الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبوحیان الغرناطي /

فهرس الموضوعات

أبوحیان الغرناطي

أبوحیان الغرناطي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/27 ۱۱:۳۶:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

أَبوحَیّانَ الغَرناطيّ، أثیر‌الدین محمد بن یوسف بن علي بن حیّان النِّفزي لاغرناطي (654-745هـ/1256-1344م)، نحوي و شاعر و أدیب من عصر بني نصر بغرناطة و الممالیک بمصر. یصل نسبه إلی نفزة القبیلة البربریة الأصل (ابن حجر، 6/62). کان أبوه من أهل جَیّان (م.ن، 6/63)، ویبدو أنه غادرها بعد استیلاء المسیحیین علیها في 643هـ (عنان، 20). ولد أبوحیان في مَطَخشارَش من توابع غرناطة وترعرع فیها (الصفدي، أعیان...، 11/163؛ ابن قاضي شهبة، طبقات النحاة، 289). وإن نسبه النفزي و الجیاني و الغرناطي، جاء لهذه الأسباب.

شرع بدراسة العلوم منذ 670هـ، وفي قول منذ 668 هـ (ابن الجزري، 2/285؛ ابن قاضي شهبة، ن.م، 291)، وسافر إلی مدن عدیدة في المغرب و المشرق و أفاد من مجالس أساتذة کثیرین و مشهورین. وقد أحصی هو نفسه أساتذته بـ 450 أستاذاً، وذکر في موضع آخر أن عددهم هو 1,500 إضافة إلی من أجازوا له روایة الحدیث عنهم (ظ: ابن حجر، 6/58، 64؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعیة، 3/91). تعلم القراءات السبع بادئ الأمر في مطخشارش علی أبي محمد عبدالحق بن علي الأنصاري، وفي غرناطة علي أبي جعفر ابن الطباع و ابن بشیر (أبو حیان، البحر...، 1/7؛ الصفدي، أعیان، 11/165؛ السبکي، 6/32؛ ابن الجزري، ن.ص)، ثم أصبح ملازماً لابن الزبیر و تعلم النحو منه (ابن قاضي شهبة، ن.م، 3/89؛ ابن الخطیب، 3/44). وختم القرآن عشرین مرة لدی أبي محمد عبدالحق کما یقول الصفدي (ن.ص). ویقول ابن قاضي شهبة (طبقات النحاة، 289) إنه تعلم النحو في غرناطة لدی أبي علي الشلوبین، إلا أننا نعلم أن الشلوبین کان قد توفي في 645هـ، أي قبل ولادة أبي حیان بحوالي 10 سنوات (ظ: ابن خلکان، 3/452).

رحل من غرناطة إلی مالقة حوالي 671هـ، وحضر مرة أخری مجلس درس ابن الزبیر الذي کان في مالقة آنذاک و تعلم علیه علیم الحدیث وأصول الفقه وکذلک المنطق، وقرأ علیه کتابي الإشارة لأبي الولید الباجي و لامستصفی للغزالي. کما تعلم القراءات السبع إلی آخر سورة الحجر لدی ابن أبي الأحوص (الصفدي، ن.م، 1/165-166؛ ابن قاضي شهبة، ن.م، 290؛ المقري، 3/315). وفي 673هـ حضر مرة أخری مجلس درس ابن الطباع و قرأ عله الموطأ (ابن قاضي شهبة، ن.ص). و من بین أساتذته الأخرین في مالقة یمکن الإشارة إلی محمد بن عباس القرطبي (السبکي، ن.ص).

ذهب أبوحیان من مالقة إلی ألمریة و منها إلی الجزیرة الخضراء ثم إلی جبل الفتح و درس العلوم لدی مشاهیر أساتذة تلک الدیار (الحسیني الدمشقي، 23). وفي 677هـ توجه من الأندلس إلی المغرب وحط رحاله في سبتة وأفاد بعد ذلک في بجایة من مجلس درس أبي عبدالله محمد بن صالح الکناني، وفي تونس من عبدالله بن هارون (السبکي، ن.ص؛ الحسیني الدمشقي، 24)، وبقي في تونس إلی 679هـ (م.ن، 26). ثم اتجه في نفس السنة إلی الشرق ذاهباً إلی الحجاز لأداء فریضة الحج (م.ن، 24؛ ابن قاضي شهبة، ن.م، 289؛ المقري، 3/318).

وقد اختلف في سبب هجرته إلی الشرق، ففي روایة ابن الخطیب (3/46-47) حدا غرور الشباب بأبي حیان إلی أن ینبري لمعارضة بعض أساتذته و منهم ابن الطباع و ابن الزبیر، بل ویؤلف کتاب في دحض آرائهم، فشکی ابن الطباع إلی الأمیر محمد بن نصر، المعروف بالفقیه، ولما أراد الأمیر معاقبة أبي حیان هرب الأخیر إلی المغرب خوفاً علی حیاته، واتجه بعد فترة إلی مصر (قا: المقري، 3/340)، إلا أن السیوطي (بغیة ...، 1/281) یقول نقلاً عن أبي حیان نفسه إن مما قَوّی عزمه علی الرحلة إلی الشرق هو أن أحد علماء ذلک العصر (ابن الطباع کما یعتقد البعض) ممن کان له باع طویل في المنطق والفلسفة والریاضیات و العلوم الطبیعیة، طلب إلی السلطان أن یرسل إلیه تلامیذ أذکیاء لیعلمهم قبل موته کل ماتعلمه خلال عمره المدید، فأراد السلطان إرسال أبي حیان إلیه، لکن أباحیان الذي کان یکره جداً مجالس درسه لم یجد حیلة سوی الفرار (قا: ابن لاعماد، 6/146). ورغم احتمال أن یکون لهذه العوامل أثر مباشر في هجرته، إلا أنه یستشف من طبیعته النفسیة و أسلوبه في الحیاة أن دافعه الأهم إلی هذا الأمر کان- شأنه شأن أغلب معاصریه – مواصلة الدراسة والإفادة من مجالس درس علماء الشرق، خاصة و أن حبه للعلم جعله – علی حد تعیره – لایعبأ بأیة مشکلة علی هذا الطریق، وکان یفضل اکتساب العلم علی کل شيء حتی زوجته وأطفاله (البحر، 1/4).

وقد انبری أبوحیان خلال رحلة الحج لسماع الحدیث في مکة و منی وجدة أیضاً، فسمع الحدیث في مکة من أبي الحسن علی بن صالح الحسیني و کانت له جلسات مع بدر‌الدین ابن هود (ابن شاکر، 1/345؛ الحسیني الدمشقي، ن.ص). ومن الحجاز ذهب إلی عیذاب ووص فالتقی في قوص، بمجیر‌الدین ابن اللَّمَطي (638-721هـ) و قرأ علیه شعره، وأخیراً وصل إلی القاهرة في 680هـ و انهمک في الدرس بمدرسة الأفرم (ابن شاکر، 3/138؛ الحسیني الدمشقي، ن.ص؛ المقري، 3/338).

وفي تلک الفترة التي لم یبق فیها من أرض الأندلس بأیدي المسلمین سوی غرناطي مما اضطر کثیراً من أدباء الأندلس و علمائها إلی مغادرة وطنهم، أصبحت القاهرة مرکزاً للعلم و الأدب آنذاک، و کانت مجالس الدرس و البحث و المناظرات العلمیة في مساجدها و مدارسها مزدهرة بشکل کبیر (مکرم، 354؛ الأشتر، 295-296). وفي تلک الأجواء قرأ أبوحیان بادئ الأمر القراءات الثمان في الإسکندریة علی عبدالنصیر ابن علي، المعروف بابن المریوطي، ثم القراءات السبع بروایة ورش علی إسماعی لبنهبة الله الملیجي (أبوحیان، ن.م، 7، 11؛ ابن الجزري، ن.ص)، ودرس کتاب الإرشاد لأبي العز علی یعقوب بن بدران (ابن الجزري، ن.ص). ومن أساتذته في الإسکندریة یمکن دن نذکر عبدالوهاب بن فرات و ابن الدهان و عبدالله بن أحمد بن فارس (ابن قاضي شهبة، ن.م، 291). ثم تعلم في القاهرة علم الأصول لدی الشیخ شمس‌‌الدین الأصفهاني، و علم الحدیث لدی الدمیاطي، ودرس کتابي المحرر للرافعي و مختصر المنهاج للنووي لدی الشیخ علم‌‌الدین العراقي، و حفظ القسم الأ:بر من المنهاج (الصفدي، ن.م، 11/166؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعیة، 4/91.

وفضلاً عن العلوم المذکورة کانت لدیه أیضاً ثروة ضخمة من الشعر والأدب و اللغة، و حسب قوله نفسه (ن.م، 1/6) فقد کان یحفظ عن ظهر قلب کتاب الفصیح لأبي العباس ثعلب و دواوین الشعراء الجاهلیین المعروفین و جزءاً من کتاب الحماسة لأبي تمام. و في 688هـ درس الکتاب لسیبویه بأکمله علی ابن النحاس (ن.ع) النحوي الشهیر (ابن الخطیبف 3/45)، وبعد أن أمضی مایقرب من 20 سنة من عمره في طلب العلم و تمرس في شتی العلوم من نحو و تفسیر وفقه و حدیث و قراءة، شرع بالتدریس و التألیف دفعة واحدة. یقول الصفدي: لم أرَ في أشیاخي أکثر اشتغالاً منه، لأني لم أره قط إلا منهمکاً بالتدریس أو بجمع الحدیث و التألیف، ولم أره علی غیر ذلک (ن.م، 11/165). وقد فاق أبوحیان أقرانه بسرعة وذاع صیته في الشرق و الغرب و عرف في النحو بشیخ النحاة أو إمام النحاة، وفي علم الحدیث بشیخ المحدثین، وفي سائر العلوم برئیس العلماء (المقري، 3/288، 291؛ قا: مدرس، 7/82)، إلی درجة أن رجحه البعض علی الخلیل بن أحمد و سیبویه و الکسائي والفراء وبقیة النحاة المعروفین (الصفدي، ن.م، 11/161-162؛ المقري، 3/290-291).

وبعد وفاة ابن النحاس في 698هـ أخذ أبوحیان علی عاتقه بوصفه أکبر نحاة عصره مهمة تدریس النحو في جامعي الأقمر و الحاکمي، و من ثم تدریس التفسیر في المدرسة الصالحیة و جامع طولون، وتدریس الحدیث وروایته في المدرسة المنصوریة (أبوحیان، ن.م، 1/3؛ ابن قاضي شهبة، ن.ص، طبقات النحاة، 290؛ المقري، 3/288؛ الحسیني الدمشقي، ن.ص). اشترک في مجالس درسه طلاب من شتی البقاع، أصبح کثیر منهم فیما بعد في عداد کبار شخصیات و علماء عصرهم (الفیروزآبادي، 203؛ ابن حجر، 6/59). ومن بین تلامیذه المعروفین: الصفدي وابن هشام و تقي‌‌الدین السبکي وابنه تاج‌‌الدین السبکي و جمال‌‌الدین الإسنوي و ابن عقیل و ابن رافع و ابن فضل الله و ابن مرزوق (الصفدي، الغیث...، 2/416، نکت...، 280؛ السبکي، 6/32؛ الإسنوي، 1/458؛ ابن قاضي شهبة، ن.ص؛ المقري، ن.ص؛ الخوانساري، 8/91). وکان یدرس کتب سقط الزند و مقامات الحریري و الحماسة لأبي تمام و المقصورة لابن درید و الفصیح لثعلب و کذلک آثار ابن أبي الأحوص ومنها التبیان في أحکام القرآن و المعرب المفهم في شرح مسلم والوسامة في أحکام القسامة و المشرع السلسل في حدیث المسلسل (الصفدي، ن.م، 281؛ المقري، ن.ص) و هذا دلیل علی سعة علمه. و کما یستشف من آثاره فقد کان علی علیم باللغات الفارسیة و الترکیة و الحبشیة أیضاً، و ألف بعض آثاره بهذه اللغات (ظ: قسم آثاره في هذه المقالة؛ قا: جنثالث پالنثیا، 188؛ الحدیثي، 176-187).

ورغم شغفه بشتی العلوم، لم یکن یهتم بالفلسفة إلی درجة أنه دهش کثیراً عندما دخل مصر ورأی مجموعة کبیرة منهمکة بدراسة الفلسفة (المجذوب، 34). کما لم تکن تعجبه طریقة المتصوفة، ورغم أنه هو نفسه روی حکایات من کرامات بعض مشایخ الصوفیة، إلا أنه وجه إلیهم انتقادات کثیرة إلی الحد الذي دعاهم معه في شعر بالزنادقة الغارقین في الضلال (ظ: البحر، 1/5؛ ابن حجر، 6/64؛ نامۀ دانشوران، 1/225-226).

کان أبوحیان قبل هجرته إلی الشرق – شأنه شأن الکثیر من أهل الأندلس – یعتنق المذهب الظاهري و یتعصب له کثیراً، إلا أنه بعد وصوله إلی مصر ومثل کثیر من العلماء المغاربة أمثال ابن مالک (ن.ع)، غیّر مذهبه متأثراً بأجواء المدارس في مصر، ورغم أنه کان قد أکد کثیراً أنه سیظل دائماً علی العقیدة الظاهریة، لکنه مال إلی المذهب الشافعي و نظم قصیدة أیضاً في مدح الشافعي (الصفدي، أعیان، 11/179؛ السبکي، 6/36؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعیة، 3/91-92). وکان یکنّ احتراماً خاصاً للإمام علي (ع) و یلعن أعداءه ویستند في آثاره أحیاناً إلی أقواله (ع) (أبوحیان، تقریب...، 39؛ ابن حجر، 6/62؛ المقري، 3/295، 338). ومع کل هذا لاتنبغي المبالغة في هذا الجانب من عقائده. ویمکن أن یکون حبه لعلي (ع) ناشئاً من کونه یتعتبره مؤسس علم النحو (أبوحیان، ن.ص).

کان أبوحیان یثني کثیراً علی ابن تیمیة (ن.ع) من بین العلماء المعاصرین و الذي کان مقیماً بالإسکندریة و القاهرة بین 709-713هـ إلی الحد الذي نظم معه قصیدة في مدحه، لکنه أعرض عنه وانضم إلی صفوف معارضیه بعد أن انتقد ابنُ تیمیة في کتابه العرش سیبویه کثیراً (ابن حجر، 6/64؛ المقري، 3/295).

کان أبوحیان – کما مرّ – ینظم الشعر، وقد وردت أبیات من شعره في آثار الصفدي (ن.م، 11/168-169، 172، 173، 180-183) وابن شاکر (4/72-74) وابن الخطیب (3/47-59). وبعض هذه الأشعار في مدح النحو و النحاة الکبار و منهم سیبویه و شیوخه و حکام العصر أیضاً. وکان یمیل کثیراً إلی الشعر الغزلي والملحمي (الصفدي، ن.م، 11/168؛ ابن حجر، 6/62؛ المقري، 3/296)، کما نظم موشحات نقل بعضها الصفدي (ن.م، 11/183-184، 186-187) و المقري (3/309-310، 312-313؛ قا: الحدیثي، 80-83).

وکان سیئ الظن بالناس کثیراً و شدید البخل، والجیب أنه کان یفخر ببخله و یثني علیه في کل مجلس و یذم أهل الکرم و العطاء، ویحب الذهب ولافضة إلی الحد الذي کان یراهما دواء لکل داء (الصفدي، ن.م، 11/167-168) ولهذا وخلافاً لبقیة العلماء لم ینفق ماله لشراء کتاب یوماًما، وکان یستفید دائماً من الکتب التي یستعیرها (المقري، 3/296-297). أما عن علاقاته بحکام عصره فلا نعلم سوی أنه کانت له علاقة صداقة حمیمة بالأمیر سیف‌‌الدین أرغون، و حظي لدیه باحترام خاص.

کانت له ابنة اسمها نُضار تُعد من محدثات عصرها و کان یکرمها کثیراً ویثني علیها، وقد ماتت في 730هـ و تألم أبوحیان غایة الألم لموتها لدرجة أنه سکن قرب قبرها في برقوقیة القاهرة سنة واحدة، وقلما کان یلتقي بأحد خلال تلک الفترة، ثم ألّف کتاباً باسمها ودعاه النضار في المسلاة عن نضار (المقري، 3/314).

توفي أبوحیان الذي کان قد کُفَّ بصره آخر عمره في القاهرة و دفن بمقبرة الصوفیة (ابن الوردي، 482؛ الصفدي، ن.م، 284؛ الحسیني الدمشقي، 26). وقد رثاه الصفدي (أعیان، 11/163-164).

 

آراؤه النحویة

کان أبوحیان یجلّ الکتاب لسیبویه إلی حد التقدیس ولایری کتاباً سواه یستحق التدریس، وکان لهذا الکتاب أثر کبیر في تکوین آرائه النحویة. ورغم أن جذوة الخلافات بین المدارس النحویة کانت قد خبت علی عهده ولم یکن للنحویین تعصب خاص للمدارس النحویة وکبار النحاة، إلا أنه کان یتعصب کثیراً لسیبویه إمام مدرسة البصرة إلی الحد الذي لم یکن معه یسمح لأحد علماء عصره بانتقاد سیبویه و کتابه. وکما ذکرنا فقد قطع علاقاته بابن تیمیة وهاجمه بشدة لأنه قال: إن سیبویه لیس نبي النحو لیخلو من الخطأ (السیوطي، بغیة، 1/282). وتعصب أبي حیان المفرط هذا للنحاة القدماء و خاصة سیبویه، هذا التعصب الناجم عن میوله الظاهریة أدی به إلی أن یکتفي بتقلید الماضیین و یبقی مثل ابن مضاء (ن.ع) في المسائل النحوی ظاهري الاتجاه (ابن الوردي، ن.ص؛ ضیف، 321)، ولهذا یندر أن یلاحظ في آثاره النحویة إبداع و تجدید.

أدی تعلق أبي حیان بسیبویه إلی أن یفضل آراءه في جمیع المسائل النحویة علی غیره من کبار النحاة حتی الخلیل بن أحمد و ثعلب و المازني والمبدر و الجَرمي. وبعض هذه المسائل هي:

1. یعد نحاة مثل الخلیل و المازني و ابن مالک الضمائر المفعولیة المنفصلة لفظین منفصلین، فمثلاً یرون «إیاه» ترکیباً إضافیاً مثل «إیا الشوائب»، أما أبوحیان واتِّباعاً منه لسیبویه فیعدها لفظاً واحداً ویری أننا إذا اعتبرنا «إیا» مضافاً فیجب أن یظهر إعرابها عند الإضافة لأن الأسماء المبنیة مثل «أيّ» تعرب عند الذضافة.

2. تقدم خبر إنّ أو معمول خبرها نحو «أما زیداً فإني ضاربٌ»، الذي لایجیزه سیبویه، ویراه المبرد وابن درستویه و الفراء و ابن مالک صحیحاً، یعده أبوحیان مخالفاً للسماع و القیاس و یقول إن المبدر أیضاً اقتنع برأي سیبویه فیما بعد.

3. عن الأسماء الستة لایقبل مبدأ «الإعراب بالحروف»، ویری أن شکلها الإعرابي و لید الفعل وردّ الفعل الصوتي. فمثلاً «أبوک» حسب رأیه ورأي سیبویه هي في الأصل «أَبَوُکَ» ثم ضمت الباء بالتبعیة للواو وحذفت بدل ذلک ضمة الواو الثقیلة علیها؛ وفي «أباک» کان الأصل «أَبَوکَ» فقلبت واوها ألفاً، وکذلک «أبیک»، کانت في الأصل «أَبَوِکَ»، ثم کسرت الباء تبعاً للواو، ثم حذفت کسرة الواو للثقل فصارت «أَبِوک»، وأخیراً قلبت الواو یاءً فأصبحت «أبیک» (قا: مکرم، 306-323، الذي أفاض في الحدیث عن آرائه).

وفي حالات نادرة کانت آراؤه تخالف آراء البصریین و تتفق مع آراء نحویي الکوفة. ومن ذلک أن نحویي البصرة لایجیزون العطف علی الضمیر المجرور دون تکرار حرف الجر مثل: «فقال لها وللأرض» و «وعلیها و علی الفلک»، بینما یجیزه أبوحیان علی القیاس بدلالة استخدامه بکثرة في الشعر والنثر العربیین (السیوطي، الالقتراح...، 100؛ مکم، 314-315؛ للاطلاع علی بقیة آارئه، ظ: الحدیثي، 453 ومابعدها).

 

أبوحیان و ابن مالک

انتقد أبوحیان في آثاره ابنَ مدینته ومعاصرَه النحوي الکبیر ابنَ مالک بشدة إضافة إلی ابن الزبیر وابن الطباع (المقري، 2/434). ویری البعض أن السبب الرئیس للخلاف بینه و بین ابن مالک یکمن في غروره العلمي و غیرته منه، ویعتقدون أن هذا هو السبب في أن أباحیان لم یکن یحضر مجلاس درسه (مکرم، 165-167)، إلا أنه و بقلیل من التأمل في حیاة هذین الاثنین یتضح عدم صحة هذا الکلام، فأبوحسان و ابن مالک رغم کونهما أبناء وطن واحد ومعاصرین لبعضهما، لم یر بعضهما الآخر طیلة حیاتیهما، ذلک أننا نعلم أن ابن مالک هاجر من الأندلس إلی مصر في 632هـ؛ أي قبل ولادة أبي حیان بـ 22 سنظ وأن أباحیان دخل القاهرة في 679هـ، أي بعد 6 سنوات من وفاة ابن مالک (تـ 673هـ)، فضلاً عن أن عمر أبي حیان لم یزد عن 19 سنة عند وفاة ابن مالک (خلافاً لقول المقري الذي یری أن فترة معاصرتهما لبعضهما الآخر امتدت 30 عاماً)، ولم یکن حتی ذلک الحین قد اکتسب من الشهرة مایجعله یری نفسه بوزن ابن مالک وینبري لمنافسته أو یغار منه. و علی هذا فإن معارضة أبي حیان و انتقاده لابن مالک کانت کلها بعد وفاة ابن مالک.

وقد عدّ أبوحیان في کثیر من الحالات أدلة ابن مالک واهیة ولاتستند إلی أساس (المقري، 2/432)، إلا أنه وصفه في حالات أخری منصفاً إیاه بأنه ثقة وفاضل، بل ذکره بلفظ «صاحبنا» أیضاً (أبوحیان، تذکرة ...، 345؛ المقري، ن.ص)، إضافة إلی أنه أثنی کثیراً علی بعض آثاره ومنها التسهیل وعده في مصاف الکتاب لسیبویه (المقري، 2/433، 3/294). وفي کثیر من الحالات شجع الآخرین علی دراسة آثاره (ابن العماد، 6/146)، وانبری هو لشرح بعضها.

 

أبوحیان و ابن هشام

کان ابن هشام لفترة تلمیذاً لدی أبي حیان في القاهرة، وقرأ علیه دیوان زهیر بن أبي سلمی (السیوطي، بغیة، 2/68)، إلا أنه أعرض عنه بعد مدة و بدأ بمعارضته. ومع وجود آراء مختلفة في دوافع هذه المناوئة (ظ: ن.د، ابن هشام)، فمن المحتمل أنتکون قد بدأت منذ أن شرع أبوحیان في نقد آراء ابن مالک النحویة، فلم یطق ابن هشام الذي کان معجباً جداً بابن مالک نقد أبي حیان اللاذع، لذلک تجاهل حتی حقه علیه لکونه أستاذه وانبری لعدائده (قا: مکرم، 324).

 

آثاره

کانت کتابة الشروح و لااختصارات و نظم آثار الآخرین أسلوباً شائعا علی عهد أبي حیان الذي لم یکن استثناءً من هذه القاعدة، وأغلب اثاره من هذا القبیل کما سنری.

 

ألف- المطبوعة

1. الإدراک للسان الأتراک وهو من أقدم قوامیس اللغة الترکیة. طبع هذا الکتاب لدول مرة في 1309هـ/1892م، ومن ثم بتحقیق جعفر أوغلي أحمد في 1350هـ/1932م بإستانبول.

2. ارتشاف الضَرَب من لسان العرب، وهذا الأثر خلاصة لکتابه المسمی التذییل والتکمیل في شرح التسهیل الذي طبع في القاهرة بتحقیق مصطفی أحمد النماس (1404-1409هـ/1984-1989م).

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: