الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبو الذهب /

فهرس الموضوعات

أبو الذهب

أبو الذهب

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/27 ۱۸:۰۳:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالذَّهَب، محمد بک خازندار (تـ1189هـ/1775م)، رئیس الأمراء الممالیک بالدیار المصریة في أیام العثمانیین. جُلب مملوکاً لعلي بک باشا مصر (حکـ 1182-1187هـ)، فأصبح خازنداراً (أمین خزانة) له (الجبرتي، 2/480)، و أخذ یلج باب الرقي فزوّجه علي بک ابنته وقلده منصب رئیس أمراء مصر (رفعت، 6/202؛ سامي، 1/717). قیل إنه لما لیس خلعة الإمارة، أخذ ینثر الذهب فيالشوارع و هو یمتطي ظهر فرسه، ولهذا عُرف بأبي الذهب (الجبرتي، ن.ص). وفي تلک الآونة طمحت نفس علي بک إلی الاستقلال و مدّ نفوذه، فجهز جیشاً إلی الحجاز بقیادة أبي الذهب لإخراج شریف مکة، فاستولی علی جدةدون إراقة دماء، ثم توجه إلی مکة و أخرج الشریف منها (منقریوس، 3/299). وشکل الباب العالي في ولاء علي بک، إلا أنه سکت عنه مؤقتاً لانهماکه فيالحرب مع روسیا (ن.ص).

وعلی صعید آخر کان ظاهر العمر والي عکا علی خلاف مع عثمان باشا الصادق والي دمشق، وکان ینوي التمرد علی الباب العالي منتهزاً فرصة ضعف العثمانیین، لکنه لم یکن قادراً لوحده علی ذلک، فبعث بالهدایا إلی علي بک محرضاً إیاه علی فتح الشام. فأرسل أبا الذهب علی رأس جیش کبیر إلی سوریة لهذا الغرض (ن.ص؛ الشدیاق، 2/39)، فهرب عثمان باشا إلی حمص ودخل أبوالذهب إلی دمشق و کتب إلی علي بک یبشره بظفره معلناً له عن ولائه (ن.ص).وقد أدی هذا النصر إلی اشتهار علی بک یبشره بظفره معلناً له عن ولائه (ن.ص). وقد أدی هذا النصر إلی اشتهار علی بک من جهة، وازدیاد شکوک الباب العالي به من جهة أخری.

وبعدما طرد أبوالذهب عثمان باشا، عیّن والیاً و مفتیاً علی دمشق (سامي، ن.ص)، واستولی علی أغلب مدن سوریة خلال فترة قصیرة. وقد دفعه هذا النصر إلی التفکیر باحتلال مصر و إسقاط علي بک، وحینما شعر بموافقة الباب العالي علی هذه الفکرة، خرج من الشام فجأة متجهاً نحو مصر بتنویه أحد المقربین إلیه المدعو إسماعیل بک (عمّون، 189؛ الشدیاق، 2/40). واتصل في الطریق بمختلف القبائل و المناوئین لعلي بک و اصطحبهم معه (عمون، ن.ص). واستشف علي بک من تلک العودة السریعة المفاجئة أن أبا الذهب قدجاء لقتاله (منقریوس، ن.ص)، فعبأ جنوده للقتال في 1186هـ، ونشب القتال بین الجانین عند بیاضة، فوقعت الهزیمة علی عسکر علي بک (الجبرتي، 2/415-416)، وأصبح أبوالذهب باشا مصر ووالیها (رفعت، ن.ص) و قرئت الخطبة في القاهرة باسمه (منقریوس، 3/300). قیل إنه أمر بحمل علي بک – الذي کان قد جرح في تلک المعرکة – إلی القاهرة و أوعز إلی الجراحین بمعالجته و أمرهم بوضع السم في جراحه، فوضعوه فمات للحال (ن.ص).

وفي 1189هـ أمره الباب العلاي بقمع ظاهر العمر الذي تمرد في سوریة. فاستولی علی یافا و عکا بالقوة و لاقسوةو هرب ظاهر العمر فاستسلمت له باقي المدن الواحدة تلو الأخری، ثم عینه الباب العالي بشکل رسمي والیاً علی مصر و لاشام (منقریوس، وفعت، ن.صص). وفي 1187هـ/ 1773م شیّد أبوالذهب مسجداً باسمه بالقرب من الأزهر، وأحدث فیه مکتبة (ظ: الجبرتي، 2/105-106).

وقیل عن وفاته إن أهل عکا دسّوا إلیه السم للقسوة التي أبداها في احتلاله لهذه المدینة (سامي،ن.ص؛ قا: مشاقة، 8)، فیما قال بعضهم إنه قتل أثناء محاصرته لعکا (حسون، 116؛ فرید بک، 359)، بینما تحدث آخرون عن موته بالوباء (رفعت، ن.ص). نقل جنده جثمانه إلی القاهرة ودفنوه في مدرسة تجاه الأزهر (منقریوس،ن.ص).

 

المصادر

الجبرتي، عبدالرحمان، عجائب الآثار في التراجم و الأخبار، بیروت، دارالجیل؛ حسون، علي، الدولة العثمانیة و علاقاتها الخارجیة، بیروت، 1403هـ/1983م؛ رفعت، أحمد، لغات تاریخیة و جغرافیة، إستانبول، 1300هـ؛ سامي، شمس‌الدین، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306هـ؛ الشدیاق، طنوس، أخبار الأعیان في جبل لبنان، بیروت، 1954م؛ عمون، هند إسکندر، تاریخ مصر، القاهرة، 1341هـ/1923م؛ فریدبک، محمد، تاریخ الدولة العلیة العثمانیة، تقـ: إحسان حقي، بیروت، دار النفائس؛ مشاقة، میخائیل، منتخبات نالجواب علی اقتراح الأحباب، تقـ: أسد رستم وصبحي أبوشقراء، لبنان، 1985م؛ منقریوس الصدفي، رزق الله، تاریخ دول الإسلام، القاهرة، 1326هـ/1908م.

أبوالحسن دیانت/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: