرافها. وقیل إن بعض أمراء مصر الذین کانوا قد ضاقوا ذرعاً بظلم الحاکم، شجعوا أبا رکوة علی مهاجمة مصر (ن.ص). و حسب روایة أخری فإن الحاکم حرض بعض رجاله علی کتابة رسالة لأبي رکوة یدعونه فیها إلی مهاجمة مصر (ابن عذاري، 1/258). وقام الحاکم – و هو الذي کان نادماً جداً لإهماله تجاه أبي رکوة – بإرسال جیش معزز هذه المرة بالقوة التي طلبها من الشام بقیادة الفضل بن عبدالله لمجابهة أبي رکوة (ابن الأثیر، 9/200؛ ابن تغري بردي، 4/216).

ویقول ابن الأثیر (ن.ص) إن الفضل بن عبدالله کان دولاً من قادة جیش أبي رکوة، إلا أن الحاکم استماله إلی جانبه بإعطائه مالاً (قا: ابن خلدون، 4(1)/121، الذي کتب اسم قائد قوات الحاکم: الفضل بن صالح). فإنه أقام أولاً علاقة ببعض قادة جیش أبي رکوة وخدع أحدهم ویدعی الماضي بن مقرب لیطلعه علی أخبار أبي رکوة (ابن الأثیر، ن.ص؛ ابن خلدون، 4(1)/122). وفي أول حملة تراجع قائد جیش مصر الذي کانت قد هالته کثرة قوات أبي رکوة، إلی معسکره. وفي ذلک الحین اتصل بنوقرة بعرب جیش الفضل واتفقوا معهم علی الانفصال عن جیش الفضل والانضمام إلیهم، إلا أن الفضل علم عن طریق الماضي بن مقرب بتلک المؤامرة فأجبطها. وخلال ذلک ألحق أبورکوة – ودون علم الفضل – الهزیمة بقوات أخری کان الحاکم قد أرسلها، وذهب إلی سبخة وتحصّن فیها. فأثار خبر الهزیمة هذا الرعب لدی المصریین وارتفعت الأسعار (ابن الأثیر، 9/200-201؛ المقریزي، 2/286). وبعد اطلاع الفضل علی ماحصل، سارع إلی ملاحقة أبي رکوة. وخلال المعرکة التي دارت رحاها بین الفریقین وقعت الهزیمة فجأة بجیش أبي رکوة (ابن الأثیر، 9/201-202؛ ابن خلدون، ن.ص). وأثناء ذلک انفصل بنو قرة بحیلة من الماضي بن مقرب عن أبي رکوة الذي غادر إلی قلعة الجبل في النوبة وادعی أنه مبعوث الحاکم، إلا أن الفضل أرسل مبعوثاً إلی حاکم النوبة و طالبه بتسلیم أبي رکوة إلیه وقد سلمه إیاه (ابن الأثیر، 9/202؛ ابن خلدون، ن.ص). عامل الفضل أبارکوة بکل رحمة و اصطحبه معه إلی القاهرة. وهناک طافوا به المدینة بأمر من الحاکم و اقتادوه إلی حیث أرادوا قتله. وحسب روایة ابن الأثیر فإنه مات قبل وصوله المکان فقطع رأسه وعُلق جسده (9/203). وأشارت بعض المصادر أیضاً إلی قتله صراحة (ابن تغري بردي، 4/179).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن تغردي بردي، النجوم؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، حیدرآباد الدکن، 1358هـ؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن عذاري، محمد، البیان المغرب، تقـ: کولن ولیفي بروفنسال، لیدن، 1948م؛ ابن القلانسي، حمزة، ذیل تاریخ دمشق، تقـ: ف. آمدروز، بیروت، 1908م؛ ابن کثیر، البدایة؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ المقریزي، أحمد، الخطط، بولاق، 1270هـ.

قسم التاریخ/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: